البحث

عبارات مقترحة:

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين وهو المهمة التي ابتعث الله لها النبيين أجمعين، ولو طُوي بساطه، وأُهمل علمه وعمله؛ لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد . Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

الأَمْرُ: ضد النهي بمعنى الطلب. ويجمع على أوامر وأمور. وقد وقع في مصنفات الأصول الفرق في الجمع، فقالوا: الأمر إذا كان بمعنى ضد النهي؛ فجمعه أوامر، وإذا كان بمعنى الشأن؛ فجمعه أمور، وعليه أكثر الفقهاء، وهو الجاري في ألسنة الأقوام. "مقاييس اللغة" ، لابن فارس: (137/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (68/10). والنهْيُ: خلاف الأمر. يقال: نَهَيْتُهُ عن كذا؛ فانْتَهى عنه وتَناهى، أي كَفَّ. وتَناهَوْا عن المنكر، أي نهى بعضهم بعضًا. "الصحاح"، للجوهري: (2517/6)، "تاج العروس"، للزبيدي: (148/40). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

المعروف هو: كلُّ ما أُمرَ به شرعًا. " الآداب الشرعية"، لابن مفلح (155/1). أو هو كل فعل وقول وقصد حسن شرعًا. "نهاية المبتدئين" لابن حمدان (ص67). أو هو: اسم جامع لكل ما عُرف من طَاعة الله والتَّقرب إليه، والإحسان إلى الناس، وهو: كلّ ما نَدب إليه الشَّرعُ ونهى عنه، مِن المحسّنات والمقبّحات. "غذاء الألباب"، للسفاريني: (163). قال الإمام الطبري: «والمعروف هو: الإيمان بالله ورسوله، والعمل بشرائعه. وأصل المعروف: كل ما كان معروفًا فعْلُه، مُستحسنًا غير مستقبح في أهل الإيمان ولا يستنكرون فعْله». "جامع البيان"، للطبري: (105/7). و المنكر فهو: كلُّ ما يُنهى عنه شَرْعًا. " الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (155/1). أو هو كل فعل وقول وقصد حسن شرعًا. "نهاية المبتدئين" لابن حمدان (ص67). قال الإمام الطبري: «المنكر: ما أنكره الله، ورآه أهل الإيمان قبيحًا فعْلُه؛ ولذلك سميت معصية الله منكرًا، لأن أهل الإيمان بالله يستنكرون فعلها، ويستعظمون ركوبها». "جامع البيان"، للطبري: (105/7). أما الأمر والنهي فالمراد بهما بيان المخالفة في ذلك والصد عنها. "نهاية المبتدئين" لابن حمدان (ص67). وبناءً على ما سبق يمكننا تعريف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه: دعوة الناس إلى الإيمان بالله ورسوله، والعمل بشرائعه، والتزام طاعته والتقرب إليه، وترك كل ما نهى عنه وحرمه وكرهه. وأما آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيمكننا تعريفها بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب دعوة الناس إلى الإيمان بالله ورسوله، والعمل بشرائعه، والتزام طاعته والتقرب إليه، وترك كل ما نهى عنه وحرمه وكرهه، والبعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي، وأن التعريف اللغوي أعم؛ لأنه يشمل كل أمر وكل نهي، بينما التعريف الاصطلاحي مخصوص بما كان أمرًا بطاعة الله ورسوله والعمل بشرائع، أو نهيًا عن معصيته. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- وصف الله تعالى المؤمنين بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فالذي هجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد خرج عن وصف هؤلاء المؤمنين. قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾. [التوبة: (71)]. 2- وجعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سببًا لخيرية أمة محمد . قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾. [آل عمران: (110)]. 3- وبين الله سبحانه وتعالى أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سبب استحقاق الذين كفروا من بني إسرائيل للعن على لسان داود وعيسى ابن مريم عليهما السلام قال تعالى: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾. [المائدة: (79-78)]. 4- ولم يشهد الله تعالى لأهل الكتاب بالصلاح بمجرد الإيمان بالله واليوم الآخر حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾. [آل عمران: (114-113)]. 5- وعدَّ النبي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفضل الجهاد إذا صدع الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بكلمة الحق عند سلطان ظالم. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ، أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ». [أخرجه أبو داود: (4344)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرآن الكريم
1- أوجب الله تعالى على الأمة الإسلامية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾. [آل عمران: (104)]. 2- وبين الله سبحانه وتعالى أن سبب النجاة من عذابه هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾. [الأعراف: (165)]. 3- كما وصف الله تعالى عباده الصالحين الذين إن مكن لهم في الأرض أنهم أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر؛ فقرن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصلاة والزكاة ، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾. [الحج: (41)]. 4- كما بين الله تعالى أن الربانيين والأحبار أثموا لما تركوا النهي عن المنكر، فلم ينهوا الذين يسارعون في الإثم عن الكذب والزور، وأكل أموال الناس بالباطل، فساء صنيعهم. قال تعالى: ﴿ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾. [المائدة: (63)]. 5- وأخبر الله تعالى أنه نجى الذين ينهون عن الفساد في الأرض حين أخذ الظالمين بعذاب بئيس قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ﴾. [هود: (116)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السنة النبوية
1- أوجب النبي على كل من رأى منكرًا أن يغيره بقدر استطاعته سواء كان بيده أم بقلبه أم بلسانه. قال : «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ». [أخرجه مسلم: (78)]. 2- وأخبر النبي أن عقوبة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يُسلط شرار الناس على خيارهم، بمعنى تسقط مهابة الأخيار من أعين الأشرار؛ فلا يخافونهم، وعندئذ لا يستجيب الله تعالى دعاء الأخيار، قال : «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ». [أخرجه الطبراني، المعجم الأوسط: (1379)]. 3- وأقسم النبي أنه إن لم تقم الأمة بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكاد أن يعمها الله تعالى بعقاب من عنده ثم تدعوه الأمة؛ فلا يستجيب لها. قال : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ». [أخرجه الترمذي: (2169)]. 4- نهى النبي أن تمنع هيبة الناس أحدًا منا أن يقول بحق إذا علمه. فقال : «أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ». [أخرجه ابن ماجه: (4007)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

أجمعت الأمة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال النووي رحمه الله: «وأما قوله : (فليغيره) فهو أمر إيجاب بإجماع الأمة، وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة وإجماع الأمة». "شرح صحيح مسلم" للنووي (22/2). ولأن المسلمين كانوا في الصدر الأول ومن بعدهم يتواصون بذلك ويوبخون تاركه مع القدرة، فعلى الناس إعانة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ونصره على ذلك. "مختصر شرح السفارينية" للشطي(ص196). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل فرد من أفراد الأمة بحسبه؛ لقول الله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾. [آل عمران: (110)]. وقول الرسول : «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ». [أخرجه مسلم: (78)]. ويرى بعض أهل العلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية في حق مجموع الأمة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾. [آل عمران: (104) ]. ففي الآية بيان الإيجاب فإن قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ﴾ أمر، وظاهر الأمر الإيجاب، وفيها بيان أن الفلاح منوط به إذ حصر وقال: ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾، وفيها بيان أنه فرض كفاية لا فرض عين، وأنه إذا قام به أمة سقط الفرض عن الآخرين؛ إذ لم يقل كونوا كلكم آمرين بالمعروف بل قال: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ ﴾ فإذًا مهما قام به واحد، أو جماعة سقط الحرج عن الآخرين، واختص الفلاح بالقائمين به المباشرين، وإن تقاعد عنه الخلق أجمعون عم الحرج كافة القادرين عليه لا محالة. انظر "بستان العارفين"، للسمرقندي: (ص 366)، "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (307/2)، "التبصرة"، لابن الجوزي: (303/2). وقد بين الإمام نجم الدين ابن حمدان الحنبلي جملةً من أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين على من علمه، وتحققه، وشاهده، وهو عارف بما ينكره، ولم يخف سوطًا ولا عصا، ولا أذى في نفسه، أو ماله، أو أهله. ولا فتنة تزيد على المنكر. وقيل: إن زاد وجب الكف، وإن تساويا سقط الإنكار. وإنما يلزم الإنكار إذا علم حصول المقصود، ولم يقم به غيره، وعنه: إذا رجا حصوله، وقيل: ينكره وإن أيس من زواله. فإن قام به بعض أهل البلد، أو القرية، أو المحلة = سقط. وهو فرض كفاية على من لم يتعين عليه، وسواء في ذلك الإمام، والحاكم، والعالم، والجاهل، والعدل، والفاسق. وأعلاه باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب. وعلى الناس إعانة المُنكِر، ونصره على الإنكار. وما يختصُّ علمه بالعلماء يختصُّ إنكاره بهم، وبمن يأمرونه به من الولاة والعوام. ولا ينكر بسيف إلا مع سلطان. ومن التزم مذهبًا أُنكِرَ عليه مخالفتُه بلا دليل، ولا تقليد سائغ، ولا عذرٍ ظاهر. والإنكار في ترك الواجب وفعل المحرم = واجب، وفي فعل المكروه وتعلمه وتعليمه وترك المندوب وتعليمه = مندوب. ومن ترك ما يلزمه تعلمه بلا عذر ظاهر وجب الإنكار عليه، ويلزم النساء الخروج لتعلم ذلك. ولا إنكار على من لم يأثر، كالطفل، والمجنون، والنائم، والمغمى عليه، بل يؤمر الصبي وينهى تأديبًا، والمجنون قهرًا وزجرًا. وينكر على أهل الذمة التظاهر بدينهم في دارنا. ويجب إنكار البدع المضلة، وإقامة الحجة على إبطالها، سواء قبلها قائلها، أو ردَّهَا. ومن قدر على إنهاء المنكر إلى السلطان أنهاه، وإن خاف فوته قبل إنهائه أنكره هو. ولا ينكر أحد بسيف إلا مع السلطان. وليس لأحد أن ينكر على سلطانه إلى بالوعظ والتخويف والحذر من عاقبته». "نهاية المبتدئين" (ص67-70). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«أَشَدُّ الأَعْمَالِ ثلاثةٌ: الْجُودُ مِنْ قِلَّةٍ، الْوَرَعُ فِي خلوةٍ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ عِنْدَ مَنْ يُرْجَى وَيُخَافُ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الإِمَام الشَّافِعي "الفوائد والأخبار"، للهمداني: (13).
«لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ظَالِمًا، لَا يُجِلُّ كَبِيرَكُمْ وَلَا يَرْحَمُ صَغِيرَكُمْ وَيَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ، وَيَسْتَنْصِرُونَ فَلَا يُنْصَرُونَ، وَيَسْتَغْفِرُونَ فَلَا يُغْفَرُ لَهُمْ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA أَبُو الدَّرْدَاء "تنبيه الغافلين"، للسمرقندي: (95).
«مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ الذي لَا يُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِيَدِهِ، وَلَا بِلِسَانِهِ، وَلَا بِقَلْبِهِ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA حُذَيْفَة بن اليمَان "شعب الإيمان"، للبيهقي: (7184).
«إِنَّ الْمَعْصِيَةَ إِذَا خَفِيَتْ لَمْ تَضُرَّ إِلَّا صَاحِبَهَا، وَإِذَا أُعْلِنَتْ فَلَمْ تُغَيَّرْ ضَرَّتِ الْعَامَّةَ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA علي بن أبي طالِب بلال بن سعد رحمه الله
«كَانَ الْجِهَادُ ثَلَاثَةً، فَأَوَّلُ مَا يَغْلِبُ عَلَيْهِ الْيَدُ، ثُمَّ اللِّسَانُ، ثُمَّ الْقَلْبُ، فَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ لَا يَعْرِفُ حَقًّا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا نُكِّس، فَجُعِلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن عبد العَزِيز "السنن الكبرى"، للبيهقي: (20182).
«إِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ مِلْتُ عَنِ الْحَقِّ، فَضَعْ يَدَكَ فِي تَلْبَابِي، ثُمَّ هُزَّنِي، ثُمَّ قُلْ: يَا عُمَرُ مَا تَصْنَعُ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سُفْيان الثَّوري "حلية الأولياء"، للأصبهاني: (292/5)
«إِنِّي لَأَرَى الشَّيْءَ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ آمُرَ بِهِ، أَوْ أَنْهَى عَنْهُ لَا أَفْعَلُ فأبولُ دَمًا» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "حلية الأولياء"، للأصبهاني: (14/7).

الآداب

آداب الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر

للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداب مهمة ينبغي معرفتها لكي يحقق الأمر والنهي الهدف المنشود، والإخلال بهذه الآداب قد يجر إلى مفاسد عظيمة تكون أعظم من المنكر الأصلي. ومن هذه الآداب: أن يتحلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بإخلاص النية لله تعالى؛ فيكون قصده وجه الله، وإعزاز دين الله، وإعلاء كلمته، وإظهار طاعته، بلا رياء، ولا منافقة، ولا مُداهنة، غير منافس، ولا مفاخر، ولا مِمَّن يُخالف قوله فعله. أن يتحلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بالعلم؛ فيكون عالمًا بما يأمر وينهى، يعلم مواقع الحسبة وحدودها ومجاريها وموانعها، ليقتصر على حد الشرع فيه. أن يتحلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بالعمل؛ فيعمل بما يأمر به، ويتنزه عن كل ما ينهى عنه، ورعًا يردعه ورعه عن مخالفة علمه، فليس كل من علم عمل بعلمه. بل ربما يعلم أنه مسرف في الحسبة وزائد على الحد المأذون فيه شرعًا، ولكن يحمله عليه غرض من الأغراض. ويسن له العمل بالنوافل والمندوبات. إن اللطف والرفق هو أصل الباب وأسبابه، فبه يقدر على ضبط الشهوة والغضب ويصبر على ما أصابه في دين الله. قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾ [المزمل: (10)]، وقال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: (159)] ، وقال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: (125)] و الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا كان العنف في شيء إلا شانه، واللين يقطع أعظم مما يقطع السيف. ولذا ينبغي أن يتحلى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بالرفق، وطلاقة الوجه، وحسن الخلق عند إنكاره، والتثبت والمسامحة بالهفوة أول مرة. أن يكون أمره ونهيه سرًا إن استطاع ذلك؛ ليكون ذلك أبلغ وأمكن في الموعظة والزجر والنصيحة له، وأقرب إلى القبول والإقلاع. قال ابن رجب: «وكان السَّلفُ يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عَلَى هذا الوجه، ويُحبُّون أن يكون سرًّا فيما بين الآمر والمأمور، فإن هذا من علامات النُّصح، فإن الناصح ليس له غَرَضٌ في إشاعة عُيوب من ينصحُ له، وإنما غرضُهُ إزالةُ المفسدةِ التي وقع فيها». "الفرق بين النصيحة والتعيير" ضمن "رسائل ابن رجب" (2/411). إن لم ينفع الإسرار في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أظهر حينئذ الأمر والنهي، واستعان عليه بأهل الخير، وإن لم ينفع فبأصحاب السلطان. قال ابن حمدان الحنبلي: «ويبدأ في إنكاره بالأسهل، فإن زال المنكر الواجب، وإلا زاد عليه، وإلا رفعه إلى سلطان يفعل فيه ما يجب، أو يستحب لا غير». ألا يترك إنكار المنكر أبدًا؛ لأن الله تعالى ذم قومًا تركوا ذلك وتغافلوا عنه، قال تعالى: ﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾. [المائدة: (79)]، وقال تعالى: ﴿ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾. [المائدة: (63)]. أن يراعي المصالح والمفاسد في الأمر والنهي؛ فلا يؤدي الإنكار إلى منكر أعظم. يجب هجران العصاة المظاهرين بالمعصية، ويجب الإغضاء عن المتسترين الكاتمين لها. يجب هجران المبتدعة الدعاة إلى الضلالة على من عجز عن إصلاحهم، والإنكار والرد عليهم، أو لم يأمن من الاغترار بهم، والمناط في ذلك المصلحة، فحيثما كانت المصلحة في الهجر فعله، وإلا فلا. "الغنية" للجيلاني: (112/1)، و"نهاية المبتدئين" لابن حمدان (ص68-70)، و"مجموع الفتاوى" لابن تيمية ، "الآداب الشرعية" لابن مفلح: (191/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

صلاحيات المحتسب

المحتسب كل مسلم مكلف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة الإمام أو نائبه، ويكون خبيرًا بالأمور الشرعية، والمصالح المرعية، والقواعد العرفية، يلاحظ أحوال الرعية بكرةً وعشية، ويلزمه البحث عن المنكر الظاهر، وما تُرِك من المعروف الظاهر، وينهى إذا عرف المنكر المتفق عليه، والمختلف فيه. ومن حقوقه وصلاحياته: يكون له سوطٌ ودُرَّة، وأعوانٌ أمناء للرهبة. له السلاطة، والصرامة، والغلظة على ما يرى. له التعرض لأسباب المصالح، والتطلع إلى أرباب العدوان الظاهر، ويتوّب عن المعاصي، ويحذر أربابها العقوبة، فإن عادوا أدبهم، فإن عادوا أشهرهم، ولا يبلغ بتعزيرهم حدَّ مثلهم، فإن زال المنكر الواجب، وإلا رفعه إلى سلطان عادلٍ لا يأخذ به مالًا، ولا غير ما يجب. له كسر آلة اللهو، وصور الخيال، ودف الصنوج، وشق وعاء الخمر، وكسر ذلك إن تعذر الإنكار بدونه في الأصح، وكسر آلة التنجيم والسحر والتعزيم، وتمزيق كتب ذلك، ويلزمه المنع من التكسب بذلك للآخذ والمعطي، وتعلمه، وتعليمه، والعمل به، والجلوس له، وإن كان بلا شيء. انظر "نهاية المبتدئين" لابن حمدان (ص69).

الفوائد والمصالح

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور المهمة التي تضمن للمجتمع بإذن الله السلامة والنجاة، والتخاذل عن القيام به وتضييعه سبب لضعف الأمة وهلاكها ونزول العقاب بها، كما حل بالأمم السابقة. قال ابن حمدان: «وهو مصلحة دينية ودنيوية، والأمر بالمعروف حث على طاعة الله وترك معصيته، والنهي عن المنكر كفٌّ عن الحيف والفساد في الأرض». "نهاية المبتدئين" لابن حمدان (ص67-68). ولذا فإن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فوائد ومصالح جليلة منها: 1- امتثال أمر الله تعالى وأمر رسوله ، وتحصيل الثواب العظيم والأجر الجزيل؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظيفة المسلم التي شرفه الله بها. 2- تقديم النصيحة للمؤمنين، والشفقة بهم، والرحمة لهم، وإنقاذهم مما وقعوا فيه من التعرض لعقوبة الله. 3- تهيئة البيئة الصالحة التي تنمو فيها الآداب والفضائل وتختفي فيه المنكرات والرذائل ويتربى في ظلها الضمير العفيف والوجدان اليقظ. 4- تنبيه الغافلين: قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: (164)]. 5- إقامة الحجة على العصاة: قال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: (165)]. 6- حماية الأرض من الفساد: قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾ [البقرة: (251)]. 7- السلامة من العقاب الإلهي: قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ [الأعراف: (169)]. " موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق"، لياسر عبد الرحمن: (237/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

وقال عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رحمهما الله تعالى لِأَبِيهِ: «يَا أَبَتِ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَمْضِيَ لِمَا تُرِيدُهُ مِنَ الْعَدْلِ؟ فَوَ اللَّهِ مَا كُنْتُ أُبَالِي لَوْ غَلَتْ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ فِي ذَلِكَ، قَالَ: «يَا بُنَيَّ، إِنِّي إِنَّمَا أُرَوِّضُ النَّاسَ رِيَاضَةَ الصَّعْبِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحْيِيَ الْأَمْرَ مِنَ الْعَدْلِ، فَأُؤَخِّرُ ذَلِكَ حَتَّى أُخْرِجَ مَعَهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَيَنْفِرُوا مِنْ هَذِهِ، وَيَسْكُنُوا لِهَذِهِ». "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، للخلال: (26). وقَالَ مَالِكَ بْنِ دِينَارٍ –رحمه الله-«كَانَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَغْشَى مَنْزِلَهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، يَعِظُهُمْ، يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ، فَرَأَى بَعْضَ بَنِيهِ يَوْمًا غَمَزَ النِّسَاءَ. فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ مَهْلًا، مَهْلًا , فَسَقَطَ عَنْ سَرِيرِهِ وَانْقَطَعَ نُخَاعُهُ، فَقُتِلَ بَنِيهِ فِي الْجَيْشِ، وَأُسْقِطَتِ امْرَأَتُهُ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنْ أَخْبِرْ فُلَانًا الْعَابِدَ: أَنِّي لَا أُخْرِجُ مِنْ صُلْبِكَ صِدِّيقًا أَبَدًا، مَا كَانَ غَضَبُكَ لِي، أَنْ قُلْتَ: أَيْ بُنَيَّ مَهْلًا مَهْلًا». "الزهد" لأبي داود (24). وذُكر عن شيخِ الإسلامِ أبي الفَرَجِ الشيرازيِّ: أنه لما قدم دمشقَ، استأجر بستاناً، وكان ذلك البستانُ له وقتٌ يتنزه فيه الفَسَقَةُ، فلما جاء وقته هو فيه، وإذا خلائقُ قد أَتوه بالخمور والنساء وغير ذلك على عادتهم، فعِيلَ صبرُه من ذلك، ففي اليوم الثاني كَثُروا، فلما كانَ في اليوم الثالت، وحضروا، قام وقال: أيها الناس! إنا استأجرنا هذا البستان، ومن أراد أن يدخله، ونُحالِلُه، فليتوضأ معنا، حتى نصلِّي الظهر، فقام كلُّ أحدٍ منهم، وتوضأ، ثم صلى بهم الظهرَ، فأطال فيها، وجلس يذكرُ إلى العصر، ثم أقامَ وصلّى بهم العصرَ، وجلس في الذكر إلى المغرب، فامتنع كثيرٌ منهم بذلك من السُّكر وغيره، ولم يتمكن أحدٌ من ذلك، ثم كانت هذه عادتهم معهم، فلم يحضره بعدَ ذلك أحدٌ من الفَسَقة، وتابَ خلائقُ منهم، قال: وصار لي في شهر أكثرُ من ألف صاحب. قال ابن عبد الهادي الصغير مُعلِّقًا: «فانظر كيف أزال المَنَاكر بهذه الخبرية اللطيفة، وأحبَّه الخلقُ، فهكذا يكون الصبرُ في الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر». "صبُّ الخُمول" (ص37). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أحاديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

المواد الدعوية