الأول
(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...
العربية
المؤلف | حسان أحمد العماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - أركان الإيمان |
لقد نسينا أن هناك يوماً آخر ولقاء أمام ملك الملوك للجزاء والحساب, ففسدت قيمنا وساءت تصرفاتنا وتجرأنا على الحرام, وانتهكنا الحدود وقتلت النفس المعصومة, وتعامل الكثير بالرشوة وشهادة الزور, وقصر الوالد في تربيته لأولاده, والموظف في وظيفته, وحاد القاضي عن الحق, وضيع الحاكم رعيته, وظهر الغش وقل الإنتاج, وضعف...
الخطبة الأولى:
الحمد لله المتفرد بالملك والخلق والتدبير، يعطي ويمنع وهو على كل شيء قدير، له الحكم وله الأمر وهو العليم الخبير، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو اللطيف القدير, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها صادقا من قلبه من أهوال يوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
مثل وقوفكَ يوم العرض عريانا | مستوحشاً قلقَ الأحشاء حـيراناَ |
النار تلهبُ من غيظٍ ومن حنقٍ | على العصاةِ وربُ العرش غَضباناَ |
اقرأ كتابك يا عبدِ على مَهَـلٍ | فهل ترى فيه حرفاً غـيرَ ما كانا |
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صاحب الشفاعة, ولا يدخل الجنة إلا من أطاعه, سيد الأولين والآخرين, صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين, ومن سار على دربهم, واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعـــد:
عبـــاد الله: يقول سبحانه وتعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة: 177] وقال تعالى (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ)[التوبة:18].
وقال تعالى وهو يصف أهل الكتاب الذي ثبتوا على الحق والتزموا به (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 113، 114] كثير هي الآيات التي تتحدث عن الإيمان باليوم الآخر وما ذاك إلا لأهميته وأثره في حياة المسلم, وما من نبي إلا ودل قومه على هذا الإيمان وحذرهم من الغفلة عنه قال تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا اليَوْمَ الآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [العنكبوت:36] وقال تعالى: (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا) [النساء: 136].
عبــــــــاد الله: عندما ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر فسدت القلوب, وكثرت الذنوب, وظهر الظلم والجشع والعدوان في أبشع صوره, وتعدى الإنسان على أخيه الإنسان, وأصبح المرء لا ينظر إلا إلى مصلحته دون غيره, وأصبحت الغاية تبررها الوسيلة, والتعامل المادي بين البشر شعار الوقت ودستور الزمان, إلى جانب كثرت الهموم والقلق النفسي الذي أصاب كثير من أبناء هذه الأمة.
وأصبح الناس في غفلة لن يدركوا خطرها حتى يداهمهم الموت, وعندها لا ينفع الندم قال تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [الأنبياء: 1، 2], وقال تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].
عندما ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر عق الابن أباه وهجر الأخ أخاه وضيعت الأمانات وظهرت الخيانات وسفكت الدماء وأصبح المرء لا يعطي للدين وزناً ولا للشرع قدراً ولا للأخلاق أهميةً في حياته وأثرا.
لقد نسينا أن هناك يوماً آخر ولقاء أمام ملك الملوك للجزاء والحساب, ففسدت قيمنا وساءت تصرفاتنا وتجرأنا على الحرام, وانتهكنا الحدود وقتلت النفس المعصومة, وتعامل الكثير بالرشوة وشهادة الزور, وقصر الوالد في تربيته لأولاده, والموظف في وظيفته, وحاد القاضي عن الحق, وضيع الحاكم رعيته, وظهر الغش وقل الإنتاج, وضعف المعروف بين الناس, واختفت الأخوة, وبرزت العصبية الجاهلية للأوطان والأنساب والقبائل والأحساب, وظهرت الفتن الطائفية والمذهبية والتعصب للأفراد؛ فأوغرت الصدور بالحقد والحسد والضغائن, وحل التقاطع وقامت الحروب وغير ذلك, فهل يوجد بمن هذه صفاته, هل يوجد في قلبه ذرة من إيمان؟, وهل أدركنا خطورة الركون إلى الدنيا والغفلة عن الآخرة؟.
وانظروا إلى الإيمان بالله واليوم الآخر كيف يردع صاحبه ويهديه إلى الحق, فعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: جاء رجلان من الأنصار يختصمان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مواريث بينهما قد درست ليس بينهما بينة, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم تختصمون إلي, وإنما أنا بشر, ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض, وإنما أقضي لكم على نحو مما أسمع منكم, فمن قضيت له من أخيه شيئا فلا يأخذه, فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي بها يوم القيامة". (الصحيحة للألباني 455). فارتعب الرجلان وخافا لأن هناك يومٌ آخر لا مفر منه ولأن المطلع على ما في الضمائر هو الله الذي لا تخفى عليه خافية , فبكى الرجلان, وقال كل واحد منهما: حقي لأخي! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما إذا قلتما؛ فاذهبا فاقتسما؛ ثم توخيا الحق, ثم استهما, ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه".
إن الإيمان بالله واليوم الآخر يهذب النفوس ويقوم السلوك؛ لأن الفرد يربط كل حركاته وسكناته بالأجر والمثوبة من الله يوم القيامة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". (رواه البخاري).
عبـــاد الله: إن الإيمان بالله واليوم الآخر يجلب للعبد الراحة والثقة واليقين بربه وعدله وكرمه وسعة رحمته, ومهما ناله في هذه الدنيا من ابتلاء ومحن وفتتن ومصائب فإن نعيم الآخرة يجبر كل مصاب ويهون كل بلاء, قال تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزُّمر:10] وهذا الإيمان يمنع صاحبه من الكبر والطغيان والتفاخر على خلق الله, فالدنيا زائلة والخلود لا يكون إلا في جنة عرضها السموات والأرض أو نار لا تبقي ولا تذر, والمؤمن قد وطن نفسه على العمل الذي يقربه من الله ولم يجعل للدنيا وما فيها سبيلاً إلى قلبه.
جاء رجل إلى الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ليكتب له عقد بيت اشتراه, فنظر علي إلى الرجل فوجد أن الدنيا متربعة عَلَى قلبه, وقد فتن بها وغرته أمواله, فأراد الإمام علي أن يوصل له رسالة توقظه من غفلته فكتب: "اشترى ميت من ميت بيتا في دار المذنبين له أربعة حدود، الحد الأول يؤدي إلى الموت, والحد الثاني يؤدي إلى القبر, والحد الثالث يؤدي إلى الحساب, والحد الرابع يؤدي إما لجنة وإما لنار". فقال الرجل: ما جئتك لهذا يا إمام، فقال له الإمام علي:
النفس تبكي عـلى الدنيـا وقـد علمـت | أن السلامة فيها ترك ما فيهـا |
لا دار للمرء بعـد الموت يسكنهــا | إلا التي كان قبل الموت يبنيهـا |
فـإن بنـاهـا بخير طـاب مسكنه | وإن بناها بشر خاب بانيهـا |
أين الملوك التي كانت مسلطنـة | حتى سقاها بكاس الموت ساقيهــا |
أموالنا لذوي الميراث نجمعهـا | ودورنا لخراب الدهر نبنيهـا |
كم من مدائن في الأفاق قد بنيـت | أمست خرابا وأفنى الموت أهليهـا |
لا تركنن إلى الدنيا وما فيها | فالموت لاشك يفنينا و يفنيهـا |
واعمل لدار غداً رضوان خازنها | والجار أحمد والرحمن ناشيهـا |
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها | بركعة في ظلام الليل يحييهـا |
فقال الرجل لعلي -رضي الله عنه-: أشهدك أني قد جعلتها لله ورسوله.
اللهم إنا نسألك إيماناً خالصاً ويقيناً صادقاً ومرداً غير مخزٍ ولا فاضح قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطــبة الثانــية:
عبــاد الله: إن للإيمان بالله واليوم الآخر ثمرات عظيمة في حياة المجتمع المسلم, ولعل من أعظمها الإخلاص لله بالعبودية ومتابعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- والتزام سنته قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف:110].
ومن هذه الثمرات حصول الأمن والاستقرار والألفة بين الناس ذلك أن مجتمعاً يسود بين أهله الإيمان بالله، واليقين بالآخرة والجزاء والحساب، لا شك أنه مجتمع تسوده المحبة ويعمه السلام؛ لأن أهله يخافون الله ويخافون يوم الفصل والجزاء, قال تعالى: (اليَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ اليَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ) [غافر:17].
ومن ذلك قصر الأمل والاستعداد بالعمل للقاء الله والوقوف بين يديه, خرج هارون الرشيد يوماً في رحلة صيد, فمرّ برجل يقال له بُهلول قد اعتزل الناس وعاش وحيداً, فقال هارون: عظني يا بُهلول, قال: "يا أمير المؤمنين!! أين آباؤك وأجدادك؟ من لدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبيك؟" قال هارون: ماتوا, قال: فأين قصورهم؟ قال: تلك قصورهم, قال: وأين قبورهم؟ قال: هذه قبورهم, فقال بُهلول: "تلك قصورهم, وهذه قبورهم, فما نفعتهم قصورهم في قبورهم؟", قال: صدقت, زدني يا بهلول, قال: "أما قصورك في الدنيا فواسعة, فليت قبرك بعد الموت يتسع" فبكى هارون وقال: زدني فقال: "يا أمير المؤمنين: قد ولاك الله فلا يرى منك تقصير ولا تفريط" فزاد بكاءه وقال: زدني يا بهلول , فقال: يا أمير المؤمنين:
هب أنك ملكت كنوز كسرى | وعُمرت السنين فكان ماذا؟ |
أليس القـبر غـاية كـل حيٍ | وتُسأل بعده عن كل هذا؟ |
قال: بلى, ثم رجع هارون ولم يكمل رحلة الصيد تلك, و انطرح على فراشه مريضاً, ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت.
ومن هذه الثمرات الفوز برضا الله -سبحانه- وجنته، والنجاة من سخطه والنار وهذه ثمرة الثمار، وغاية الغايات، قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185].
عبـــاد الله: ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر شفاء صدور المؤمنين وراحة بالهم, وصبرهم على العبادة والعمل والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, رغم حرمانهم وتحملهم المشقة والعناء في الدنيا قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [المطففين 29-36].
لقد كان المنهج الرباني في القرآن الكريم والسنة النبوية يؤكدان على خطورة الغفلة عن حقيقة نهاية الحياة وما بعدها؛ حتى لا تصبح الدنيا ميدان للظلم والصراع وهضم الحقوق والتنصل عن الواجبات، والتقصير في الأعمال، والمسؤوليات ورتب على ذلك أشد العذاب, قال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يونس:7،8] فالعمل لهذه الدنيا مطلوب وتعميرها, بما أمر الله من الواجبات العظيمة لكن الغفلة عن حقيقة الدنيا والموت والحساب وهول المطلع والوقوف بين يدي الله يجب أن لا يفارق عقولنا وقلوبنا أو لحظة من لحظات حياتنا.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر برحمتك يا أرحم الراحمين.
هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56] اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.