البحث

عبارات مقترحة:

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

حقيقة نصرة النبي عليه الصلاة والسلام

العربية

المؤلف محمد بن سرار اليامي
القسم كتب وأبحاث
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات محمد صلى الله عليه وسلم - حقوق النبي صلى الله عليه وسلم
يا كرام يا بررة إن هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - مهما تتبار القرائح والإلهام وتسيل المحابر والأقلام متحدثة عنه منادية بحديث عظمته فستظل جميعا كأن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول السديد لسانها ..

التفاصيل

حقيقة نصرة النبي عليه الصلاة والسلام إهداء تقديم فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين تقديم فضيلة الشيخ سعد بن سعيد الحجري من مشاهد النصرة : أقسام الناس في نصرته صلى الله عليه وسلم ومحبته : من علامات حبه صلى الله وعليه وسلم : ومن علامات حبه عليه الصلاة والسلام : درجات المحبة : من أسباب هذه المحبة :  حقيقة نصرة النبي عليه الصلاة والسلاممحمد بن سرار اليامي إهداءإلى كل غيوربسم الله الرحمن الرحيم[إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ ]  التوبة 40 نصرة إتباع ..ونصرة دفاع .. تقديم فضيلة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرينالحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً مزيداً .وبعد فقد قرأت هذه الرسالة القيمة بقلم الشيخ / محمد بن سرار اليامي، وتتعلق بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم والذب عن سنته، وذكر العلامات التي تعبر عن سنته وحبه، والتأسي به، والسير على نهجه، وأن من أحبه فلابد أن يتفانى في نصرة شرعه، ويغار على جنابه وطريقته ويبذل الوسع في القيام بحقه، ويغضب كأشد الغضب على من تجرأ على دينه أو شخصيته، وطعن أو ثلب أو تحقير أو ازدراء أو نحو ذلك مما يشين سمعته، أو يسيئ إلى أتباع وأحبابه، وقد أورد الكاتب من الأدلة والقصص ما كفى وشفى، فأجاد وأفاد، ووقع على المراد، مع الاقتضاب والإيجاز، ولو أراد التوسع لوجد مجالا لذلك، فجزاه الله أحسن الجزاء، ونفع بما كتب، والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. تقديم فضيلة الشيخ سعد بن سعيد الحجريالحمد لله الذي أمر بنصرة رسوله فقال : [ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ] {الفتح:9} .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي قرن توحيده بمتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله سيد بني آدم  صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقه إلى يوم الدين .. أما بعد :فإن ديننا هو الدين الذي حفظ الله به الحقوق وحرم به العقوق، أعطى كل ذي حق حقه، ووعد على أداء الحقوق بأعظم الثواب، وتوعد على عدم أدائها بأشهد العقاب، وممن أمرنا الله بأداء حقه وأعلى مكانته وخصه بفضائل ليست لغيره من الخلق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أرسله الله إلينا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، ففتح الله به قلوباً غلفاً، وأذاناً صماً وأعيناً عمياً وبلغ أمته أكمل بلاغ وتركهم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .ومن حقه علينا أوامر منها :1- طاعته بما أمر .2- اجتناب ما نهى عنه وزجر .3- أن لا نعبد الله إلا بما شرع .4- تصديقه فيما أخبر .5- الاقتداء به لأنه القدوة والأسوة والمعلم .6- محبته أكثر من محبة النفس والأهل والناس أجمعين .7- نصر سنته بالعمل بها وأبلاغها للناس والدفاع عنها .8- نشر سيرته بين الناس لتكون سببا من أسباب الهداية، وليعلم الناس سيرة هذا الرسول العظيم.9- كثرة الصلاة والسلام عليه .10- التمسك بسنته والعض عليها بالنواجذ .11- رد أباطيل الأعداء الذين يصفونه بما هو منه برئ .12-التخلق  بأخلاقه لأنه كان على خلق عظيم، وحقوقه علينا كثيرة جداً، ويجب على المسلمين أن يعلموها وأن يعملوا بها، وأن يظهروا فضائله وخصائصه ليتخذوه قدوة حسنة .وما نسمعه ما بين الفينة والفينة من استهزاء الأعداء به والتنقص منه ليس بغريب من الأعداء فأنهم أعداء الله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه ولكتابه ولأوليائه، لأن نصره بعد موته ببيان سيرته والدعوة إلى سنته والتخلق بأخلاقه والذب عن دينه، ونحو ذلك .وقد أحسن الأخ الفاضل محمد بن سرار اليامي يوم أن كتب كتيبا عنوانه حقيقة نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وقد شرفني بكتابة هذه الأسطر عنه .أسأل الله أن ينفع به وأن يجزيه خيراً وأن ينصر دينه وأن يعلي كلمته، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، وأن يشغلهم بأنفسهم وصلى الله على سيدنام محمد وآله وصحبه .الحمد لله رب العالمين، قيوم السماوات والأرضين .. مدبر الخلائق أجمعين باعث الرسل – صلواته وسلامه عليهم – إلى المكلفين لهدايتهم وبيان شرائع الدين، بالدلائل القطعية وواضحات البراهين، أحمده على جميع نعمه، وأسأله المزيد من فضله وكرمه . وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار , الكريم الغفار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله، أفضل المخلوقين المكرمين بالقرآن العزيز، المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين، المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وآله كلٍ وسائر الصالحين .. أما بعد :فيا أيها الفضلاء .. أيها المسلمون .. حديثنا عن خير نفس وجدت على الأرض .ذكريات مع الرسول وشوقيستثير الشجون مـنه الأجلاكلما مر ذكره في فـؤاديقال قلبي المحب : أهلا وسهلاإلهنا .. يا عظيم الجود .. إن الجواد من أبناء الدنيا إذا اشتهر جوده تطلعت إليه أنظار الطامعين، ورحلت إليه ركائب الطالبين، وتعلقت به آمال المحتاجين , وأنت يا ربنا عظيم كريم حكيم جواد ما لساحل جودك من حدود اللهم إنك تعلم إن فقرنا لا يدفعه جودك وحاجاتنا لا يكفها الا كرمك وشدتنا لا يزيلها إلا لطفك اللهم إن بشائر مغفرتك تستر ما عظم من سيئ أعمالنا وسريع يسرك يغلب ما تفاقم من عسرنا يا قوي يا قادر اللهم صل وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وآله وصحبه .اللهم صل وسلم على المعصوم يا حي يا قيوم ما زهرت النجوم وما تلاحمت الغيوم .[ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ] {التوبة:128} [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] {الأحزاب:21} نعم .. كان لنا في رسول الله أسوة حسنة فهو الحريص علينا .. ألا إن الذين بهرتهم عظمته لمعذورون .. فأي إيمان؟ وأي عزم؟ وأي مضاء؟ أي صدق وأي طهر وأي نقاء ؟ أي تواضع .. وأي حب .. وأي وفاء؟نسينا ودادك كل غالفأنت اليوم أغلى ما لدينانلام على محبتكم ويكفيلنا شرف نلام وما عليناولما نلقكم لكن شوقايذكرنا فكيف إذا التقيناتسلى الناس بالدنيا وإنالعمر الله بعدك ما سلينايا كرام يا بررة إن هذا النبي صلى الله عليه وسلم مهما تتبار القرائح والإلهام وتسيل المحابر والأقلام متحدثة عنه منادية بحديث عظمته فستظل جميعا كأن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول السديد لسانها ..وعلى تفتن مادحيه بوصفهيفني الزمان وفيه ما لم يوصفاتصلت همته بالله سبحانه طلباً وقصداً، فأوقف كل نفس من أنفاسه على هذه الغاية، فرأى الناس طهره وعفته .. وأمانته واستقامته رأوا شجاعته، رأوا سموه وحنانه وعقله وبيانه، رأوا صدقه يتألق كتألق الشمس في ضحاها ويسطع كسطوع القمر اذا تلاها ويتضح كاتضاح النهار إذا    جلاها .يروح بأرواح المحامد حسنها فيرقى بها في ساميات المفاخركان التوحيد مطلوبه .. وكانت التقوى مركوبه فحق على كل مسلم ومسلمة أن يكون محبوبه، حبا يمازج لحمه، ويخالط عظمه أن حبه صلى الله عليه وسلم دليل الإيمان والعمل بسنته دليل الإحسان فحبه عبادة حبه طاعة مفروضة حبه نور وحبور وسرور ..مدخل ..وافتنا الوسائل بما ساء الانفس..وهز المشاعر آذى القلوب ..نعم والله ..سب صريح وتلميح قبيح وصوت بجيح ينعق بإذية محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم  ومن آذاه عليه الصلاة والسلام فقد آذانا أعظم أذية ..سواء بالسب المباشر أو غير المباشر أو بالرسومات الكاريكترية في جريدة أو في مجلة أو في كتاب أو خطبة أو مقال أو غمزة أو همزة .. قال تعالى : [لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ] {آل عمران:186} وإنك لتعجب من موت الغيرة عند كثير من المسلمين فلا ألم ولا لوعة ولا بكاء بدمعة ..وقد يمر الحدث، ولا حراك لساكن وهذا خطر يهدد عقيدة العبد ..وإني بهذه الرسالة المختصرة أرجو أن أكون قد قدمت ما فيه بيان حقيقة نصرته وأنها كامنة في كمال محبته الموصلة، لتصديق خبره، وطاعة أمره، واجتناب نهيه عليه الصلاة والسلام .يا أيها البررة الكرام .. اعلموا أن من أكمل طرق نصرته عليه الصلاة والسلام، هو حبه .. حبا صادقا، يجعله مقدما على المال والنفس والولد دفاعا وحبا صاقا ..نعم هذه حقيقة النصرة .عساي وإياكم أن نكون ممن يحظى بشفاعته عليه الصلاة والسلام..نـداء ..يا أهل الاسلام .. كنتم قبله صلى الله عليه وسلم في سبات عميق .. كنتم في جهل عظيم .. وفي كفر عميم .. كنتم ..فقراء أخلاقفقراء آدابفقراء سلوكفقراء شجاعةفقراء مالفقراء عاقبة ومآلفأغناكم الله به .. فأمنتم ..وآمنتم ..وكانت أخلاقكم كباراً .. وآدابكم كثاراً .. وسلوككم سلوك الأحرار ..وشجاعتكم ليس لها شعار إلا شعار [قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى] {طه:84}  وكانت عاقبة أهل الايمان أحسن العواقب , وأكملها [مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {النحل:97} أتى عليه الصلاة والسلام بالهدى بعد العمى .. كما يقول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنابه موقنات أن ما قال واقعأتى عليه الصلاة والسلام ..بالتأريخ المجيد والفخر الجديد ..تأريخنا من رسول الله مبدأه وما عداه فلا ذكرٌ ولا شأن والدهر مشتاق وأمة أحمديتهيأ التأريخ لإستقبالهاتأريخ الرحمة .. البر .. الإحسان .. تأريخ السماحة .. الحب .. والطموح والإيمان ..علم صلى الله عليه وسلم أمته أن تقول الحق، وترحم الخلق ..فصلى الله على ذاك القدوة وما أحلمه وسلم على ذاك الكف ما أكرمه ..وبارك على ذاك الرجل القدوة ما أكرمه ..ماذا يقول المحب الهائم في محبوبه .. لحظة لقاءه ..؟!!!ماذا يقول الطالب في مدرسة سيد الخلق ..؟!!إن المحب لا يملك إلا الدمع .. في هذه المقامات والتسليم والإنقياد ..وكنت إذا ما اشتد بي الشوق والأسى وكادت عرى الصبر الجميل تقصمعلل نفسي بالتلاقي وقربهوأوهمها لكنها تتوهمما أحسن الأسم والمسمى(( فذو العرش محمود، وهذا محمد ))وما أروع الإتباع، والإنقياد .. [وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ] {البقرة:135} ثم إن التصديق بما أخبر .. إتيان ما أمر .. واجتناب ما نهى عنه وزجر، من أعظم علامات محبته عليه الصلاة والسلام ..يا كرام يا بررة..ما علي إذا قلت لبدر السماء : حييت يا بدر البدوروما علي إذا قلت للشمس : أهلاً ومرحبا بمن جلت الظلماء .. وزينت السماء وما علي والله في ذلك من سبيل ..وكيف وهو صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم ..كيف وهو صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم ..كيف وهو صلى الله عليه وسلم صاحب المنهج القويم ..كيف وهو صلى الله عليه وسلم صاحب العدل والبر والفضيلة والسماحة والإحسان.فاللهم صل وسلم وبارك على محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه.. من مشاهد النصرة :1- موقف أنس بن النضير رضي الله عنه لما جاء الصحابة في أحد وقد تأثر بعضهم بما اشيع من قتل النبي صلى الله عليه وسلم .فقال : (( مايجلسكم )) ؟قالوا : (( قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ))قال : (( ما تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ))، وأصل القصة في البخاري وذكرها ابن هشام بتمامها (3\30)2- موقف حرام بن ملحان رضي الله عنه عندما طعن في صدره فقال : (( الله أكبر فزت ورب الكعبة )) وأصل القصة في البخاري3- موقف الصديق من جيش أسامة بن زيد وإنفاذه بالرغم من قسوة الظروف ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفاجعة أهل الإيمان به، بل قال بعض أهل السير في خطورة هذا الموقف : صارت المدينة أضيق على أهلها من الخاتم، وتمام القصة في تاريخ الطبري "(3\ 223) قال الصديق رضي الله عنه : (( والذي نفس أبي بكر بيده ! لو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لم يبقى في القرى غيري لأنفذته))4- موقفه في حرب الردة، وهو كذلك كان في حروب عصيبة مر به الاسلام وأهله .ومع هذا نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدينه ثار الصديق رضي الله عنه وقال :     (( والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه )) والحديث في مسلم بل قال كما ذكر الطبري - رحمه الله - في تأريخه عندما خرج ليشارك في حرب بعض القبائل المرتدة : (( لأواسينكم بنفسي )) .وذكر ذلك ابن الأثير في الكامل و ابن كثير في البداية .5- موقف المسارعة في الاستجابة لأمره صلى الله عليه وسلم عند تغيير القبلة، واستجابة الصحابة وسرعة نصرتهم له وانقياده لأمره صلى الله عليه وسلم .6- موقف مسارعتهم في صب الخمر عندما حرمت، وسرعة الإنقياد والاستجابة وهذا من معاني النصرة لهذه الشرعة الغراء .7 - موقف المرأة التى أتت ومعها ابنة لها وفي يد ابتها مسكتان غليظتان من الذهب فقال صلى الله عليه وسلم : (( أتعطين زكاة هذا ؟ ))، قالت: لا . قال : ((أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار ؟ قال : فخلعتهما فألقتهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : هما لله عزوجل ولرسوله ))  . رواه أبو داود8- موقف سعد بن الربيع رضي الله عنه بسلامة النبي صلى الله عليه وسلم، بالرغم من أنه كان في رمقه الأخير - رضي الله عنه وأرضاه - وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت يوم أحد لطلب سعد بن ربيع، فوجده في آخر رمق، وبه سبعون ضربة .ثم أوصى زيداً بعد أن بلغه سلام رسول الله – عليه الصلاة والسلام – قائلاً له، وقل لقومي الانصار : (( لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شفر    يطرف )) .قال : (( وفاضت نفسه رحمه الله )) والقصة في المستدرك على الصحيحين، إنها وربي النصرة فتأمل يا محب ..9- مواقف الفداء دونه عليه الصلاة والسلام والنصرة له بأبي هو وأمي .. في أحد تعدت الأحد عشر موقفا في مشهد واحد، والقصة بتمامها رواها الإمام النسائي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.10- موقف طلحة بن عبيد الله في أحد، فقد روى البخاري عن قيس قال : ( رأيت يد طلحة رضي الله عنه شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم  يوم أحد ))، وقد كان الصديق رضي الله عنه يشيد بهذه النصرة ويبكي ويقول : (( ذلك كله يوم طلحة )) .تلك عشرة كاملة والمواقف أكثر وأشمل، غير أني راعيت الإقلال، وعدم الإملال..  أقسام الناس في نصرته صلى الله عليه وسلم ومحبته :انقسم الناس في حبه صلى الله عليه وسلم إلى أقسام، وتوزعوا فيه إلى طوائف، فخير فريق أحبه هم من نور الله بصائرهم وصفى سرائرهم حبهم معتدل جاء حبا مسنوناً، متوسطاً بين الغلو والجفاء، وعرف ذلك أهل السنة والجماعة .. فهم يحبونه ويحبون من تبعه من الصالحين وهو يقول : (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )) .يا مدعي حب رسول الله .. يا من زعمت أنك تحبه أما ذكرت [وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلَاغُ المُبِينُ] {المائدة:92}، أما ذكرت [قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا البَلَاغُ المُبِينُ] {النور:54}، أما ذكرت (( من أطاعني فقد اطاع الله)) .يا مدعي حب طه لا تخالفهالخلف يحرم في دنيا المحبينأراك تأخذ شيئا من شريعتهوتترك البعض تهوينا وتديناوقول الله أعلى وأجل : [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31} لم يخلف رسوله صلى الله عليه وسلم من بعده ابنا يرث رداءه، ولكنه خلف من بعده ما بقيت الأرض أجيالا تحمل لواءه، لكنا آله وورثته عليه الصلاة والسلام .والحب أيها المحبون دليل صريح على الإنسان وهمته، فمن أحب الله ورسوله كانت همته عالية .. ومطلوباته غالية .. فكان من الذين [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة:54} ومن أحب شيئاً أكثر ذكره ..فمن أحب المال كان سلفه قارون .. ومن أحب الجاه كان سلفه الوليد بن المغيرة .. ومن أحب الصبايا والتكايا كان سلفه قيساً .. واعلموا أرشدني الله و إياكم إلى طريق الحق أن من تعلق قلبه بشيء  وكله الله إلى ذلك الشيء عظم أو حقر.. من علامات حبه صلى الله وعليه وسلم :لابد لهذا الحب من علامات .. ولابد له من براهين فهو دعوى ..والدعاوي ما لم يقيموا عليها      بينات اصحابها أدعياءولو ترك كل ودعواه لأدعى الخلي حرقة الشجي، ولذهب قوم بأموال قوم وبدمائهم، ولكن الله جعل البينة على المدعي واليمين على من أنكر .فعلى من ادعى حبه صلى الله عليه وسلم البينة، ومن لم يأت بها فهو الكذاب الأشر .فكم من مدع محبته صلى الله عليه وسلم بلسانه، ويشهد الله على ما في قلبه، ولم يترجم ذلك الحب إلى عمل صحيح فالله المستعان .[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31} يا كرام يا بررة إن من أعظم علامات وبينات حبه صلى الله عليه وسلم اتباع سنته، فمن لم يتبع سنته قولاً وعملاً واعتقاداً ودعوة ظاهراً وباطناً، فهو  أكبر كذاب رأته الدنيا، وأعظم محتال رآه التأريخ ..حب الرسول تمسك بشريعة       غراء في الإسرار والإعلانومن علامات حبه أيضاً : الشوق كل الشوق والحنين كل الحنين له، وللتلفظ بالصلاة والسلام عليه، ولتمني رؤيته صلى الله عليه وسلم حن جذع النخلة له، ولو لم يمسح عليه ويدعو له صلى الله عليه وسلم لم يسكت – كما عند البخاري - واستغاثت به الطيور عليه الصلاة والسلام، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام تحت شجرة، فذهب رجل من الأنصار فأخذ فراخ طائر من عشها وأتى به، وجلس فأتت أم الفراخ و أخذت تحوم على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ترفرف على رأسه الشريف وعلى عماته فقال صلى الله عليه وسلم : (( إن هذه تشكو إلي، فمن أخذ فراخها ؟ من أخذ فراخها )) .قال الرجل : أنا يا رسول الله . قال  :  (( رد عليها فراخها )) فلما رد فراخها رفرفت وخرجت وعادت إلى عشها .جاءت إليه حمامة مشتاقةتشكو إليه بقلب صب واجفمن أخبر الورقاء أن مكانهحرم وأنك ملجاء للخائفبعد الله جل وعز..هذا الشوق له عليه الصلاة والسلام ومحبة لقائه بأبي هو وأمي .. وهذا الحب المطلق يعرفه الصحابة رضوان الله عليهم جميعا ..فقد ذكر أن رجلا من الصحابة قال :يا رسول الله .. والله إني أحبك أكثر من أهلي ومالي وولدي ونفسي، ووالله  يا رسول الله إني أتذكرك وأنا في البيت فأخرج عامدا لأرى وجهك، وأخشى يا رسول الله أن تموت وأموت، فتدخل الجنة فيرفعك الله مع النبيين في منزلة عالية، وأكون في الربض إذا دخلت الجنة، فمتى أراك؟! فسكت صلى الله عليه وسلم .فأنزل الله قوله [ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ] {النساء:69} فقرأها عليه الصلاة والسلام . ومن علامات حبه عليه الصلاة والسلام :عدم الاعتراض على شريعته، أو الاستهزاء بسنته التى أعظمها لا إله إلا الله، وأقلها – وليس فيها قليل – إماطة الأذى عن الطريق .فمن استهزأ بشيء منها بعد أن علم أنها السنة فهو كافر يضرب عنقه بالسيف ويحل دمه [ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ] {التوبة:65-66} [فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] {النساء:65} يقول أبو العلاء المعري :يد بخمس مئين عسجد فديتما بالها قطعت في ربع دينارتناقض ما لنا إلا السكوت لهونستعيذ بمولانا من العارفهذا يعترض على الله في حكم قطع اليد، فحق أن يقال له :قل للمعري عار إيما عارجهل الفتى وهو عن ثوب التقى عارلا تقدحن بنود الشرع شبهعقائد الدين لا تقدح بأشعارعز الأمانة أغلاها وأرخصهاذل الخيانة فافهم حكمة الباريوكذلك من العلامات على الحب الصادق كثرة الصلاة والسلام عليه وذكره بالألسن والقلوب عليه والصلاة وسلم : [إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] {الأحزاب:56} ومن العلامات على الحب الصادق نشر سنته في الناس تدريساً وفتوى ودعوة وأمراً . فهو القائل (( بلغوا عني ولو آية )) وهو القائل : (( نضر الله رجلاً سمع مني مقالتي فوعاها، فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع )) . هذا في نشر سنته وإحيائها بين الخلق .. أما ما جاء في كتمها وكتم الحق فقد قال جل وعز : [إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ] {البقرة:159} يا كرام يا بررة.. والله ثم والله .. إنه لا يوجد في القلب المؤمن مكان لغير حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وليس له أمل أغلى من لقاء الله و رسوله، ولا عمل ألذ من مرضاة الله ورسولهقال الشاعر:وكيف يسامي خير من وطئ الثرىوفي كل باع عن علاه قصوروكل شريف عنده متواضع وكل عظيم القريتين حقيروقال آخر :يا مادحا تبعا أو سيف ذي يزندعهم وخل بني شداد في إرمدع عنك كسرى ومن حازوا جوائزهوكل أصيد أو ما قيل في هرمواكتب على مفرق التأريخ رائعةومن القريض فدتك النفس من قدموامدح بها أحمد في كل قافيةوأملأ بها في قوافي الشعر من حكميا كرام يا بررة إن الحب الصادق والعاطفة الجياشة لا تكفي وحدها أبداً، ولكن عنوان المحبة ورمزها الطاعة .أخلص لرب العرش واتبع رسوله     فمن يتبع يزداد حاسده غما درجات المحبة :أخرج البخاري بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( فوالذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )) . وأعلموا رحمكم الله أن للمحبة درجتين، وميزانين، وقسمين :أولا : المحبة المفروضة : التي تقتضي قبول ما جاء به صلى الله عليه وسلم من عند الله، وتلقيه بالرضا والقبول، والتعظيم والتسليم  [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا] {الأحزاب:36} ثانيا : محبة الفضل : وهي تقتضي التأسي به، وتحقيق الاقتداء به وبسنته عليه الصلاة والسلام : [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ] {الممتحنة:6} وبناء على هذا فالمحبة والإيمان أمران متلازمان في قلب المؤمن تلاما مطرداً، فيزيد أحدهما بزيادة الآخر وينقص بنقصانه، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان – وذكر – منها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )) . رواه البخاري ومسلم . من أسباب هذه المحبة :ولا بد لهذه المحبة من أسباب ودوافع جعلتنا نحرص على محبته صلى الله عليه وسلم كل الحرص منها :أن حب المسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم تابع لحبه لله عزوجل روى مسلم في صحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم )) . صلى الله عليه وسلم فـ [... اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ... ] {الأنعام:124} ومن الدواعي والأسباب لمحبته : كمال رأفته ورحمته بأمته، وحرصه على هدايتهم [لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] {التوبة:128}[وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ] {الأنبياء:107} ومنها : كمال نصحه صلى الله عليه وسلم لأمته وإحسانه إليها، قال عز وجل : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ] {الأنفال:24} ومنها: ما خصه الله به من كريم الخصال ورفيع الأخلاق مما ميزه الله  على سائر الخلق أجمعين : [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ] {القلم:4} هذا هو الحب السني المشروع ..هذا هو الحبيب يا محب ..هذا هو الحب المشروع الذي به تكون نصرته .توصيات ..1- التأدب معه صلى الله عليه وسلم ومع سنته ومنهجه .وقد ضرب سلفنا في ذلك أروع الأمثلة، فهذا الإمام مالك إمام الهجرة – رحمه الله – لا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو على وضوء ومتطيب وتسوك، جالساً متمكناً من الأرض، وكان يمنع تلاميذه من الكلام عند التحديث، وهذا قليل في حياة كثير منا .قال تعالى :[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ] {الحجرات:1 - 2} 2- استحضار الثواب العظيم لمن حقق هذه المحبة والاتباع والنصرة على الوجه الذي أمر به صلى الله عليه وسلم وذلك أن تتذكر (( أنت مع من أحببت )) .3- استكمال خصال الكمال بالسير والإقتداء، والإهتداء بسنته صلى الله عليه وسلم، وتذكر [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا] {الأحزاب:21} 4- محبة آل بيته صلى الله عليه وسلم وذلك لقرابتهم له صلى الله عليه وسلم، ولصلاحهم وتقواهم، والشفقة على أهل التقصير منهم، وتذكر قول صلى الله عليه وسلم : (( أذكركم الله في أهل بيتي )) .5- محبة صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم واعتقاد أن لهم فضل الكامل على من تبعهم بإحسان، فهم من شهد التنزيل وعلم معاني التأويل، وتذكر (( الله .. الله في أصحابي )) .6- محبة أهل العلم والفضل الداعين إلى سنته، الذابين عنها وتذكر (( العلماء ورثة الأنبياء )) .7 - الحرص على مطالعة السيرة النبوية الثابتة، في مصادرها الأصلية، ومداومة استشعار شفقة النبي المختار صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين على هذه الأمة المرحومة، وتذكر [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ] {الأنبياء:107} 8- التطبيق العملي للسنة العملية، والتطبيق القولي للسنة القولية، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بسنتي )) .9- استشعار أن الله ناصره [إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] {التوبة:40}، لكن أين من يتشرف بهذه النصرة .10- استشعار منته عليها عليه الصلاة والسلام، وأنه هو الذي بلغ الدين أكمل بلاغ وأحسنه وأكمله .11- التأمل في نصوص شفقته على أمته ورحمته عليه الصلاة والسلام وتذكر قول الله تعالى :  [النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُورًا] {الأحزاب:6} 12- استحضار النية الصالحة في نصرته صلى الله عليه وسلم بعمل صالح، والبعد كل البعد عن التفاعل مع الضغوط والعواطف الخارجية، لكن بإخلاص وصلاح، وتذكر قوله تعالى : [أَلَا للهِ الدِّينُ الخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ] {الزُّمر:3}  . وقوله تعالى : [مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {النحل:97} 13- استنباط الدروس التربوية من سيرته صلى الله عليه وسلم وتفعيلها في الحياة اليومية، ومعالجة الأمراض العصرية بها ...، وتشجيع البحث العلمي لذلك من الجهات المختصة .14- إنشاء حلقات علمية، ومحاضن تربوية لتحفيظ السنة النبوية .15- إسقاط جزء من محكومية السجين إذا أتم حفظ بعض كتب الحديث النبوي ككتاب :_ الأربعين النووية ._ بلوغ المرام ._ عمدة الأحكام ._ أدلة الأحكام.. وغيرها16- إخراج مجلة خاصة بالبحوث الدعوية المستنبطة من السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاو والتسليم .17- إنشاء مواقع على الشبكة العنكبوتية الإنترنت لبيان سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم، بعدة لغات، مع الإجابة على الشبه الواردة، والإشكالات .18- تقديم العلم على العاطفة، قضية مهمة ينبغي أن نجعل لها الإعتبار في مواقفنا.19- تذكر قول الله عزوجل : [وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:108} وتذكر أن الرجوع إلى سلاح الكلام والدموع هو إمارة العاجز، و إن الكافر إذا رجع إلى هذا السلاح بانت لنا إمارات النجاح والنصر والعزة . 20- لفتات خاتمة للتأمل :أ- كان الإمام مالك- رحمه الله تعالى- يتغير لونه إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم .ب- قال الإمام التجيبي- رحمه الله- : (( واجب على كل مؤمن متى ذكره أو ذكر عنده – عليه الصلاة والسلام – أن يخضع، ويخشع، ويتوقر ويسكن من حركته، ويأخذ في هيبته وإجلاله بما كان يأخذ به نفسه لو كان بين يديه، ويتأدب بما أنبأ الله به )) .جـ - وكان الإمام المحدث عبد الرحمن بن مهدي إذا قرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالسكوت وقال : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ] {الحجرات:2}، ويتأول أنه يجب له من الإنصات عند قراءة حديثه ما يجب له عند سماع قوله .جعلني الله وإياكم من المتبعين لهدي سيد المرسلين، وإمام الموحدين، وقائد الغر المحجلين صلى الله عليه وسلم.تنبيه..أما الحب البدعي الممنوع فيكفي في ذلك إيراد شيء من أمثلته، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .قال أحد المبتدعة عندما قدم على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة :يا رسول الله يامن ذكرهفي نهار الحشر رمزا ومقامافأقلني عثرتي ياسيديفي اكتساب الذنب في خمسين عامسبحان الله! من الذي يقيل العثرات إلا الله ؟ من الذي يغفر الزلات إلا الله ؟ من الذي الذي يشافي ويعافي إلا الله ؟ [وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا] {الفرقان:3}  ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ))ويأتي البويصري فيقول :يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بهسواك عند حلول الحادث العممعن لم تكن في قيامي آخذا بيديفضلا وإلا فقل يا زلة القدمفإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلمفماذا أبقى البويصري لله عزوجل ؟ جل الله، وتبارك الله، وتعالى وتقدس الله .. عما يقول الظالمون : [مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآَبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا] {الكهف:5} يا كرام يا بررة ... يقول ربنا جل وعز [لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ المَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ] {المائدة:72}اللهم إنا نسألك السداد في القول، والحب الصادق لنبيك المعصوم صلى الله عليه وسلم، والذب عن سنته، ونصرته، قولاً وعملاً واعتقاداً ونسألك الاستقامة في العمل وسلامة القلب وإن مرض الجسد، وصحة الروح وإن علت الجوارح، اللهم إنا نسألك استقامة نسلك بها سبل الجنة، وهداية نقرع بها أبوابها .. وتوفيقاً يسلكنا مع أصحابها، وكرامة تجعلنا مع الذين يحتلون أرفع درجاتها مع نبيك صلى الله عليه وسلم وسائر النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.اللهم يسر لنا أمورنا واحمنا في دورنا .. وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه، اللهم خذ بأيديهم في المضائق واكشف لهم وجوه الحقائق، وارزقهم الغيرة على معالم دينك .. يارب العالمين.والله تعالى أعلى وأعلم، ونسبة العلم إليه أسلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.يارب .. يارب ..نشهدك أننا تأذينا مما قاله السفهاء في نبيك ..اللهم فاكتب لنا هذا العمل خالصا لوجهك، وذبا عن سنة نبيك صلى الله عليه وسلم.. اللهم هذا عذري فيما أملك اللهم فأقلني ما لا أملكيارب العالمين، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.