البحث

عبارات مقترحة:

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الكريم

كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...

الدعاء والتوبة

العربية

المؤلف عبد العزيز بن عبد الله السويدان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر .
  2. أهمية الدعاء وفضله .
  3. أدعية مرتبطة باليوم والليلة .
  4. فضل الدعاء في العشر الأواخر وفي ثلث الليل الآخر .
  5. أهمية التوبة وفضلها .
  6. شروط التوبة .

اقتباس

إن من أفضل العبادات في هذه العشر: عبادة الدعاء، الذي يكثر من الدعاء في الجملة أقرب وأحب إلى الله -تعالى- من الذي يقل منه، فما بالك من الذي يكثر من الدعاء في هذه الليالي المباركات؟ ذلك أن الدعاء دليل صلة قوة العبد بربه، وثقته به، وإحسان ظنه به، بل لولا الدعاء لما اقترف ربنا بنا: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) [الفرقان: 77]. ألم تروا أن الله -تعالى- يربينا على التزام الدعاء في جميع شئون حياتنا، فلا يكاد يخلو...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

نعيش وإياكم -أيها الإخوة- انقضاء الشهر المبارك، والعجيب أن قمة بركة شهر رمضان، وذروة فضله خيره في ليالي انقضائه، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم كما تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: "إذا دخل العشر - أي الأواخر- أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد مئزره".

وتقول أيضا -رضي الله عنها-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره".

ولما لا يجتهد صلى الله عليه وسلم؟ إنه كان يتحرى فيهن أعظم ليلة في السنة كلها، كان يتحرى فيهن ليلة القدر: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)[القدر: 2-5].

أيها الصائمون: نحن اليوم في الثلث الأول من العشر المباركات، والعشر الأواخر من رمضان التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يترك من أجلها بيته وأهله، ويعتكف في المسجد مفرغا نفسه تماما لعبادة ربه، قال صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه" [رواه البخاري].

وإن من أفضل العبادات في هذه العشر: عبادة الدعاء، الذي يكثر من الدعاء في الجملة أقرب وأحب إلى الله -تعالى- من الذي يقل منه، فما بالك من الذي يكثر من الدعاء في هذه الليالي المباركات؟ ذلك أن الدعاء دليل صلة قوة العبد بربه، وثقته به، وإحسان ظنه به، بل لولا الدعاء لما اقترف ربنا بنا: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) [الفرقان: 77].

ألم تروا أن الله -تعالى- يربينا على التزام الدعاء في جميع شئون حياتنا، فلا يكاد يخلو عمل ما، من دعاء خاص به، هكذا علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم-.

هناك دعاء للنوم، وللاستيقاظ من النوم، ورقية المريض، ولدخول الحمام، والخروج منه، ولتناول الطعام، والانتهاء منه، وعند الخروج من البيت ودخوله، وعند شراء الدابة، وركوب السيارة، ولدخول السوق، ولدخول المسجد، وللخروج منه، وللصباح أذكار وأدعية، وللمساء أذكار وأدعية، وللسفر دعاء، وللعودة من السفر، وللحلول في مكان، وعند اشتداد الرياح، وعند نزول المطر، وللتهنئة بالزواج، بل وحتى للمعاشرة دعاء.

وهكذا يكون المسلم مرتبط بربه في يومه وليلته، لا يكاد ينفك عنه طوال حياته، ومهما كان شأن المسلم قويا، أو ضعيفا، غنيا أو فقيراً، عالما أو جاهلا، مهما كان شأنه، فهو في أمس الحاجة إلى الصلة بربه، خالقه وبارئه، وولي نعمته.

هو في أمس الحاجة إلى الصلة بربه على الدوام، ولا تتحقق مثل هذه الصلة الدائمة إلا بهذه العبادة العظيمة، ألا ترون الله يثني على أنبيائه بالدعاء: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].

أي عبادة هو الدعاء، وأي مدلولات هي مدلولات الدعاء، يدل على قرب العبد من ربه، وعلى توكله عليه، ورجاءه إياه، ويقينه بقدرته، وتوحيده بالقصد والطلب.

نعم إخلاص الدعاء لله دليل على توحيد الله بالعبادة، ولذلك ترون الله يحذر من دعاء غيره من مخلوقاته أشد تحذير، مهما كان السبب، ومهما كان التأويل والعذر، كمن يدعو غيره بحجة التقرب إلى الله زلفى، من أجل أن يقبل الدعاء، بل إن الله -تعالى- يجعل دعاء أحد من مخلوقاته، ولو كان أتقى الناس، ولو كان نبيا مرسلا، يجعل دعاءه والاستغاثة به شركا أكبر مخرج من الملة، ولماذا هو كذلك؟ لأن الدعاء من أخص وأخلص العبادات.

بل إن الدعاء هو العبادة ذاتها؛ كما في حديث النعمان قال صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60][رواه أحمد].

ولهذا قال تعالى محقرا من يدعو من دونه من مخلوقاته: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) [الأحقاف: 5].

وقال سبحانه مؤكدا تفرده بالدعاء: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ) [الرعد: 14].

أيها الصائمون: ليالي العشر الأواخر هي ليالي التهجد، آخر الليل، والتهجد هو ترك الهدود، والهدود هو النوم، أي القيام من النوم، والسهر من أجل الصلاة لرب العالمين، قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) [الإسراء: 79].

آخر الليل هو ربيع المحبين، وواحة الأواهين، حين ينزل الكريم الرحيم، في صحيح البخاري يقول صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا -تبارك وتعالى- إلى الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟".

هذا النزول إن كان في كل ليلة من ليالي العام، فكيف به في ليلة هي خير من ألف شهر، أي في ليلة هي خير من 83 سنة، كيف به في ليلة القدر؟

ولذا حرص المقربون على بلوغ ليلة القدر أشد الحرص، وعلموا أن الدعاء فيها ليس كغيره من الليالي، قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: "يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو؟" تحرص على الدعاء في تلك الليلة، قال: "قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني" [رواه الترمذي].

كيف بأحدنا -يا عباد الله- إذا قام آخر الليل في أجواء هذه العشر المباركات، راجيا نزول الرحمن الرحيم واستجابته؟ كيف بأحدنا إذا قام آخر الليل يصلي بين يدي ربه الكريم، ويدعوه بقلب منكسر، ونفس مخبتة، يدعوه في سجود دعاء الخائف الضرير، ويبتهل إليه ابتهال الخاضع الذليل، ويسأله مسألة العاجز الفقير، سؤال من خضعت له رقبته، ورغم له أنفه، وفاضت له عيناه، ثم كيف به إذا وافى ليلة القدر وهو على هذه الحال قائم لله، صاف قدميه، مسلم وجهه لربه، راج راهب راغب في ليلة نزل فيها الإله، وحلت فيها الرحمات، وفاضت فيها البركات، وتنزلت فيها ملائكة الرحمن، وفتحت فيها أبواب الجنان.

اللهم بلغنا ليلة القدر، اللهم بلغنا ليلة القدر، وأعنا على قيامها، واقبل دعائنا، يارب العالمين.

إخوتي الكرام: لا حرمنا الله وإياكم مواسم الخير، أقول ذلك لأن قوما حرموا -نسأل الله العافية - أولئك الغافلون الذين قدموا اللهو واللعب على العبادة، حتى في ذروة البركة، هل يعقل أن يقضي مؤمن لله موقنا بلقائه هذه الليالي متنقلا بين فضائية فاسدة، وأخرى؟

هل يعقل هذا إلا من غافل محروم، نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يوقظ غافل المسلمين.

فلنحرص جميعا على اغتنام ما تبقى من هذه العشر، ولنري الله -تعالى- من أنفسنا خيرا، فلربما جاهد أحدنا نفسه في هذه الأيام القلائل، فقبل الله منه، وكتب له سعادة لا يشقى بعدها أبدا.

أسأل الله من فضله، أسأل الله أن يرحمنا برحمته، وأن يستعملنا في طاعته، وأن يجعل مثوانا جنته، وأن يتقبلنا في عباده الصالحين.

بارك الله لنا ولكم في القرآن الكريم، وأن ينفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وبعد:

فإن الله ندب المؤمنين إلى التوبة وحثهم، قائلا: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النــور: 31].

وقال جل وعلا: (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)[هود: 3].

وإنه يحب من تاب وتطهر: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222].

وينادي سبحانه عباده المؤمنين يحثهم على التوبة النصوح: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا)[التحريم: 8].

التوبة النصوح هي: المستغرقة الشاملة لجميع المعاصي والذنوب، الجامعة في شروط النصح، وهي الإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزيمة على عدم العودة إليها.

الإقلاع والندم والعزيمة على عدم العودة إليها أبداً.

والتوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وربه، ولا تتعلق بحق آدمي فشروطها كما تقدم.

أما إن كانت متعلقة بحق آدمي فيضاف إلى ما تقدم من الشروط شرط رابع، وهو البراءة من حق صاحبها، فإن كانت مالا، أو حقا رده إليه، وإن كانت حقا مقترفا مكنه منه، أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منه، أو ذب عنه عند من اغتابه أمامه، واستغفر له، حتى يرى أنه أدى حقه.

وإذا تاب العبد من بعض الذنوب قبلت توبته فيما تاب منه، وبقي عليه وزر ما لم يتب منه.

إخواني: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو من هو مكانةً ومنزلة عند ربه، وطاعة وتقربا إلى مولاه، فهو سيد المتقين، كان يتوب في اليوم ويستغفر الله أكثر من سبعين مرة؛ روى البخاري بسنده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "والله إني لاستغفر الله وأتوب إليه أكثر من سعين مرة".

بل يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "يا أيها الناس استغفروا ربكم وتوبوا إليه، فإني أستغفر الله وأتوب إليه مائة مرة، أو أكثر من مائة مرة".

أستغفر الله العظيم...

معاشر الصائمين: إن من أخطر عوائق التوبة التسويف، يقول: أتوب غدا، وكما قال القرطبي: "كيف يتوب غدا وغدا لا يملكه".

التسويف خدعة يستخدمها الشيطان، ويغري بها الملايين، ولا أوضح من قوله للنائم عن صلاة الفجر في كل صباح في حياته: "عليك ليل طويل فارقد".

لكن المخلص لا ينخدع؛ لأن نستثمر أيام رمضان ولياليه لاسيما الأخيرة منها في الاستعجال في التوبة.

ينبغي -أخي الكريم- إن كنت بعيد النظر أن توجه بعد نظرك إلى الآخرة قبل الدنيا، فقد قال تعالى في الغافلين الذين كانوا يأملون في متاع الدنيا من بعيد: (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ)[سبأ : 54] كما هو قول بعض المفسرين.

فإياك من تسويف فعل الخير، فإن وقته إذا زال لم يعد إليك، فاليوم أنت صحيح وغدا لا تدري، اليوم أنت غني وغدا لا تدري، اليوم أنت حي وغدا لا تدري، وكما قال الحسن البصري: "إن الموت فضح الدنيا فلم يدع لذو لب فرحا".

ولذا كثيرا القرآن ما يراهن عليه الناس في تأجيل العمل إلى الغد المجهول في قوله: (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10-11].

فإن لم نجعل رمضان شهر التوبة، فأي شهر إذاً؟!

أسأل الله -تعالى- أن يعيننا على ذكره وشكره، وحسن عبادته.