البحث

عبارات مقترحة:

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

القلق أسبابه وعلاجه

العربية

المؤلف عبد الله بن علي الطريف
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. اعتناء الحضارة المعاصرة بجسد الإنسان وإهمال روحه .
  2. القلق سببه ضعف الإيمان .
  3. أهم مصادر القلق .
  4. أنجح علاجات القلق .

اقتباس

لقد اعتنت الحضارةُ المعاصرةُ بالإنسان وخدمته، وطوعت له المادة فصنعت له من الآلات ما يطير به في السماء، وما يسبح به في الماء، وما يجري به على الأرض براحة جسدية واطمئنان، وهيّأت له السكن في أجمل القصور وأحسن الدور، وقدمت له ألذ الطعام وأحسن الأثاث واللباس، ومع ذلك من تحقق له هذا فقط لم يشعر بالراحة الحقيقية التي ينشدها؛ ذلك أن الإنسان ليس إنسانًا بعظمه ولحمه وشحمه، ولا بسمعه ونطقه وبصره...

الخطبة الأولى:

أما بعد:

أيها الإخوة: لقد اعتنت الحضارةُ المعاصرةُ بالإنسان وخدمته، وطوعت له المادة فصنعت له من الآلات ما يطير به في السماء، وما يسبح به في الماء، وما يجري به على الأرض براحة جسدية واطمئنان، وهيّأت له السكن في أجمل القصور وأحسن الدور، وقدمت له ألذ الطعام وأحسن الأثاث واللباس، ومع ذلك من تحقق له هذا فقط لم يشعر بالراحة الحقيقية التي ينشدها؛ ذلك أن الإنسان ليس إنسانًا بعظمه ولحمه وشحمه، ولا بسمعه ونطقه وبصره، إنما الإنسان إنسانٌ بشيء في داخله يسمى الروح، نعم الروح، الروح التي لا يعلم حقيقة كنهها إلا الله -جل في علاه- القائل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً) [الإسراء:85].

نعم الروح من أمر ربي، ولذلك لم تفهم هذه الحضارة من الإنسان إلا الهيكل العام، فعملت على خدمته، وتطويع المادة له، فأصيب حينذاك بقلق وحالات نفسية وأمراض عديدة.

يا خادم الجسـم كم تشقى بخدمته

أتطلب الربح مما فيه خسـران

أقبل على الروح واستكمل فضائلها

فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

إن وجود القلق عند بعض الناس، وإصابة بعضهم بأمراض نفسية لم تكن عند أسلافهم، سببه ضعف الإيمان بالله أو انعدامه.

نعم -أيها الإخوة- إذا خوى القلب فلم يكن فيه إيمان يفسر له الظواهر الكونية، والقضايا التي يعيشها تفسيراً شرعياً فإنه سيعيش في قلق واضطراب.

وأهم مصادر القلق أربعة: الخوف على الحياة، والخوف على الرزق، والخوف من حصول المكروه، أو فوات شيء محبوب.

أحبتي: إن الإيمان قد طمأننا على هذه الأشياء، طمأننا على الحياة، وأخبرنا أن الحياة ليست بيد أحد في الأرض، وإنما هي بيد الله؛ قال سبحانه: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر:42]، فلو اجتمع كلُ أهل الأرض على أن يقدموا أجلك ثانية واحدة لم يأذن بها الله ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، فلا تجعل -يا أخي- الموت هاجسًا مخيفًا يعطل حياتك المعيشية، وسفرك وترحالك ودخولك وخروجك، وعليك توقي أسباب الهلاك؛ قال الله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة:195]، وقال: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء:29]، أما إن كان تفكيرك في الموت للعظة والتقرب إلى الله فهذا أمر مطلوب.

المصدر الثاني من مصادر القلق: الخوف على الرزق، وهو مكفولٌ مقسوم، قال الله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف:32]، ويقول: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود:6].

أممٌ هائلةٌ في الأرض رزقهم على الله، أفيضيقُ رزقُ الله بك أنت؟! بعض الناس يغتمُ ويهتمُ ويضيقُ صدره إذا أحسَّ بخطرٍ على مصدر رزقه، فهل الرزقُ في هذا فقط؟! لا فقد قال الله تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [الذاريات:22].

أخي الحبيب: وثّق صلتَك بمن في السماء يأتيك رزق الله من حيث لا تحتسب، واطمئن؛ فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ الْغِنَى لَيْسَ عِنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلِكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَإِنَّ الله -عَزَّ وَجَلّ- مُؤْتي عَبْدَهُ مَا كَتَبَ لَهُ مِنَ الزِّرْقِ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ: خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حُرِّمَ". رواه أبو يعلى وقال الألباني: صحيح لغيره.

ويقول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا تَسْتَبْطِئُوا الرِّزْقَ، فَإِنَّهُ لَنْ يَمُوتَ الْعَبْدُ حَتَّى يَبْلُغَهُ آخِرُ رِزْقٍ هُوَ لَهُ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ: أَخَذِ الْحَلَالِ، وَتَرَكِ الْحَرَامِ". رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح على شرطهما. وصححه الألباني.

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قَال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ فَرَّ أَحَدُكُمْ مِنْ رِزْقِهِ أَدْرَكَهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ". رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن، وحسنه الألباني.

وكما قال القائل:

واللَّهِ واللَّه أَيْــمَانٌ مُكَــرَّرَةٌ

ثَلاَثَةٌ عَنْ يَمِيْنٍ بَعْــدَ ثَانِيْهَا

لَوْ أَنَّ في صَـخْرَةٍ صَـمَّا مُلَمْلَمَةٌ

في البَحْرِ رَاسِيَةٌ مِلْسٌ نََواحِيْهَا

رِزْقًَــا لِعَبْدٍ بَرَاهَا اللَّهُ لاَنْفَلَقَتْ

حَتَّى تُؤَدِّي إِلَيْهِ كُـلَّ مَا فيْهَا

أَوْ كَانَ فَوْقَ طِبَاقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا

لَسَـهَّلَ اللَّه في المَرْقَى مَرَاقِيْهَا

حَتَّى يَنالَ الّذِيْ في اللوْحِ خُطَّ لَهُ

فَإِنْ أَتَتْهُ وإِلاَّ سَــوْفَ يأْتِيْهَا

وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ: تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا". رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، وصححه الألباني.

إذًا على المسلم أن يسعي في طلب الرزق والباقي بيد الله سبحانه.

أيها الإخوة: أما المصدر الثالث من مصادر حصول القلق: فهو الخوف من حصول المكروه من مرض أو حادث لا قدر الله، أو موت قريب أو غيره، لكن إذا علمت أن هذا المكروه أو المصيبة بقدر الله، وأنك إذا رضيت عوّضك الله خيرًا منها في الدنيا، وكتب لك الأجر الجزيل في الآخرة، وعلمت أن الله يبتليك ليرفع منزلتك ويكفر من خطيئتك، إذا استشعرت هذه المعاني الكبار زال عنك القلق ورضيت بقضاء الله؛ قال الله تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35]، ولهذا يقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "ما ابتُليت بمصيبة إلا كان لله بها عليّ أربع نعم، قالوا: وكيف؟! قال: أولاً أنها لم تكن في ديني، ثانيًا أنها لم تكن بأعظم منها، ثالثًا أن الله ألهمني الصبر عليها، رابعًا أن الله وعدني بالثواب عليها يوم القيامة". صدقت -يا أبا عبد الله- بهذا الشعور.

أيها الإخوة: تتحول المحن إلى نعم ومنح؛ قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:155ـ157]، فإذا قلت ذلك عند المصيبة، وقلت: الحمد لله، اللهم اؤجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها، أخلف الله عليك خيرًا منها وجبر مصيبتك في الدنيا والآخرة.

أيها الإخوة: وآخر مصادر حصول القلق، الخوف من فوات شيء محبوب من وظيفة، أو زواج أو صفقة تجارية رابحة أو غيرها، فيحصل عند بعض الناس القلق والاكتئاب، ولو قال: قدر الله وما شاء فعل، لعل ذلك خير لي أن صرفه الله عني؛ لأحس بسعادة وراحة.

وما سبق من مصادر القلق، سببه ضعف الإيمان، أو ارتكاب المعاصي، والمعاصي تولد القلق، ذلك أن العاصي يهرب من الواقع إلى المعصية من أجل أن يسعد، فيعاقبه الله بنقيض قصده وفعله، نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يشرح صدورنا بطاعته، وأن يزينا بزينة الإيمان، وأن يجعلنا من الشاكرين عند النعماء الصابرين على البلاء، هو ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،

الخطبة الثانية:

أما بعد:

أيها الإخوة: فمن أنجع العلاج للقلق الصلاة، فالصلاة علاج لجميع الأمراض النفسية، فإذا شعرت بضيق توضأ وصل ركعتين وسيزول عنك ما تجده بإذن الله، فقد كان نبينا وقدوتنا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا حزبه أمر وأغمه شيء دخل في الصلاة، وكان يقول: "أرحنا بها يا بلال"، وينبغي أن تصلي وأنت حاضر القلب، مستشعرًا لعظمة من تناجيه وتناديه؛ قال سبحانه: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل:62]، وتفكّر وتدبر في تلك الآيات العظيمة التي تقرؤها؛ قال الله تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر:21].

أجل إن الصلاة -أيها الإخوة- أسلوب عملي لعلاج أمراض القلب من النفاق، وعلاج أمراض النفس من القلق والاضطراب.

العلاج الثاني: قراءة القرآن، فقد جاء في القرآن الكريم دلالة صريحة أن فيه شفاءً لما في الصدور، قال -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57] ويقول -جل في علاه-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) [الإسراء: 82]، ويقول سبحانه: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت:44].

أحبتي: اعلموا أن كثرة ذكر الله تحيط بالقلب من جميع جوانبه، وتحول بينه وبين جميع أسباب الفساد والضلال لأننا بذكر الله ندرك معية الله وحفظه، وهو القائل: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة: 152]، وعن أَبي الدرداءِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسُولُ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ألا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أعْمالِكُمْ، وأزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وأرْفَعِهَا في دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيرٍ لَكُمْ مِنْ إنْفَاقِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أن تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أعْنَاقَكُمْ؟!". قَالَوا: بَلَى، قَالَ: "ذِكر الله تَعَالَى". رواه الترمذي، وقَالَ الحاكم: إسناده صحيح.

ومن أساليب علاج القلق: كثرة الدعــاء؛ قال الله: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ، إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا"، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ قَالَ: "اللَّهُ أَكْثَرُ". رواه أحمد والبزار والحاكم، وقال الألباني: حسن صحيح.

وعلى المسلم أن يكثر من الدعاء ويستمر فيه وإن لم يرَ إجابة ظاهرة سريعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: "لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا الاسْتِعْجَالُ؟! قَالَ: "يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ". رواه مسلم.

وأن ننزل حاجتنا بالله وحده؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ". رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني.

وصلوا على نبيكم...