البحث

عبارات مقترحة:

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

فتح عمورية وذكر تفاصيلها وما فيها من العبرة والعزة

العربية

المؤلف أحمد بن ناصر الطيار
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التاريخ وتقويم البلدان
عناصر الخطبة
  1. فتح عمورية .. سببها وبعض تفاصيلها .
  2. نصرة المعتصم لامرأة واحدة .
  3. بعض الدروس والعبر من قصة فتح عمورية .
  4. صناع العزة في زمن الضعف .

اقتباس

أيها المسلمون: إذا كان المعتصمُ قد ثأر لبضعةِ آلافٍ من المسلمين، من بين قتيلٍ وأسيرٍ وطريد، فها همُ أهلُنا في فلسطين والشام، وبورما ومالي، والعراقِ وكشمير، عشراتُ الملايين منهم أسيرٌ أو قتيلٌ أو طريد، يستغيثون فلا مُغيث، كم بُحَّت حناجر الأطفال اليتامى، وكم أسْمعتهم أنَّات الأيامى، ولكن ....

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله-، واعلموا أنه في هذا الشهر، شهرِ شوال، دارتْ معركةٌ عظيمةٌ قادها الأبطال؛ إنها معركةٌ تستحقّ أنْ نقف عندها، وخاصةً في هذه الأيام التي نعيشها، ونرى دماءَ الْمُسلمين تُستباح، فاسْمعوها ففيها العبرةُ والموعظة.

في عصرِ الخلافةِ العبَّاسيَّة، انشغلتِ الجيوشُ الإسلاميةُ في مُواجهةِ بعض أعدائها، فما كان من ملكِ الروم البيزنطيين، وكانت القُسْطَنْطينيَّةُ وأنقرة، والتي يُقال عنها: "تُركيا" هي عاصمتها، ومصدر قوَّتها، ما كان منه إلا انتهز انشغالهم، فخرج في مئة ألفٍ من جنده، فانقضَّ على مدينة "زِبَطْرَة"، وأعمل فيها السيف، وقتَّل الصغار والكبار، وعاث فيها بكلِّ قسوةٍ واسْتكبار، وسبى النساء بعد ذبح أطفالهن، ولم يكتف بذلك، بل أغار على مدينةِ "مَلَطْيَة"، ففعل بها كما فعل بسابقتها، فضجَّ المسلمون في مناطق الثغور كلِّها، واستغاثوا في المساجد والطرقات.

وقد ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أنَّ ملك الروم: "قَتَلَ خَلْقًا كَثِيرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَسَرَ مَا لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً، وَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ أَسَرَ أَلْفَ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُسْلِمَاتِ، وَمَثَّلَ بِمَنْ وَقَعَ فِي أَسْرِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَطَّعَ آذَانَهُمْ وَأُنوفهم، وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ".

فما كان مِن إبراهيمَ بنِ المهديِّ، إلا أنْ دخل على المعتصم، وأنشده قصيدةً يذكر فيها ما نزل بالمسلمين، ويُثير فيه النخوةَ والعزة، ويَحُثه على الجهاد، وممَّا جاء فيها:

هَبِ الرجال على إجرامها قُتِلَت

ما بال أطفالها بالذبح تُنْتَهـبُ

فاستعظم ذلك المعتصم، ويقال: إنَّه بلغه أن روميًّا لطم أسيرةً، فصاحت: "وامعتصماه".

فغضب أشدّ الغضبِ، ونادى بالنفير العام، ونهض من ساعته.

فَأَمَرَ بِتَعْبِئَةِ الْجُيُوشِ، وَاسْتَدْعَى بِالْقَاضِي وَالْعُدُولِ، فَأَشْهَدَهُمْ أَنَّ مَا يَمْلِكُهُ مِنَ الضِّيَاعِ ثُلُثُهُ صَدَقَةٌ، وَثُلُثُهُ لِوَلَدِهِ، وَثُلُثُهُ لِمَوَالِيهِ.

وَخَرَجَ مِنْ بَغْدَادَ مُسرعاً، فَعَسْكَرَ في الجهةِ الغربيةِ من دِجْلَةَ، وَوَجَّهَ بَيْنَ يَدَيْهِ قائده عُجَيْفًا، وَطَائِفَةً مِنَ الْأُمَرَاءِ وجحافلِ الجيُوش، ليُغيثوا أَهْلَ "زِبَطْرَةَ"، فَأَسْرَعُوا السَّيْرَ، فَوَجَدُوا مَلِكَ الرُّومِ قَدْ فَعَلَ مَا فَعَلَ ورجع إِلَى بِلَادِهِ، فرَجَعُوا إِلَى الْخَلِيفَةِ فأخبروه بما حدث، فأصابه الهمّ، وعلاه الغمّ، وصرخ في وجوه الْأُمَرَاءِ قائلاً: أَيُّ بِلَادِ الرُّومِ أقوى وأَمْنَعُ؟ قَالُوا: عَمُّورِيَّةُ، لَمْ يَعْرِضْ لَهَا أَحَدٌ مُنْذُ كَانَ الْإِسْلَامُ، وَهِيَ أَشْرَفُ عِنْدَهُمْ مِنَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.

فعندها أقسم بالله ألا يقرَّ له قرارٌ حتىَّ يفتحها، ويُؤدِّب أهلها وأسيادها.

فاسْتَدْعَى بِالْجُيُوشِ العظيمة.

قال ابن كثيرٍ -رحمه الله-: "وَتَجَهَّزَ جِهَازًا لَمْ يَتَجَهَّزْهُ أَحَدٌ قَبْلَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ، وَأَخَذَ مَعَهُ مِنْ آلَاتِ الْحَرْبِ وَالْأَحْمَالِ وَالْجِمَالِ، وَالْقِرَبِ وَالدَّوَابِّ وَالنِّفْطِ وَالْخَيْلِ، شَيْئًا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ، وَسَارَ إِلَيْهَا فِي جَحَافِلَ كَالْجِبَالِ، وَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْأُمَرَاءَ الْمَعْرُوفِينَ بِالْحَرْبِ". ا. ه كلامه رحمه الله.

حتى قال الذهبيُّ -رحمه الله-: "وكان في مائتي ألفٍ على أقلِّ ما قيل".

فَسارت هذه الجيوشُ الجرارةُ، حتى انتهتْ إِلَى نَهْرِ اللَّمِسِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ طَرَسُوسَ، وهذا النهر كان هو الحدُّ الفاصل، بين الخلافة العباسية، والدولة البيزنطية في آسية الصغرى.

فانطلق بعدها مُتجاوزاً حُدودَ الدولة الإسلامية، وتوغَّل في الدولة البيزنطيَّةِ النصرانيَّة، فاتجه نحو أَنْقرَةَ، في وسط تركيا، فَوَجَد أَهْلَهَا قَدْ هَرَبُوا مِنْهَا وَتَفَرَّقُوا عَنْهَا، فَتَقْوَّوْا مِنْهَا بِطَعَامٍ كَثِيرٍ لهم ولدوابِّهم.

ثم ساروا حتى وصلوا إلى عمُّوريَّة، وَهِيَ مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ كَبِيرَةٌ جِدًّا، وهي مُحاطةٌ بسُورٍ مَنِيعٍ، وَأَبْرَاجٍ عَالِيَةٍ كَبِيرَةٍ، فنَزَلَ قَرِيبًا مِنْهَا وَقَدْ تَحَصَّنَ أَهْلُهَا، وَمَلَئُوا أَبْرَاجَهَا بِالرِّجَالِ وَالسِّلَاحِ، وَقَسَّمَ الْمُعْتَصِمُ الْأَبْرَاجَ عَلَى الْأُمَرَاءِ، فَنَزَلَ كُلُّ أَمِيرٍ تُجَاهَ الْمَوْضِعِ الَّذِي عَيَّنَهُ لَهُ.

فاحتار وتساءل: كيف له أنْ يدخل هذه المدينةَ الحصينة؟.

وبينما هو في حيرته وتفكيره، إذا برجلٍ أقبل عليه، فأخبره أنه كان مسلماً لكنه تَنَصَّرَ عِنْدَهُمْ، وَتَزَوَّجَ في عمُّوريَّة وسكن بها، وحينما رَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ مَعَهُ، رَجَعَ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَخَرَجَ إِلَى الْخَلِيفَةِ فَأَسْلَمَ.

وَأَخبره بِمَكَانٍ فِي السُّورِ كَانَ قَدْ هَدَمَهُ السَّيْلُ، وَبُنِيَ بِنَاءً فَاسِدًا بِلَا أَسَاسٍ قويّ، فَنَصبَ الْمُعْتَصِمُ الْمَجَانِيقَ حَوْلَ عَمُّورِيَةَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَوْضِعٍ انْهَدَمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ، الَّذِي نَصَحَ فِيهِ ذَلِكَ الرجل، فَبَادَرَ أَهْلُ الْبَلَدِ فَسَدُّوهُ بِالْخَشَبِ الْكِبَارِ الْمُتَلَاصِقَةِ، وبدأت المجانيق الضخمة تعمل عملها؛ فانفرج السُّور من ذلك الموضع، فلما رأى أهل عمُّوريَّةَ انفراج السور: دعَّموه بالأخشاب الضخمة، كلُّ واحدةٍ إلى جانب الأخرى، لكنه سُرعان ما انهار وتصدَّع.

وأراد المعتصمُ أنْ يدخلها، لكنَّ بينها وبينه خندقاً واسعاً، وَكَانَ قَدْ غَنِمَ فِي الطَّرِيقِ غَنَمًا كَثِيرًا جِدًّا، فَفَرَّقَهَا فِي النَّاسِ، وأمرهم أنْ يأكلوا منها، ثم يملؤوا جِلْدِها تُرَابًا، فَيَطْرَحُهُ فِي الْخَنْدَقِ، فَفَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ، فَتَسَاوَى الْخَنْدَقُ بِوَجْهِ الْأَرْضِ، مِنْ كَثْرَةِ مَا طُرِحَ فِيهِ مِنَ الْأَغْنَامِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالتُّرَابِ فَوُضِعَ فَوْقَ ذَلِكَ، حَتَّى صَارَ طَرِيقًا مُمَهَّدًا.

فدخلها وملأ أرجاءها بالتكبير، ورُفع فيها الأذان، وقُتل الصليبيُّون وتِهاوتِ الصُّلبان.

فعلم الناسُ من مسلمين وكفار، بأنَّ عمُّوريَّة سقطت بيد المعتصم وجندِه، وذلك بعد حصارٍ دام خمسةً وخمسين يومًا، من سادس رمضان، إلى أواخر شوال، سنة مائتين وثلاثٍ وعشرين من الهجرة، وَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ عَمُّورِيَةَ أَمْوَالًا عَظِيمَةً، وَغَنَائِمَ لَا تُحَدُّ وَلَا تُوَصَفُ، فَحَمَلُوا مَا أَمْكَنَ حَمْلُهُ، وَأَمَرَ الْمُعْتَصِمُ بِإِحْرَاقِ مَا بَقِيَ مِنْ ذَلِكَ، وَبِإِحْرَاقِ مَا هُنَالِكَ مِنَ الْمَجَانِيقِ وَآلَاتِ الْحَرْبِ؛ لِئَلَّا يَتَقَوَّى بِهَا الرُّومُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ حَرْبِ الْمُسْلِمِينَ، وَانْصَرَفَ رَاجِعًا عَنْهَا مُنتصراً فاتحاً، رادًّا على ملك الروم فعلته، كاسرًا مخالبه التي تطاولتْ على "زِبَطْرَة"، ومستجيبًا لصيحة الهاشمية الحرَّة عندما صرخت: "وامعتصماه"، فخلَّصها وقتل الرومي الذي لطمها.

وكتب أبو تمامٍ قصيدته المشهورة، بمناسبة هذا الفتح العظيم لمدينة عمُّوريَّة، وقد ألقاها أمام المعتصم، وحوله المهنئون وكبارُ القوم.

السَّيفُ أصْدَقُ أنْباءً مِنَ الكُتُب

في حَدِّه الحَدُّ بين الجِدِّ واللعِبِ

بيضُ الصَّفائِحِ لا سُودُ الصَّحائِفِ في

مُتُونِهنَّ جِلاءُ الشَّكِّ والرِّيَبِ

والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْماحِ لامِعَةً

بَيْن الخَمِيسَيْن لا في السَّبْعةِ الشُّهُبِ

فَتْحَ الفُتُوح تعالى أَنْ يُحِيطَ بِهِ

نَظْمٌ مِنَ الشِّعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطُبِ

فَتْحٌ تُفَتَّحُ أبْوابُ السَّمَاءِ له

وَتَبْرُزُ الأَرْضُ في أثْوابِها القُشُبِ

يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ

مِنْكَ الْمُنَى حُفَّلاً معْسُولَةَ الحَلَبِ

تَدْبِيرُ مُعْتَصمٍ بالله مُنْتقِمٍ

للهِ مُرْتَقِبٍ في اللهِ مُرتَغِبِ

إلى آخر ما قاله رحمه الله.

فنسأل الله -جل وعلا- أن يعجلَ بفَرَج أمة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وأنْ يُعيد للأمة عزَّها ومجدها، إنه جوادٌ كريم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، أوجب علينا نُصرةَ الْمُؤمنين، وأكَّد ذلك على الحُكَّامِ والْمسؤولين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها المسلمون: إذا كان المعتصمُ قد ثأر لبضعةِ آلافٍ من المسلمين، من بين قتيلٍ وأسيرٍ وطريد، فها همُ أهلُنا في فلسطين والشام، وبورما ومالي، والعراقِ وكشمير، عشراتُ الملايين منهم أسيرٌ أو قتيلٌ أو طريد، يستغيثون فلا مُغيث، كم بُحَّت حناجر الأطفال اليتامى، وكم أسْمعتهم أنَّات الأيامى، ولكن لا حياة لمن تُنادي.

رُبَّ وامُعتصماه انطلقت

ملء أفواه الصبايا اليتّم

لامست أسماعهم لكنَّها

لم تلامس نخوة المعتصم

إنَّ الأمةَ -معاشر المسلمين- وهي تعيش حالةً منَ الذُّلِّ والهوان، لَيْتَها ترجع إلى تاريخها وماضيها، لتستقيَ شيئاً من روح العزَّةِ، وتستردَّ شيئاً من الثقة بنفسها.

إنَّ أقصى ما تُجيبُ هذه الصرخات، وغايةَ ما تُنجد به هذه الآلامَ والآهات: هو المسارعةُ للإغاثة والمساعدة، مع شيءٍ من الشحّ والْمُماطلة إلا ما شاء الله.

ولكن الأمل بالله -تعالى- كبير، فأمةُ الإسلام لا تموت.

فبالرُّغْمِ مِن كلِّ مظاهر الضعف والذلة، والتفرُّقِ والأنانية، فلا زال أبناءُ هذه الأمةِ يصنعون تاريخها الْمُعاصر، ويُسطِّرون بجهادهم وثباتهم مَجْدَهمُ الحاضر.

فبطولات المجاهدين والْمُرابطين، وتضحياتُهمُ المشرّفة، والتفافُ الجماهير الإسلامية حولهم، واحتضانُها لهم، وتفاعُلُها معهم، في كلٍّ من فلسطين والعراق، والشامِ ومصر، وغيرِها من بلاد المسلمين؛ لَهو خَيْر دليلٍ على ذلك، وسيأتي اليوم الذي تنتصر فيه الجماهيرُ المؤمنةُ على أعدائها، وتنتقم من جلاَّديها: (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا) [الإسراء: 51].

فبقدر الْمكر يكون النصر، وبقدرِ شدَّةِ الظلامِ يكون النورُ والسلام، ولن يغلب عسرٌ يُسرين: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح: 5-6].

إذا اشتملت على اليأس القلوبُ

وضاق لما به الصدر الرحيبُ

وأوطأتِ المكاره واطمأنت

وأرست في أماكنها الخطوبُ

ولم تر لانكشاف الضر وجهاً

ولا أغنى بحيلته الأريبُ

أتاك على قُنوطٍ منك غَوثٌ

يمن به اللطيف المستجيبُ

وكلُّ الحادثات إذا تناهت

فموصولٌ بها الفرج القريب

نسأل الله -تعالى- بمنِّه وكرمه أنْ يُزيل عن الأمَّةِ ما حلَّ بها من الْكُربة، وأنْ يُمدَّها بالعزيمة والإيمان والقوة، إنه على كلِّ شيءٍ قدير.