البحث

عبارات مقترحة:

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

خطبة عيد الفطر المبارك .. العيد فرصة للتآخي ونبذ التفرقة

العربية

المؤلف محمد الشاذلي شلبي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - صلاة العيدين
عناصر الخطبة
  1. العيد فرصة للتآخي ونبذ التفرقة .
  2. حث الإسلام على الاجتماع وتحذيره من الفرقة .
  3. مظاهر الفرقة بين المسلمين .
  4. بعض آداب العيد وأحكامه .

اقتباس

إذا كان تفرقهم في الشعاب والأودية في السفر تفرقا شكليا، وليس حقيقيا معنويا، وقد يكون له ما يسوغه من حاجات المسافرين للترويح عن النفس، وقضاء حوائجهم، ومع ذلك نهاهم عنه، فكيف بالتفرق الحقيقي المؤدي إلى الهجران والتباغض والاقتتال؟. إنني أنادي في أولئك الذين يفرقون كلمة المسلمين بشتى وسائل التفريق، ويزرعون الأحقاد والضغائن في أوساطهم بذرائع متعددة، وأساليب مختلفة: أن...

الخطبة الأولى:

"الله أكبر" تسعا

الله أكبر، ما أهلّ هلال العيد، يسبّح بحمده وهو الحميد المجيد.

الله أكبر، ما أشرقت بأنوار الطّاعة القلوب والجباه.

الله أكبر، ما تعطّرت بنشر الذكر والأفواه.

الله أكبر، ما توجّه مؤمن إلى مولاه، بقلب مخلص وضمير أوّاه، وكرّر في سرّه ونجواه.

الله أكبر، الله أكبر "ستّا".

الله أكبر، ما أمسك الصّائمون امتثالا.

الله أكبر، ما توالت عليهم خيراته إرسالا.

الله أكبر، ما تغلّبوا على نوازع النفس، ووساوس الشيطان.

الله أكبر، ما آثروا مرضاة الرحمان.

الله أكبر، ما جرى الذكر عطرا في الروح وعلى اللسان، فسال نبع الحكمة الصافية وتفجّر.

الله أكبر "خمسا" الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

الحمد لله الذي جعل العيد يوم جزاء وثواب، يخلع فيه على العابدين حلل الرضاء، ويلبسهم فيه من إحسانه جميل الثياب، ويكرمهم فيه بأجر الكسب، ويغفر لهم فيه سيّئات الاكتساب.

نحمده -تعالى- على التوفيق لما أمرنا به في نهار رمضان من ترك الطّعام والشراب.

ونشكره -عز وجل- يسّر علينا قيام رمضان بصلاة التراويح وتلاوة الكتاب.

وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة من أخلص لله القول والعمل، ورُزق النشاط على العبادة، فطرد دواعي التخاذل والكسل.

ونشهد أنّ سيّدنا محمّدا عبده ورسوله، النبيّ المصطفى الأمين، الذي مكّن بجهاده هذا الدّين أفضل تمكين، فصلّى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدّين.

اللهم ثبتنا على كلمة التوحيد دوما، واجزنا عمّا قمنا به من صالح الأعمال صلاة وذكرا وصدقة وصوما.

اللهم اجعل الشهادة خاتمة قولنا، في الدنيا الفانية، وعمدتنا للفوز بالحياة الباقية.

أمّا بعد:

ها هو يوم العيد فرصة ثمينة، ومنحة غالية؛ ليعود الفرقاء إلى رشدهم، وتتصالح القلوب، وتتصافي النفوس، وتتسع الصدور، ويتسامح المتصارمون، ويرجع المتهاجرون، وتتناسى الأحقاد، ويتجاوز عن الهنات، وتقال العثرات.

هذا يوم العيد فرصة ليكون يوما لتقوية الروابط الأخوية بين المسلمين نكاية في الأعداء، وإغاظة للشيطان، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في سنن الترمذي: "... عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ، فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ".

وها هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدلنا على فضل الاجتماع بين المسلمين، فقال: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا"[رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن البراء].

وتأمل في هذه الصورة العجيبة من اجتماع الصحابة، قَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَنْزِلاً تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ".

فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلاً إِلاَّ انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، حَتَّى يُقَالَ: لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ"[رواه أبو داود وأحمد].

فإذا كان تفرقهم في الشعاب والأودية في السفر تفرقا شكليا، وليس حقيقيا معنويا، وقد يكون له ما يسوغه من حاجات المسافرين للترويح عن النفس، وقضاء حوائجهم، ومع ذلك نهاهم عنه، فكيف بالتفرق الحقيقي المؤدي إلى الهجران والتباغض والاقتتال؟.

إنني أنادي في أولئك الذين يفرقون كلمة المسلمين بشتى وسائل التفريق، ويزرعون الأحقاد والضغائن في أوساطهم بذرائع متعددة، وأساليب مختلفة: أن يتقوا الله في هذه الأمة التي جعلها الله أمّة واحدة، وجسدا واحدا، كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ" [رواه البخاري ومسلم].

وأعداء تونس، وأعداء وحدتنا الوطنية يَسُرّهم تفرّقنا، بل ويسعون لتحقيق هذه الأمنية، فهم يذكون نار الفتن في مختلف ولايات البلاد، ويشعلون لهيب الإرهاب في ديارنا، ويستعملون بعض الأذناب والعملاء لشقّ الصفّ في ثغورنا الإسلامية، حتى نادى أحدهم بلا حياء، وبكل جرأة ووقاحة، بتقسيم بلادنا، تونس إلى دويلات صغيرة، وذلك بالدّعوة الصريحة إلى العصيان المدني.

وها هي دول الاستكبار العالمي اليوم تنادي بتقسيم جديد لخريطة العرب إلى حدود طائفية، بل وضعوا خارطة لبلاد العرب على أساس طائفي عرقي، نشرت في وسائل الإعلام كما فعلوا سنوات ليست بالبعيدة في أرض العراق والهند والباكستان، فقسموها إلى دويلات، ولهذا فإن أعداء الله يعملون على نشر الديانات الباطلة، والمذاهب الفاسدة، والتيارات الفكرية الساقطة، في ديار المسلمين من نصرانية وعلمانية ولائكيه إباحية، لكي يضغطوا بها على الدول لإقامة دويلات، وأقليات دينية، وفكرية باسم حرية التعبير، وأسسوا لهذا الغرض الهيئات الدولية باسم حقوق الأقليات، وحماية كل فكرة ساقطة، وطريقة هابطة.

أيها الأحبة في الله: يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ كما في المسند عن الزبير -رضي الله عنه-: "دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم".

إنني أدعوكم -أيها الأحبة في الله-: أن تكونوا صفا واحدا، وجسدا واحدا، وبيتا واحدا، وأسرة واحدة، وقلبا واحدا، وتفطنوا لمخططات الأعداء، والبرامج الشيطانية التي تبرمج عقولنا، وأفكارنا وتربيها على الفرقة والبغضاء.

وكم يؤسفنا ويحزننا: أن نرى مظاهر الفرقة، حتى في شهر رمضان، وفي عبادة الصيام، وما زلنا –للأسف- نسمع تعليلات قديمة كانت سائغة في زمانها وفي وقتها، وأن الاختلاف في الصيام كان لأجل تباعد الأقطار، وصعوبة نقل الأخبار، إذ قد يرى الهلال في بلد من بلاد المسلمين، ولا يراه غيرهم لبعدهم وعدم وصول خبر من رآه من غير أهل بلدهم، فيصبح هؤلاء صائمين، وأولئك مفطرين، وقد كان اختلافهم في ذلك الزمان بحسب ظهور الهلال وعدمه، ولم يكن اختلاف تضاد، وآراء ومصادمات، وسياسات متعارضة، وشحناء وبغضاء.

لقد كان اختلافهم عن اجتهاد وبذل الوسع ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

أما اليوم؛ فقد منَّ الله على الأمة الإسلامية بنعمة وسائل الاتصال المتطورة المتنوعة، تكاد تجعل الناس وكأنهم في بيت واحد، وفي مسجد واحد، وفي مصلى واحد، وفي مناظرة واحدة، وفي معركة واحدة، فلا مجال لهذه الفرقة، ولا مجال لهذا التشكيك: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ)[الصف: 4].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم...

الخبطة الثّانية:

الله أكبر ما تقرّب عبدٌ إلى ربّه بالفريضة، وتحبّب إليه بالمندوب.

الله أكبر، ما فرغ الصائم القائم من عبادته، وقد غفرت له الذنوب.

الله أكبر، ما ندم المقصّرون على ما فاتهم من الخير المطلوب، وما فيه مرغوب.

الله أكبر، "خمسا".

الله أكبر، ما أقيمت الصلاة، وأكثر المؤمنون من ذكر الله، وتذكّر أهل القرآن، قول الحق -تبارك وتعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)[العنكبوت: 45].

الله أكبر، "ثلاثا".

الحمد لله الذي سهّل للعباد طريق العبادة ويسّرْ، ووفّاهم أجور أعمالهم من خزائن جوده التي لا تعدّ ولا تحصرْ، وجعل لهم يوم عيد يعود عليهم في كلّ سنة ويتكرّرْ، وضاعف فيه مواهب الإنعام على العامينْ.

الله أكبر، "ثلاثا".

أحمده وأشكره جمّل العيد بالسرور وأوجب فطره وحرّم فيه الصيامْ.

وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وسّع موائد الرضوان على من شرح صدره بالإسلامْ.

وأشهد أنّ سيّدنا محمّدا عبده ورسوله سيّد الأنام، ومصباح الظلامْ، الذي مكّن بجهاده هذا الدين خير تمكينْ، وقصّرت ألسنتنا عن وفاء حقّه من منّة البيان والتعليمْ.

اللهم فصلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعترته وحزبه.

اللهم اجعل ما نطقنا بتكريمه لديك مقبولا، وهب لنا من نبيّك يوم القيامة قربا ووصولا.

الله أكبر، "ثلاثا".

عباد الله: في موقفكم هذا يتجلّى عليكم الرحمان بالفضل والامتنان، والرحمة والرضوانْ، وقد خرجتم من رمضان، وبرزتم إلى هذا المكان مستعدّين لعبادة الله في كل أوان، لا تشغلكم الأفراح، ولا تبطركم النعمة، فتحْملكم على التقصير في الطاعة، أو الوقوع في المخالفة والعصيان.

لبستُمُ الجديد فشكرتم الحميد المجيد، وتلذذتم بالطيّبات من الطعام والشراب والنكاح، فحمدتم الله بالغدوّ والرواح، وطوبى لمن حمد الله وشكر، ودعى إلى الخير فشمّر، وأسرف على نفسه فتاب وندم واستغفر.

وتنبّهوا -يرحمكم الله-: إلى ما انتشر من عادات فاسدة، يمقتها الدين، ويزيّنها الشيطان الرجيم فاحذروها، وذلك ما ألفناه من عادات التقبيل على الخدود، خدود العذارى من المحارم وغيرهنّ، فاعلموا أنّه كلّ التصاق لبشرة الرجل بالمرأة غير الزوجة، هو حرام خصوصا إذا كان أحدهما يجد فيها لذّة ومتعة، فانتبهوا إلى ما في هذه العوائد السيئة من ارتخاء خلقي.

أيها الناس: أخوّة الإسلام: تفرض على كل فرد منا أن يصفح عمّا بدر من أخيه من زلاّت، وأن يغفر له ما فات: (أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) [النــور: 22].

فقد روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "تفتح الجنّة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفر لكلّ عبد لا يشرك بالله شيئا، إلاّ رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا".

فاغتنموا العيد لتظهروا بمظهر الكمّل من الأنام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "خيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام".

فزوروا أصدقاءكم، ولا تقطّعوا أرحامكم، فجعل الله عيدكم سعيدا ورزق الأمة الإسلامية قوّة وتأييدا، ودعّم توفيقه وعونه لثورة تونس المجيدة، ثورة الكرامة، ثورة إعادة البلاد إلى العباد، ثورة الاعتزاز بالانتماء إلى هذه الأرض الطيّبة.

فهذه آداب العيد وأحكامه، كما رويت عن سيد البشر، فتوجهوا إلى ربّكم في هذا اليوم الأغرّ، واستفتحوا الدعاء بعطر الصلاة على أفضل من بدا وحضر، سيّدنا محمّد حبيب القلب ونور البصر.

اللهم صلّ على محمد وعلى آله وأزواجه وذرّيته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آله وأزواجه وذرّيته، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

اللهم يا أكرم مسؤول أكتب لصالح أعمالنا رفعة الرضا والقبول.

اللهم تجاوز عن سيئاتنا، وأهدنا سبل السلام، ونجّنا من الظلمات إلى النور.

اللهم نوّر بالصالحات أعمالنا، وبلّغنا فيما يرضيك آمالنا.

اللهم وال علينا صيب جودك وفضلك، وأكرمنا في الدّارين، واجعل اللهم خير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك.

اللهم اجمعنا بنبيّك الكريم على كوثره، وفي جنّات النعيم.

اللهم أصلح لنا أزواجنا وذرّيتنا وارزقنا وأنت خير الرازقين.

اللهم ثبّتنا على اليقين، واجعل قولك لنا إذا وقفنا بين يديك، اذهبوا فقد غفرت لكم وأنا الغفور الرحيم.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا: (وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)[الحشر: 10] يا أرحم الراحمين، يا ربّ العالمين، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم طهّر الأقصى من أرجاس الكفرة الفجرة.

اللهم وحّد كلمة المسلمين على صراطك صراط الحقّ المبين.

اللهم انصر من نصر الدين، واهزم ربّنا من خذل المسلمين، ووفقنا جميعا لما فيه صلاح الدارين، يا أرحم الراحمين، يا ربّ العالمين.

اللهم أصلح من كان في صلاحه صلاح للإسلام والمسلمين، وأهلك اللهم من كان في هلاكه صلاح للإسلام والمسلمين.

اللهمّ أنصر أمّة محمّد في كل مكان على الكفرة والملاحدة والمغتصبين.

اللهمّ أهلك من عادى الإسلام، ودمّر من حارب القرآن.

اللهم أهلكهم كما هلكت عاد وإرم، وأرسل عليهم سيل العرم.

اللهم نكّص لهم كلّ راية وحلّ بينهم وبين كلّ غاية.

اللهم اجعل تدبيرهم في تدميرهم.

اللهم عليك بهم فإنّهم لا يعجزونك.

اللهمّ إنّي أستودعك تونس وأهلها.

اللهم وحّد صفوفنا، اجمع شملنا، لمّ شعثنا.

اللهمّ قيّض ما يحاك في الظلام ضدّنا، يا أرحم الرّاحمين، يا رب العالمين، يا مالك الملك، يا حيّ يا قيّوم، آمين، آمين.

وصلّ اللهم وسلّم على سيّد الأوّلين والآخرين محمّد ابن عبد الله وعلى آله الأطهار الطيّبين، وصحابته الأبرار الميامين، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستنّ بسنّته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.