التواب
التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...
العربية
المؤلف | خالد بن سعد الخشلان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
إن الهداف الأسمى من التعليم -أيها الأخوة في الله- إكساب الطالب مهارات معرفية وسلوكية؛ بها يعرف أمور دينه ليعبد الله على بصيرة، ويسعى لاستثمار طاقاته وملكاته فيما يعود عليه، وعلى مجتمعه بالخير والفائدة، وهذه هي الغاية الأسمى من التعليم، والتي نرجو أن...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، -صلَّى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم-.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فيا عباد الله: ما من أمر تحصل به خيرات الدنيا والآخرة، وتندفع به شرورهما كمثل تقوى الله -عز وجل-، ولهذا كانت وصية الله لعباده الأولين والآخرين: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ)[النساء: 131].
ألا فاتقوا الله -عباد الله- وذلك بالحرص على فعل ما أمركم به -سبحانه وتعالى-، واجتناب ما نهاكم عنه في دقيق الأمر وجليله، وصغيره وكبيره، وعامه وخاصه، لتكن تقوى الله -عز وجل- هدفنا الذي نسعى للوصول إليه، وتحقيقه في هذه الحياة الدنيا، فأي عمل أو قول يوصل إلى تقوى الله، أو هو من تقوى الله حرصنا على فعله وملازمته، وأي فعل أو قول يبعدنا من تقوى الله، أو ينافي التقوى ابتعدنا عنه وتركناه، فإذا كنا كذلك -أيها الإخوان- عشنا في الدنيا سعداء، وفزنا يوم القيامة بموعود الله وثوابه: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[يونس:62-64].
نسأل الله –عز وجل- أن يعيننا جمعيا على تقواه، وأن يراقبنا فيه، ويلزمنا إياها إنه على كل شيء قدير.
أيها الإخوة المسلمون: لا أحد من المسلمين لا يتمنى أن يكون من عباد الله المتقين، بل الكل يحب ذلك ويتمناه، ولكن التمني وحده لا يكفي، بل لابد من العمل، وبذل الأسباب الشرعية لتحقيق هذه الأماني، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة".
فلنري الله -أيها الإخوة في الله- لنري الله من أنفسنا خيرا، ولتعزم قلوبنا على التزام تقوى الله، ولنجاهد أنفسنا على ذلك، ووالله متى علم الله صدقا في ذلك، ورغبة أكيدة؛ أعاننا الله على تحقيق مرادنا، ووهبنا من لدنه عزما، وإرادة وعملا صالحا، وثباتا عليه.
فاللهم يا حي يا قيوم كتبت علينا أن نعيش في زمن غربة الإسلام وآخر الزمان، اللهم فارزقنا تقوى نصبر بها على ذلك، وبصيرة نتقي بها الفتن والشبهات، وإيمانا نتغلب به على الشهوات، إنك أنت الغفور الرحيم.
أيها الأخوة المسلمون: يتوجه أبناؤنا الطلاب إلى صالات الاختبار، وهي فترة تتكرر في العام مرتين لقياس تحصيل أبنائنا وبناتنا، والحقيقة التي ينبغي أن يعيها الآباء والمربون أن نتيجة هذه الامتحانات معيار يقاس به عطاء المعلم من جهة، وتحصيل الطالب وعنايته بدروسه من جهة أخرى، ومتابعة الأسرة من جهة أخيرة.
فالنتائج المبهرة في الامتحانات دليل على النجاح في ذلك كله، دليل على نجاحك أخي المعلم، وعلى نجاحك أخي الطالب، وعلى نجاح الأسرة في إعانة أبنائها وبناتها على التحصيل العلمي.
وأما الفشل أو ضعف النتائج فهو دليل على إخفاق المعلم والطالب والأسرة جميعا.
إن الهداف الأسمى من التعليم -أيها الأخوة في الله- إكساب الطالب مهارات معرفية وسلوكية، بها يعرف أمور دينه ليعبد الله على بصيرة، ويسعى لاستثمار طاقاته وملكاته، فيما يعود عليه وعلى مجتمعه بالخير والفائدة، وهذه هي الغاية الأسمى من التعليم، والتي نرجو أن تتحقق من تعليمنا.
أيها الآباء والمربون: فترة الامتحانات فترة حرجة، يمر بها الطلاب والطالبات تستدعي أموراً كثيرة؛ من أهمها: إعانة الطالب على ترتيب وقته، والعناية بذلك، حتى يكون للمذاكرة وقت، وللنوم وقت، مع توفير الجو المناسب للمذاكرة في البيوت، وإبعاد كل ما يشغل عنها من الأجهزة التي غزت كل بيت، سواء أجهزة الاتصالات، أو الكمبيوتر، أو القنوات، والأهم في هذا كله الحرص على إقناع الطالب بالتخلي عن هذه الأجهزة، أو تخفيف التعامل معها، ترتيبا للأولويات، وتقديما للأهم على المهم، وبدءاً بما يفوت على ما لا يفوت.
إن إيجاد هذه القناعة في التعامل مع هذه الأجهزة لدى أبنائنا الطلاب في تعاملهم معها، يفيدهم لا في أيام الامتحانات وحدها، بل في حياتهم كلها.
إن الفوضوية التي نعيشها ونشاهدها في تعامل أبنائنا ومن حولنا مع هذه الأجهزة؛ نذير شؤم إن استمرت هذه الفوضوية في التعامل مع هذه الأجهزة.
ولا بأس أن يتفق الأب مع أبنائه وبناته على إبعاد هذه الأجهزة، أو رفعها عنهم أيام الامتحانات، إلا إذا احتاجوا إليها في استفسار، أو سؤل، أو نحو ذلك من الأمور المهمة.
كما أن من الأمور التي يتعين الانتباه لها حث الأبناء على الاستفادة من المذاكرة في ساعات النهار كفترة ما بعد العصر، وهي فترة طويلة في هذه الأيام، وكفترة الظهر فيما إذا كان الطالب قد استراح قبل الظهر بعد خروجه من الامتحانات، وأحسب أن ذلك وقت كافي للمذاكرة، ومن ثم يخلد الطلاب إلى الراحة في الليل؛ حتى يتوجهوا إلى الامتحانات، وهم في كامل نشاطهم البدني والذهني.
وأيضا تحذيرهم من السهر في الليل، أو البقاء كل الليل دون نوم، ومن ثم التوجه إلى الامتحانات بعد سهر الليل كله، ففي ذلك تعريض للبدن للإرهاق وتعريض للذهن للكلل والملل.
وأمر آخر من الخطورة بمكان يتعين على الآباء والأمهات التنبه له، وأخذ الحيطة والحذر منه، وهو ما يستغله دعاة السوء والمتاجرون في الموت من أرباب المخدرات ومروجيها وتجارها، حيث تنشط تلك العصابات المجرمة الآثمة في فترة الامتحانات، فتبث جنودها لترويج هذه السموم والمهلكات والمبيدات الإنسانية؛ بحثا عن ضحايا لهم، سالكين في ذلك شتى السبل النفسية، والوسائل الإغرائية.
إن هذه العصابات الإجرامية من المتاجرين بهذه السموم والمخدرات؛ يحرصون أن تكون فترة الامتحانات شراكا لصيد أكبر عدد ممكن من الضحايا، ولهذا تراهم يحرصون على بث ثقافة الوهم، وترويجها بين الطلاب بأن هذه الحبوب تعين على المذاكرة، وتقوي الذاكرة، وتجعل الإنسان يسهر الليل كله بتركيز تام، فينخدع ضعاف العقول بهذه الافتراءات، لا سيما وقد يحصل لمتعاطي هذه المخدرات أول الأمر شيء من ذلك، وهو أمر طبعي في هذه السموم، وتزداد خطورة هذه العصابات الإجرامية في أنهم يعمدون إلى توزيع هذه الحبوب والسموم أول الأمر بالمجان لإيقاع ضحاياهم في شراكها ممن يعرضون عليهم هذه البضاعة القذرة، طالبين منهم مجرد التجريب، فيقع الضحية في شراكهم، ثم يكون بعد ذلك أول المتعاملين معهم في البحث عن هذه السموم، وشرائها دافعا في ذلك ماله، ومال أهله، وما قد يسرقه من أهله، أو من غيرهم، بل وقد يدفع عرضه -والعياذ بالله- من أجل الحصول على هذه السموم والمدمرات.
وثم أسلوب خطير يسلكه أولئك المروجون والمفسدون، ألا وهو التغرير بالشخص من خلال وضع هذه الحبوب في مشروب، أو نحو ذلك، حتى يقع الضحية فيها بالقوة، ثم بعد ذلك يبحث عنها بنفسه.
وغير ذلك من الأساليب الإجرامية التي تسلكها هذه العصابات الظالمة الآثمة المحاربة لله ولرسوله وللمؤمنين، ومن ثم تتعامل تلك الضحية معها، كل ذلك يستدعي من الآباء حذرا شديدا، ومراقبة تامة؛ لأبنائهم فينبهونهم بصراحة إلى خطر هذه الحبوب المخدرة، وسعي مروجيها إلى نشرها في المجتمع بأساليب مختلفة، وتنبيه الأبناء والبنات إلى حقيقة هذه السموم وآثارها البدنية والنفسية والصحية على من يتعاطها؛ لأنها سبيل إلى الموت لا محالة، وآثارها الشرعية والنظامية لكل من يتعاطها، وتحذير الأبناء بصراحة من رفقاء السوء وجلساء السوء، ودعوتهم إلى عدم أخذ أي شيء شخص لا تعرفه حتى وإن زينه لك.
وعدم السماح للأبناء بالذهاب بعد الامتحانات إلى المقاهي أو المطاعم ونحوها، ومنعهم من الذهاب، أو حضورهم؛ حيث دلت المشاهدات على أن هذا كله من البلاد التي يكثر فيها ترويج هذه السموم.
ثم تبقى المراقبة والملاحظة من قبل الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم، لمعرفة أي تغير يطرأ على حياتهم، في نومهم ويقظتهم وتصرفاتهم، حتى إذا ما تم شيء من ذلك – لا قدر الله – تمت ملاحظته أول الأمر، ومن ثم معالجته قبل أن يستفحل ويتطور إلى ما لا تحمد عقباه.
نسأل الله -عز وجل- أن يحفظنا في أنفسنا وذرياتنا وأهلينا، وأن يعصمنا جميعا من هذه السموم والمهلكات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم:6].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ولي من أطاعه واتقاه، ومعز من لاذ بحماه، ومذل من خالف أمره وعصاه، أحمده سبحانه على عظيم إحسانه، وتتابع امتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، -صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين-.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وعليكم بجماعة المسلمين فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
عباد الله: أعمارنا في هذه الدنيا وإن طالت قصيرة، ولابد من أن يأتي اليوم الذي نودع فيه هذه الدنيا، وننتقل إلى منازل الآخرة، ألا فلنستعد لذلك المنزل، ولنتهيأ للقدوم على الله بطاعته وتقواه.
إن ربنا -سبحانه- غني عنا وعن طاعاتنا وعبادتنا، ولكنه بواسع كرمه وجوده شرع لنا ما فيه نجاتنا وسعادتنا، ودلنا على ما يوصلنا إلى جنته، وينجينا من ناره وعقابه.
ومن رحمته أنه سبحانه يعطي على القليل من الأعمال الكثير من الحسنات والهبات: (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) [النساء:147].
أعاننا الله جميعا على ذكره وشكره، وحسن عبادته، وأخذ بأيدينا إلى مراده ومحابه، إنه على كل شيء قدير.
أيها الأخوة المسلمون: لم يعد أثر هذه السموم والمخدرات مقتصرا على الأبناء، بل تعداهم إلى البنات، فالخطر في هذه السموم الذي يواجه الطلاب يواجه الطالبات وبالأساليب نفسه، فليكن تحذيرنا والعناية بأولادنا جميعا بنين وبنات، ولا أجد على ما يعين على ذلك بعد سؤال الله عونه وتوفيقه وفضله من القرب من الأبناء والبنات، وعدم البعد عنهم أو الغياب الطويل عنهم.
ما على الأب أن يتولى إحضار أبنائه وبناته إلى المدارس، والرجوع بهم مرة أخرى، لابد أن تكثر لقاء الآباء داخل البيت بالأبناء والبنات، والحديث معهم، والتعرف على مشكلاتهم، والحذر من أن تكون وسائل الاتصال الحديثة سببا في تباعد أفراد الأسرة، وعدم جلوس بعضهم مع بعض؛ كما هو حال كثير من الأسر؛ حيث ينزوي كل فرد من أفراد الأسرة مع جهازه في غرفته، أو في ركن من أركان البيت.
لابد من إعادة النظر في كيفية التعامل مع هذه الأجهزة، وإشاعة ثقافة التعامل الحسن معها في بيوتها وزياراتنا ومجالسنا.
أيها الآباء: إن فترة الامتحانات من الفترات التي ينشط فيها محب الرذيلة ودعاتها، فاحرصوا على أبنائكم وبناتكم، وعدم السماح لهم بالبقاء في محيط المدرسة بعد الامتحانات، أو ترك الطالبات وكذا الطلاب يمشون من المدرسة إلى البيت وحدهم، بل لابد من إحضارهم بأنفسكم أو بمن تثقون بهم.
ينبغي أيضا أن ينبه الأبناء والبنات بالأسلوب الذي يتناسب مع سنهم وعمرهم إلى أساليب المفسدين وحركاتهم حتى يحذروها.
وكلمة أخيرة أوجهها إلى كل أب وأم وإلى كل مربي ومربية وإلى كل طالب وطالبة: الامتحان الحقيقي امتحان هذه الدنيا بتكاليفها ومسؤولياتها الشرعية: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [الملك:2].
والنجاح الحقيقي هو النجاح في هذا الامتحان يوم تنجح -أيها المسلم- في علاقتك مع الله، يوم تنجح في عمارة دنياك بما يرضي الله، هذا –والله- هو الفوز العظيم: "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عَن عُمُرِه فيما أفناهُ، وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ، وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ، وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ".
فلنجتهد جميعا في إعداد أجوبة صحيحة لهذه الأسئلة المحددة الدقيقة، والتي يترتب في الإجابة عليها الفوز والظفر، أو الخيبة والخسارة: (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الزمر:15].
(فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185].
هذا هو مقياس الفوز الحقيقي، ومقياس الخسارة الحقيقية.
نسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا من الفائزين نحن وذريتنا وأحبابنا وسائر قرابتنا، إن ربي رحيم ودود.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله، فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه، فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
وقال عليه الصلاة والسلام: "من صل علي صلاة صل الله عليه بها عشرة".
اللهم صل وسلم وبارك ...