البحث

عبارات مقترحة:

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

الشهيد

كلمة (شهيد) في اللغة صفة على وزن فعيل، وهى بمعنى (فاعل) أي: شاهد،...

أمواج الفتن وقارب التوكل

العربية

المؤلف حسان أحمد العماري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات - الزهد
عناصر الخطبة
  1. تسارع أحداث الحياة وتبدل أحوالها .
  2. كثرة الفتن والمحن والابتلاءات في الدنيا .
  3. المطلوب من المسلم عند المصائب والابتلاءات .
  4. وصية جامعة من ابن عمر -رضي الله عنهما- .
  5. الأمور التي تزيد في تثبيت المسلم عند الفتن .
  6. فضل التوكل على الله تعالى .
  7. أعظم مظاهر الضعف والخذلان عند حلول المشاكل والفتن .
  8. الثقة واليقين برب العالمين .

اقتباس

إن من الأمور التي تزيد في تثبيت المسلم عند الفتن -بعد القيام بالفرائض الشرعية، وبذل الأسباب المطلوبة-: أن يلجأ إلى الله، ويحسن التوكل عليه، فهو –سبحانه- القوة التي لا تُهزم، والحصن الذي لا يُهدم، خاصةً ونحن في زمن كثُر فيه المتوكلون على غيرهم من البشر، وعلى حنكتهم وذكائهم وأموالهم وقوتهم وعددهم في جلب الأرزاق ودفع المضار، وتحقيق الأمنيات.. وإن من أعظم مظاهر الضعف والخذلان عند حلول المشاكل والفتن: ضعف ثقة المسلم بربه، فيخاف ويصاب بالاضطراب النفسي عند مواجهة الشدائد..

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي يجعل بعد الشدة فرجاً، وبعد الضر والضيق سعة ومخرجاً، ولم يخل محنة من منحة، ولا نقمة من نعمة، ولا نكبة ورزية من موهبة وعطية.. خلق فقدَّر ودبّر فيسر، فكل عبد إلى ما قَدَّره عليه وقضاه صائر.. أحمده وأستعينه وأتوكَّل عليه، وأسأله التوفيق لعمل يقرِّب إليه، وأشهد بوحدانيته عن أدلةٍ صحاح لا إله إلا الله وحده لا شريك فالق الإصباح، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والبرهان، اللهم صلّ على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.

أمَّا بَعْد: عباد الله: تتسارع أحداث الحياة وتتنوع مجرياتها وتتبدل أحوالها من وقت لآخر ومن مكان إلى مكان آخر، فلا يقر لها قرار، ولا تدوم على حال، وفجأة تنتهي الحياة وتزول، قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) [الكهف: 45]..

نعم هذا مثل هذه الحياة الدنيا في سرعة ذهابها واضمحلالها وقرب فنائها وزوالها.. هذه الحياة الدنيا لا راحة فيها ولا اطمئنان، ولا ثبات فيها ولا استقرار؛ حوادثها كثيرة، وعِبَرها غفيرة، دول تُبنىَ وأخرى تزول، مدن تُعمر وأخرى تُدمر.. وممالك تُشاد وأخرى تُباد، فرح يقتله ترح، وضحكة تخرسها دمعة، صحيح يسقم، ومريض يعافى، وهكذا تسير عجلتها لا تقف لميلاد ولا لغياب ولا لفرح ولا لحزن ولا لحياة ولا لموت أبدًا.

دع الأيام تفعل ما تشاء

وطب نفسا إذا حكم القضاء

ولا تجزع لحادثة الليالي

فما لحوادث الدنيا بقاء

وكن رجلا على الأهوال جَلْدًا

وشيمتك السماحة والوفاء

ورزقك ليس ينقصه التأني

وليس يزيد في الرزق العناءُ

ولا حزن يدوم ولا سرور

ولا بؤس عليك ولا رخاء

إذا ما كنت ذا قلب قنوع

فأنت ومالك الدنيا سواء

ومن نزلت بساحته المنايا

فلا أرض تقيه ولا سماء

وأرض الله واسعة ولكن

إذا نزل القضاء ضاق الفضاء

دع الأيام تغدر كل حين

فما يغني عن الموت الدواء

وفي ثنايا هذه الحياة كثير من الفتن والمحن والابتلاءات، فقد شاءت إرادة الله -عز وجل- أن تكون حياة الإنسان فوق هذه الأرض سلسلة متواصلة لا تكاد تنتهي من الابتلاءات والمحن، وفي هذا يقول -سبحانه وتعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك: 1-2]، وهذا الابتلاء قد يكون بالخير أو بالشر: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء: 35].

ومع كثرة الفتن والمصائب والابتلاءات مطلوب من المسلم أن يعمر الأرض بالخير، وأن يقيم شرع الله في نفسه، وفي واقع حياته تحت أيّ ظروف، ومطلوب منه أن يصبر ويبذل الأسباب المستطاعة، وأن يثبت على الحق، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، فتنة يرقّق بعضها بعضاً، تجيء الفتنة فيقول: المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الأخرى، فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر.." [مسلم: 1844].

نعم، مَن أحب أن يُزحزح عن النار، يثبت على الإيمان بالله واليوم الآخر، والذي من مقتضياته ودلائله: الصدق والإخلاص، والقيام بالفرائض الشرعية، واستقامة الخلق، وحفظ الجوارح من الحرام، والبعد عن الكذب والنفاق وسوء الأخلاق؛ لأن هناك مَن لا يصبر ولا يثبت بل يبيع دينه، ويتنازل عن مبادئه ويخوض في أعراض الناس ودمائهم وأموالهم دون وجه حق من أجل عرض من الدنيا قليل، قال -صلى الله عليه وسلم-: "تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا" (صحيح الجامع: 2993).

أيها المؤمنون: عباد الله: إن ما يحدث اليوم في بلادنا وبلاد المسلمين من أحداث وفتن وصراعات، وما نراه من فساد للقيم والأخلاق وظهور الانحرافات في السلوك والتصورات على الأفراد والدول والجماعات لدليل واضح على تأثير الفتن على الناس في دينهم وعقيدتهم وسلوكياتهم وأخلاقهم.

 والسعيد من ثبّته الله ووقاه شر الفتن والتزم الحق، ولم يكن رأساً في الباطل ولا مشاركاً في المنكر، ولهذا جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "إنها ستكون أمور مشتبهات؛ فعليكم بالتؤدة، فإنك أن تكون تابعاً في الخير خير مِن أن تكون رأساً في الشر" (أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 38343، والبيهقي في الشعب: 9886).

فأوصى بالتؤدة وهي الأناة وعدم التعجل، وأن تكون معول خير لا معول هدم آمراً بمعروف وناهياً عن منكر، وقائلاً لكلمة الحق لا يخشى لومة لائم، ساعياً بكل ما أوتي من قوة إلى درء الفتنة ونشر الخير وجمع الكلمة، وإصلاح ذات البين والدعوة إلى الأخوة والألفة والتراحم، والله -تبارك وتعالى- يقول: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10]، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: "وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخ المسلم، لا يخذله، ولا يظلمه، ولا يحقره، التقوى ها هنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" (أخرجه مسلم: 3564).

وكتب رجل إلى ابن عمر -رضي الله عنهما- يطلب منه أن يكتب له شيئاً عن العلم؛ فكتب إليه: "إن العلم كثير يا ابن أخي، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء المسلمين، خميص البطن من أموالهم، كافّ اللسان عن أعراضهم، لازماً لجماعتهم، فافعل" (تاريخ دمشق: 31/170 و52/256، وسير أعلام النبلاء 3/222)..

ما أعظمها من وصية!! وما أكثر مَن يدّعي العلم اليوم والتدينَ والقرب من الله ورسوله ونصرةَ دينه وشريعته؛ فيسفك الدماء، ويهتك الأعراض، ويعتدي على الأموال، وينشر الخوف، ويقطع الطريق، فيسيء للإسلام بأفعاله وتصرفاته.. يقول المقداد بن الأسود -رضي الله عنه-: وأيم الله، لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنّب الفتن، ولمن ابتُلي فصبر" (أبو داود: 3719).

عباد الله: إن من الأمور التي تزيد في تثبيت المسلم عند الفتن -بعد القيام بالفرائض الشرعية، وبذل الأسباب المطلوبة-: أن يلجأ إلى الله، ويحسن التوكل عليه، فهو –سبحانه- القوة التي لا تُهزم، والحصن الذي لا يُهدم، خاصةً ونحن في زمن كثُر فيه المتوكلون على غيرهم من البشر، وعلى حنكتهم وذكائهم وأموالهم وقوتهم وعددهم في جلب الأرزاق ودفع المضار، وتحقيق الأمنيات، والله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) [الأحزاب: 48]، ويقول تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) [الفرقان: 58].

 بل إن الله –تعالى- جعل التوكل شرطاً لصحة الإيمان فقال سبحانه: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [المائدة: 23]، وفي سنن الترمذي عن عمر -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً".

ومعنى " خماصاً " أي: فارغة البطون.. والتوكل هو الاعتماد على الله والثقة به في نيل المطلوب وتحقيق المرغوب، بعد بذل المستطاع من الأسباب، وأن يعتقد العبد بأنه لا ينفع ولا يضر إلا الله، وأن بيده مقاليد كل شيء ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.. قال –تعالى- عن هود -عليه السلام- وحُسن توكله على الله، وقد اجتمع عليه قومه: (قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [هود: 53-56]، فنجاه الله ومن آمن معه وأهلك المجرمين.

وقال –تعالى- عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد زلزلتهم الفتن وتكالب الأعداء -: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران: 173].. فكان التوكل على الله والثقة به هو الحصن المتين عند الفتن، وإنه لصورة تبين ما ينبغي أن يكون عليه المسلم عند الفتن فلا يضعف ولا يخاف ولا ينحني إلا للحق -سبحانه وتعالى-..

 قال ابن عيينة: "دخل هشام بن عبد الملك الكعبة، فإذا هو بسالم بن عبدالله، فقال: سلني حاجةً.. قال: إني أستحيي من الله أن أسأل في بيته غيره. فلما خرجا، قال: الآن فسلني حاجةً..  قال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ قال: من حوائج الدنيا. قال: والله ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها"!!

إن التوكل ليس إهمالاً للعواقب وعدم التحفظ وأخذ الاحتياطات، بل ترك العمل بهذه الأمور يعتبر تفريطًا وعجزًا يستحق صاحبه التوبيخ والذم، ولم يأمر الله بالتوكل إلا بعد الأخذ بالأسباب: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) [آل عمران: 157].

إن المؤمن يستطيع أن يجمع بين فعل الأسباب والأخذ بها وبين التوكل، فلا يجعل عجزه توكلاً ولا توكله عجزًا، إن تعسر عليه شيء فبتقدير الله، وإن تيسر له شيء فبتيسير الله..

 وإن من أعظم مظاهر الضعف والخذلان عند حلول المشاكل والفتن: ضعف ثقة المسلم بربه، فيخاف ويصاب بالاضطراب النفسي عند مواجهة الشدائد، وقد يبلغ به الاضطراب النفسي درجة تجعله يفقد توازنه ويصاب بالخوف والذعر، بينما المولى يقول: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ) [الزمر: 36، 37].. وهو القائل سبحانه (إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 175]..

فالذي لا يتوكل على الله، ولا يستشعر عظمة الله وقدرته؛ يضعف ويخاف ويضطرب وتعتريه الهموم، ويغشاه الحزن والقلق على نفسه وماله وأولاده وحاضره ومستقبله، فلا ينعم بحياة، ولا يقر له قرار، وقد يصل إلى مرحلة من التفريط والتقصير والتهاون بالواجبات الشرعية مثل العبادات وغيرها، والله -عز وجل- جعل من صفات المؤمنين التوكل عليه فقال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2].

 فثقوا بالله وتوكلوا عليه ولن يضيع الله أعمالكم، ولن يرد دعائكم ولن يخيب رجائكم.. اللهم اجعلنا ممن يتوكلون على ربهم حق التوكل، واحفظنا بالإسلام وأدم علينا نعمة الإيمان والأمن والأمان.. قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية:

عباد الله: أكثروا من الأعمال الصالحة، وثقوا بربكم وقوموا بواجبكم، واحفظوا دماءكم وأموالكم وأعراضكم، وكونوا عباد الله إخوانًا، واستشعروا مسئولياتكم تجاه دينكم وأوطانكم ومجتمعاتكم، واحذروا الدعوات الضالة والعصبيات الجاهلية والشعارات الزائفة والدعوات الباطلة، وأصلحوا ذات بينكم، وادعوا ربكم وتضرعوا بين يديه، واحذروا الفتن بكل صورها وتراحموا بينكم..

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحفظنا بحفظك الذي لا يرام، واحرسنا بعينك التي لا تنام، هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين.