البحث

عبارات مقترحة:

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

الأمن في الإسلام

العربية

المؤلف محمد أكجيم
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. نعمة الأمن والأمان والمقصود بمفهوم الأمن .
  2. أهمية الأمن في الإسلام .
  3. تحريم ترويع المسلم بأي وسيلة وبأي صفة كانت .
  4. عظمة الإسلام في حفظ الأمن للناس جميعا وللحيوان .
  5. أسباب تحصيل الأمن ومقومات تحقيقه وحفظه .

اقتباس

في ظلال الأمان؛ تستقر الحياة، ويأمن الناس على دينهم، وأنفسهم، وأعراضهم، وأموالهم. الأمن؛ أساس ازدهار الحضارات، وتقدم الأمم، ورقي المجتمعات. الأمن؛ من أهم الضرورات الإنسانية، وأكبر المقاصد الشرعية. وعنوان الإسلام...

الخطبة الأولى:

الحمد لله...

أما بعد:

فإن من أجل نعم الله على العباد: نعمةَ الأمن والأمان، والطمأنينة والاستقرار؛ ففي الحديث: "من أصبح منكم معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"[ابن ماجة].

الأمن؛ معنى شامل، ينتظم كثيرا من جوانب الحياة الإنسانية: الفكرية، والنفسية، والصحية، والاقتصادية، والاجتماعية.

دعا إبراهيم ربه، فقال: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)[البقرة:126].

فقدم الأمن على الرزق لأولويته، ومسيس الحاجة إليه.

امتن الله على أهل مكة بنعمة الأمن، فقال: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)[العنكبوت:67].

في ظلال الأمان؛ تستقر الحياة، ويأمن الناس على دينهم، وأنفسهم، وأعراضهم، وأموالهم.

الأمن؛ أساس ازدهار الحضارات، وتقدم الأمم، ورقي المجتمعات.

الأمن؛ من أهم الضرورات الإنسانية، وأكبر المقاصد الشرعية.

وعنوان الإسلام: السلام والأمان، يقول تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ)[آل عمران:19].

وشعار المسلمين بينهم: السلام؛ ففي الحديث: "أفشوا السلام بينكم"[مسلم].

"والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دينهم وأموالهم"[البخاري ومسلم].

وحرام في دين الإسلام: أن يروع المسلم غيره بأي وسيلة كانت، جادا أو هازلا؛ ففي الحديث: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما"[أبو داود والترمذي].

والإسلام في عظمته وسموه، يحفظ الأمن لجميع الناس، مسلمين وغير مسلمين، يقول تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الممتحنة:8].

لما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة عام الفتح منح أهلها الأمان، إذ خاطبهم، فقال: "ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن"[مسلم].

بل حفظ الإسلام الأمن حتى للحيوان البهيم؛ ففي الحديث: "دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتى ماتت، فلا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض"[البخاري ومسلم].

ويذكر المؤرخون: أن حمامة باضت في فسطاط عمرو بن العاص، والي مصر آنذاك، فلما عزم على الرحيل، أمر عماله أن يخلعوا الفسطاط، فلفت أنظارهم عش حمامة فيه بيض لم يفرخ بعد، فلم يزعجوا الحمامة، وعرضوا الأمر على عمرو، فقال: "لا تزعجوا طائرا نزل بجوارنا، وحل آمنا في رحالنا، أجلوا العمل حتى تفرخ وتطير".

يقول تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[آل عمران:85].

الخطبة الثانية:

الحمد لله...

عباد الله: وللأمن أسباب تجلبه، ومقومات تحققه وتحفظه على رأسها: الإيمان بالله، وتحقيق العبودية له تعالى، قال سبحانه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)[النــور:55].

ومنها: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ)[الحـج:41].

ومنها: شكر الله على نعمه، يقول سبحانه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)[إبراهيم:7].

وأخبر تعالى بعاقبة كفران نعمه، فقال: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)[النحل:112].

ومنها: وحدة الصف، ولزوم جماعة المسلمين؛ ففي الحديث: "عليكم بالجماعة؛ فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"[النسائي].

وجماع هذه الأسباب في: الإيمان بالله، والعمل الصالح، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[النحل:97].

اللهم آمنا في حياتنا، وعند مماتنا، ويوم الفزع الأكبر، ويوم القيامة، يوم العرض عليك، يوم لقائك، يا رب العالمين.