المتكبر
كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المهلكات |
إن ديننا الإسلامي الحنيف أمر بحماية المستضعفين من سائر الأجناس والألوان والطبقات الذين لا يجدون سلطة تحميهم، وليس لهم قوة وشوكة يدفعون بها جبروت عدوهم، وليس عندهم من الإمكانيات إلا أن يقولوا ربنا الله...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المسلمون: حديثنا اليوم عن موضوع هام، نحتاج إليه جميعاً، وخاصة من ولاه الله -سبحانه وتعالى- منا مسؤولية، أو منصباً، أو مديراً على إدارة، أو حتى مسئولاً عن مرفق صغير، أو كان أباً راعياً على أهله، ومسؤولاً عن رعيته، فكلنا يهمنا هذا الموضوع، إنه موضوع الاضطهاد.
إن الاضطهاد هو: استخدام السلطة أو القوة لتدعيم قوم على حساب قوم آخرين، أو تغليب فرد على بقية الأفراد بلا حق.
لقد انتشر الاضطهاد في العالم اليوم انتشاراً كبيراً، وأكثر من وقع عليه الاضطهاد في هذا الزمان المعاصر هم المسلمون، وخاصة في هذه السنوات المتأخرة، بعدما يسمى بإعلان الحرب على الإرهاب, فاضطهد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها اضطهاداً عظيماً، من كل النواحي والاتجاهات، فاضطهدوا دينياً، واضطهدوا سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، واضهدوا بشكل جماعي وفردي.
وأصبح من السهل اليوم أن يحارب المسلم ويسجن ويعتدى عليه، وتنفذ ضده القرارات الظالمة، وتنّزل عليه الأحكام الجائرة، ويودع في السجن سنوات طويلة، بلا اتهام ولا محاكمة، وإنما بمجرد أنه مسلم؛ كما قال تعالى: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [البروج:8].
وجاءت القوانين الجديدة في بعض بلدان الغرب التي لا تطبق إلا على المسلمين، والتي تسمح بإيقافهم واضطهادهم بمجرد الاشتباه، وتمارس ضدهم أنواع القمع، وألوان الاضطهادات، بدون مراعاة لحقوق إنسان، ولا المواثيق الدولية الجائرة.
والمصيبة الكبرى، والداهية العظمى، أن كل من يضطهد المسلمين، ويقوم ضدهم، ويشن الحرب عليهم، ويتعسف على حقوقهم، يعتبر من أكبر المقربين، وأكثر المخلصين، ويجب أن يكرم، وتعطى له الجوائز العظيمة؛ كجائزة نوبل للسلام، وغيرها من المنح والجوائز، التي تعطى لكل من كان له النصيب الأكبر في قمع المسلمين واضطهادهم.
بل وأصبح الجلاد ضحية، فأعداء المسلمين الذين يضطهدون المسلمين ويقتلونهم يدّعون أنهم مضطهدون، وأنهم أصحاب حق، وأنهم مظلومون، ويصورون هذا للعالم في وسائل الإعلام وقنواته الكبرى؛ كما يفعل اليهود -أذلهم الله وأخزاهم- يفعلون بإخواننا في فلسطين الأفاعيل المنكرة، ويرتكبون ضدهم المجازر البشعة، ثم يصورون هذا للعالم على أنهم ضحية، وأنهم يدافعون عن أنفسهم، وأنهم مضطهدون في أرضهم التي اغتصبوها واحتلوها!!.
إن هذه الاضطهادات، وهذا الظلم الفادح الواقع على المسلمين سينتهي ويزول بإذن الله، وكل هذه الحماقات التي يفعلها الطغاة ضدهم ستعود عليهم، وسيدفعون ثمنها غالياً من دمائهم وأنفسهم، وسيعود مكرهم الذي يمكرونه فوقهم، (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) [آلعمران:139-141].
أيها الناس: إن هذه الاضطهادات التي يتعرض لها المسلمون إنما هي في الحقيقة ابتلاءات وامتحانات من الله -سبحانه وتعالى- لنا؛ ليعلم من يثبت على دينه، ويتمسك بمنهجه، ويعض عليه بالنواجذ، ومن يتزعزع وينحرف ويترك دينه خشية الاضطهاد والابتلاء، وليرى -سبحانه وتعالى- من تزيده المحن والاضطهادات صلابة وثباتاً، ومن توهنه وتكون سبباً في ابتعاده عن الدين، وتركه للتمسك به والثبات عليه -كما قال سبحانه-: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَإِسْرافَنا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ * فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران:146-148].
ويقول -تبارك وتعالى- عن حال هؤلاء الذين توهنهم الاضطهادات، وتقهقرهم الفتن والملمات: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الحج:11].
عباد الله: ومن صور الاضطهادات العظيمة في عصرنا هذا: الاضطهاد الذي يتعرض له المستضعفون، والمنكوبون، وبعض الأقليات، التي لا وزن لها في عالم الغاب.
هذا النوع من الاضطهاد واقع ملموس، وأمر منتشر ومشاهد نراه ونسمع به كل يوم في عدد من دول العالم أجمع، فلا حقوق لهؤلاء المستضعفين، ولا مراعاة لإنسانيتهم، ولا كرامة لآدميتهم، ولا اعتراف بهم، ويكفيك أن تقرأ تقريراً واحداً عن حال اللاجئين، خاصة إذا كانوا من المسلمين في شيء من الدول -خاصة إن كانت دولة عربية-؛ لتسمع بحجم المأساة والاضطهاد الذي يتعرضون له، والمذلة والهوان الذين يصيبهم ويلحقهم في داخل تلك المخيمات وفي تلك الدول.
انظروا إلى حال إخواننا المنكوبين، من الصوماليين، والعراقيين، والسوريين، والروهنجيين، واطلعوا على أحوالهم، وشاهدوا ما يتعرضون له من ظلم كبير، وتجاهل عظيم، وجرائم واضحة، تصل إلى حد القتل، والاغتصاب، والطرد، وسرقة الأعضاء، وغيرها من العظائم والجرائم.
فالويل كل الويل لمن آذاهم وأهانهم، ويا ويل الطغاة العتاة الفجرة الذين أخرجوهم من ديارهم، وشردوهم من أوطانهم، وقاموا بالتضييق عليهم، وشن الغارات على رؤوسهم حتى اضطروهم للخروج والرحيل من مساكنهم.
إن ديننا الإسلامي الحنيف أمر بحماية المستضعفين من سائر الأجناس والألوان والطبقات الذين لا يجدون سلطة تحميهم، وليس لهم قوة وشوكة يدفعون بها جبروت عدوهم، وليس عندهم من الإمكانيات إلا أن يقولوا ربنا الله (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) [النساء:75].
فالقتال في سبيل الله -عز وجل- يهدف إلى حماية هؤلاء المستضعفين من بطش الجبارين والمستكبرين وإحقاق الحق لهم، وحماية حقوقهم المشروعة، حتى يعطى كل ذي حق حقه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، قلت ماسمعتم، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله تعالى حمداً، والشكر لله تعالى شكراً، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أيها المسلمون: ومن صور الاضطهاد التي راجت وانتشرت في زماننا هذا: اضطهاد المساكين، والنساء، والعمال، والخدم، والعبيد، والأولاد الصغار، وغيرهم ممن لا يؤبه لهم، ولا يلتفت إليهم، ولا يبالي الناس بهم.
إن الدين الإسلامي لم يُغفل حقوق هؤلاء، ولم ينسَ أن يُذكر الناس بهم، ويذكر حقوقهم حتى تراعى فلا تنسى، وتؤدى فلا تهمل، يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ) [النساء:75]. ويقول: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) [القصص:5] أي نريد أن نمكن لهم بعد الاستضعاف، ونعلي منزلتهم بعد المذلة والهوان.
ونهى الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- عن طرد المساكين والمضطهدين حينما طلب المشركون منه ذلك، وجعلوه شرطاً لحضورهم وسماعهم منه -عليه الصلاة والسلام-، فقال له: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنعام:52].
بل إن السنن الربانية تذكر أن أتباع الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- يكونون في الغالب من هؤلاء المستضعفين، فهذا ملك الروم يسأل أبا سفيان قبل إسلامه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فيقول له: "فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فقَالَ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ" [دلائل النبوة:239].
وجاء في صحيح البخاري عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ" [ البخاري (2896)]. وجاء في صحيح مسلم أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟" قَالُوا: بَلَى، قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ" [مسلم:2853].
لو تأملنا في مراعاة ديننا العظيم لهؤلاء الضغفاء والمساكين لرأينا أنه راعاهم في مسائل كثيرة جداً يصعب حصرها، فالمسافر مثلاً: رخص له في الفطر، وجمع الصلاة وقصرها، والمريض كذلك رخص له؛ لأنه ضعيف، ويحتاج إلى تخفيف في الصوم والصلاة والطهارة وغيرها.
و أخَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة العشاء يوماً من الأيام إلى نحو منتصف الليل، ثم جاء وصلى بالناس، ثم قال: "وَلَوْلَا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَسَقَمُ السَّقِيمِ، وَحَاجَةُ ذِي الْحَاجَةِ، لَأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ" [أحمد:11015]. وأوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- الإمام بالتخفيف في الصلاة إذا كان يصلي بالناس، وعلل ذلك بأن وراءه الكبير والضعيف.
وفي مزدلفة، رخص -صلى الله عليه وسلم- للضعفاء من النساء والصبيان -ومن في حكمهم- في الدفع مبكراً، مراعاة لضعفهم وحاجتهم إلى هذا التخفيف.
لكننا اليوم نجد انتهاك حقوق الضعفاء واضطهادهم على أشده، فبعض الآباء يضطهد أولاده، ويضغط عليهم، ويقصر في نفقتهم، ولا يهتم بهم، ولا يراعي أحاسيسهم ومشاعرهم، وينشغل عنهم فلا يُعلمهم، ولا يربيهم، ولا يحافظ عليهم.
وبعض الرجال يضطهدون النساء، ويستغلون قوامتهم عليهن، ويمنعونهن من حقوقهن، ويكثرون من هجرهن وتقبيحهن، وربما يقسون عليهن، ويقومون بضربهن وتعنيفهن بكل قسوة وشدة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لاَ تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ", فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "ذَئِرْنَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ"، فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ, فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: "لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ, لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ" [أبو داود:2146].
وبعض المدراء والمسؤولين يتسلطون على عمالهم وخدمهم، ويثقلون كواهلهم بكثرة الأوامر والطلبات، ويماطلونهم في صرف الحقوق والمرتبات، ويقومون بخرم العقود والاتفاقيات المتفق عليها بينهم.
فالحذر الحذر من كل هذه الاضطهادات؛ فإنك إن اعتديت على الضعفاء الذين تحت يدك، فسوف يسلط الله -سبحانه وتعالى- عليك من لا يخافه ولا يرحمك، "وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ" [ البخاري:1496، مسلم:19].
صلوا وسلموا على هذا النبي العظيم والقائد الكريم الذي أمركم ربكم جل جلاله بالصلاة والسلام عليه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].