البحث

عبارات مقترحة:

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

دموع الذكريات!

العربية

المؤلف إبراهيم بوبشيت
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. أهمية الذكريات .
  2. فرح الوالدين بولدهما .
  3. عظم حق الوالدين .
  4. مكانة الوالدين .
  5. خطر عقوق الوالدين .

اقتباس

أيها المسلمون: اليوم نعيش الذكريات، ونتجول في تاريخ الوفاء!. اليوم نضع بصمة لكل قلب يريد الحياة الآخرة!. اليوم دعونا نضع بصمة وفاء وذكريات!. تعالوا نسطر الحياة! تعالوا نقرأ التاريخ في وجوه من يا ترى؟! دعونا اليوم نقرأ تاريخا مليئا بالدموع!. دعونا اليوم نقرأ صفحات التاريخ من بين أيديهم ومن خلفهم!. دعونا نقرأ في ذلكم الوجه الذي أصبحت علامات التعب عليه!. دعونا نقرأ التاريخ في تلك اليدين الكريمتين اللتين طالما عشنا في أكنافهما!. دعونا اليوم نتذكر تلك...

الخطبة الأولى:

الحمد لله منزل الرحمات، وناشر الخيرات، ومعظم البركات.

أشهد أن لا إله إلا الله جعل الرحم شجنة منه، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله.

وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، وقدوتنا من خلقه، صلوات الله وسلامه عليه.

صلى الله عليه ما أضاء برق ولاح، وما اتصل ليل بصباح، وما غرد حمام وناح.

أما بعد:

عباد الله: فأوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله.

اتقوا الله في سر أمركم وعلانيته، اتقوا الله في جميع أحوالكم: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق: 2-3].

أيها المسلمون: اليوم نعيش الذكريات، ونتجول في تاريخ الوفاء!.

اليوم نضع بصمة لكل قلب يريد الحياة الآخرة!.

اليوم دعونا نضع بصمة وفاء وذكريات!.

تعالوا نسطر الحياة! تعالوا نقرأ التاريخ في وجوه من يا ترى؟!

دعونا اليوم نقرأ تاريخا مليئا بالدموع!.

دعونا اليوم نقرأ صفحات التاريخ من بين أيديهم ومن خلفهم!.

دعونا نقرأ في ذلكم الوجه الذي أصبحت علامات التعب عليه!.

دعونا نقرأ التاريخ في تلك اليدين الكريمتين اللتين طالما عشنا في أكنافهما!.

دعونا اليوم نتذكر تلك الأحضان الرائعة! والمواقف البهيجة على النفس!.

دعونا اليوم -أيها المسلمون-: نعيش وإياكم دموعا لكنها من طعم آخر، وذكريات لكنها ذكريات غريبة؛ إنها: "دموع الذكريات!".

يا ترى أي ذكريات نريد اليوم وإياكم أن نتسامر عليها، وأن نعيش حديثها؟!

يوم أن خرجت -يا رعاك الله-: إلى الدنيا! يوم أن خرجت إلى هذه الدنيا! يوم أن بزغت شمسك: استقبلتك دموع الوالدين! استقبلتك بأحضان دافئة.

استقبلاك بقلبيهما، استقبلاك بروحيهما، استقبلاك بدموع على محياهما، وهما ينتظران خبر بزوغك!.

ما أروع شمسك! وما أبهج قمرك! وما أحلى حياتك! يوم أن طلعت على هذه الدنيا في أي كف وضعت؟! وفي أي حضن أسلمت؟! وأي عين يا ترى كانت ناظرة لك؟!

دموع الذكريات: انطلقت مع طفولتك، كم دعوة رفعوها؟! وكم أمنية تمنوها، رجاء سلامتك وقدومك على هذه الدنيا؟!

أيها الكريم: كم ليلة سهراها من أجلك؟! تركوا هجيع المنام! ولذيذ الطعام! كل ذلك الأمر رجاء سلامتك وعافيتك، كل ذلك من أجلك!.

دموع الذكريات: دعونا اليوم -أيها المسلمون-: نكفكف تلك الدموع.

كيف سلمت نفسك، وأن تضع والديك في خضريهما، وقد وضعوك في أحضانهما: هل تعلم من هما؟!

هما جنتك ونارك! هما سعادتك وشقاوتك!.

عن ماذا نتكلم اليوم؟!

نتكلم اليوم عن دموع عظيمة!.

هما سببا وجودك على هذه الدنيا، أليس هما من رعاك صغيرا، وربياك كبيرا؟!

قاما عليك أحسن قيام، جاعا ليشبعانك، وظمئا ليرويانك، ومرضا ليصحانك، استفقرا من أجلك، تشردا من أجلك، تغربا من أجلك، تعبا وكدا ونصبا من أجلك.

كل ذلك لكي تعرف دموع الذكريات، ردد: (رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24].

لقد قرن الله -جل وعلا-: حقوقهما بحقوقه، وعظمته وعبادته بطاعاتهما وبرهما، من هما يا ترى؟

هما الملكان العظيمان والقمران المنيران، والشمسان المضيئان: "الوالدان".

لا تعرف بقيمتها حقيقة المعرفة إلا يوم أن ترى أولادك، ويوم أن ترى تعب تربيتهم، ويوم أن ترى مرضهم!.

الوالدان من هما يا ترى؟

هما اللذين خرجا من أجلك، وتعبا حقيقة التعب، قال الله: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [النساء: 36].

أما قال الرحيم الرحمن: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [البقرة: 83].

أما قال الرحيم الرحمن: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[الأنعام: 151].

تأمل:

أطع الإله كما أمر

وأملأ فؤادك بالحذر

وأطع أباك فإنه

رباك من عهد الصغر

دموع الذكريات: إذا رأيت ظهرهما المنحني، فتذكر أنك كنت أنت السبب، إذا رأيت الألآم في أقدامهما وفي أجسادهما، كل شيء يذكرك بهما، حتى لو راحا من الدنيا، فكل شيء يذكرك بهما.

والداك ثوبهما يذكرك، صورتهما تذكرك، غرفتهما تذكرك، كل شيء حتى جدار غرفتهما يذكرك.

أمك وما أمك، فريح طيبها، وعطر مسكها: سجادتها، سبحتها، كل شيء يذكرك.

لئن أوسدتهما في التراب، ودفنتهما، وأثريت الثرى عليهما، فوالله مكانتهما أعظم، وكمالهما أكبر.

الوالدان -أيها المسلمون-: من يعرف مكانتهما العظيمة؟

دعونا اليوم نزرف دموع الذكريات، قال الله -جل وعلا-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء: 23- 24].

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل من أهل اليمن، فلما جاء الرجل من اليمن، قال له: "هَجَرْتَ الشِّرْكَ، وَلَكِنَّهُ الْجِهَادُ، هَلْ بِالْيَمَنِ أَبَوَاكَ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "أَذِنَا لَكَ؟" قَالَ: لا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ارْجِعْ إِلَى أَبَوَيْكَ فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ فَعَلا فَجَاهِدْ وَإِلا فَبِرَّهُمَا"[رواه أبو داود وأحمد].

أي تعليم؟! أي تربية من رسول الله؟! أن يرجع الإنسان إلى استئذان الوالدين في ماذا؟ في الجهاد في سبيل الله!.

الوالدان -أيها المسلمون-: مكانتهما عظيمة، وإن تجاهلناها! وشأنهما عند الله كبير، وإن لم نعرفه؛ فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي العمل أحب إلي الله -عز وجل-؟ قال: "الصلاة على وقتها" قلت: ثم أي يا رسول الله؟ قال: "بر الوالدين" قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" [رواه البخاري ومسلم].

دموع الذكريات يعلمنا القرآن إياها، يوم أن كنت لا تملك علما فعلماك، هم أول مدرسة تخرجت منهما، هما أول مدرسة تعلمت منهما، هما أول من قام على صيانتك وعنايتك ونظافتك، هما أول من احتضناك إلى قلبيهما، هما اللذين في أكنافهما عشت، وبين ظهرانيهما ترعرعت!.

لعبك يفرحهما، ضحكك يفرحهما، ويوم مرضك شؤم عليهما!.

ماذا قدمت لهما الآن؟ بعد هذه السنين ماذا قدمت لهما الآن؟

قال الله: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[الأحقاف: 15].

فقال الله عن حياة البارين الشاكرين: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)[الأحقاف: 16].

روى الترمذي وصححه الألباني عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد".

هل والداك ماتا وهما راضيان عنك؟!

اسأل نفسك! رضا الرب في رضا الوالد، والدك هل هو راض عنك؟ هل هو يدعو لك أم يدعو عليك؟ هل هو شاكر لأفعالك أم متسخط على أفعالك؟

رضا الرب من رضا الوالد، إن لم يكن والداك راضين عنك فالله ساخط عليك، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة".

يا الله ماذا يقول من رفع صوته على أمه؟! ماذا يقول من سبها وشتمتها ولعنها؟!

ماذا يا ترى يقول من أمرته بالجلوس فخان؟

وماذا يقول من تكاسل عن طلبها وهجر أوامرها؟!.

يا الله! بر الوالدين شأنه عظيم، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ لَهُ وَالِدَانِ مُسْلِمَانِ يُصْبِحُ إِلَيْهِمَا مُحْتَسِبًا، إِلاَّ فَتْحَ لَهُ اللَّهُ بَابَيْنِ، يَعْنِي: مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ، وَإِنْ أَغْضَبَ أَحَدَهُمَا لَمْ يَرْضَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ،" قِيلَ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ: "وَإِنْ ظَلَمَاهُ".

قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: "شهد ابن عمر رَجُلًا يَمَانِيًّا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ قَدْ حَمَلَ أُمَّهُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُذَلَّلُ إِنْ أُذْعِرَتْ رِكَابُهَا لَمْ أُذْعَرِ ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَا بِزَفْرَةٍ وَاحِدَةٍ".

(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)[مريم: 32].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله، فاغفر اللهم لنا ولوالدينا...

الخطبة الثانية:

الحمد لله ذي الإحسان والكرم والامتنان، نحمده سبحانه وتعالى فهو أهل الحمد وأوفاه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومجتباه.

أما بعد:

أيها المسلمون: دموع الذكريات! ماذا يا ترى سوف نقول لمن نسي الوفاء للوالدين؟! قدم صديقه وعق والديه! قرب الأبعدين! وهجر الأقربين!.

ماذا نقول يا ترى لمن تركهما بحسرتيهما؟! ماذا نقول لمن سالت دموعهما بسببه؟!

ماذا نقول يا ترى اليوم؟!

لئن كانا قد أوسدا التراب! فيا من بقي والداك اليوم أحدهما أو كلاهما: عليك اليوم أن تراجع دموع الذكريات!.

عليك اليوم: أن تتفكر بأنك في نعمة عظيمة، وخير كبير، يوم أن ترى الشمس والقمر كيف يحدث لهما ما يحدث؟ فكيف شمسك في الدنيا وقمرك إنهما والداك، يوم أن تقوم ببرهما، والإحسان إليها، يوم أن تقوم على شأنيهما!.

تَحَمَّلْ عن أبيكَ الثقلَ يوماً

فإن الشيخَ قد ضَعُفَتْ قواهُ

أتى بكَ عن قضاءٍ لم تُرِدُه

وآثَرَ أن تفوزَ بما حَوَاهُ

إنهما يؤثران كل ما في يديهما، إنهما يعطيانك كل شيء يملكانه، إنهما أنفقا صحتهما ووقتهما وجهدهما كله من أجلك، حتى ترعرعت على هذه الدنيا! أتراك تكون جحودا؟ ولبر والديك متكبرا؟.

يا الله يوم أن يتفكر العاق لوالديه! أي دموع سوف يذرفها؟! يوم أن يموت الوالد والوالدة! وينطفئ نور ذلكم البيت الذي رباك صغيرا، ينطفئ سراج الاجتماع! وتحل الفرقة بعد الألفة! يوم أن يموت كليهما سوف تذكرون ما أقول لكم!.

إن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: "العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى" [رواه النسائي وهو حسن].

ماذا يقول من هجرهما وما وصلهما؟! ماذا يقول من ترك زيارتهما وعدم الاتصال بهما! يمر على بعضهما العيد تلو العيد! وما ذهب لأمه؟! تمر المناسبات والأوقات! أهذا حالنا في هذا الزمن؟! لقد صبرا علينا في أيام فقرهما! وقلة ذات يديهما!.

لأمك حقٌ لو علمت كبيرُ

كثيرك يا هذا لديه يسيرُ

فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي

له من جواها أنةٌ وزفيرُ

وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ

فمن غصصٍ منها الفؤاد يطيرُ

وكم غسّلت عنك الأذى بيمينها

وما حجرها إلا لديك سريرُ

وتفتديك مما تشتكيه بنفسها

ومن ثديها شربٌ لديك نميرُ

وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها

حنواً وإشفاقاً وأنت صغيرُ

فضيعتها لما أسنت جهالةً

وطال عليك الأمر وهو قصيرُ

فآه لذي عقلٍ ويتبع الهوى

وآه لأعمى القلب وهو بصيرُ

فدونك فأرغب في عميم دعاءها

فأنت لما تدعو إليه فقيرُ

اشتكى رجل، فقال: يا رسول الله: إن أبي أخذ مالي؟!" فقال صلى الله عليه وسلم: "أنت ومالك لأبيك!".

ألا فاتقوا الله -عباد الله-: اتقوا الله في آبائكم! بروهما أحياءً وبروهما أمواتا.

الله الله فيهما! يا من ترى والديك الآن بين يديك: احمد الله، احمد الله ليل نهار، واشكر الله.

اللهم أعز الإسلام، وانصر المسلمين...