القاهر
كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...
العربية
المؤلف | حسان أحمد العماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
إن تمييع القيم واستخدامها كواجهة وغطاء للباطل وأسلوب لتحقيق الرغبات والأطماع الشخصية على حساب الحق وسكوت الناس ورضاهم بذلك دليل على الانحطاط الأخلاقي في المجتمع، فهذا يوسف -عليه السلام- بعد أن رماه إخوته في البئر بيع كعبد من العبيد لعزيز مصر، وعمل في قصره وفتنت به زوجة العزيز لشدة جماله، وراودته عن نفسه وطلبت منه الفاحشة فأبى، قال...
الخطبة الأولى:
الحمد لله ذي العز المجيد والبطش الشديد المبدئ المعيد الفعال لما يريد، المنتقم ممن عصاه بالنار بعد الإنذار بها والوعيد، المكرم لمن خافه واتقاه بدار لهم فيها من كل خير مزيد، فسبحان من قسم خلقه قسمين وجعلهم فريقين فمنهم شقي وسعيد، من عمل صالحًا فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد.
أحمده وهو أهل للحمد والثناء والتمجيد، وأشكره ونعمه بالشكر تدوم وتزيد.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا كفء ولا ضد ولا نديد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى التوحيد، الساعي بالنصح للقريب والبعيد، المحذر للعصاة والمنافقين من نار تلظى بدوام الوقيد، المبشر للمؤمنين والمجاهدين بدار لا ينفد نعيمها ولا يَبيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرًا.
أما بعد:
عباد الله: هناك مبادئ وقيم وأخلاق لا تقوم الحياة إلا بها، ولا تنتظم العلاقات بين البشر إلا بتحقيقها، ولا ينتشر الخير ويسود العدل إلا بتطبيقها، وإذا ما حدث انحراف في ممارستها في واقع الحياة، ظهرت أمراض سلوكية وأخلاقية تدمر الحياة وتفسد العلاقات، وينتشر الظلم وتسوء الأخلاق، فالناس عندما يلتزمون بقيمة الصدق مثلاً في كلامهم وبيعهم وشرائهم ومعاملاتهم ماذا سيحدث؟! ربما يختفي الظلم والغش والمجاملة وشهادة الزور، ويقل الشر وتحفظ الحقوق، وتزيد الثقة بين أفراد المجتمع، وتحفظ الكثير من الأعراض والدماء والأموال، ولذلك عندما تضعف هذه القيم والمبادئ ويتم التلاعب بها وتغييبها من واقع الحياة والتحايل عليها تحت أي مسمى ولا يستشعر الناس أهميتها، تحدث الصراعات والحروب والمشاكل بين الناس والمجتمعات والدول، ومن تتبع تاريخ البشر يجد أن أكثر الناس حرصاً على غياب القيم العظيمة والمبادئ السديدة من حياة المجتمعات هم المترفون والمتكبرون والمفسدون والظلمة؛ لأنها تقف عائقاً أمام أعمالهم وأساليبهم وطرقهم التي يتبعونها لتحقيق شهواتهم والوصول إلى غاياتهم، مع إظهارهم للخير والصلاح في كلامهم وتوجهاتهم وأعمالهم؛ قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـاكِن لَّا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 11-12]، وقال تعالى: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) [البقرة: 204 – 206].
وانظروا إلى واقع الدول والزعامات والأفراد الذي ينادون ليلاً ونهاراً بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والمساواة والعدل، وملأ ضجيجهم وسائل الإعلام والقنوات والصحف والمؤتمرات والمنتديات، وهي شعارات عظيمة ووجودها ضرورة في حياة البشر، لكن الخطورة أن تستخدم كغطاء للظلم والقهر والاستبداد والتسلط والفساد الذي يمارسونه في حياتهم.
عباد الله: إن تمييع القيم واستخدامها كواجهة وغطاء للباطل وأسلوب لتحقيق الرغبات والأطماع الشخصية على حساب الحق وسكوت الناس ورضاهم بذلك دليل على الانحطاط الأخلاقي في المجتمع، فهذا يوسف -عليه السلام- بعد أن رماه إخوته في البئر بيع كعبد من العبيد لعزيز مصر، وعمل في قصره وفتنت به زوجة العزيز لشدة جماله، وراودته عن نفسه وطلبت منه الفاحشة فأبى، قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [يوسف:23].
وعندما لم تتحقق رغبتها وقد افتضح أمرها في المجتمع تقدمت للملك بشكوى ضد يوسف -عليه السلام-، وانظروا إلى ديمقراطية الملوك والمترفين فقد أراد الملك أن يظهر العدل وقَبِل بشهادة رجل منهم؛ قال تعالى: (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) [يوسف:26-28].
الآن تبين أنها هي المذنبة والمجرمة وهي من ارتكب الإثم وسعى للفساد ومع ذلك يقول الملك: (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ) [يوسف: 29]، فاكتفى بقوله: يوسف: اكتم هذا الأمر لا تخبر أحدًا، وأنت -أيتها المرأة-: استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين، وأصرت المرأة على جريمتها وتم التهديد ليوسف -عليه السلام- بالسجن فقالت: (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف: 23 – 33]، وسجن بضع سنين دون جريمة أو دليل.
والأمر العجيب أن المجتمع والملك يعلمون أن يوسف بريء، ولكن فساد المجتمع وانحطاط أخلاقه وضياع قيمه كان سببًا في مثل هذا الظلم، وعندما وقف موسى -عليه السلام- أمام فرعون يدعوه إلى هدى الله بعد أن مارس الفساد والظلم والاضطهاد على قومه فذبح أبناءهم واستحيى نساءهم قال له فرعون: وما رب العالمين الذي تدعو إليه؟! (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) [الشعراء:24].
وعندما جاء موسى -عليه السلام- بالبينات على صدقه قال فرعون لمن حوله: (إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ) [الشعراء:34]، وقال الملأ والمترفون وحاشية الملك وأصحاب المصالح: (قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ) حين بهرهم ما رأوا من الآيات: (إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ)، أي: ماهر في سحره، ثم خوفوا ضعفاء الأحلام وسفهاء العقول، من الشعوب والناس البسطاء بأنه (يُرِيدُ) موسى بفعله هذا (أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ)، أي: يريد أن يجليكم عن أوطانكم، (فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) أي: إنهم تشاوروا فيما بينهم ما يفعلون بموسى، وانعقد رأيهم بأن قالوا لفرعون: (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ)، أي: احبسهما وأمهلهما، وابعث في المدائن أناسًا يحشرون أهل البلاد، ويأتون بكل سحّار عليم، وهو تفويض منهم بالتعامل مع موسى وأخيه بكل الوسائل الممكنة؛ لأن فرعون وبطانته وحاشيته يصرحون بأن موسى وأخيه يريدون بعملهم هذا إخراجكم من وطنكم وذهاب السلطان، وإبطال شرعية الحكم، ومحاولة قلب نظام الحكم! بالتعبير العصري الحديث!
ولأن فرعون رجل ديمقراطي أراد أن ينتصر على موسى أمام الجماهير وجمع السحرة والناس في يوم مهيب: (قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحىً) [طـه:59]، قمة الديمقراطية، وعندما وجد السحرة أن ما جاء به موسى ليس بسحر، بل هي معجزة عظيمة وظهر الكذب وتزوير الحقائق آمنوا واتبعوا موسى -عليه السلام-، وعندما لم تكن الديمقراطية في صالح فرعون، وشعر فرعون بخسارته، بدأ التهديد والوعيد والإرهاب والحصار والتقطيع والاتهامات والتخوين: (قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) [الأعراف:123-124]، فقالوا لفرعون بلسان الواثق بربه: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) [طـه:72].
وانتصر موسى -عليه السلام- وقومه وأغرق فرعون وجنده بإذن الله، وذهب الباطل وزيفه. فاللهم اهدنا إلى الحق وثبتنا عليه، قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
عباد الله: إن المخرج والنجاة عند حدوث هذه الاختلالات السلوكية في المجتمع وانحراف القيم وتلبيس الحق بالباطل وتزييف الحقائق هو قيام المجتمع بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قصَّ الله -عزَّ وجلَّ- علينا خبر بني إسرائيل حين نهاهم أن يَعْدوا في السَّبت، ولنا في تلك القصة عبرة: (وَإذْ قَالَتْ أُمَّةٌ منْهُمْ لمَ تَعظُونَ قَومًا اللهُ مُهْلكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَديدًا قَالُوا مَعْذرَةً إلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا به أَنجَيْنَا الَّذينَ يَنْهَوْنَ عَن السُّوء وَأَخَذْنَا الَّذينَ ظَلَمُوا بعَذَاب بَئيس بمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَمَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قرَدَةً خَاسئينَ) [الأعراف: 164- 166].
إذًا؛ فقد أنجى الله – تعالى - الذين ينهَوْن عن السوء فقط، وأما البقيَّة؛ القائمون بالمنكر والساكتون عليه فقد عذَّبهم كلَّهم، هذه سنَّتُه سبحانه في كل أمَّة يحقُّ عليها العذاب، فإن لم يكن في الأمة من ينهى عن السوء والفساد؛ فلا نجاة لأحد منها: (فَلَوْلا كَانَ مِنَ القُرُون مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّة يَنْهَوْنَ عَن الفَسَاد في الأَرْض إلاَّ قَليلاً مِمَّنْ أنْجَيْنَا مِنْهُمْ واتَّبَعَ الَّذينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فيه) [هود:116].
ونبينا -صلى الله عليه وسلم- كانت حياته كلها أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر؛ قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) [الأعراف: 157]، وقال -جل ذكره- في شأن المؤمنين: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [التوبة: 71]، وقال سبحانه في شأن المنافقين: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ) [التوبة: 67].
عباد الله: إنَّ وجود المصلحين في أمَّة من الأمم هو صمام الأمان لها، وسبب نجاتها من الإهلاك العام، فإن فُقِد هذا الصنف من الناس؛ فإنَّ الأمة -وإن كان فيها صالحون- يحلُّ عليها عذاب الله كلِّها؛ صالحها وفاسدها؛ لأنَّ الفئة الصالحة سكتت عن إنكار الخَبَث، وعطَّلت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فاستحقَّت أن تشملها العقوبة، وإن الباطل يحتاج إلى من ينافحه ويقف أمامه ويتصدى لزيفه وعلى المسلم التثبت من الحق والبحث عنه والتزامه مهما كانت التضحيات، عند ذلك يأذن الله بالفرج وتتنزل الرحمات ويأتي النصر قال تعالى: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: 4، 5].
وعلينا أن نقوي صلتنا بربنا، ونوحد صفنا، وننسى خلافاتنا، ونوجه قدراتنا لمصالح أمتنا وأوطاننا، فالتنازع يؤدي إلى الفشل والهزيمة؛ قال تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46].
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، وقاعدين، ولا تشمت بنا العداء الحاسدين، وقوِّ إخوتنا ووحد صفنا وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين.
هذا؛ وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.