الظاهر
هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...
العربية
المؤلف | خالد بن سعد الخشلان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات |
أنت يا مسكين لا بد لك أن تموت كما ماتوا، وتُنْسَى كما نُسُوا، وتسكن القبور كما سكنوها، ويأكلك الدود كما أكلهم، وتصير ترابًا كما صاروا، وتبقى الروح والبدن في علم الله، إما معذبين أو منعمين.. فتنبه يا عبد الله، تنبه ما دام الأمر ممكنًا، وأنت على قيد الحياة وقادر على العمل الصالح، وفي هذه الأيام التي تضاعف فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، وتُقال فيها العثرات، وتُرفع فيها الدرجات، وتُجاب فيها الدعوات، وتعظم فيها الوجوه، وفيها يوم عرفة المخصوص بالفضل العظيم الواسع.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم واكتفى وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله وأطيعوه، وابتغوا -رحمكم الله- ما مَنَّ به عليكم من الخيرات في هذه الأيام الفاضلات الشريفات أيام عشر ذي الحجة التي أقسم الله بها في كتابه الكريم بفضلها وشرفها، فقال -سبحانه وتعالى-: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر: 1- 2].
هذه الأيام التي يتواصل مجيء وفود الله فيها إلى مكة المكرمة (مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) [الحج: 27- 28].
فيا فوزهم وحسنهم وقد ساقهم | من الخوف والرجاء سائق |
فلم يمنعهم من الدنيا عن | تلبية نداء الكريم عائق |
فأسرعوا وكل منهم بالإجابة | لما يرجوه من الله واثق |
عباد الله : شاركوا حجاج بيت الله الحرام في هذه الأيام الفاضلة بالدعاء والتهليل والتكبير والتحميد، وسائر أنواع الذكر، فربكم -سبحانه وتعالى- قريب كريم رحيم يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
واغتنموا -رحمكم الله- مواسم العبادة قبل فواتها، فالحياة –والله- مغنم، والأيام معدودة والأعمار قصيرة، ولا نضمن طولها.
أكثروا -رحمكم الله- من ذكر هاذم اللذات، فما ذكره عبدٌ إلا وكبرت عليه آخرته وهانت عليه دنياه، ولا تطمع في البقاء في هذه الدنيا، فكل من عليها فانٍ، والبقاء لله وحده، وقد مات سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- عندما جاءه الأجل، وانظروا إلى من جمع الدنيا ومتعها كيف انتقلت إلى غيره وصار عليه تعبها ومأثمها.
فتفكروا في عواقب من دانت لهم الأمور، وأسكرهم الجهل والغرور، وصنعوا فيها ما اشتهوا وأرادوا، ووصلوا من أرادوا وصله وقطعوا وعادوا، كيف هجم عليهم الموت بغتة وهم لا يشعرون، وكيف انتزع أرواحهم العزيزة وهم في غفلة نائمون، عوضهم موحشات القبور، بعد منتزهات القصور، وصنع بهم الدود مستبشع الأمور، وتراكيبهم المعتدلة أمالها، ومفاصلهم المتصلة أزالها، وعيونهم المليحة أطفأ نورها وأحـالهـا، ووجوههم الصبحية المليحـة غيّرها، وألسنتهم الفصيحة أسكتها وقطعها، وشعورهم الحالكة مزقها، وأبدانهم الناعمة لعب البلاء بها وفرّقها، يتمنون الرجوع إلى الدنيا وهيهات لهم الرجوع.
وأنت يا مسكين لا بد لك أن تموت كما ماتوا، وتُنْسَى كما نُسُوا، وتسكن القبور كما سكنوها، ويأكلك الدود كما أكلهم، وتصير ترابًا كما صاروا، وتبقى الروح والبدن في علم الله، إما معذبين أو منعمين.
يقول الله -عز وجل-: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ * يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ * وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ) [الانفطار: 13- 16].
فتنبه يا عبد الله، تنبه ما دام الأمر ممكنًا، وأنت على قيد الحياة وقادر على العمل الصالح، وفي هذه الأيام التي تضاعف فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، وتُقال فيها العثرات، وتُرفع فيها الدرجات، وتُجاب فيها الدعوات، وتعظم فيها الوجوه، وفيها يوم عرفة المخصوص بالفضل العظيم الواسع..
فاغتنم يا عبد الله هذه الأيام والليالي، واحذر الموانع والقواطع، في صحيح البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
وفي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو منهم ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول ما أراد هؤلاء؟!".
وفي المسند عن عبدالله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لَيُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا"..
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْمَلِكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
وفي الصحيح قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والتي بعده".
ويوم عرفة -أيها الإخوة المسلمون- هو يوم العتق من النار، فيعتق الله فيه مِن النار –بجوده وكرمه وفضله- مَن وقف بعرفة، ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين المحافظين على حدود الله والعاملين بصدق وإخلاص على سنة محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فلذلك صار اليوم الذي يلي يوم عرفة عيدًا للمسلمين في جميع أقطارهم وأمصارهم، من شهد الموسم منهم، ومن لم يشهد؛ لاشتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة، وفي الموطأ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ، وَلَا أَدْحَرُ، وَلَا أَحْقَرُ، وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا مِمَّا يَرَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ الذُّنُوبِ إِلَّا مَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ".
فإذا كمل يوم عرفة وأعتق الله من شاء من عباده المؤمنين الصادقين من النار، اشترك المسلمون كلهم في العيد عقب ذلك، وشرع –سبحانه- للجميع التقرب إليه بالنسك وهو إراقة دماء القرابين يوم النحر وما بعده.
فأهل الموسم يرمون الجمرة يوم النحر، ويشرعون في التحلل من إحرامهم بالحج، ويقضون تفثهم، ويوفون نذرهم، ويقربون قرابينهم، ثم يطوفون بالبيت العتيق، ويسعون بين الصفا والمروة، وأهل الأمصار يجتمعون لصلاة العيد مكبّرين مهللين، ثم ينسكون عقب ذلك نسكهم بإراقة دماء ضحاياهم، ويكون ذلك منهم شكرًا لله -عز وجل- على هذه النعم العظيمة والآلاء الكبيرة، والصلاة والنحر اللذان يجتمعان في عيد النحر -أي: صلاة العيد وذبح الأضاحي- اللذان يجتمعان في عيد النحر أفضل من الصلاة والصدقة اللذين في عيد الفطر.
ولذلك أُمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجعل شكره لربه على إعطائه الكوثر أن يصلي لربه وينحر وقيل له: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:163].
فاتقوا الله عباد الله وتوبوا إليه واذكروه، واستغفروه كثيرًا، وكبروه في هذه الأيام المعلومات، وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين، اغتنموا هذه الأيام الفاضلة بسائر التطوعات والقربات والأعمال الصالحات من صلاة وصيام وصدقة وقراءة قرآن وذكر وتحميد وتهليل لله رب العالمين.
المغبون -أيها الإخوة المسلمون- من تمر عليه مواسم الفضل؛ مواسم تُضاعف فيها الأعمال وتكثر فيها الدرجات والحسنات، وتُقال فيها العثرات والخطيئات.
المغبون من مرت عليه هذه المواسم الفاضلة والأيام الشريفة، ثم لم يزدد لله فيها عمله الصالح وتقرب نافع.
اتقوا الله -عباد الله- فيما مَنَّ عليكم مِن إدراك هذه الأيام الفاضلة، واستثمروها أحسن استثمار، واعلموا أنكم إنما تقدمون لأنفسكم وإنما تصنعون مستقبلكم يوم القدوم على ربكم -عز وجل- بأعمالكم الصالحة وقربكم النافعة.
أسأل الله -عز وجل- أن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى، وأن ييسرنا جميعًا لليسرى، ويجنبنا العسرى، وأن يغفر لنا في الآخرة والأولى، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي هدانا لأحسن السنن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صاحب الفضل والمنن، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأتباعه وعلى من سنته التزم.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.. وعليكم بجماعة المسلمين؛ فإن يد الله مع جماعة المسلمين، ومن شذ عنهم شذ في النار.
أيها الإخوة المسلمون: إن مما حث عليه الشارع لاغتنام هذه الأيام الفاضلة الإكثار من التكبير والتحميد والتهليل لله رب العالمين، فاعمروا أوقاتكم كلها بذكر الله وتكبيره وتحميده وتهليله، ارفعوا أصواتكم وقولوا: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
كبروا في المساجد وفي بيوتكم، كبروا في الطرقات والأسواق والشوارع، كبروا في كل مكان لترتفع أصواتكم بهذه السنة العظيمة التي قصرنا فيها جميعًا في هذه الأزمنة، أحيوا سُنة نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ارفعوا أصواتكم بالتكبير لتضج الأمكنة من حولكم بتكبير الله وتحميده وتهليله، واعلموا أن التكبير المطلق يبدأ من دخول العشر وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة أي: اليوم الرابع من أيام العيد، هذه الأيام كلها ليلها ونهارها مساءها وصباحها، ضحاها وعشيتها، كلها أوقات للتكبير والتحميد والتهليل لله رب العالمين.
وأما التكبير المقيد الذي يكون أدبار الصلوات، فيبتدئ فجر يوم عرفة لغير الحجاج من بعد صلاة الفجر يوم عرفة اليوم التاسع لغير الحجاج، وينتهي بصلاة العصر في اليوم الثالث عشر من أيام التشريق الذي هو اليوم الرابع من أيام العيد.
أيها الإخوة المسلمون: إننا إذا تلفتنا من حولنا نلحظ تقصيرًا كثيرًا في إحياء هذه السُّنة العظيمة، أنحن في غنى عن كسب مزيد من الحسنات والدرجات؟! ذِكر يسير لا يستغرق منك ولا يتطلب منك جهدًا كبيرًا، إنما هو حركة باللسان تُقال، فلماذا نعجز ونقصر في إحياء هذه السنة العظيمة؟!
واعلموا رحمكم الله أنكم وأنتم تكبرون وتقولون: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله استشعروا معنى هذه الكلمة استشعروا معنى هذه الجملة العظيمة، فالله -عز وجل- أكبر من كل شيء، أكبر من الدنيا وما فيها، وطاعاته أكبر من كل شيء، ورضاه -سبحانه وتعالى- أكبر من كل شيء، فإذا أدركنا هذه الحقيقة لم نقدم على مرضاة الله شيئًا، ولم نقدم على طاعة الله شيئًا من متع الدنيا؛ لعلمنا أن طاعة الله أكبر من كل شيء، وأن رضاه أكبر من كل شيء.
ثم استشعروا -رحمكم الله- وأنتم تقولون "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله" أن هذه أعظم كلمة قالها الإنسان في الدنيا، لا إله إلا الله كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
إنها كلمة التوحيد تعني أنه لا معبود يستحق العبادة في هذا الكون إلا الله الواحد القهار، لا تُصرف أي عبادة من العبادات، كبرت هذه العبادة أم صغرت، لا تُصرف إلا لمستحقها وهو الله -سبحانه وتعالى-.
هذه الكلمة العظيمة مَن قالها صادقًا مخلصًا كان من أسعد الناس بشفاعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
سأل أبو هريرة -رضي الله عنه- رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: "من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟" قال: "من قال لا إله إلا الله خالصًا من قبله".
من مات على التوحيد، من مات على لا إله إلا الله لا يشرك بالله شيئًا كان حريًّا أن يكون من أهل جنة الله -عز وجل- والناجين من عذاب الله.
أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجعلنا من الذاكرين والشاكرين المعترفين بنعمه وأفضاله وخيراته ومننه، وأن يأخذ بنواصينا جميعا لما يحب ويرضى، إن ربي على كل شيء قدير.
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله، فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صلّ وسلم وبارك..