الأحد
كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...
العربية
المؤلف | عبدالباري بن عواض الثبيتي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | السيرة النبوية - الصيام |
أعداءُ الإسلام مِلَّتُهم واحدة أيًّا كان منشؤُهم أو مُعتقدُهم، الخيانةُ مذهبُهم، والغدرُ سجِيَّتهم، والمكرُ والخديعةُ والتلبيسُ مطيَّتُهم، تذوبُ بينهم الفوارِقُ والعداوات، ويتحالَفُون لحرب الإسلام، قال الله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120]، وقال: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة: 217]. صراعٌ بين الحق والباطل، وتدافُعٌ بين جُند الله وجُند الشيطان، تآلَبَ الأحزاب، وحاصَروا المدينة قُرابَة شهر، وابتُلِي المُسلِمون فيها ابتِلاءً عظيمًا، مع جُوعٍ شديدٍ وبردٍ قارِسٍ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله على نعمة الصيام والقيام، أحمده -سبحانه- وأشكرُه إليه المرجعُ والمآب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعلَ الليلَ والنهارَ آيةً لأُولِي الألباب، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه ردَّ الله عنه وعن المؤمنين كيدَ الذين كفروا بغيظِهم يوم الأحزاب، صلَّى الله عليه وعلى خيرِ آلٍ وأصحاب.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
رمضانُ خيرٌ كلُّه، وفضلٌ كلُّه، ومن صامَ وقامَ إيمانًا واحتِسابًا فإنه ينالُ من هذا الفضل؛ ففي الحديث القُدسي: "كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزِي به".
وقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "عليك بالصوم؛ فإنه لا عِدلَ له". وقال: "الصيام والقرآن يشفَعَان للعبد يوم القيامة". وقال: "ثلاثُ دعواتٍ مُستجابات: دعوةُ الصائم، ودعوةُ المُسافِر، ودعوةُ المظلوم". وقال: "إن الله وملائكتَه يُصلُّون على المُتسحِّرين". وقال: "إن في الجنَّةِ بابًا يُقال له: الريَّان يدخلُ منه الصائِمون يوم القيامة". رواه البخاري ومسلم.
وأمَّتُنا اليوم حين تعصِفُ بها المِحَن، وتُحيطُ بها الفِتَن، فهي بحاجةٍ إلى تعزيز الثَّبات في النفوس، ولعلَّنا نجِدُ هذا المعنى وغيرَه في غزوة الأحزاب أو الخندق التي وقعَت في الخامس من الهِجرة، وكانت معركةً حاسِمةً فاصِلة: عددٌ قليلٌ، وأعداءٌ كُثُر، التقَت مصالِحُهم ومنافِعُهم وأهواؤُهم على كراهيةِ الإسلام، وتحزَّبوا لقتال المسلمين، أو مُحاولة تشويهِه لتنحِيَته عن الحياة.
أعداءُ الإسلام مِلَّتُهم واحدة أيًّا كان منشؤُهم أو مُعتقدُهم، الخيانةُ مذهبُهم، والغدرُ سجِيَّتهم، والمكرُ والخديعةُ والتلبيسُ مطيَّتُهم، تذوبُ بينهم الفوارِقُ والعداوات، ويتحالَفُون لحرب الإسلام، قال الله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة: 120]، وقال: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة: 217].
صراعٌ بين الحق والباطل، وتدافُعٌ بين جُند الله وجُند الشيطان، تآلَبَ الأحزاب، وحاصَروا المدينة قُرابَة شهر، وابتُلِي المُسلِمون فيها ابتِلاءً عظيمًا، مع جُوعٍ شديدٍ وبردٍ قارِسٍ: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) [الأحزاب: 10، 11].
جمع الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- أصحابَه يُشاوِرُهم -وهو المُؤيَّدُ بالوحي المُسدَّدُ به- ليُؤصِّلَ للأمة هذا المبدأ العظيم، وليكون سِمَةً من سِماته: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) [الشورى: 38].
الشُّورَى تُستجمَعُ فيها طاقاتُ العقول، وتلتئِمُ معها الخِبرات، وتنطلِقُ في آفاقِها الحلُولُ والآراء النيِّرَة، ثم يأتي بعد ذلك العزمُ والمُضِيُّ مع التوكُّل على الله: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].
وفي ظلِّ الشُّورى أعملَ سلمان الفارسيُّ عقلَه في خدمة الإسلام؛ فأشار -رضي الله عنه- بفكرٍ سديدٍ، وخُطَّةٍ مُحكَمةٍ تتمثَّلُ في حفر الخندَق، وفرِحَ المُسلِمون بذلك فرَحًا عظيمًا. حفَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابِه الخندق، فأعطَى بذلك القائدُ القدوةَ العمليَّة بمُشارَكة أصحابِه البذلَ والتعبَ والألمَ والأملَ، فبثَّ فيهم روحَ الحياة والهمَّة العالية، ولم يتميَّز عنهم.
روى البخاري في صحيحه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُردِّد أثناء حفر الخندَق أبياتَ عبد الله بن رواحَة -رضي الله عنه-:
اللهم لولا أنت ما اهتدَينا | ولا تصدَّقنا ولا صلَّينَا |
فأنـزِلَن سكينـةً علينا | وثبِّتِ الأقدامَ إن لاقَينَا |
إن الأُلَى قد بغَوا عليـنا | وإن أرادوا فتـنةً أبَيْنَا |
والمُسلِمون يردُّون عليه:
نحن الذين بايَعوا محمدًا | على الإسلام ما بقِينا أبدًا |
إذا اشتدَّت الكُروب، وتعمَّقَت المِحَن، يُطِلُّ النِّفاقُ برأسِه، ويخرجُ من قُمقُمِه، ويشتدُّ ساعِدُ المنافِقين بمُمارسَة الغدرِ والخِيانة، بالدعيات الكاذِبَة، والإرجاف وإثارة البَلبَلة بين المُسلمين للعمل على شَتَات الشمل، وفُرقة الصفوف، وتفريق الكلمة.
والإرجافُ كما يكونُ بالأقوال يكونُ بالأفعال؛ فإرجافُ الأقوال كنقل الأخبار، وأعظمُ ما يكونُ الإرجاف وأشدُّ ما يكون ذنبًا على الإنسان أن لا يكونَ على بيِّنةٍ من نقلِها فينقُلَها. ويكونُ الإرجافُ بالفعل، وذلك بالاضطراب، والقلق، والخوف، وظهور علامات الفَزَع.
إذا حمِيَ الوَطيسُ افتَضَحَ أمرُ المنافقين في التحريضِ على الهُروب، والتخويف من المصير، والترويع من قوَّة العدوِّ وبَطشِه، (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا) [الأحزاب: 13]. يكشِفُ القرآن ضعفَ حُجَّتهم، ويصِفُهم بأنَّهم أهلُ احتِيالٍ وجُبن: (إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا).
ومع شدَّة الكربِ والبلاءِ العظيم تحتاجُ الأمةُ إلى الأمل، ويبُثُّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الأملَ في النفوس، والتفاؤُلَ بالغلَبَة، واليقينَ بوعد الله ونصرِه؛ بل زادَهم ذلك إيمانًا ويقينًا، (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: 22].
عن البراء بن عازبٍ -رضي الله عنه- قال: أمرَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بحفر الخندَق، وعرَضَ لنا صخرةٌ في مكانٍ من الخندَق لا تأخُذ فيها المعاوِل، فشكَوها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاء رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فأخذ المِعوَلَ فقال: "بسم الله" فضربَ ضربةً فكسرَ ثُلُثَ الحجر، وقال: "الله أكبر، أُعطِيتُ مفاتيح الشام، والله إني لأُبصِرُ قصورَها الحُمرَ من مكاني هذا".
ثم قال: "بسم الله" وضربَ أخرى، فكسرَ ثُلُثَ الحجر، فقال: "الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح فارس، والله إني لأُبصِرُ المدائِن، وأُبصِرُ قصرَها الأبيضَ من مكاني هذا".
ثم قال: "بسم الله" وضربَ ضربةً أخرى، فقطعَ بقيَّة الحجر، فقال: "الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح اليمن، والله إني لأُبصِرُ أبواب صنعاء من مكاني هذا". رواه أحمد.
ربَّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابَه والمسلمون من بعدهم على أن النصرَ لا يتحقَّقُ بعد كلِّ هذا إلا من عند الله، هو مصدرُ النصر رغم التضحِيات والقِتال: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) [آل عمران: 126].
ليس بتخطيطِنا ولا عُدَّتنا ولا عَتَادنا؛ بل بما سخَّرَه الله -تبارك وتعالى- من أسبابٍ، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) [الأحزاب: 9].
النصرُ من عند الله، ولو خذَلَكم الشرقُ والغربُ، وقلَّ العددُ والعتَاد، قال الله تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 160].
الدعاءُ -عباد الله- أساسُ النصر ورُوحُه؛ فعندما اشتدَّ الكربُ بالمُسلمين حتى بلَغَت القلوبُ الحناجِر، وزُلزِلُوا زِلزالاً شديدًا دعا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على الأحزاب: "اللهم مُنزِل الكتاب، سريعَ الحساب، اهزِم الأحزاب، اللهم اهزِمهم وزلزِلهم".
واستجابَ الله الدعاء؛ فشتَّت الله شملَهم بالخلاف، وأرسلَ عليهم الرِّيحَ البارِدة الشديدة، وألقَى الرُّعبَ في قلوبِهم، وأنزلَ جنودًا من عنده، قال الله تعالى: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا) [الطارق: 15، 16].
ولله -سبحانه وتعالى- جندٌ لا يعلمُهم البشرُ ولا يرَونَهم، جنودٌ في السماء وجنودٌ في الأرض، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) [المدثر: 31]، (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) [الأحزاب: 25].
إخوة الإسلام: إن الباطلَ مهما صالَ وجالَ، أو انتفشَ زيفُه في زمان، فسيعُود إلى الذلِّ والصَّغَار، هذه سُنَّةُ الله الماضِيَة، قال الله تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) [الأنبياء: 18]، وقال: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: 81].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصحَ الأمة، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
وفي كل محنةٍ وبليَّة يبقَى في الموقف رجالٌ يُشارُ إليهم بالبَنان، رجالٌ يصدُقُون في العهد، ويُوفون بالوعد، رجالٌ يكونون مِحور النصر، ومنبَع الثبات، ومصدرَ الأمل والتفاؤُل، يشحَذُون الهِمَم، ويشدُّون العزائِم، ويتلفُّ حولَهم الصادِقون، ولا يصِلُ إليهم المُخذِّلون.
وفي الأحزاب امتدَحَ الله المؤمنين على مواقِفِهم في مُواجَهة جيوش الأحزاب بإيمانٍ صادقٍ، قال الله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 23].
وفي اجتِماع الأحزاب في أزمِنةٍ مُختلفة حكمةٌ في الرُّجوع إلى الله، وصدقِ التوكُّل عليه والإنابَة والذلِّ، ويبقَى على مرِّ العصور قولُ الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "بشِّر هذه الأمةَ بالسَّناء والرِّفعة والنصر والتمكين في الأرض". رواه أحمد.
ألا وصلُّوا -عباد الله- على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآل والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحمَ الراحِمِين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافِرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين.
اللهم انصُر دينك وكتابَك وسنَّة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم انصُر الإسلامَ وأهلَه في كل مكان، اللهم انصُر الإسلامَ وأهلَه في كل مكان، اللهم انصُر الإسلامَ وأهلَه في كل مكان، اللهم كُن للمسلمين مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفاف والغِنى.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ، ونعوذُ بك من النار وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعَلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهِين مُنيبين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمَةَ قُلوبِنا.
اللهم اغفِر لجميع موتى المسلمين يا رب العالمين، اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وفُكَّ أسرانا، وتولَّ أمرَنا، وفرِّج همومَنا يا رب العالمين.