العزيز
كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...
العربية
المؤلف | عبد الرحمن بن ناصر السعدي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - التوحيد |
أما ترون الله يتابع عليكم نعمه؛ لتشكروه، ويذكركم بآلائه؛ لتعرفوه وتذكروه، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وبذكره تغفر الخطايا ويحصل كل مطلوب، من أقبل على ربه وتقرب إليه تلقاه مولاه، ومن تعرف إليه في الرخاء عرفه في الشدة، ومن قام بتق
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحداً، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار العزيز الغفار، مكور النهار على الليل وعلى الليل النهار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الرسل وإمام الأبرار، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه الأطهار.
أما بعد:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:20-22].
من الذي أوجدكم من العدم، وغمركم بسوابغ النعم؟
من الذي صرف عنكم المكاره والمضار والنقم؟
من الذي أعطاكم العقول والأسماع والأبصار؟
من الذي سخر لكم الليل والنهار؟
من الذي فلق الحب عن الزروع وعن الأشجار النوى؟
من الذي أحيا الأرض بعد موتها بما أنزل عليها من غيث السماء؟
من الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء؟
من الذي أمسك السموات والأرض عن الزوال؟
من الذي أحكم خلقها وأحسن نظامها؛ فلا يرى فيها خلل ولا إخلال؟ من الذي فجر الأرض بالأنهار والعيون، وإخراج الثمار اللذيذة والفواكه الشهية من يابس الغصون؟
أما ذلك إبداع من يقول للشيء كن فيكون؟
من الذي خلق المخلوقات فعدّها وأحسنها وسوى، وقدر أقدارها وإليها وجه أهلها وهدى؟
من الذي خلق السماء وبناها؟ ورفع سمكها فسواها؟ وأغطش ليلها وأخرج ضحاها؟ والأرض بعد ذلك دحاها؟ أخرج منها ماءها ومرعاها؟ والجبال أرساها؟ متاعاً لكم ولأنعامكم؟ فجل ملكاً عظيماً، ورباً وإلهاً.
إله قامت البراهين القاطعة على وحدانيته، وشهدت الموجودات ببديع حكمته، وسعة علمه ورحمته، وخلق المكلفين؛ لعبادته ومعرفته.
قوموا -رحمكم الله- بما خلقتم له فإنكم عن ذلك مسؤولون، واستعدوا للقاء ربكم فإنكم إليه راجعون، وخذوا ما استطعتم من الباقيات الصالحات، وتوبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم السيئات، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار فيها المساكن الطيبات.
أما ترون الله يتابع عليكم نعمه؛ لتشكروه، ويذكركم بآلائه؛ لتعرفوه وتذكروه، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وبذكره تغفر الخطايا ويحصل كل مطلوب، من أقبل على ربه وتقرب إليه تلقاه مولاه، ومن تعرف إليه في الرخاء عرفه في الشدة، ومن قام بتقواه جعل له فرجاً ومخرجاً من كل مشقة؛ فسبحان من فتح لعباده من رحمته كل باب، ويسر لهم الوسائل إلى الخيرات والأسباب.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.