البحث

عبارات مقترحة:

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

الخوف عندما يكون سبباً للنجاة

العربية

المؤلف حسان أحمد العماري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. التعلق بالدنيا يحول الحياة إلى جحيم .
  2. خوف الله يزجر عن اقتراف الذنوب .
  3. تربية النفوس على استشعار عظمة الله .
  4. القوة الحقيقية قوة الخوف من الله .

اقتباس

فالخوف من الله يزجر الإنسان عن اقتراف الذنوب، والخوف من الله سبب في عدم اتباع الهوى، والخوف من الله يدفع الإنسان إلى التفكير العميق في المآلات والعواقب، والتأني وعدم العجلة، والخوف من الله يضبط النفس وانفعالاتها ورغباتها، والخوف من الله واستشعار عظمته وقوته عبادة عظيمة أمر الله بها وزكّى عباده المتصفين بها ووعدهم بالجزاء العظيم والأمن التام يوم القيامة...

الخطبة الأولى:

الحمد للهِ عزَّ واقتَدَر، وعَلا وقهَر، لا محيدَ عنه ولا مفرّ، أحمده سبحانَه وأشكُره وقد تأذَّن بالزيادةِ لمن شكرَ، وأتوب إليه وأستَغفره يقبَل توبة عبدِه إذا أنابَ واستغفَر، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً تنجِي قائلَها يومَ العرضِ الأكبر.

إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى

تقلب عريانًا وإن كان كاسيًا

وخير لبـاس المـرء طاعة ربه

ولا خير فيمن كان لله عاصيًا

وأشهد أنّ سيِّدنا ونبينا محمَدًا عبد الله ورسوله، سيّد البشر، الشافع المشفَّع في المحشر، صلّى الله وسلَّم وبَارَك عليه وعلى آلِه الأطهار الأخيَار، وأصحابِه والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وسلّم تسليمًا كثيرًا ما اتّصَلت عين بنظرٍ وأذُن بخبر.

أما بعد:

عباد الله: قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ * مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة:27-32].

هكذا صوّر القرآن الحياة عندما تستبد الدنيا بالقلوب، وتُفتن بها العقول، وتُعمى لأجلها الأبصار، تتحول الحياة إلى جحيمٍ لا يطاق، فيظهر الصراع بين الناس، وينتشر الظلم ويظهر العدوان وتذهب الألفة والمحبة، وتضيع الحقوق وتهمل الواجبات، ويصبح الاحتكام إلى الهوى ومصلحة الذات سيد الموقف، ويختفي الوازع الديني والضمير الإيماني والخوف من الله في النفوس، ويحل محل ذلك الأنانية وحب التسلط والإثم والعدوان.

لقد كان الهدف من هذا التوجيه وهذا البيان الإلهي إصلاح العلاقة بين الناس وضبط سلوكياتهم وتصرفاتهم، وكلمة (ابْنَيْ آدَمَ) تدل على أنه موجه لكل أولاد آدم، فهو بيان عالمي ورسالة عالمية لكل البشر؛ فما أروع هذه الآية ومعناها: (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ)، لماذا؟! هل لأنه أضعف منه؟! أو لأنه لا يستطيع أن يقتله؟! كلا، ولكن كما قال: (إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: "وأيم الله، إن كان لأشد الرجلين ولكن منعه الخوف والورع".

فالخوف من الله يزجر الإنسان عن اقتراف الذنوب، والخوف من الله سبب في عدم اتباع الهوى، والخوف من الله يدفع الإنسان إلى التفكير العميق في المآلات والعواقب، والتأني وعدم العجلة، والخوف من الله يضبط النفس وانفعالاتها ورغباتها، والخوف من الله واستشعار عظمته وقوته عبادة عظيمة أمر الله بها وزكّى عباده المتصفين بها ووعدهم بالجزاء العظيم والأمن التام يوم القيامة: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحج:2]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [الرَّحْمَنِ: 46]، وقال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 37 - 41]. 

إن الخوف شجرة طيبة، إذا نبت أصلها في القلب امتدت فروعها إلى الجوارح، فآتت أكلها بإذن ربها، وأثمرت عملاً صالحًا وقولاً حسنًا وسلوكاً قويمًا وفعلاً كريمًا، فتخشع الجوارح، وينكسر الفؤاد، ويرق القلب، وتزكو النفس، وتجود العين، وتزداد الألفة، وتنتشر الرحمة بين الناس؛ لأن كل واحد منهم يخاف الله في أعماله وسلوكه، بل ونيته، فلا ظلم ولا عدوان ولا غش ولا فساد في الأرض.

جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، وذكر منهم: "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله". متفق عليه. فحال خوفه ربه بينه وبين إغراء هذه الفتن وإغراء الشيطان.

أيها المؤمنون، عباد الله: إن الجرأة اليوم على المعاصي والذنوب، وارتكاب المحرمات وسفك الدماء، وتأجيج الصراعات ونشر العداوات؛ لدليل على الشقاء والحرمان والسقوط من عين الله، وهو دليل على ضعف الإيمان وقسوة القلب وانطماس البصيرة والطيش والسفه، والله -سبحانه وتعالى- يملي للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ * فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ) [إبراهيم: 47].

إن تربية النفوس على استشعار عظمة الله والخوف منه واستشعار عظمته والوقوف عند أمره ونهيه من أعظم العبادات وأجلّ القربات وأعلى درجات السالكين ومراتب الأولياء والصالحين؛ قال الله -جل وعلا- واصفاً عباده المؤمنين: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور:36-37].

هذا اليوم الذي كان يبكي منه الصالحون، حتى كان أحدهم إذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وطمعاً) [السجدة:16]. ورُوي أن أبا هريرة -رضي الله عنه- بكى في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟! فقال: "أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بُعد سفري، وقِلَّة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يُؤخذ بي".

وانظروا إلى الخوف كيف يضبط السلوك ويوقف النزوات!! يقول -صلى الله عليه وسلم- وهو يخبر أمته عن قصة حدثت في الدهر الغابر في الزمان الأول يربي من خلالها أصحابه، وهي تربية أيضاً لكل مسلم ومسلمة، حتى يعلم ويدرك ثمرة الخوف من الله وفضله عليه في الدنيا والآخرة فقال: "انطلق ثلاثة نفر كانوا في سفر ممن كان قبلكم، حتى آواهم المبيت إلى غارٍ، فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل، فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجلٌ منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي طلب الشجر يوماً، فلم أُرِح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما، حتى برق الفجر -الله أكبر!- والصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا، فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه.

وقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليّ فأردتُها على نفسها، فامتنعتْ مني، حتى ألَمَّت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلتُ، حتى إذا قدرتُ عليها قالت: اتقِ الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها.

وقال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء، وأعطيتهم أجرهم غير رجلٍ واحد، ترك الذي له وذهب، فثمَّرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حينٍ فقال: يا عبد الله: أدِّ إليِّ أجري، فقلت: كل ما ترى من الإبل والبقر والغنم والرقيق أجرك، فقال: يا عبد الله: لا تستهزئ بي! فقلت: لا أستهزئ بك، فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم إن كنت فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك، فأفرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون". متفق عليه.

إن الذي دفعهم للقيام بهذه الأعمال -وليس عليهم رقابة البشر-: رقابة الله والخوف منه واستشعار عظمته، وهنا يكون الأمن الحقيقي الذي هو ثمرة الخوف من الله -سبحانه وتعالى-؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: "كَيْفَ تَجِدُكَ؟!"، قَالَ: وَاللَّهِ -يَا رَسُولَ اللَّهِ- إنِّي أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَأمَّنَهُ مِمَّا يَخَافُ". قال الألباني: حسن صحيح. صحيح الترغيب والترهيب رقم 3383. 

اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة والسر والعلن.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية:

عباد الله: إن سر قوتنا وهيبتنا بين الأمم لا يكون ابتداءً بامتلاك وسائل القوة والعنف والبطش، ولكن القوة الحقيقة هي قوة الخوف من الله والعمل بما يرضيه، فمن خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن خاف الناس أخافه الله من كل شيء، وإن من أعظم ثمرات الخوف من الله للأمة هو التمكين والاستخلاف في الأرض، وزيادة الإيمان وطمأنينة النفس، قال -عز وجل-: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) [إبراهيم: 13- 14].

لما خرج المسلمون يجاهدون في سبيل الله وينشرون العدل ويبلغون رسالة الله كتب خالد بن الوليد رسالة إلى كسرى ملك الفرس، فلما جاءت الرسالة إلى كسرى وقع الخوف في قلبه وبعث إلى ملك الصين يستنجد ويستغيث لعله يجد مددًا، فإذا بملك الصين يرد على كسرى قائلاً: "يا كسرى: لا قبل لي بأناس لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها".

فما أحوجنا إلى هذه التربية العظيمة في زمن كثرت فيه الفتن وتسلط فيه العدو وضعفت فيه العقيدة في قلوب كثير من المسلمين!!

من خاف الله أمن على نفسه وماله وعرضه؛ لأن الله معه. من خاف الله صلحت أعماله واستقامت أفعاله، فيأمن يوم القيامة من هول الحساب. ومن خاف الله أمنه الناس وأمنه المجتمع على الدماء والأموال والأعراض. ومن خاف الله كثرت أفضاله وزاد خيره وكف شره عن الناس.

والخوف من الله لا يصل إليه العبد إلا بالمجاهدة والعمل الصالح، فلنكثر من الطاعات، ولنتزود من العبادات، وعلينا كذلك بالعودة إلى القرآن الكريم منهجًا للحياة وغذاءً للأرواح، وعلينا بدراسة سيرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والأئمة الأعلام، وبكثرة الدعاء، ثم لنتذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات والوقوف يوم العرض على رب الأرض والسماوات، وليكن شعار كل واحد منا في هذه الحياة: (إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)، عندها ستحفظ الحقوق وتصان الدماء وتؤدى الأمانات ويظهر الحب والتراحم والإخاء بين الناس، وفي ذلك كله تكون النجاة في الدنيا ويوم القيامة.

اللهم طهّر ألسنتنا من الكذب، وقلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وبطوننا من الحرام، وأعيننا من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

هذا؛ وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك يا أرحم الراحمين.