الفتاح
كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...
العربية
المؤلف | توفيق الصائغ |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
اسمع رعاك الله: في رمضان سنة 2009م قدمت لنا الشاشات 52 مسلسلاً مصريًّا و28 مسلسلاً سوريًّا و20 مسلسلاً كوريًّا و12 عملاً خليجيًّا بثت في 520 قناة عربية!! إلى أيّ شيء تدعو هذه المسلسلات؟! إلى أن نقرأ صحيح البخاري، أو نراجع تفسير ابن كثير، أو إلى أن نتحلى بالفضيلة، أو أن ننشر بيننا الصدق والأمانة !! لا... بحسب بعض الدراسات فإن 92% من الدراما والأفلام العربية تركز على العلاقات غير الشرعية وتبررها..
الخطبة الأولى:
قضية مهمة تستحق الطرح، داهية دهياء ومصيبة عظيمة، حق لكم أن ترفعوا رؤوسكم وأن تعلوكم الدهشة ما بال هذا الخطيب شرع في خطبته دون أن يحمدل أو يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ؟! سأنبئكم عن تفصيل ذلك؟
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه ومختاره من خلقه وخليله أشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد لله حق الجهاد حتى أتاه اليقين، صلوا عليه وآله اللهم صل وسلم وزد وأنعم عليه وعلى آله وصحابته وعترته.
أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: أرأيتم إقبالي عليكم قبل أن أشرع بخطبة الحاجة، كيف استرعى انتباهكم واستثار استغرابكم وحق لكم ذلك، إن مثلي آنفًا -أيها الإخوة- كمثل الذي يدخل رمضان دون أن يستعد له، ودون أن يتأهب له، وما أجلّ الله –تعالى- في أحكامه! وما أكمل شريعته في انتظامها! حيث قدم لنا رمضان بشهر حرام، ألا وهو شهر رجب ننتهي فيه عن الآثام، ثم جعل برزخًا بين الشهر الحرام وشهر الصيام شهر شعبان نشرع فيه بما شرع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصيام والذكر نقطع فيه أسباب الغفلة.
وفي ليلة شريفة كليلة النصف من شعبان شرع الله -عز وجل- لنا البراءة من الشنآن وذهاب الضغناء والحقد والبغضاء التي تكون بين المسلمين؛ كي ما يقبل على رمضان، وقد تأهبت نفوسهم.
أولئك الذين يدخل عليهم الشهر بالأماني العظام إذا جاء رمضان سأفعل وأفعل! إذا جاء رمضان سأتلو وأذكر، إذا جاء رمضان سأصلي كذا وكذا من الركعات، وأتلو كذا وكذا من الختمات (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) [النساء: 123].
هذه الأماني لا تروج سوقها في سوق العمل إلا لأولئك المشمّرين المستعدين لمثل هذه المناسبة، والاستعداد -كما ذكرنا في جمع سالفات- يكون بمثل تلك الحلى التي يتحلى بها العبد من قبيل الذكر والتدرب على الصيام، وأخذ النفس على القيام ومراجعة القرآن وبسط موائده إلا أنني أطرق أمراً مهمّاً في هذه الجمعة ليس من سبيل التحلية، بل من سبل التخلية، ولا تكون التحلية إلا بعد التخلية.
أيها الإخوة المؤمنون: بمثل هذه الشعارات العريضة يقطع علينا البعض روحانية شهرنا وقدسية زماننا، بمثل شعار العرض الأول يعرضون العرض الأول، وبمثل حصريًّا على شاشتنا يقدمون لنا رمضانا منزوعًا عن التقوى والروحانية.
يقولون: رمضان يجمعنا، وفي حقيقة الأمر إنما يفرقنا بما يعرضون علينا، هؤلاء أصحاب الشعارات نحاكمهم إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".
هذا الشهر له خصوصية يقول فيها الله تعالى في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به؛ إنه يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي".
ليس كسائر الشهور إذا تحدثنا في ميدان الروحانية والإقبال والعمل؛ لأنه شهر تُصفَّد فيه مردة الشياطين إلا أن مردة شياطين الإنس تبقى متفلتة لتعرض لنا أعمالاً تدأب عليها السنة كلها.
اسمع رعاك الله: في رمضان سنة 2009م قدمت لنا الشاشات 52 مسلسلاً مصريًّا و28 مسلسلاً سوريًّا و20 مسلسلاً كوريًّا و12 عملاً خليجيًّا بثت في 520 قناة عربية!!
إلى أيّ شيء تدعو هذه المسلسلات؟! إلى أن نقرأ صحيح البخاري، أو نراجع تفسير ابن كثير، أو إلى أن نتحلى بالفضيلة، أو أن ننشر بيننا الصدق والأمانة !! لا
بحسب بعض الدراسات فإن 92% من الدراما والأفلام العربية تركز على العلاقات غير الشرعية وتبررها، والعجب كل العجب أنه نزول بنزول وتجلٍّ بتجلٍّ، في الثلث الأخير من الليل حين ينزل الله –تعالى- إلى سمائه الدنيا فينادي عباده: أين المستغفرون؟ أين الداعون؟ أين السائلون؟ "ينزل ربكم إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: هل من داعٍ فأجيبه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟" في هذا الوقت بالتحديد وقت الذروة في المشاهدة يكون النزول بالنزول تعرض الأفلام الطويلة والمسلسلات الهابطة والبرامج الجاذبة.
أيها الإخوة: أليست حال شاشاتهم الفضية هذه بهذا العكوف كحال الأصنام التي كان القوم عليها عاكفون؟! أليست هي الكعبة التي حولها يطوفون؟! هذه الكعبة كنا طائفيها والمصلين صباحًا ومساء كم سجدنا؟ كم عبدنا الحب فيها؟! كيف بالله رجعنا غرباء؟!
في برنامج تليفزيوني يستضيف مشاهير الفن القامات والقدوات التي تقدم للناشئة تُستضاف أحدهن فتُسأل عن عدد المرات التي تزوجت فيها تقول تزوجت 4 مرات رسمية، أما العرفي فلا أحصي لها عددًا!! فيقول لها السائل: لعل العيب في الرجال؟ تقول: لا العيب في نظام الزواج البائد!!
أليست هذه العبارات إشاعة للفاحشة في الذين آمنوا والله -تعالى- يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور:19].
الإعلام يقدم لنا في رمضان؛ يتمثل لنا في رمضان في هيئة الشيطان الذي أفلت من أغلاله، أفلت من سلاسله يغوي العباد ذهابا وجيئة.
في دراسة أجراها اليونسكو وليست منظمة شرعية وليست جمعية خيرية، لا، في دراسة أجراها اليونسكو تقول: إن إدخال وسائل إعلام جديدة، وخاصة التلفاز في المجتمعات التقليدية أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين وممارسات حضارية حرسها الزمن، وأزيد أنا أدى إلى زعزعة القيم الإيمانية والأخلاق الدينية بل نسف الحياء برمته.
ليست القضية في ظهور المرأة متبرجة أو سافرة، ليست القضية في تصوير كؤوس الخمر تُدَار على الجالسين، ليست القضية في الكاميرا المجنونة التي تلاحق جسد المرأة فيما يدعى بالفيديو كليب!! لا القضية في المنكر وفي اعتياده حتى يصبح روتينًا وحتى يصبح عادة يومية يمر عليها المار فلا يتمعر وجهه لله.
يقول ابن النحاس -رحمه الله-: "قد تقوم كثرة المنكرات مقام ارتكابها في سلب القلب نور التمييز والإنكار؛ لأن المنكرات إذا كثر على القلب ورودها، وتقرر في العين شهودها ذهبت عظمتها من القلوب شيئًا فشيئًا إلى أن يراها الإنسان، فلا يخطر بباله أنها منكرات ولا يميز بفكره أنها معاصٍ لما أحدث تكرارها من تأليف القلب لها".
رحم الله إمام أهل السنة أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى-، اسمع رعاك الله إلى حساسيته الدينية، أحمد بن حنبل كما ينقل أحمد بن قاسم القوسي يقول: "كان أبو عبد الله إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه، فقيل له في ذلك؟ قال: لا أقدر أن أنظر إلى مَن افترى على الله وكذب عليه".
ليست معاداةً للسامية، هذا الأثر لا يمكن أن يُمَرَّر بأنه بغضٌ للكفار أو تقتيل لهم أو إرهاب كما يحب البعض أن يفسر نصوص السلف، لا، إنه بُغض للحالة التي يقوم عليها حال الكافر، وحساسية إيمانية تدل على بُغض المنكر والقائم عليه.
سفيان يقول: "إنني لم أر امرأة لا تحل لي لا في يقظة ولا في منام".
الإعلام في رمضان يكرّس طاقاته، ويبذل ما يستطيعه من الكد والجهد والنفيس؛ ليقدم لنا باقة من البرامج الاستعراضية، وأخرى من الفوازير الرمضانية، وثالثة من الدراما التي تُعرَض حصريًّا على الشاشة الفلانية العرض الأول !!
هؤلاء يقدمون قضية تحدث عنها المصطفى -عليه الصلاة والسلام- اختصارها: "صنفان من أهل النار لم أرهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة"، قال -عليه الصلاة والسلام-: "لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"، وفي خبر آخر يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "العنوهن فإنهن ملعونات".
الإعلام ببساطة يقدم لنا حياة الرومانسية؛ في منتهى الغاية من الرومانسية، زوج رقيق لا يمكن أن تجد له مثالاً في الواقع وامرأة غاية في الأنوثة، لا يمكن أن تجد لها مثالاً في الواقع، يريدون أي شيء؟! يريدون أن يخبّبوا المرأة على زوجها والرجل على زوجته، ولهؤلاء نحاكمهم بحديث بريدة -رضي الله عنه- الذي يقول فيه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم: "من خبَّب على امرئ زوجته أو مملوكته فليس منا"، وخبب بمعنى أفسد يفسّره الحديث الآخر "من أفسد على امرأة زوجها فليس منا".
حدثوني إذاً بالله عليكم هل تجدون شبيهًا للحاج متولي اليوم؟! والصور تتكرر والأمثلة لا تتناهى!
لقد حوّلوا رمضان ليصبح موسمًا للاستهلاك موسمًا لإنفاق المال، موسمًا للتبضع والتسوق، يبرز لنا ذلك بلغة الأرقام حجم الإعلانات الرمضانية، في سنة 1424هـ أنفق على الإعلان التليفزيون في رمضان 336 مليون دولار، في عام 1425هـ السنة التي تليها كان حجم الإنفاق الإعلاني في رمضان 415 مليون دولار، بسبب زيادة حجم التسوق في رمضان.
إذاً استحال رمضان موسمًا للتسوق والتبضع وقضاء الأوقات في الأسواق ذهابًا وجيئة وروحة وتعلقًا.
إنه كما يقول فهمي هويدي ببساطة: "تحول لرمضان إلى كريسماس الغرب" الكريسماس الذي هو ذكرى المسيح تحول عند الغرب ميدان للتسوق والتبضع وشراء الهدايا كذلك يريدون أن يحوّلوا رمضان أولئك نحاكمهم بالحديث: "إن أول ما هلك بني إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلّفه من الثياب ما تكلّف امرأة الغني" الحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
إلى أيّ شيء ترنو الدراما الرمضانية؟! إلى أن تحيي فينا سيرة بشر الحافي وسفيان الثوري والحسن البصري!! هيهات شتان ما بين اليزيدين في الندى.
إنها تكرس معاني الجريمة، يقول الدكتور استيفن الطبيب بجامعة كولومبيا: "إذا كان السجن هو جامعة الجريمة؛ فإن التلفاز هو المدرسة الإعدادية لانحراف الأحداث".
إذا كان أهل الفسق قديمًا يكتفون في رمضان بفسقهم يختفون عن الأعين يستحون، كان عندهم من جلباب الحياء ما يمنعهم أن يخرجوا أمام العامة، أو يجاهروا أمام الكافة وقائلهم يقول:
وبقينا في سجون الصوم | للهم أسارى |
نشرب الليل إلى الصبح | صغارا وكبارا |
اسقني حتى تراني أحسب | الديك حمارا |
إذا كان أولئك الفسقة الأشراف في القديم فإن فسَقة اليوم لا يجاهرون أمام جمع قليل، وإنما الآلاف المؤلفة الذين بقوا عكوفًا على شاشات التلفاز.
غير أنني في هذا المقام أشيد بأهل الغيرة على الأعراض؛ هؤلاء الذين تُرفَع لهم القبعات تقديرًا، ويذكرون في المنابر تقديرًا.
أحدهم وحش ومارد خرج من قمقمه؛ ذلك هو المحامي نبيه الوحش الذي رفع دعوى قضائية لوقع عرض 7 مسلسلات مصرية تُذاع على الفضائيات، وعلى التلفاز الأرضي في رمضان وهي الباطنية "وعلشان مليش غيرك" و"قانون المراغي" و"الأشرار" و"البوابة الثانية" و"هالة والمستخبي" و"تاجر السعادة"، رفع قضية لمنع هذه المسلسلات؛ لأنه كما يقول نبيه الوحش مليئة بالإيحاءات الجنسية والإثارة والرقص والعري، وأزيدك من الشعر بيتًا ممزوجًا ذات تكلفة، هذه المسلسلات تخطت حاجز المليار جنيه (فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً) [الأنفال: 36].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والمواعظ والذكر الحكيم، وأستغفر الله لي ولكم من ذنب فاستغفروه! يا طوبى للمستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إنعامه والشكر له على تفضله وامتنانه، ولا إله إلا الله تعظيمًا لشأنه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته وإخوانه.
أما بعد: نبيه الوحش وغيره من أهل الغيرة يستحقون أن يُذْكَرُوا في المنابر فيُدعَى لهم، لكن مما يُذكر فيُشاد به أيضًا -أيها الإخوة- تجربة التليفزيون السعودي عام 1424هـ؛ حيث قام التليفزيون السعودي بعرض صلاة التراويح والقيام كعادته، ولكن بإضافة جديدة هذه المرة، هذه الإضافة هي ترجمة معاني القرآن باللغة الإنجليزية، واسألوا فضيلة الشيخ صالح آل شيخ، واسألوا مستشاره الشيخ طلال العقيل؛ ليحدثكم عن حجم الرسائل التي وصلت للوزارة بعد هذه الترجمة، يالله يا لجلال الموقف وأنت ترى المئات من الألوف المؤلفة التي تحلقت حول البيت تركع بركوع الإمام، وترفع برفع الإمام، يرفع الإمام عقيرته بآيات الوعد والوعيد فيقرأ خالي الذهن الذي لا يعرف من الإسلام غير هذه السورة ترجمة الآيات فتقر هذه المعاني في نفسه.
إذاً ثمة برامج هادفة يمكن الإشادة بها كما أننا قد ذكرنا أولئك الذين أخرجوا المارد من قمقمه، وفلتوا مردة الشياطين من الإنس ثمة جنود مجهولون يعمرون شاشاتنا الإسلامية بعشرات أو مئات من البرامج الهادفة التي يمكن أن تأخذ بنواصينا للبر والتقوى، أسأل الله أن يعين أولئك، وأن يفتح عليهم وأن ينفع بهم.
المطالبة التي أطالب بها نفسي وإخواني: أن نقاطع التلفاز في رمضان على الأقل ما أمكن، أليس يقطع علينا ساعات القراءة!
إذًا كان أحدنا يريد أن يجاري الشافعي في ختماته للقرآن ستين ختمة، يختم ختمة في سواد الليل، وأخرى في بياض النهار، كيف لنا أن نختمه وهذا التلفاز يقطع علينا الطريق، لا نريد أن نختم ستين ختمة، حسبنا أن نختم عشر ختمات في رمضان، في كل ثلاثة أيام ختمة، أيعجزنا ذلك؟ والله لا يعجزنا لو أننا انصرفنا إلى القرآن وأقبلنا عليه.
اللهم إنا نسألك أن تردنا إليك، اللهم اصرفنا إلى القرآن ولا تصرفنا عنه..