البحث

عبارات مقترحة:

المولى

كلمة (المولى) في اللغة اسم مكان على وزن (مَفْعَل) أي محل الولاية...

الوكيل

كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

مقاصد الزواج في الإسلام

العربية

المؤلف عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. اهتمام الإسلام بالزواج وتعظيمه له .
  2. شروط الزواج وضوابطه .
  3. بعض مقاصد الزواج في الإسلام .
  4. التحذير من الزواج العرفي وبعض مفاسده ومخاطره .
  5. حث الأزواج على رعاية الأولاد .

اقتباس

عباد الله: الزواج نعمة من نعم الله للعبد، تلك النعمة التي عظم الله شأنها، وامتنَّ بها على عباده، وجعلها آية من آياته: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21]. ولما كان للزواج شأن عظيم في المجتمع البشري؛ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- به، وحث عليه، ورغب فيه، فجاءت النصوص القرآنية بالحث عليه، والترغيب فيه، و...

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له.

وأشهد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه صلَّى الله عليه، وعلى آلهِ وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليماً كثيراً إلى يومِ الدين.

أمَّا بعد:

فيا أيُّها النَّاسَ: اتَّقوا اللهَ -تعالى- حَقَّ التقوى.

عباد الله: الزواج نعمة من نعم الله للعبد، تلك النعمة التي عظم الله شأنها، وامتنَّ بها على عباده، وجعلها آية من آياته: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21].

ولما كان للزواج شأن عظيم في المجتمع البشري؛ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- به، وحث عليه، ورغب فيه، فجاءت النصوص القرآنية بالحث عليه، والترغيب فيه، وكذلك النصوص النبوية، يقول الله -جل وعلا-: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً)[النساء:3].

وقال جل وعلا: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[النــور:32].

ويقول صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ".

أمر وتوجيه صريح للمبادرة بالزواج، وهو من سنن المرسلين: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)[الرعد:38].

أيها المسلم: ولقد اهتم الإسلام بشأن الزواج، فجعله عقدا دائما، وميثاقاً غليظا، يجب الوفاء به، قال جل وعلا: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)[النساء:21].

وجعل لهذا النكاح شروطا وضوابط لا بد من توفرها، ليكون إسلامياً حقيقيا؛ ومن ذلك:

اشتراط رضا الزوجين، بأن يرضى الزوج بتلك المرأة، وأن ترضى المرأة بتلك الزوج، فلا يحل إجبار امرأة على من لا تريده من الرجال، ولا يحل إجبار رجل على من لا يريده من النساء، يقول صلى الله عليه وسلم: "لاَ تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ" أي المتزوجة "وَلاَ تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ" قالوا وما أذنها؟ قال: "سكوتها".

وشرط الولية في النكاح، بأن يكون العقد على ولي المرأة، ليحفظ لها حقوقها، ويحتاط لها بكل الأمور، ويكون الزوج مسئولا أمام هذا الولي، يقول صلى الله عليه وسلم: "لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِي".

ويقول: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ ولي، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ بَاطِلٌ".

وشرط الشهود في ذلك، فقال: "لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِي وَشَاهِدَي عَدْلٍ".

وأمر أن يكون هذا النكاح معلناً لا سريا، رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن بن عوف وعليه أثر خلوق، فقال له: "ما هذا؟" قال: تزوجت البارحة، قال: "أولم ولو بشاة".

وقال صلى الله عليه وسلم: "أعلنوا هذا النكاح، واضربوا عليه بالدف".

وأمر بإعطاء المرأة حقها: (وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً)[النساء:4].

كل هذا تعظيم للعقد، وإجلال له.

ولم يجعل الإسلام النكاح لأجل قضاء شهوة عاجلة، أو اتصال عارض، ولكنه جعله لخصوصيات عظيمة لا يتم إلا من خلاله، من الرعاية والقوامة، والنفقة، والتربية، والتوجيه.

أيها المسلمون: ومن مقاصد الزواج في الإسلام: حصول السكن النفسي لكل من الزوج والزوجة: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)[الأعراف:189].

فعند الرجل أمور لا تكمل إلا بالمرأة، بميوله إليها، والمرأة في نفسها حاجة لا يتم إلا بميولها إلى الرجل، ورغبتها في ذلك، فسبحان الحكيم العليم، فيما قضى وقدر.

ومن مقاصد الزواج أيضا: تربية الأولاد، والقيام عليهم حق القيام، فإن تربيتهم وتوجيههم نعمة من نعم الله على العبد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)[التحريم:6].

فتربية الأولاد نعمة ينعم به العبد في حياته، وبعد موته: "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، أوَ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، أوَ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ".

ومن مقاصده: الإنفاق على الزوجة والأولاد، يقول الله -جل وعلا-: (وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)[البقرة:233].

ويقول: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)[الطلاق:6].

وقال: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ)[الطلاق:7].

وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: "إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إِلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ".

ومن مقاصد هذا الزواج أيضا: الاستمتاع التام بين الرجل والمرأة بالطريق المشروع الذي أذن الله فيه، ليعمر البيت، وتنشأ الأسرة نشأة كريمة سعيدة على خلق فاضل، وعمل صالح، يقول الله -جل وعلا-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ)[آل عمران:14].

ويقول صلى الله عليه وسلم: "حُبِّبَ إِلَىَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ".

هذا النكاح في الإسلام نكاح صريح واضح، نكاح جلي، نكاح معلن، نكاح ظاهر؛ لأنه من شعائر الدين، فإعلانه وإظهاره أمر مطلوب شرعا، وكتمانه والتواصي بإسراره، وجعله بطريقة ملتوية، هذه أمور تخالف شرع الله.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنَّه هو الغفورٌ الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.

أما بعدُ:

فيا أيُّها الناس: اتَّقوا اللهَ -تعالى- حقَّ التقوى.

عباد الله: سمعنا فيما مضى شروط النكاح وآدابه في الإسلام، وأن الإسلام دعا إلى نكاح شرعي واضح، معلن، قائم على أسس صالحة سليمة، ليكون مضادا للسفاح والفواحش.

ولكن -للأسف الشديد- أن بعض أبناء المسلمين تحايلوا على هذا العقد الشرعي، وأساؤوا استعماله، وصوروه في غير ما شرع له؛ فمن أبناء المسلمين من إذا سافروا خارج بلاد المسلمين تزوجوا الزواج العرفي الذي لا علاقة للمرأة ولا لوليها بهذا الزوج، وإنما هذا الزواج من طريق مكاسب خاصة، وسماسرة لترويج الرذيلة، يزوجون الرجل المرأة، وربما يكون معها زوج آخر قبله أو أكثر من ذلك يزوجونها مدة معينة يكون الطلاق فيها مؤكدا، وأنه ما أخذها إلا شهرا أو شهرين، أو أياما معدودة.

وهذا -يا إخواني- نكاح سيء، عمل سيء، لا يصلح ولا يليق.

انظر نفسك -يا أخي- لو تقدم لبنتك رجل تعلم يقينا أنه سيبقى معها أسبوعا أو أسبوعين، ثم يفارقها، هل يمكن أن يكون زوج لها؟

لا يمكن تزوجه وأنت تعلم أن بقاءها معه مؤقتا، أخذها ليستمتع بها فقط ثم يردها، لا يمكن قبوله، ولن ترضى لنفسك ولا لبنتك، ولا لأخواتك بهذا الخلق السيء.

يا شباب الإسلام: أترضون لأنفسكم هذا لخلق السيء؟ ما دام أنكم لا ترضونه لأنفسكم فكيف ترضونه لبنات المسلمين؟!.

يا أمة الإسلام: اتقوا الله في أنفسكم، احفظوا فرجوكم كما أمر بذلك ربكم: (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ)[الأحزاب:35].

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)[النــور:30].

هذا الزواج العرفي السيء الذي يقدم عليه بعض أبنائنا إقداما سيئا، لا شك أنهم لا يريدون نكاحا، ولا ينون زواجا، وإنما قضاء وطر، بأي أسلوب كان، ثم يلبسونه بعقد شرعي، عقد ورق فقط، لكن لا حقيقة له.

هؤلاء أحيانا يغلطون، ربما تزوج الواحد منهم امرأة ومعها زوج آخر، وربما تزوج أكثر من أربع في عقد واحد، ثم يغادر تلك المرأة ويدعها لا يطلقها طلاقا شرعيا؛ لأنه لا يرى في نفسه أنها زوجته، وإنما يرى أنه وطر قضاه، لا علاقة له بذلك.

تلد هذه أولاداً وينشؤون؛ من المسؤول عنهم؟ ومن ينفق عليهم؟ ما هي حالهم؟

يتنصرون! وقد يستغلون في الفواحش والمنكرات! وتحول أخلاقهم وسيرتهم إلى أخلاق رذيلة!.

يا أبناء المسلمين: اتقوا الله في أنفسكم، ودعوا هذه القاذورات والسيئات، اكتفوا بما أباح الله لكم، سافروا مع زوجاتكم للسياحة، وإياكم أن تجعلوا السياحة وسيلة إلى هدم الأخلاق والقيم.

تأتي لهذه المرأة التي تعاقب عليها أعداد من الناس، ثم تنقل العدوى والأمراض الفتاكة إلى امرأة محصنة لا تعرف إلا زوجها، تتصل بها، فتنتقل تلك الأمراض والأوبئة إليها، ولأولادها، تشقى بهم، معوقون، في جميع الأحوال، لماذا هذه الإعاقات المتكررة؟ أسبابها؟

من أسبابها: الاتصال الغير مشروع، الزواج الغير مشروع، فاتقوا الله في أنفسكم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كَفَى بِالْمَرْءِ إثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ".

احذوا ممارسة الرذيلة، احذروا دعاة السوء، فلا يُتزوج إلا زواج شرعي.

أما هذا التلاعب بالأعراض، والتلاعب بفتيات الناس، فإنه لا يجوز، فإن الإسلام منع التلاعب بالفروج، وقصر ذلك على أمرين: إما ملك اليمين الذي كان موجودا أيام قوة المسلمين، أو الزواج الشرعي، قال جل وعلا: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)[المعارج: 29-30].

فلنتق الله في أنفسنا، ولنعلم أن أي مصيبة تصيب نساءنا أو بناتنا، فهو من أسباب جرائمنا وأخطائنا؟

عفوا تعف نساؤكم، طهروا فرشكم من الرذائل، اكتفوا بما أحل الله لكم، عما حرم عليكم.

أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يتوب علينا وعليكم، إنه على كل شيء قدير.

أيها المسلم: من كان سبق له أن تزوج امرأة وفارقها، فليبحث، هل له أولاد منه؟

فإن كان له أولاد، فليتق الله، وليضمها إليه، وليقم بواجبهم، فإن بعض أولئك تزوجوا في أوقات متعددة، وأنجبوا منها أولادا وضيعوهم وأهملوهم؛ وهذا كله خطأ.

شخص من الأشخاص عندما توفي وجدوا تحت وسادته ورقة كتب فيها: "إن لي ابنة في مكان كذا، وابنة في مكان كذا، وولدا في مكان كذا!" يحث أولاده على العناية بهم؛ لماذا هذا التأخر؟

لأن الأولاد قد لا يصدقون، فلماذا هذا التأخر، وهذه المعضلات بالأولاد، وعدم الاعتناء بهم؟!

فاتقوا الله في أنفسكم -يا معاشر المسلمين-.

واعلموا -رحمكم الله- أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار.

وصَلُّوا -رحمكم الله- على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].

اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائه الراشدين الأئمة المهدين أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك وإحسانك يا أرحمَ الراحمين.

اللَّهمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمَّر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، وجمع كلمة المسلمين على طاعته، اللهم أجمعهم على طاعتك، اللهم أنقذهم مما هم فيه من هذه الغوايات والضلالات، اللهم طهر مجتمعاتهم، وألف بين قلوبهم، وأزل عنهم النزاع والشقاق، إنك على كل شيء قدير.

اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبد الله بن عبد العزيز لكل خير، اللهم بارك له في عمره وعمله، اللهم وفقه لما تحبه وترضاه، واجعله بركة على نفسه، وعلى مجتمعه، وعلى المجتمع المسلم، إنك على كل شيء قدير.

اللهم شد أرزه بولي عهده سلمان بن عبد العزيز وولي ولي عهده مقرن بن عبد العزيز، ووفقهم جميعا لما تحبه وترضاه، إنك على كل شيء قدير.

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)[الحشر:10].

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الأعراف:23].

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة:201].

عبادَ الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].

فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].