البصير
(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...
العربية
المؤلف | علي عبد الرحمن الحذيفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
إذا قام المسلم برعاية أمانة الأولاد وأحسن تربيتهم وألزمهم بالاستقامة على الصراط المستقيم واعتادوا الخير وأحبوه وأبغضوا الشر وجانبوه وأسعف توفيق الله الوالدين والأولاد كانوا خيرًا لأنفسهم ولوالديهم ولمجتمعهم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فاتقوا الله -تعالى- وأطيعوه؛ فإن طاعته أقوم وأقوى، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
أيها المسلمون: اعلموا أن الأمانات واجبات ألزم الله بها المكلفين وفرائض يبتلي ويختبر بها المخلوقين؛ فمن قام بها وأداها نال أعظم الثواب، ومن ضيَّعها وأهملها أحاط به العقاب، قال الله -تعالى-: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) [الأحزاب:72-73].
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: " الأمانة: الفرائض.. عرضها الله على السماوات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم؛ فكرهوا ذلك وأشفقوا عليه من غير معصية ولكن عرضه الله اختياراً، ولكن تعظيماً لدين الله ألا يقوموا بها، ثم عرضها على آدم -عليه السلام- فقبلها بما فيها ".
عباد الله: الأمانة هي حقوق الله وحقوق العباد، وأعظم حقوق الله -عز وجل- توحيده؛ وهو عبادة الله -تعالى- وحده لا يشرك به المرء شيئا، فمن عبد الله وحده وبرىء من الشرك دخل الجنة.. ومن مات على الشرك بالله -تعالى- خلده الله في النار، قال الله -تعالى-: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [المائدة:72].
أيها الناس: إن من الأمانات العظيمة والواجبات الكبيرة رعاية الأولاد وتنشئتهم على الصلاح والاستقامة وإرشادهم لكل خير وتحذيرهم من كل شر، وبذل الجهد في إلزامهم بالأخلاق الكريمة والسجايا المستقيمة.. قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6]، وقال -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه:132].
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته؛ فالإمام راعٍ ومسئولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهل بيته ومسئولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسئولةٌ عنه، والخادم راعٍ في مال سيده ومسئولٌ عنه " رواه البخاري ومسلم، وفي الحديث: " مُرُوْا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع ".
والأولاد نعمةٌ منّ الله بها على العباد؛ فهم امتداد لعمر الوالدين وخلفاً للأجيال يعبدون الله -تعالى- وتعمر بهم الأرض، ويتم بين الكل في إطار الدين والمجتمع التعاون والتراحم والتعاطف والتكافل والتكامل.. قال الله -تعالى-: (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ.. ) [النحل: 72]، وقال تعالى: (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [الشعراء: 132-134].
فإذا قام المسلم برعاية أمانة الأولاد وأحسن تربيتهم وألزمهم بالاستقامة على الصراط المستقيم واعتادوا الخير وأحبوه وأبغضوا الشر وجانبوه وأسعف توفيق الله الوالدين والأولاد كانوا خيرًا لأنفسهم ولوالديهم ولمجتمعهم وكثرت منهم الحسنات وحُفظوا من السيئات، وفي صحيح مسلم: " إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: ولدٍ صالحٍ يدعو له، أو علمٍ يُنتفع به، أو صدقةٍ جارية "، وصاروا قرة عينٍ للوالدين في الآخرة.. قال الله - تعالى-: (وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 2-24]..
وجاءت الأدلة من الكتاب والسنة بأن الله -تعالى- يرفع درجات الأولاد المؤمنين؛ ليكونوا مع آبائهم في المنزلة في الجنة من غير أن ينقص ثواب الآباء؛ فسبحان الجواد الكريم المتفضل المنعم.
ومن ضيع أمانة الله في نفسه وأولاده وأهله خسر دنياه وأخراه.. قال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) [الزمر:15-16].
وبنو آدم في السنوات الأولى من مقتبل العمر بحاجةٍ شديدةٍ إلى القوامة الصالحة والرعاية التامة من الوالدين والأوصياء والأقرباء والمجتمع؛ لأن صغار السن لا يعرفون الخير من الشر.. والمراهقون برآء ومن السهل استدراج الشياطين لهم إلى الشر والتدمير والانحراف، ومن الخطر الكبير تركهم بلا رقابة ورعاية، والرعاية والملاحظة الدائمة ينقذ الله بها الأولاد من الانحراف والتدمير الخلقي -بإذن الله تبارك وتعالى-.
والفساد في العصور الماضية فسادٌ بسيط.. ولكن الفساد في هذا العصر فسادٌ مركبٌ ومعقدٌ ومدمر، وله تداعيات تلازم الشاب إلى آخر عمره إلا أن يتداركه الله بحياةٍ إسلامية وتوبةٍ صادقة.
وابن آدم إذا صلح كان في نهاية أمره أفضل من جمهور الملائكة، وإذا فسد بالكفر أو النفاق كان شراً من البهائم كما قال الله -تعالى-: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) [الأنفال:55].
فالبهائم لا تأكل السموم، وإذا عرض عليها حبوب المخدرات وحبوب الشعير اختارت الشعير والذرة على حبوب المخدرات، وإذا عرض عليها شجرة الدخان اختارت البرسيم على شجرة الدخان، وإذا عرض عليها الخمر اختارت الماء عليه؛ فالبهائم لا تتعاطى ما يضرها.
والشباب معرضون لفتنٍ كثيرة ومعرضون لأبوابٍ من الشرور مدمرة، وشباب المسلمين محسودون ومستهدفون، وكثرت المؤثرات عليهم وانفتحت أبواب انحراف لم تكن من قبل:
- فضائيات مدمرة تعرض مسلسلاتٍ وأفلاماً تحطم الأخلاق، وتجتث الإسلام من القلوب، وتدعو إلى الفحشاء والمنكر.
- مخدرات يصدِّرها أعداء الإنسانية تمسخ الآدمي من الإنسانية والخلق والدين.
- أصدقاء شر وسوء يصدون عن سبيل الله، بل تعددت وسائل الصداقة للفتى والفتاة عبر مواقع الإنترنت المنوعة وسهل التواصل مع آلاف الأشخاص.
- الأفكار الضالة المخربة المدمرة الوافدة التي تجر الشباب إلى الإرهاب والتفجير والإفساد في الأرض.
- تبرج النساء الذي وفد من غير المسلمين على بلاد المسلمين؛ فافتتن به الشباب كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: " ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء ".
- تقليد بعض المسلمين لغير المسلمين فيما يضر ولا ينفع.. إلى غير ذلك من الفتن.
والمقاومة للفتن من جانب المسلمين ضعيفة.. والبدائل والوسائل التي تحفظ الشباب من هذه الفتن قليلة وقاصرة، وإذا لم يتم التعاون بين البيت والمدرسة والمجتمع -وكل مسئول من واقع مسئوليته لوقاية الشباب من الشرور وترشيدهم لكل خير وتحصينهم من كل شرٍّ مضر- فنخشى أن يظهر من الشباب بعض العادات التي لا يقدر بشرٌ أن يغيرها.
وغلق باب الفتن سهل.. وكذلك المحافظة على ذلك، وهو أسهل من فتح باب الفتنة؛ فإن الباب إذا فتح فإنه قل أن يُغلق كما قال عمر -رضي الله عنه-.
الغزو الفكري أعظم من الغزو المادي.. قال الله -تعالى-: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال:25].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد له رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله.. بعثه الله بالهدى واليقين لينذر من كان حيًّا ويحق القول على الكافرين.
أما بعد:
فاتقوا الله حق التقوى وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
عباد الله: أعظم الشرور اتباع الهوى؛ بارتكاب المحرم من الشهوات وترك الواجبات، قال الله -تعالى-: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) [مريم:59]، وسئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس النار، قال: " الفم والفرج ".
وتفكروا في وصايا الرب -جل وعلا- ووصايا رسله -عليهم الصلاة والسلام- وعباده الصالحين، فأوصوا بها أولادكم ومجتمعاتِكم؛ فقد أفلح من تواصى بالحق ومن تواصى بالصبر.. قال الله -تعالى-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [البقرة:132]، وقال -تعالى- عن العبد الصالح لقمان: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان:13] وقال عنه -تبارك وتعالى-: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ * وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) [لقمان:17-19].
ووصَّى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ابنَ عباس بقوله: " يا غلامُ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قدكتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قدكتبه الله عليك، رُفعتِ الأقلامُ وجفت الصحف ".
أيها الآباء .. أيها الأوصياء .. يا فاعلي الخير: زوِّجوا الشباب؛ فإن ذلك خير للفتى وخير للفتاة، وإن الزواج باب يدخل منه الشاب فيحصِّن نفسه من كثير من الفتن، وللأب أن يمنع ابنه المراهق أن يسافر إلى البلاد التي لا تحرِّم محرماً ولا تأمر بواجب.. له أن يمنعه من ذلك، فإن الشاب قد يُجَرُّ إلى أمور لا تُحمدُ عُقباها والإنسان مسئول عن نفسه..
أشغلوا الشباب بما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم، وانصحوهم أن يُقبلوا على العلم الشرعي؛ فإن العلم الشرعي يقود إلى كل فضيلة، ويحذر من كل رذيلة..
ولا يصلح النفوسَ إلا كتابُ الله وسنةُ رسوله محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وليوفر للشباب من أولياء أمورهم ما يحتاجون إليه من الأمور المباحة التي تنفعهم والتي تغنيهم، والتي تكون لهم بديلاً عما هو مضر لهم في أخلاقهم وفي دينهم وفي اهتماماتهم.
عباد الله: تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر..
إن الله -تبارك وتعالى- أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال -تبارك وتعالى- : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وسلم تسليماً كثيرا..
اللهم وارض عن الصحابة أجمعين وعن خلفاء رسولك صلى الله عليه وسلم أجمعين -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي-وعن العشرة المبشرين بالجنة- وعن سائر أصحاب نبيك محمد، وعن آل بيته يا رب العالمين وذريته وزوجاته وسلِّم تسليماً كثيراً.
اللهم اغفر لنا يا رب العالمين، اللهم وارض عنا وعن التابعين بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الكفر والكافرين، اللهم هيئ للمسلمين من أمرهم رشدا، اللهم فقهنا وإياهم في الدين، اللهم جنبنا معاصيك واستعملنا في طاعتك يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم أعذنا وذريتنا من إبليس وذريته وشياطينه، اللهم أعذنا وذريتنا من إبليس وذريته وشياطينه يا رب العالمين، اللهم أعذنا وذريتنا من إبليس وذريته وشياطينه يا ألله أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا.
اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفق عبدك خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك يا أرحم الراحمين، اللهم وأعنه يا رب العالمين على كل ما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم وانصر به الدين، اللهم واجعله من الهداة المهتدين، اللهم وفق نائبه لما تحب وترضى ولما فيه الخير للإسلام يا رب العالمين، اللهم وفق نائبه الثاني لما تحب وترضى ولما فيه الخير للإسلام والمسلمين، اللهم اجعل ولاة أمور المسلمين عملهم خيرا لشعوبهم وأوطانهم.
اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، اللهم نوِّر قبورهم وضاعف حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم، اللهم ادفع عنا الغلا والربا، والوبا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن..اللهم واحفظنا والمسلمين، اللهم أعذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأعذنا من شر كل ذي شر يا رب العالمين.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201].
عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل:90-91].
اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).