المهيمن
كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...
العربية
المؤلف | عبدالباري بن عواض الثبيتي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
يسمو المسلم لتزكية نفسه، ورفع شأنها عند بارئها بذكر الله – تعالى -، هو قوت قلوب القوم، الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً، وعمارة ديارهم الذي إذا تعطلت عنه صارت بوراً، هو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق، وماؤهم الذي يطفؤون به التهاب الحريق، ودواء اسقامهم الذي متى فارقهم...
الخطبة الأولى:
الحمد لله العظيم في قدره، العزيز في قهره، العالم بحال العبد في سره وجهره، أحمده –سبحانه وأشكره على جزيل نعمه وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقامة لذكره، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المبعوث بالبر إلى الخلق في بره وبحره، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان ما جاء السحاب بقطره، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فأوصيكم –ونفسي- بتقوى الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
عباد الله: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)[الأحزاب: 41-42].
يسمو المسلم لتزكية نفسه، ورفع شأنها عند بارئها بذكر الله تعالى، هو قوت قلوب القوم، الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً، وعمارة ديارهم الذي إذا تعطلت عنه صارت بوراً، هو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق، وماؤهم الذي يطفؤون به التهاب الحريق، ودواء اسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب، به يستدفؤون الآفات، وتهون عليهم به الكربات، إذا أظلهم البلاء فإليه ملجؤهم، وإن نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم، هو رياض جنتهم فيها يتقلبون، رؤوس أموال سعادتهم بها يتجرون، يدع القلب الحزين ضاحكاً مسروراً، ويسقيه فرحاً وحبوراً، به يزول الوقر عن الأسماع، والبكم عن الألسن، والظلمة عن الأبصار، زين الله به ألسن الذاكرين، كما زين أبصار الناظرين.
قال الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي قراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فالباب مغلق".
وقال مالك بن دينار -رحمه الله تعالى-: "ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله -عز وجل-، فليس شيء من الأعمال أخف مؤونة منه، ولا أعظم لذة، ولا أكثر فرحة وابتهاجاً للقلب".
أفضل الذكرين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من طاعته، ولا يأنس بغيره، إذا ذكر الله خشع قلبه، ولان فؤاده، واقشعر جسده، وأسبل الدمع مدراراً، يقول لابن مسعود -رضي الله عنه-: "اقرأ علي؟" قلت: يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال:" نعم "فقرأت سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا)[النساء: 41] قال: حسبك الآن، فالتفت إليه فإذا عيانه تذرفان" [رواه البخاري].
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أكمل الخلق ذكرا لله -تعالى-، بل كان كلامه كله ذكراً، أو ما والاه، وكذا أمره ونهيه، تشريعه للأمة، سكوته وضحكه، كان ذكر الله يجري مع أنفاسه قائماً وقاعداً وعلى جنبه، وفي مشيه وركوعه، ومسيره ونزوله، وظعنه واقامته، ففي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله على كل أحيانه".
وكذا كان أصحابه -عليه الصلاة والسلام- يحيون مجالس الذكر، وتنهمر عيونهم بالدمع، يحرصون على الأذكار السنية، ويستشعرون معانيها السنية، وهذا الصحابي الجليل العرباض بن سارية -رضي الله عنه- يوما بعد صلاة الغداة، موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب.. [رواه الترمذي].
قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)[الأنفال: 2].
وقال تعالى: (فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)[الحـج: 34-35].
وقال: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الزمر: 23].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وما يحصل عند الذكر المشروع من البكاء، ووجل القلب، واقشعرار الجسوم، فمن أفضل الأحوال التي جاء بها الكتاب".
قال تعالى عن أنبيائه الكرام -عليهم الصلاة والسلام-: (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)[مريم: 58].
هذه العين الجارحة إن كانت دامعة باكية، فإن النار لن تمسها؛ كما أخبر الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- [أخرجه الترمذي وغيره].
"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" ومنهم: "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" [رواه البخاري ومسلم].
فإذا أتيت بذكر نبوي مشروع، وانهمرت من العين الدموع، فهنيئاً لعينك، عينا لن تمسها النار، بإذن العزيز الغفور.
والسر في ذلك: أن من يبكي بكاء حقيقياً في خلوة قلما يقع في منكر، وإذا فرطت منه السيئة، عاد فاتبعها غالباً بالحسنة: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)[هود: 114].
قرأ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قوله تعالى: (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)[مريم: 58] فسجد، وقال: هذا السجود فأين البكاء؟
إننا نشكو قسوة قلوبنا، وجفاف دموعنا، وانشغالنا بعيوب غيرنا عن عيوننا.
شكا رجل قسوة قلبه إلى الحسن البصري -رحمه الله تعالى- فقال: "أذبه بذكر الله -تعالى-".
أما من كثر في الدنيا شغله، وازداد فيها همه، ونصب بدنه، صار معقود اللسان عن الذكر، مقيد الجوارح عن الطاعة، من قلبه في كل واد مسغبة، ومن عمره لكل شغل حصة.
وقال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ)[الحشر: 19].
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة".
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما جلس قوم مجلساً فلم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة، وما من رجل مشى طريقاً فلم يذكر الله -عز وجل- إلا كان عليه ترة، وما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكر الله إلا كان عليه ترة" [رواه أحمد].
وإحياء للقلوب وتزكية للنفوس، وتحصينا للعباد، وارغاماً للشيطان، وتسخيراً للجوارح في طاعة الله، جاءت هذه التوجيهات القرآنية، ومنها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)[الأحزاب: 41].
اذكروا باللسان والقلب والجوارح، لسان يلهج بالذكر، وقلب يجول بالتدبر والتفكر، وجوارح مستغرقة في الطاعة، في السر والجهر.
ليس الذاكر من همهم بلسانه وقلبه مصر على الذنوب، أو هز رأسه دون خشية علام الغيوب، فما قيمة حركة الشفتين والقلب وسنان وما أثر الهمهمة في فؤاد نعسان.
الذاكر الله إذا جلس في سوقه وأخذ يزن بميزانه علم أن الله مطلع عليه، فلم يأخذ إلا حقاً، ولم يعط إلا حقاً، يذكر الله في بيعه وشرائه، وأخذه وإعطائه، على كل أحواله بالليل والنهار، في البر والبحار، في الصحة والسقم، في العلن والظلم، إذا أخذ العبد مضجعه، وعند استيقاظه، وعند الشدائد والأهوال، فلا يبقى منه عضو إلا وهو ذاكر الله في المعنى، إن امتدت يده إلى شيء ذكر الله فكفها عما نهى الله عنه، وإذا سعت قدمه إلى شيء ذكر الله فوقف عن السعي بها، إلا فيما يرضي الله، وإذا طمحت عينه إلى شيء، ذكر الله فغض بصره عن محارم الله، وكذا سمعه ولسانه وجوارحه كلها.
طهر الذكر قلبه من انتهاك المحارم، وورعه عن اقتراف المآثم، وأخلاه عن اجتراح الآثام.
ذكر الله يجعل من الضعف قوة، ومن الوهن عزة ومن التردد اقداماً وقدرة، قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)[آل عمران: 173].
إذا ادلهمت الخطوب، واحتار العبد ماذا يسلك من متشابك الدروب، فزع إلى الصلاة وذكر الله.
ذاكر الله إذا فاته ورده وجد لفواته ألماً أعظم من تألم المريض بفوات ماله وفقده.
وفي الأذكار النبوية الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فوائد كثيرة، ولطائف دقيقة، وحكم فريدة، وأسرار عجيبة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "من أشد الناس عيباً من يتخذ حزبا ليس بمأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كان حزباً لبعض المشايخ، ويدع الأحزاب النبوية التي كان يقولها من أعطى مفاتيح الكلمة سيد بني أدم، وإمام الخلق، وحجة الله على عباده".
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "أسرار كلماته وأدعيته صلى الله عليه وسلم فوق ما يخطر بالبال".
أخرج الترمذي وابن ماجة من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله -تعالى-".
وعن عبد الله بن بسر -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به؟ قال: "لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله" [أخرجه الترمذي].
اللهم أعنا على ذكرك وعلى شكرك، وعلى حسن عبادتك.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي لا يدوم غيره، ولا يرجى إلا خيره، يبدئ ويعيد، وهو الغفور الودود، فعال لما يريد نحمده تعالى ونشكره على كل حال، ونستعينه ونذكره، وهو الكبير المتعال، ونتوب إليه ونستغفره وهو الغني الحميد، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يضل من يشاء ويهدي من يشاء، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الأمين المأمون، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام الصيد، وعلى التابعين لهم بإحسان في صالح الأعمال والأمر الرشيد.
أما بعد:
فأوصيكم –ونفسي- بتقوى الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
عباد الله: قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: الذاكر في حصن الذكر، فمتى غفل فتح باب الحصن فولجه العدو، فيعسر عليه ويصعب إخراجه، ولما غفل أهل الذكر، وفتح باب الحصن، وتسلل الشيطان إلى البيوت، فأفسد فيها وإلى القلوب فدنسها، وإلى الأبدان فأسقمها، فهذا به مس وذلك مصروع، وثالث أصابته عين حسد أو حقود، لجأ بعضهم إلى المشعوذين، فزادهم رهقا، وتزاحم آخرون على أبواب القراء، لحل السحر ودفع البلاء، حتى تعلق بهم البسطاء.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)[الأحزاب: 41].
في عالم ملئ بالمصائب والفتن، والمصاعب والمحن، ينتشر اضطراب الأعصاب، وينشأ مرض الكآبة، ويتسرب الملل إلى نفوس ضعيفة، حتى من الحياة، فهربوا إلى المخدرات، وأفسدوا قلوبهم بالمهلكات، فازدادوا ضياعا، واتخموا تيها والتياعاً، ضيع وملل وأعراض أمرها جلل، والسبب خراب القلوب، عالم لا يذكر الله أو يذكره قليلا، فلا نجاة من هذا العذاب، ولا سكينة لهذا الاضطراب، ولا طمأنينة للقلوب الحائرة التائهة العطشى، إلا بذكر الله ذكراً كثيراً.
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرعد: 28].
(أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[الزمر: 22].
(فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)[الأنعام: 125].
فإذا تشبث العبد بذكر الله تراه، وقد انحسرت عمومه، وانقشعت همومه، واستقرت أحزانه، وجفل كربه، وسرى عنه حزنه.
فيا من ضاع أنشده في مجالس الذكر عسى أن تجده، ويا من مرض قلبه أحمله إلى مجالس الذكر لعله أن يعافى.
إن كثيراً من المرضى فشلت العقاقير الطبية في علاجهم، فلما اتجهوا إلى الصلاة وذكر الله، برأت عللهم، وشفى الله أمراضهم، كيف لا يشفون والله -عز وجل- ينزل إلى السماء الدنيا، إذا بقي ثلث الليل الآخر ينزل كل ليلة نزولا يليق بجلاله، فيقول: "من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه" [رواه البخاري].
روى النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن مما تذكرون من جلال الله: لتسبيح، والتهليل، والتحميد، ينعطفن حول العرش لهن، دوي كدوي النحل، تذكر بصاحبها، أما يحب أحدكم أن يكون له، أو لا يزال له من يذكر به" [أخرجه ابن ماجة].
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر به وهو يغرس غرساً، فقال: "يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟" قلت: غراسا لي، قال:" ألا أدلك على غراس خير لك من هذا؟" قال: بلى يا رسول الله، قال: "قل: سبحانه الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة"[أخرجه ابن ماجة].
ألا وصلوا -عباد الله- على رسول الهدى، ومعلم البشرية الخير.