العربية
المؤلف | الخضر سالم بن حليس اليافعي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
إن مثل هذه المخططات المدروسة لها نسب قديم في المكر، فقد كشف الله تعالى مخططات قريش تجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال: 30]، حنقًا وغيظًا وحقدًا من نجاح محمد -عليه الصلاة والسلام- كانت لديهم ثلاثة خيارات...
الخطبة الأولى:
لقد اقتضَتْ حكمة الله تعالى أنْ جعل في هذه الدُّنيا خيرًا وشرًّا، وحقًّا وباطلاً، ولا رادَّ لحِكمته، وجعل في كلِّ زمان ومكان أناسًا يعيثون في الأرض الفساد، وينشرون الرذيلة، ويُحاربون الفضيلة، وابتلى بعضَ الناس ببعض؛ ليمحص الله عباده: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [الأنعام: 123].
(لِيَمْكُرُوا فِيهَا): والمكرُ هو التدبير الخفيُّ الذي يقوم به أصحابه؛ لكي يمرِّروا ما خطَّطوا له من إيقاع الأذى بأهل الحقِّ، فهؤلاء المجرمون يحبُّون التسلُّط على رقاب العباد، ويعارضون كلَّ صيحة تؤدِّي إلى سَلْبِهم مكانتهم وجاههم، وتزيل سلطانهم ونفوذهم.
يحاولون في كلِّ مكان وزمان أن يُعادوا ويقاوموا كلَّ حقٍّ، وحقيقة، وحقوق.
يحاولون بكل الطرُق والوسائل الصدَّ عن سبيل الخير، ويسعون لقمع المصلحين؛ لقد مارسوا مكرهم حتى بأنبياء الله ورسله، سالكين مسلكَ الخفة الماكرة، ولقد وضح القرآنُ وبيَّن أساليبَهم، وكيف واجهوا الرسلَ بمكرهم؛ حكى قصة ثمود حين أرسل لهم أخاهم في النَّسبِ صالحًا -عليه السلام- يدعوهم إلى الخيرات ويبشرهم بسعادة الدارين: (فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ)، فريق للحق وفريق للباطل، فريق للبناء وفريق للهدم، فريق للإصلاح وفريق للإفساد، وجرى بينهم الحديث التالي: (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ * وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 45 - 50].
إنَّ المعرضين المكذبين استعجلوا العذابَ الذي حذّرهم منه نبي الله صالح -عليه السلام-، فهم بدلاً من أن يطلبوا هدى اللهِ ورحمتَه، ويعلنوا في الملأ توبتهم ورجوعهم طلبوا استعجال عذاب الله بأفعالهم وتصرفاتهم، وحاول أن يوجهَهم إلى استغفارِ الله والتوبة: (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، فماذا كان جوابهم؟! لقد قالوا: (اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ)، قالوا: تشاءمنا بك وبالفريق الذي معك، فزعموا أنهم لم يروا خيرًا قط على وجهِ نبي الله صالح ومن معه، بل ولفقوا الأكاذيب ونشروا الإشاعات، وصدروا الاتهامات، وقالوا: أنت وجه شؤم علينا.
لقد ذكرت الآياتُ أنهم كانوا تسعة، ووَصَفَتهم بأنهم مُفْسِدون في الأرضِ، فقصدهم وفعلهم الإفساد فقط، لقد استعدوا لمعاداةِ نبي الله صالح والطعنِ في دعوتِه من خلال شخصه؛ قال ابنُ عباس -رضي الله عنهما-: "هم الذين عقروا الناقة". وهذه المجموعة لم يعد في قلوبها متسع للصَّلاحِ والإصلاح، وبيتوا فيما بينهم أمرًا، أرادوا من خلاله خلط الأوراق وإحداث الفتنة، لقد بيتَ هؤلاء قتلَ نبي الله صالح وأهله بياتًا، وبيتوا هذا العملَ وذهبوا إلى بيتِ صالح وأهله لقتلِه، إلا أنَّ الملائكة رمتهم بالحجارة: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).
دبّروا المكيدةَ لقتل نبي الله صالح وتصفيته، فجازاهم على مكرِهم بأنْ عجَّل لهم العقوبةَ والهلاك: (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، فأين مكرُهم من مكرِ الله؟! وأين تدبيرهم من تدبيرِ الله؟! وأين قوتهم من قوةِ الله؟! وأين جندهم من جند الله؟! (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، فأتاهم الله من حيثُ لا يحتسبون، وباغتهم وهم لا يشعرون.
(فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا) [النمل: 51- 52].
المكر في كلِّ زمانٍ ومكان، فمن مكروا بالأنبياء تلاميذهم اليوم يمكرون بغيرهم.
إن مثل هذه المخططات المدروسة لها نسب قديم في المكر، فقد كشف الله تعالى مخططات قريش تجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال: 30]، حنقًا وغيظًا وحقدًا من نجاح محمد -عليه الصلاة والسلام- كانت لديهم ثلاثة خيارات؛ إمَّا الإثبات: وهو الحبس والسجن، وإما القتل: وهي التصفية الجسدية بالاغتيال، والخيار الثالث: الإخراجُ والطرد والإبعاد، وهذه الخيارات الثلاثة كانت قديمة حديثة، ففي القتلِ قال الله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى)، وفي الحبس: قال فرعون لموسى -عليه السلام-: (لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) [الشعراء: 29]، وفي الإخراج قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا) [إبراهيم: 13]، هذه خياراتهم وتصرفاتهم، لكنهم من غبائهم يمكرون ونسوا أن الله أسرع مكرًا من مكرهم، وأشد نكاية بهم من نكايتهم بخلقه، وأبرع استدراجًا لهم من ذكائهم: (قَلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْرًا)، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) [الأنفال: 30]؛ حين يتآمرون ويتذاكرون ويدبِّرون ويمكرون، ويعتقدون أنهم ماهرون: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) [النساء:108].
لقد نسوا أن الله لطف بهم ورحمهم وأغدق عليهم بحلمه وإمهاله لعلهم يتذكرون، لكنهم تنكروا لكل هذه الرحمة وأصروا على السير في طريق المكر والفتنة؛ يقول الله عن هذا الصنف المنكر للجميل: (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ) [يونس: 21].
فهذا حال هذا الصنف في النِّعمة بعدَ المرض، والغِنى بعد الفقر، والأُنس بعد الوحشة، والأمن بعدَ الخوف، لا يَتذكَّرون ما أصابَهم في الماضي؛ ليشكروا الله على الرَّخاء والرَّحمة، بل يفعلون العكسَ تمامًا، يزدادون مكرًا وطغيانًا، ويَسعَون بمكرِهم مِن أجل إبطالِ آيات الله، وإبطال الحقِّ، وإطْفاء نور الله: (إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ).
لقد نبَّه القرآنُ الكريم على أنَّ المكرَ هو حقيقةُ الماكرين، وسِمةٌ لأفعالهم، ونبَّه على أنَّ المكرَ هو الأسلوب الذي يستخدمه المجرِمون، ولو أنَّه نجَح لفسدتِ الأرض؛ لأنَّ الأرضَ لا تصلُح إلا بمنهج الله، قال تعالى: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) [إبراهيم: 46]. وأي فساد للأرض بعد زوال الجبال.
فمهما كان مَكرُهم مدبَّرًا ومخططًا له بإحكامٍ، مرتبًا له بعناية فالله يُبطله: (وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) [فاطر: 10].
إن قادة المكر وتلاميذه يعلمون أنَّ صلاح الأرض وعمارتها لا تكون إلاَّ بأُناس يحملون قِيَمًا وأخلاقًا، ولا تتحقق إلا برجال من أهل المبادئ السامية والقيم النبيلة العالية، ولذا فلن يهدؤوا ولن يسكتوا كبرًا وعنادًا وحقدًا، والفاشل يكره الناجح ويكيد له ويتمنى زواله: (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) [فاطر: 43].
لقد تعامل القرآنُ مع موضوع المكر بأسلوب واضح ليَعلم الماكرون أنَّهم مفضوحون من الله، وأنَّ ألاعيبهم مكشوفةٌ للناس، وأنَّ مكرهم هذا مردودٌ إليهم بقدرة الله تعالى.
فإن كان قادة المكر والفساد يتربصون بأهل الحق والصلاح، فإن أهل الحق لمنصورون -بإذن الله- ما داموا قائمين بأمره؛ لأن الله لا يخذُل عباده المؤمنين، والله سيحبط مكرهم، وسيردُّ كيدهم في نحرهم.
فليطمْئن عباد الله المخلصين بأنهم ليسوا وحدهم يقاتلون، وبأنهم ليسوا وحدهم الذين يسيرون دون مُعين: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ) [النمل: 51]، فهل حصل ما قصدوه؟! وهل أدركوا ما أرادوه؟!
مكر الله أشد من مكر المفسدين، وبأسه شديد: (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا) [الرعد: 42]، فلله أسبابُ المكر جميعًا، وبيده، وإليه، لا يضرُّ مكرُ ماكر ولا كيد كائد، وإنما يضر نفسه لأنه أسخط ربه، وأفسد في أرضه.
إن كل مؤامرة مكتوبة وكل أذية مرصودة وكل نكاية في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى: (إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ) [يونس: 21]، فالملائكة الحفَظة يكتبون ويسجلون ويدوِّنون مكرَهم، فمكرُهم لم يخفَ على الحفظة؛ فكيف يخفى على الله؟!
وسيظهر الله الحق ولو بعد حين، فلقد جاء الأمر الإلهيُّ إلى موسى -عليه السَّلام- لِيُلقي عصاه، فإذا هي حيَّة تسعى، تأكل كلَّ ما كانوا به يأفكون من الكذب والتمويه، وظهر الحقُّ، وتبيَّن في ذلك الموقف، وبطل سحرهم وظهر، وصاروا حقيرين في ذلك الموقف؛ لأنَّ باطلهم الذي كانوا يفتخرون به قد زال، وسحرهم الذي عملوه قد تلاشى، ولم يحصل لهم مقصودهم الذي أرادوه وجمعوا أمرهم عليه.
وبهذا يظهر التلفيق والتزوير والكذب على حقيقته أمام العامَّة، ويظهر الحق جليًّا.
فقط علينا أن نطلب المدَد والعون من الله: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) [الأعراف: 126]، فهؤلاء لا يطلبون السَّلامة من عدوِّهم، وإنما يطلبون من ربِّهم الصَّبر على الفتنة، وأن يختم لهم على الإسلام.
إننا نعيش اليوم بين فريقين: فريق يسعى لتهدئة الأوضاع وبناء دولة المؤسسات ونشر الأمن والاستقرار، وفريق يسعى للفتنة والتخريب ونشر الإرهاب وإقلاق السكينة العامة، فلمصلحة من يسعى هذا الطرف؟! وماذا يرجو اليوم ويتمنى؟! أَنَسِيَ أن الله له بالمرصاد وأنه من ورائه محيط وأن الله بالغ أمره!!
لقد تابعنا ما نشرته وسائل الإعلام من تلك المقاطع المفجعة لذلك الحادث الأليم الذي راح ضحيته عشرات الأبرياء الآمنين، الذين لا نعلم بأي ذنب قتلوا!! ونتساءل إلى أي مدى يريد القاتل التمثيل بضحيته؟! إلى أي مدى اضمحلت إنسانية الإنسان!! هل هذه أخلاق الإسلام وقيم الملة وتعاليم الدين؟!
إننا نطالب الدولة أن تتعقب الجناة وأن تكشف للشعب الحقيقة، وتوضح الأسباب وتجعلهم عبرة للمعتبرين، فقد أساء الأدب من أمن العقوبة.
ثم يتم نشر وتبادل رسائل عبر الهواتف والتطبيقات الاجتماعية لبث الرعب وتحذير الناس بأن هناك تفجيرات في مكان كذا وكذا، كل ذلك لإقلاق الأمن وبث الرعب وزعزعة السكينة، ماذا يريد هؤلاء من خلط الأوراق وسفك الدماء وتمزيق الأشلاء؟!
يجب علينا -أيها الإخوة- أن نكون جميعًا محضر خير، وأن نقف جميعًا يدًا واحدة ضد كل من يسعى لنشر الإرهاب بين الناس وزعزعة الأمن والإخلال بالسكينة العامة.
إن ذلك عبادة الوقت وواجبه، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، لنتجمَّل بمحاسِنِ الأخلاقِ ظاهِراً وباطِناً، فيكونُ أحدنا عَديمَ الأذَى، كثيرَ الصلاحِ، صَدوقَ اللسانِ، قَليلَ الكلامِ، كثيرَ العملِ، قليلَ الفُضولِ، بَرّاً وَصُولاً، وقُوراً صَبُوراً، وشَكُوراً، وحَلِيماً، ورَفيقاً عَفيفاً، لا لعَّاناً ولا سبَّاباً، ولا نَمَّاماً ولا مُغْتاباً، ولا حَقُوداً، ولا حَسُوداً، يحبُّ في اللهِ ويُبْغِضُ في اللهِ، ويرضَى في اللهِ، ويغضَبُ في اللهِ، يسلم المسلمون من لسانه ويده، يحفظ دماءهم وأعراضهم وأموالهم، ويكون معول بناء في مجتمعه لا معول هدم، عند ذلك تستقيم الحياة وينتشر الخير ويعم الرخاء وتتآلف القلوب، وما ذلك على الله بعزيز.