العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | أركان الإيمان - التوحيد |
إن الدولة المسلمة هي الدولة التي تحقق العبودية لله تعالى، وتطبق شرعه وأحكامه، وتجعل الأمر كله لله وحده في كل مجالات الحياة، وترجع كل الأمور إليه -سبحانه وتعالى-: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)، ولا تقوم هذه الدولة إلا بأن تكون شريعة الله فيها هي الحاكمة...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له: كن فيكون، لك الحمد يا رب، لا إله إلا أنت تفعل ما تشاء وتحكم بما تريد، نشكرك على نعمك، ونسألك اللهم المزيد من فضلك، نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، ولا ند لك، ولا ظهير لك ولا معين، (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف:54]. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: يقول الله -تبارك وتعالى- في كتابه العظيم: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف:54]. إن هذه الآية العظيمة تفيدنا أن لله -سبحانه وتعالى- الخلق وله الأمر، وهذا يعني أن كل الأشياء بيد الله تعالى، فهو الخالق لكل الأشياء، وهو الآمر لكل شيء، فالخلق خلقه، والأمر أمره (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة:29].
وقال: (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [فاطر:4]، ويقول: (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) [آل عمران:154]، وقال: (إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران:47]، وقال: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) [الروم:4]، فسبحان ربنا من له الخلق والأمر.
إذا عرفنا أن لله الخلق والأمر فيجب علينا أن نعلم أن بين الخلق والأمر علاقة مباشرة وترابط وثيق، فمن آمن أن الله هو الخالق والرازق والمالك والمحي والمميت فيجب عليه في المقابل أن يؤمن أن الأمر لله وحده، فهو المعبود وحده، وهو الحَكم وحده، وهو من يستحق الاستسلام المطلق له وحده، (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء:23].
أما من اعتقد أن الخلق لله ولم يعتقد أن الأمور بيد الله فإنه قد أشرك بالله شركاً صريحاً وواضحاً؛ لأنه آمن بتوحيد الربوبية ولم يؤمن بتوحيد الألوهية، كمن يعتقد أن الله هو الخالق والرازق والمحي والمميت ثم يشرك مع الله غيره، أو يظن أن الحكم يكون لله ويكون للشعب أو القاعة، أو يعتقد أن هناك من المخلوقين من يعلم الغيب مع الله، فهذا كله يناقض الإيمان بأن الأمر لله وحده.
ولهذا ذم الله -جل وعلا- المشركين؛ لأنهم كانوا يؤمنون أن الخلق والملك والتدبير لله وحده، ولم يؤمنوا أن العبادة والاستسلام والأمر إنما يكون لله وحده (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [الزخرف:87]، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [العنكبوت:61]؛ أي فكيف يصرفون عن التوحيد والإيمان بالألوهية بعد هذا الإقرار والاعتراف منهم أن الله ربهم وخالقهم؟ وكيف يؤمنون أن الله هو الخالق وحده ولا يؤمنون أنه هو المعبود وحده؟.
فيجب على العبد أن يقوم بعبادة الله -عز وجل- وحده، فالله الذي خلقك ورزقك وأنعم عليك بهذه النعم كلها وحده هو الذي أمرك بما في كتابه وما في سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فعليك أن تقوم بتحقيق هذه الأوامر واجتناب كل النواهي وتستسلم لها كما استسلمت أن الله هو خالقك ورازقك وحده لا شريك له.
أيها المسلمون: إن الله -جل وعلا- هو المشرع وحده، وهو الآمر لخلقه جميعاً، فمن شّرع للخلق، أو أمرهم بأمر يضاهي أمر الله أو يخالف أمره، فقد جعل نفسه رباً مع الله، وصار طاغوتاً من الطواغيت التي تعبد من دون الله، إذ كيف يشرع للناس شرائعاً، أو يسن لهم قوانيناً، أو يصدر لهم أوامراً تخالف أوامر الله، فلا يفعل هذا إلا طاغوتاً جعل لنفسه صفات الرب وخصائصه.
فعجباً لهؤلاء الطواغيت الذين جعلوا أنفسهم أرباباً مع الله، يشرعون ويقننون، ويأمرون وينهون بما يخالف أوامر الله ونواهيه، يأمر الله على السارق بأن تقطع يده وهؤلاء يحكمون على السارق بالسجن، ويحكم الله على الزاني المحصن بالقتل وهؤلاء يقولون مادام أنه زنى بالمرأة برضاها فليس عليهما شيء ... إلى آخر هذه الأحكام الطاغوتية الجاهلية المناقضة لأحكام الله وأمره وشرعه.
يقول الله -جل وعلا-: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) [الشورى:21]، ويقول: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة:31]. يقول عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: "يَا عَدِيُّ اطْرَحْ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ، فَطَرَحْتُهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ) [التوبة: 31] حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ: أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونُهُ، ويُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَتِلْكَ عِبَادَتُهُم" (المعجم الكبير للطبراني:218).
تستغرب اليوم حين ترى طوائف يدّعون الإسلام، ويحسبون أنهم من المسلمين، وهو يعتقدون أن الله ليس له الخلق وليس له الأمر، وهؤلاء هم الشيوعيون والاشتراكيون، هكذا يقولون وهذا ما يدّعون، ويقابلهم العلمانيون الذين يقولون بلسان الحال أو المقال أن الخلق لله والأمر لهم، ويعتقدون أن ما لله لله وما لقيصر لقيصر، فهؤلاء لا فرق بينهم وبين المشركين الذين إذا سألهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- من خلقكم فيقولون الله، لكنهم حينما يأمرهم بعبادة الله وحده يقولون:(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) [ص:5].
إن الأمر الأول والأخير هو لله وحده، ولا يصح أبداً ولا يصلح أن يكون الله هو الخالق والمالك والمدبر وحده ثم يكون الأمر لغيره.
فما دام أنه الخالق وحده فيجب أن يكون هو الآمر وحده، وهذا يلزمنا أن نرمي بكل أمر أو نهي يخالف أو يصادم أمره الله ونهيه، وأن لا نقبله، ولا نرضى به، فضلاً عن أن نعمله أو نطبقه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-،: "لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ -عز وجل-" (أحمد:1095). يقول الله -جل وعلا-: (يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) [آل عمران:154]، وقال: (بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) [الرعد:31]، ويقول: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الجاثية:18].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.
عباد الله: إن الله -تبارك وتعالى- هو الذي خلق الخلق وحده، ولذلك فهو المستحق وحده لأن يعبد، فالذي له الخلق هو الذي له الأمر، ولذلك جمع الله بينهما في قوله: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) [الأعراف:54] فكما أن الله هو الخالق المتصرف في الأكوان، المقدر للأقدار، فهو أيضاً -سبحانه- المستحق للعبادة، المشرع لعباده.
يقول الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ سَمِعْتُ مُتَكَلِّمًا، يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، وَلَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ، وَبِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ أَهْلٌ أَنْ تُحْمَدَ أَبَدًا، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ... قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ: بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ سَمِعْتُ مُتَكَلِّمًا يَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ أَجْمَعَ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ذَاكَ مَلَكٌ أَتَاكَ يُعَلِّمُكَ تَحْمِيدَ رَبِّكَ -عز وجل-" (أحمد:23355) فتأملوا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ، عَلَانِيَتُهُ وَسِرُّهُ".
أيها الناس: إن الدولة المسلمة هي الدولة التي تحقق العبودية لله تعالى، وتطبق شرعه وأحكامه، وتجعل الأمر كله لله وحده في كل مجالات الحياة، وترجع كل الأمور إليه -سبحانه وتعالى-: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ).
ولا تقوم هذه الدولة إلا بأن تكون شريعة الله فيها هي الحاكمة، وأن يكون مرد الأمر في دستورها إلى الله تعالى وعلى وفق ما قرره الله في شريعته الغراء، لأن التشريع والحاكمية من أخص خصائص الألوهية، فيجب أن يفرد بها الله تعالى، وعلى هذا فإن هناك خلل عظيم في هذه المفاهيم، فكم من الناس من يتحاكم إلى قوانين أو محاكم أو قضاة أو شيوخ قبائل لا يحكمون بحكم الله وأمره؟!، وينسون أن هذا فيه مناقضة صريحة للإيمان والتوحيد، فإن الله يقول: (إنِ الحُكْمُ إلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاهُ) [يوسف: 40]، ويقول: (وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) [الكهف: 26]، وقال: (أَلاَ لَهُ الحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الحَاسِبِينَ) [الأنعام: 62].
وكم من الناس من لا يفرق بين الدولة الإسلامية التي تحكم شرع الله، وبين البلاد الإسلامية التي لا تحكم الشريعة وإن كان أغلب سكانها من المسلمين، كما هو حال أكثر الدول الإسلامية في العالم اليوم، فلنفرق بين الأمرين، ولنعلم أن الدولة الإسلامية هي التي تطبق الشريعة، والبلاد الإسلامية هي التي أغلب سكانها مسلمون ولكن لا يطبق فيها شرع الله.
عباد الله: إن في قول الله تعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)، أمل كبيرنا لنا نحن المسلمين، فما دامت الأمور كلها بيد الله، فإن ما يجري اليوم من كيد وافتراء وهجوم شرس من الكفار على دين الإسلام فإنما هو بعلم الله تعالى وإرادته، وله -سبحانه- الحِكَم البالغة في ذلك، فينبغي علينا أن نحسن الظن بالله، وأن نوقن أن عاقبة هذه الأحداث التي يقدرها الله -عز وجل- على المسلمين فيها من الخير والمصلحة واللطف بالموحدين ما الله به عليم: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) [الفتح:28]، ويقول -سبحانه وتعالى-: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور:55].
يقول خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ -رضي الله عنه-: "شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ" (البخاري:3612).
صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه، فقال -عز من قائل كريم-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.