الوكيل
كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
أليس حرياً بنا أن ننظر في الآيات والعبر التي نراها في واقعنا، ونشاهدها كل يوم في حياتنا؟ ألسنا نرى الأخبار، ونسمع الأحوال، ونشاهد الأحداث التي تقع في الدنيا بالصوت والصورة؟ فلماذا لا نتعظ بها؟ ولا نعتبر بالأحداث الكونية العظام التي تحدث دائماً في هذا الكون الفسيح. كل يوم نسمع عن إعصار، أو زلزال، أو دمار، أو فيضان...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، ييسر عسيراً، ويجبر كسيراً، وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً، سبحانه وبحمده جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً أدخرها ليوم كان شره مستطيراً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله؛ بعثه بالحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً، فصلوات الله وبركاته عليه، وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
عباد الله: لقد دعانا ربنا -تبارك وتعالى- في كثير من الآيات في كتابه الكريم إلى الاعتبار والنظر، والتأمل والتفكر، والاتعاظ والتدبر، والنظر في حقائق الأشياء، والتعرف على مدلولاتها، حتى نتعرف على الخالق -جل وعلا- من خلال تلك الآيات والعظات.
لو تأملنا في الآيات القرآنية الواردة في كتاب الله عن الاعتبار؛ لوجدنا أن القرآن الكريم قد تكلم عن الاعتبار بمعان متعددة ودلالات متنوعة، فمرة يدعونا إلى الاعتبار بما نراه ونشاهده من حولنا، كما قال تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) [النور: 44]، ويقول: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) [المؤمنون: 21].
كما دعانا في آيات أخرى إلى الاعتبار بالمرويات التي تروى والقصص التي تحكى، فقال: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف: 111]، ويقول -جل وعلا- بعدما ذكر قصة فرعون في سورة النازعات ختم القصة بقوله: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى) [النازعات: 26]، وخاطب المسلمين بعد غزوة بني النضير بقوله: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) [الحشر: 2] حتى يعتبروا بما حصل لليهود في تلك الغزوة عندما أصروا على الكفر والعناد ونقض العهود.
أيها المسلمون: إن القرآن العظيم مليء بالآيات التي تدعو إلى الاعتبار بما حصل للأمم السالفة، والاتعاظ بما وقع لهم عندما طغوا وكفروا وبالغوا في العصيان، فدمرهم الله شر تدمير، وجعلهم أثراً بعد عين, فيدعونا ربنا الرحمن الرحيم -جل وعلا- إلى أن نتعظ بهم، ونجعلهم عبرة لنا، فإن السعيد من اعتبر بغيره، كما قال -سبحانه وتعالى-: (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى) [طه: 128]،ويقول: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46]، وقال: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [الروم: 9].
لقد غفلنا اليوم في عالم الماديات وعصر التكنولوجيا والمحسوسات عن الاعتبار بمن مضى، بل والاعتبار بما نرى ونشاهد، فكم نرى من آيات، وكم نشاهد من عبر ودلالات، ولكننا لا نعتبر ولا نستفيد، وكأن الله -سبحانه وتعالى- لم يدعُنا إلى الاتعاظ والاعتبار في كتابه العظيم.
اعتبر يا أيّها المغ | رور بالعمر المديد |
أنا شدّاد بن عاد | صاحب الحصن المشيد |
وأخو القوّة والبأ | ساء والملك الحشيد |
دان أهل الأرض طرّا | لي من خوف الوعيد |
وملكت الشّرق والغر | ب بسلطان شديد |
فأتى هود وكنّا | في ضلال قبل هود |
فدعانا لو قبلنا | هُ إلى الأمر الرّشيد |
فعصيناه ونادى | ما لكم هل من محيد |
فأتتنا صيحة تهـ | وي من الأفق البعيد |
لقد نسينا اليوم قصص الغابرين التي قصها الله علينا في كتابه العظيم، وغفلنا عن صور العذاب وألوان العقاب الذي أنزله على أولئك الأقوام حينما طغوا في البلاد, وأكثروا فيها الفساد.
نحن اليوم وفي هذا العصر في أمس الحاجة إلى التذكير بهذا الموضوع المهم موضوع الاعتبار والادكار، فإن الله -جل وعلا- ما كرر الآيات التي تدعو إلى الاعتبار والتذكر إلا من أجل أن يذكرنا بهذا الموضوع الهام، حتى لا ننساه أو نغفل عنه.
إننا نعيش اليوم في زمن طغت فيه الماديات، وانتشر فيه الشر بكل أشكاله وأنواعه، وتلونت فيه المعاصي وتعددت، وراجت واستفحلت، وألفها الناس حتى صارت جزءً لا يتجزأ من حياتهم وواقعهم.
فإذا كان الله -جل جلاله- أهلك قوم عاد عندما استكبروا وبغوا، وعذب قوم لوط حينما انتشرت بينهم الفاحشة، ودمر قوم شعيب لما طففوا الكيل والميزان، وأهلك قوم ثمود لما عقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم، فماذا نقول عن زماننا الذي انتشرت فيه كل هذه الموبقات، وراجت فيه كل هذه الفواحش والسيئات؟ ألسنا اليوم أحوج ما نكون إلى الاعتبار والاتعاظ.
وإذا كانت نفوسنا قد استحكمت فيها الغفلة، وابتعدنا عن قراءة القرآن وسماع المواعظ التي تذكرنا بقصص الأمم التي سبقتنا ولم نعتبر بها، ولم نتأملها، أليس حرياً بنا أن ننظر في الآيات والعبر التي نراها في واقعنا، ونشاهدها كل يوم في حياتنا.
ألسنا نرى الأخبار، ونسمع الأحوال، ونشاهد الأحداث التي تقع في الدنيا بالصوت والصورة؟ فلماذا لا نتعظ بها؟ ولا نعتبر بالأحداث الكونية العظام التي تحدث دائماً في هذا الكون الفسيح.
كل يوم نسمع عن إعصار، أو زلزال، أو دمار، أو فيضان، أو سيول عارمة، أو صواعق حارقة، أو أمطار رعدية، أو رياح عاتية، أو أمراض غريبة، أو أوبئة مهلكة، ولكن أين من يعتبر بها؟ وأين من ينظر إليها بعين الاعتبار؟.
تظهر أحداث عظام، وتتجلى آيات كبار، ويتحدث علماء الفلك عن تتابع الحوادث والكوارث التي تحدث في هذا الزمان هنا وهناك.
نذر وآيات، عقوبات وتخويفات، آيات مسخرات، لا تطيقها الطاقات، ولا تقدر عليها القدرات، ولا تنفع معها التنبؤات والترصدات، ولا تصل إليها المضادات، ولا تتمكن منها الامكانيات، ولكن من يعتبر؟ وأين من يتعظ؟.
هل نسينا طوفان تسونامي العظيم، تلك الآية الباهرة، والحدث الرهيب، الذي اجتاح قرى بأكملها، ومحى مدناً من الخارطة، وأحدث من الدمار الرهيب ما يعجز اللسان عن ذكره ووصفه.
تأملوا واعتبروا بما تسمعون وتشاهدون من فيضانات وأعاصير، خاصة في أمريكا المجرمة، راعية الصليب، ورأس الكفر، وهبل العصر، التي طغت في الأرض، وأفسدت الدنيا، فثبت الله الأعاصير عندهم، وكثرت فيهم، وكل إعصار أقوى من سابقه وأعظم.
أليست هذه آيات ونذر يجب علينا أن نعتبر بها، ونتفكر فيها، ونتأمل في حال أهلها، ونتعظ بما حصل لهم، قبل أن يقع لنا ما وقع لهم؟ فإنه لا ينزل بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) [الحشر: 2].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، وتوبوا إليه فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وأصلي وأسلم على من نطق بكمال الصدق، وأرشد إلى سُبل الحق، فأدى الأمانة وبلغ الرسالة، ونصح الأمة وكشف الله به الغمة -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام-.
عباد الله: يموج العالم من حولنا موج البحر، وتحدث فيه من المتغيرات ما يحتاج منا إلى أن نتفكر فيه ونعتبر، فإنما هي تنبيهات ودلالات يحدثها الله للاتعاظ والاعتبار، (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء: 59]، (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) [فاطر: 44].
فإذا لم نعتبر بهذه الآيات، ولم تؤثر فينا تلك العبر والإشارات، فإن الله -جل وعلا- سيرسل علينا ما هو أشد وأعظم، وكل آية تكون أشد وأكبر من سابقتها، حتى نصحو ونعتبر، فإن لم نصحو ونعتبر جاء الدمار الكامل والعذاب الشامل على من طغى وتجبر، وأعرض ولم يعتبر، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء: 16]، وقال: (وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) [يونس: 20]، ويقول: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [العنكبوت: 53].
بل إن الأحداث السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، التي تحدث في العالم اليوم، لو تأمل الإنسان فيها لرأى أن فيها من العبر الشيء العظيم، فكم زالت من دولة؟ وكم انتهت من حضارة؟ وكم من ظالم أو طاغية فاسد قد هلك وذل؟ وكم من نظام اقتصادي قام على المكس والربا سقط وانهار، وكم من مناطق في العالم انتشر فيها الفساد وراجت فيها الفاحشة أذاقها الله لباس الخزي والنكال، (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) [الحشر: 2].
أيها الناس: إن الاتعاظ وأخذ العبرة لا يقتصر على أخذها من الآيات الكونية فقط، وإنما أيضاً يجب أن نأخذ العبر من الآيات الشرعية، فالقرآن الكريم بقصصه، ومعجزاته، ودلالاته، وأحكامه، مليء بالعبر والمواعظ، وما أنزل الله القرآن إلا موعظة وذكرى للناس؛ ليعتبروا بما فيه، ويتعظوا بآياته، وإشاراته، ومعانيه، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57].
كم في القرآن والسنة من عبر؟ وكم فيهما من قصص ومواعظ، فيها من الدروس والعبر ما لو تأمل الإنسان فيها لاتعظ واعتبر، ولكن أين من يتعظ ويعتبر؟ يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 17].
لو تأمل الإنسان في الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية التي تتحدث عن الآخرة، والموت، وعذاب القبر؛ لكانت له أعظم مزدجر، وأقوى العظات والعبر، كما قال الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " كَفَى بِالْمَوْتِ مُزَهِّدًا فِي الدُّنْيَا وَمُرَغِّبًا فِي الْآخِرَةِ" [مصنف ابن أبي شيبة (34329) ].
ولو تأمل الإنسان في قصص الأنبياء، وسير الأولياء، التي ذكرت في الكتاب والسنة، واعتبر بما فيها من الدلالات والعبر، لاتعظ واعتبر، فإن الله -جل وعلا- ما قص علينا هذه القصص إلا للعظة وأخذ العبرة، كما قال تعالى عن سفينة نوح -عليه السلام-، (وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر: 15]، وقال عن فرعون: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) [يونس: 92]، وقال عن أصحاب لوط وما نزل بهم من العذاب، (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [العنكبوت 34: 35].
فما أكثر الشواهد، وما أكثر العبر، وما أكثر المواعظ، ولكن تحتاج فقط منا إلى أن نعتبر، ونتأمل بعقولنا وتفكيرنا، وننظر ببصرنا وبصيرتنا، حتى تؤثر فينا هذه العبر، وتحرك الران الذي في قلوبنا، وتغير أحوالنا، وتصلح ما فسد فينا، فالسعيد من اعتبر بغيره، والشقي من كان عبرة لغيره، يقول سيدنا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "المؤمن إِنْ سَكَتَ تَفَكَّر, وَإِنْ تَكَلَّمَ ذَكَرَ, وَإِذَا نَظَرَ اعْتَبَرَ, وَإِذَا اسْتَغْنَى شَكَرَ, وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ" [الشريعة للآجري (1022) ].
صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه، فقال عز من قائل كريم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
اللهم اجعلنا من المعتبرين، واجعلنا هداة مهتدين، صالحين مصلحين.