البحث

عبارات مقترحة:

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

خلق الرحمة

العربية

المؤلف علي عبد الرحمن الحذيفي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. عظم منزلة الأخلاق الفاضلة عند الله .
  2. الرحمة من الخُلُق العظيم .
  3. من ثوابِ الله للرُّحماء .
  4. أثر التراحم والتعاطف في المجتمع .
  5. صفة الرحمة لرب العالمين .
  6. فضائل الرحمة في الإسلام .
  7. من أسباب قسوة القلب .

اقتباس

إن الرحمة من الخُلُق العظيم أودعَها الربُّ فيمن شاءَ من خلقِه، وحُرِمَها الشقيُّ من الخلق، وقد رغَّب الإسلامُ في التخلُّق بالرحمة، ووعدَ الله على الرحمة الأجرَ الكريمَ، والسعادةَ الدنيويةَ والأُخرويةَ. فقال تعالى في خاتَم الأنبياء والرُّسُل -عليهم الصلاة والسلام- نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وفي أمَّته: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) [الفتح: 29]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

الخطبة الأولى:

الحمد لله التواب الرحيم، الحليم العظيم، أحمد ربِّي وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذُو العرش الكريم، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوث بكلِّ خُلقٍ كريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ وعلى آله وصحبِه الناصِرين لشرع الله القَويم.

أما بعد:

فاتقوا الله حقَّ التقوى؛ تكونوا من أهلها، فقد وعدَ اللهُ على أهلها أعظمَ الثواب، ورحِم أهلَها من العقاب.

أيها المسلمون: ما أعظمَ نعمة الله على عبده إذا وفَّقه للإحسان لنفسِه بفعلِ كلِّ عملٍ صالحٍ، ووفَّقه للإحسان إلى خلق الله بما ينفعُهم في دينِهم ودُنياهم، فذاك الذي فازَ بالخيرات، ونجا من المُهلِكات، قال الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 133، 134].

ألا وإن الأخلاقَ الفاضلَة، والصفات الحسنة الحميدة لها عند الله تعالى أعظمُ المنازِل، يثقُلُ بها الميزانُ يوم الحساب، ويزكُو بها الكتاب.

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من شيءٍ أثقلَ في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسنٍ، وإن الله تعالى يُبغِضُ الفاحشَ البَذِيء". رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".

وعن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن المؤمنَ ليُدرِك بحُسن خُلُقه درجةَ الصائم القائم". رواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: "صحيحٌ على شرطِهما".

وعن النوَّاس بن سمعان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "البرُّ حُسن الخُلُق، والإثمُ ما حاكَ في صدرِك وكرِهتَ أن يطَّلِع عليه الناس". رواه مسلم.

عباد الله: إن الرحمة من الخُلُق العظيم أودعَها الربُّ فيمن شاءَ من خلقِه، وحُرِمَها الشقيُّ من الخلق، وقد رغَّب الإسلامُ في التخلُّق بالرحمة، ووعدَ الله على الرحمة الأجرَ الكريمَ، والسعادةَ الدنيويةَ والأُخرويةَ.

فقال تعالى في خاتَم الأنبياء والرُّسُل -عليهم الصلاة والسلام- نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وفي أمَّته: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا) [الفتح: 29]، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر: 9].

وقال تعالى في رحمة الوالِدَين: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24].

وأخبر الله تعالى أنه أرسلَ سيِّدَ البشر محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رحمةً، فقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].

ومن ثوابِ الله للرُّحماء: أن الله يرحمُهم، ومن رحِمَه الله لا يشقَى أبدًا. عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الرَّاحِمون يرحمُهم الرحمن، ارحَموا من في الأرض يرحمُكم من في السماء". رواه أبو داود، والترمذي، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ".

ومن لا رحمةَ في قلبِه فهو جبَّارٌ شقيٌّ. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تُنزَعُ الرحمةُ إلا من شقيٍّ". رواه أبو داود والترمذي -واللفظُ له-، وقال: "حديثٌ حسنٌ".

وتطيبُ الحياةُ وتصلحُ وتزدهرُ بالتراحُم والتعاطُف بين المُجتمع، وتشقَى المُجتمعات بالتظالم والعُدوان وفُقدان التراحُم. عن النُّعمان بن بشير -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثَلُ الجسَد الواحد إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسَّهَر والحُمَّى". رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمنُ للمُؤمن كالبُنيان يشدُّ بعضُه بعضًا". وشبَّك بين أصابعِه. رواه البخاري ومسلم.

والرحمةُ من أعظم خِصال الإيمان، وأجلِّ أنواع الإحسان. والرحمة هي: رِقَّةُ القلب في المُكلَّف، تُوجِبُ بذلَ الخير ونفعَ المرحوم، وكفَّ الأذى عنه.

وهي صفةُ كمالٍ في المُكلَّف اتَّصَف بكمالها نبيُّنا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-، وغيرُه من البشر دونَه في هذه الصفة العظيمة. قال الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128].

وفقدُ صفة الرحمة في المُكلَّف نقصٌ وعيبٌ يدخلُ عليه بسبب فقدِها من الشُّرور والآفات ما لا يُحيطُ به إلا الله.

وأما صفةُ الرحمة لربِّ العالمين فنُثبِتُ معناها وحقيقتَها على ما يليقُ بالله -عز وجل-، ونُفوِّضُ في كيفيَّتها، كما هو ثابتٌ عن السلف الصالح من الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم-.

والنِّعمُ كلُّها في الدنيا والآخرة من آثار رحمة الله، تدلُّ هذه النِّعم على رحمة الله الموصوف بها أزلاً وأبدًا، كما يجبُ له -سبحانه- ويليقُ به. قال الله تعالى: (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) [الروم: 50].

ومن فسَّر رحمةَ الله بالثواب أو النِّعم فهو مُخالِفٌ لما عليه السلفُ الصالح؛ فرحمةُ الله لا تُشبِه رحمةَ المخلوق، كما أن ذاتَ الله تعالى لا تُشبِه أحدًا من المخلوقات.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لما خلقَ الله الخلقَ كتبَ كتابًا فهو عنده فوق العرش: إن رحمتِي تغلِبُ غضبي". رواه البخاري ومسلم.

والرحمةُ في الإسلام يتقرَّبُ بها المُسلمُ إلى الله – تعالى - ببَذلِها لكل ما هو أهلٌ لها حتى البهائِم. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينما رجلٌ يمشِي بطريقٍ اشتدَّ عليه العطشُ، فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها فشرِبَ، ثم خرجَ. فإذا كلبٌ يلهثُ يأكلُ الثَّرَى من العطش. فقال الرجلُ: لقد بلغَ هذا الكلبَ من العطش مثلُ الذي كان بلغَ بي، فنزلَ البئرَ فملأَ خُفَّه ماءً ثم أمسكَه بفِيه حتى رَقِيَ فسقَى الكلبَ، فشكرَ الله له، فغفَرَ له". فقالوا: يا رسول الله: إن لنا في البهائِم أجرًا؟! فقال: "في كل كبدٍ رطبةٍ أجرٌ". رواه البخاري ومسلم.

وعن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال: كُنَّا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفَرٍ، فانطلقَ لحاجته، فرأينا حُمُرة معها فرخَان، فأخذنا فرخَيْها، فجاءت الحُمُرة -وهي نوعٌ من الطير-، فجعلَت تعرِشُ وتُرفرِفُ، فلما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من فجِعَ هذه بولدَيْها؟! ردُّوا ولدَها إليها".

ورأى قريةَ نملٍ قد أحرقناها، فقال: "من أحرقَ هذه؟!" قلنا: نحن. قال: "إنه لا يُعذِّبُ بالنار إلا ربُّ النار". رواه أبو داود.

وقد جاءت الشريعةُ بوجوب رحمة الضُّعفاء والمساكين والأيتام والمُحتاجين، وبوجوب بذلِ الرحمة لكلِّ أحدٍ هو لها أهلٌ.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كافِلُ اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتَين في الجنَّة". وقرنَ بين السبَّابة والوُسطى. رواه مسلم.

وعن أنسٍ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من عالَ جاريتَيْن -أي: بنتَيْن- حتى تبلُغَا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتَين". وضمَّ أصابِعَه. رواه مسلم.

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضُعفائِكم؟!". حديثٌ صحيحٌ رواه البخاري مرسلاً، ووصلَه غيرُه بإسنادٍ صحيحٍ.

وفي الحديث: "ليس منَّا من لم يرحَم صغيرَنا ويعرِف شرفَ كبيرِنا". رواه أبو داود.

قال الله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة: 105].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله مُعزِّ من أطاعه واتَّقاه، ومُذِلِّ من خالفَ أمرَه وعصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا إله سِواه، وأشهد أن نبيِّنا وسيِّدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه ومن اتَّبَع هُداه.

أما بعد:

فاتقوا الله واخشَوا يومًا تُرجعون فيه إلى الله، ثم تُوفَّى كلُّ نفسٍ ما كسبَت وهم لا يُظلَمون.

أيها المسلمون: اعمَلوا بأخلاق الدين القَويم الذي رضِيَه الله لكم، ولا تغُرَّنَّكم الحياة الدنيا.

واحذَروا -عباد الله- من أسباب قسوة القلوب؛ فإن من أسباب قسوة القلوب: الانكِبابُ على الدنيا وإيثارُها على الآخرة، قال الله تعالى: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى: 16، 17].

وإن من أسباب قسوة القلوب: هو رُكوبُ المعاصِي التي تغرُّ والتي تُقسِّي القلوب؛ فأبعدُ القلوب من الله القلبُ القاسِي. قال الله تعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88، 89].

وكان من دُعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم آتِ نفسِي تقواها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم اهدِني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدِي لأحسنِها إلا أنت، واصرِف عنِّي سيِّئَها لا يصرِفُ عنِّي سيِّئَها إلا أنت".

وكان يُكثِرُ -عليه الصلاة والسلام- بالدُّعاء: "اللهم يا مُقلِّب القلوب والأبصار ثبِّت قلبِي على دينِك".

عباد الله: اشتدَّت الكُروب، وقسَت القلوب، فأصلِحوها بالقرآن وذِكر الله وطاعته، قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا".

فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابتِه أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم وأذِلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر أعداءَك أعداء الدين يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألُك أن تُيسِّر أمورَنا، وتشرحَ صدورَنا، اللهم أغنِِنا بحلالِك عن حرامِك، وبطاعتك عن معصيتك، وفضلِك عمَّن سِواك يا رب العالمين.

اللهم أحسِن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خِزيِ الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم إنا نسألُك العفوَ والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم أصلِح أحوالنا يا رب العالمين، وأحوال المسلمين يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم انصر المسلمين، اللهم انصر الإسلام والمسلمين، اللهم انصر المسلمين في الشام، اللهم انصر الأطفال في الشام، اللهم انصر الشيوخ والنساء والأرامل والمسلمين الذين ظُلِموا يا رب العالمين من أولئك الظالمين.

اللهم عجِّل يا رب العالمين نقمتَك وعذابَك وأنزِل بأسَك بالظالمين في الشام الذين ظلَموا المسلمين يا رب العالمين، اللهم إنهم طغَوا وبغَوا وإنك أنت الله لا إله إلا أنت، أنت العليُّ على كل شيء، وأنت القادر على كل شيء، اللهم اكفِ المسلمين يا رب العالمين شِرارَهم، اللهم اكفِ المسلمين شرَّ الأشرار، وكيدَ الفُجَّار.

اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وأعِذنا من شرِّ كل ذي شرٍّ يا رب العالمين.

اللهم اجعل هذه البلاد آمنةً مُطمئنَّةً، رخاءً سخاءً، وسائرَ بلاد المُسلمين يا رب العالمين.