العظيم
كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...
العربية
المؤلف | علاء الخليدي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - التوحيد |
إنه الله الذي خلق السماوات بعير عمد، إنه الله الذي بسط الأرض على ماء جمد، إنه الله الذي خلقك من العدم، وأولاك وأسبغ عليك النعم، إنه الله الذي خيره إلى العباد نازل وشر العباد -ولا حول ولا قوة إلا بالله- إليه صاعد، إنه الله الذي جعل الليل لباسًا والنهار معاشًا، وجعل لنا هذه الدنيا نمشي على الأرض -يا عباد الله- بأمن وأمان.
الخطبة الأولى:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل ربه حق الجهاد، ولم يترك شيئًا مما أمر به إلا بلّغه، فتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا، وهدى الناس من الضلالة ونجاهم من الجهالة، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهداهم بإذن ربه إلى صراط مستقيم، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإن ما توعدون لآتٍ وما أنتم بمعجزين.
أما بعد:
أيها المؤمنون: اتقوا الله حق التقوى، ولنعلم أن أجسادنا الضعيفة النحيلة على النار لا تقوى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق:5].
أوليتـني نعـماً أبوح بشكرها | وكفيتني كـلّ الأمور بأسرها |
فلأشكرنك ما حييتُ وإن أمُتْ | فلتشكرنك أعظُمي في رمسها |
ما زلنا نتكلم عن الله، واليوم -يا عباد الله- نرفرف لكم في آفاق السماوات عن عظمة رب الأرض والسماوات، الله الذي خلق وفلق ورزق سبحانه، ما من إله إلا الله لا إله إلا هو، خلق فسوى، وقدّر فهدى، وخلق الزوجين الذكر والأنثى، هو رب الشعرى، هو رب الآخرة والأولى، هو رب عيسي وموسى وإبراهيم، هو رب محمد -عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
إنه الله الذي خلق السماوات بعير عمد، إنه الله الذي بسط الأرض على ماء جمد، إنه الله الذي خلقك من العدم، وأولاك وأسبغ عليك النعم، إنه الله الذي خيره إلى العباد نازل وشر العباد -لا حول ولا قوة إلا بالله- إليه صاعد، إنه الله الذي جعل الليل لباسًا والنهار معاشًا، وجعل لنا هذه الدنيا نمشي على الأرض -يا عباد الله- بأمن وأمان.
إنه الله الذي يبسط يده بالليل من أجل أن يتوب مسيء النهار، إنه الله الذي يبسط يده بالنهار من أجل أن يتوب مسيء الليل، إنه الله الذي إذا قابله العبد بالمعاصي والآثام، وأبى إلا سبل الشيطان ثم انطرح بين يدي ذي العز والاقتدار، ورفع أكف الضراعة والافتقار، وجهر بأعلى صوته: يا رحمن، يقبله -جل وعلا- وإن بلغ بك ما بلغ.
إنه الله الذي قيل عنه -يا عباد الله-: بابه مفتوح، وعطاؤه ممنوح، وفضله على الخلق -برهم وفاجرهم- يغدو ويروح، إنه الله أكرم الأكرمين وأعدل العدول، إنه الله الذي من استظل تحت ظله أمن، ومَنْ بَعُد عن الله -تبارك وتعالى- خاف وما اطمأن، إنه الله -عز وجل-، ومن عظمته سخر لكم الشمس والقمر والنجوم والجبال كلها مسخرة بأمره.
من عظمته يقول الله -عز وجل-: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا * وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا) [الفرقان:49].
قال: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ)، يا إخوة: من عظمة الله في البحرين -هذا مالح وهذا عذب- أن لا يختلط العذب بالمالح ولا يختلط المالح بالعذب، هذا إن دلّ فإنما يدل على عظمة الله -تبارك وتعالى-.
أنت أنت: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، لا تذهب إلى بعيد، تأمل في نفسك، كلنا نتكلم، كلنا ننظر، كلنا نمشي، نأخذ ونذهب ونأتي، صوتي ليس كصوت فلان، صوت عمرو ليس كصوت زيد، وصوت زيد ليس كصوت عمرو، أعرفك بفضل الله بسماعة الهاتف، هذا إن دل فإنما يدل على عظمة الكبير -سبحانه تبارك وتعالى-، وفوق ذلك يعصى الله -عز وجل-، فيا عجبًا!!
فَيا عَجَباً كَيفَ يُعصى الإِلَهُ | أَم كَيفَ يَجحَدُهُ الجاحِدُ |
وَفي كُـلِّ شَـيءٍ لَـهُ آيَةٌ | تَـدُلُّ عَـلى أَنَّهُ واحِدُ |
وَلِلَّهِ في كُـلِّ تَحـريكَـةٍ | وَتَسكـينَةٍ أَبَـداً شاهِدُ |
وفوق ذلك يُسبُّ الله، ويُعصى الله، ويُجحد الله، والله لو أراد الله أن يحرك فيك ما سكن فهو قادر، ولو أراد أن يسكن فيك ما تحرك فهو قادر: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء:23].
إنه الله الذي أتت امرأة إلى نبي الله موسى الكريم عقيمة منذ سنين تريد البنين، فتأخر حملها لأن العظيم ما أراد أن تحمل هذه المرأة مباشرة، فأتت إلى نبي الله الكريم -وكان يكلم الله، يسمع صوت الله مباشرة ليس بينه وبين الله حجاب، فنيئًا لموسى الكريم؛ يسمع صوت العليم القدير العليم، يسمعه ليس بينه وبينه ترجمان، لا جبرائيل ولا غيره من الملائكة المقربين، يسمع كلام الله مباشرة- أتت إليه مباشرة وقالت: يا نبي الله الكريم: إني امرأة عقيم، ما رزقني البنين رب العالمين، فادع الله أن يرزقني، فرفع موسى كلامه إلى الله: "يا رب: هذه عقيم، تسألك البنين، فارزقها وأنت أكرم الأكرمين".
فأوحى الله إلى موسى: "يا موسى: إني قد كتبتها عقيمًا".. يا الله!! فرد موسى الكريم إلى هذه العقيم قول الكريم أن الله قد كتبكِ عقيمًا، عادت ومن رحمة وعظمة ربها ما يئست، عادت إلى بيتها وفرشت سجادة اعتذارها، وأخذت تعبد ربها؛ لأنها في أشد الاحتياج إليه.
ليس لنا عن ربنا استغناء طرفة عين، إذا ذهبت إلى البحر فالله معك، وإذا صعدت للطائرة إلى السماء فالله معك، وإن غصت إلى أعماق البحار فالله معك، يعلم قعر الجبال، وتسبيح ونزول الأمطار، وهبوب الرياح -يا عباد الله-.
الله معك أينما كنت، فاحذر أن تعصي من لا يفارقك -تبارك وتعالى-.
عادت، أخذت تعبد وتسجد وتسبح وتهلل أكثر مما كانت، فبعد سنة كاملة عادت إلى موسى، فلما رآها عرفها، لكن لم تأت إليه وحدها، معها صبي جميل بين ذراعيها، قال موسى: أما أنتِ فقد عرفتكِ، وما هذا منكِ؟! قالت: هذا ابني، رزقني إياه ربي. لا إله إلا الله ما أعظمك!! رفع موسى الكلام إلى الله قال: "رب: دعوتك لهذه المرأة منذ سنين، أخبرتني أنك قد كتبها عقيمًا"، قال: "يا موسى: إني كلما كتبتها عقيمًا نادتني وقالت: يا رحيم".
(أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) [النمل:62].
لا إله إلا الله، أما آن للكافرين أن تقول أفواههم الآثمة: "لا إله إلا الله"!! أما آن للذين جعلوا لله أندادًا وعبدوا الأوثان من دون ذي العز والاقتدار، أن يرفعوا سبابة التوحيد بلا إله إلا الله العظيم!! فما لهؤلاء لا يرعوون!!
من عظمته النجم والشجر يسجدان، ومن عظمته يسجد له الإنس والجان، ومن عظمته تأتي له الأرض والسماء طائعتين، ومن عظمته تكوير الليل على النهار، ومن عظمته جعل النار على إبراهيم بردًا وسلامًا، ومن عظمته خلق الإناث والذكران.
ومن عظمته تسبيح الشجر والقمر والنجوم والجبال، ومن عظمته خلقك أنت -يا أيها الإنسان-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم، لا إله إلا الله ما أعظم الله-: "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟!". هذا قول الله وليس قولي. متفق عليه.
الذي ترك الصلاة هل قدَّر الله؟! الذي شرب المخدرات وفعل المنكرات والزنا واللواط وأكل الربا واستحل حرمات رب الأرض والسماء هل عظّم الله؟! ما عظّم الله: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر:67].
(مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) [نوح:13]، قال أهل التفسير: ما لكم لا تعظمون الله حق تعظيمه، توقرونه أي تعظمونه، والله لو كان الله عظيمًا في صدورنا ما عصيناه، والله لو كان الله عظيمًا في صدورنا لراقبناه وجعلناه أعظم شيء في الحياة.
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا)، الجبال والأرض ثارت لما قال بنو آدم: إن الله معه ولد، فما غيرتي وغيرتك؟! وما قولك وقولي يوم أن يقال: إن لله ولدًا، وهو المنزه نفسه عن الشريك والصاحبة والولد!!
قال ابن عباس -وانظروا إلى جمال التفسير- قال: "اقشعرت الجبال وما فيها من الأشجار والبحار، وما فيها من الحيتان، وفزعت السماوات والأرض وجميع المخلوقات إلا الثقلين، وكادت أن تزول، غضبت الملائكة، فاستعرت جهنم، واكفهرت الأرض حين قالوا: اتخذ الله ولدًا".
(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [فصلت:9].
نستغفرك إنك كنت غفارًا، أرسل السماء علينا مدرارًا، واجعل تعظيمك في قلوبنا أجمل وأحلى تعظيم، لا نخشى إلا أنت يا رب العالمين، استغفروه إنه واحد كريم غفور.
الخطبة الثانية:
الحمد لله القدير، الحمد لله الواحد العظيم، الحمد لله لا شريك له، ولا معه في ملكه أحد، قائم بنفسه قيوم على خلقه -سبحانه تبارك وتعالى- تنزَّه عن الشريك وعن الولد.
يقول بشر بن خصاصة: "لو تفكّر الناس في عظمة الله -جل وعلا- ما عصوا ربهم -جل وعلا-". اسمع -يرعاك الله-؛ من عظمته -جل جلاله- أصبح جبريل ذو الخلقة العظيمة الذي معه ستمائة جناح عند عظمة الله لا يساوي شيئًا، لا إله إلا الله، ما أعظم الله!!
لما أُسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبلغ سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، جبريل ما استطاع أن يخترق، وقف، قال: "نظرت إلى جبريل فإذا به كالْحِلْسِ البالي"، القماش المقطع المذاب، رأيتَ القماش الذي له مائتا سنة يهترئ؟! يقول النبي مصورًا حال جبريل -عليه السلام- عند عظمة صاحب العزة والجبروت.. لا إله إلا الله ما أعظمه!!
قال: "فإذا به كالحلس البالي، فقلت: اقترب يا جبريل"، قال: "لا يا محمد، هذا نهاية مكاني، أنت إذا اقتربت اخترقت، وأنا إذا اقتربت احترقت". فلا إله إلا اله ما أعظمه!!
اسمعوا، فإذا كان السماوات العظيمة -بين كل سماء وسماء خمسمائة عام- يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحَقٌّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ"، أي ثقلت السماء وحق لها أن تثقل، قال: "مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا".
فإذا كان هذا: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [لقمان:11]. سبحانك ما أعظمك!!
فإذا كانت هذه الجنود العظيمة -أقصد الملائكة-تمتثل لأمر الله، ولا تستطيع أن تعصي أمره، فمن أنت في هذا الكون حتى تعصي الملك -جل جلاله-؟!
أخي الحبيب المبارك: انكسِر أمام ربك العظيم في الصلاة، وقل وأنت ساجد بقلبك: كيف لحقير مثلي أن يعصي عظيمًا مثلك!!
إلـه العالمـيـن وكـل أرض | ورب الراسيات من الجبال |
بناها وابتـنى سبـعًا شـدادًا | بلا عمـد يرين ولا رجال |
وسـواهـا وزينـها بنـور | من الشمس المضيئة والهلال |
ومن شهب تلألأ في دُجـاها | مراميها أشـدّ مـن الثقال |
وشق الأرض فانبجست عُيوناً | وأنهاراً من العـذب الزلالِ |
وبـارك في نواحيـها وزكّى | بها ما كان من حرث ومالِ |
الله عظيم، فإياك أن تتجرأ على معصية العظيم، ولا يعظِّم العظيم إلا عظيم، فلو كان الله عظيمًا في قلبك لكان سمعك الذي تسمع به، وبصرك الذي تبصر به، ويدك التي تبطش بها، ورجلك التي تمشي بها، فإذا سألته أعطاك، وإذا استعذت به أعاذك -جل جلاله-.
فيا مَنْ في السماء ملكه، وفي الأرض سلطانه، وفي الجنة رحمته، وفي النار غضبه، وهذه الدنيا كلها رحمة من رحماته، اللهم اكلأنا برعايتك، ولفنا بثوب عفوك يا كريم.