فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو كالسياج للمؤمنين، يحافظ عليهم من أن تتسلط عليهم معاول الردى، أو أن تتسلط عليهم معاول الغواية، أو أن يتسلط عليهم الشيطان وأولياؤه، والله - جل وعلا - جعل الشيطان فتنة، وجعله لنا عدوا، فلا سبيل إلى الوقاية منه ومن أحابيله إلا بالأمر والنهي، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحافظ على رأس المال، يحافظ على المؤمنين من أن يزيغوا أو يتقلبوا أو يتبدلوا، فإذا لم يُقَمْ بالدعوة لم تتسع دائرة الإسلام، وإذا لم يقم بالأمر والنهي دُخِلَتْ دُور المؤمنين، وأخذت قلوبهم اللصوصُ والسُّرَّاقُ، فذهبت بها إلى حيث يعيش أهل الغواية.