المنان
المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...
العربية
المؤلف | صالح بن محمد آل طالب |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - الحج |
لئن انقضَت هذه الأيام الفاضِلة، فإن عُمرَ المُؤمن كلَّه خير؛ هو مزرعةُ الحسنات، ومغرِسُ الطاعات، والمؤمنُ لا يزيدُه عُمرُه إلا خيرًا، وعبادةُ الله لا يحُدُّها زمانٌ ولا مكان، ومِعيارُ القبول هو إخلاصُ العامل لله، ومُتابعتُه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضلُ الله واسِع، ومن علامة قبول الحسنةِ الحسنةُ بعدها، وعلامةُ الحجِّ المبرور أن تعودَ خيرًا مما كنتَ، ومن طهُرَت صحيفةُ عمله بالغُفران فليحذَر العودةَ إلى دنَسِ الآثام؛ فالنَّكثةُ أشدُّ من الجُرح. وليكن من الخير في ازدِياد؛ فإن ذلك من علامة القبول.
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله على اليُسر والتمام، والشكرُ له على ما أولَى من الكمال والإنعام، دعا عبادَه لحجِّ بيتِه فلبَّت هذه الجموعُ نداه، وأتَت من فِجاج الأرض طالبةً عفوَه وراجيةً نَدَاه، فالحمدُ له عدد ما خطَا الحَجيجُ على هذه العَرَصَات، والشكرُ له قدرَ ما سُحَّت أدمُعٌ وسُكِبَت عبَرَات.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رضِيَ بأن يكون هذا البيتُ منارةً للتوحيد، وشاهدًا على أن الخلقَ كلَّهم عالةٌ عليه وعَبيد، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه، وصفيُّه من خلقِه، كانت هذه المعاهِدُ مهدَ رسالته، وهذه الرسومُ مُبتدأَ دعوته، وهذه المنازِلُ إشراقةَ بعثتِه، صلَّى الله وباركَ عليه، وصلَّى على آله وصحبِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، أيها المسلمون.. حُجَّاجًا كنتم أو في سائر الفِجاج: الزَموا مراضِيَ الله، وعليكم بتقواه؛ فإن تقوى الله خيرُ وصيةٍ تُوصَى وأكرمُ زادٍ يُدَّخر، وأفضلُ عملٍ يُقدَّمُ ويُذخَر. بالتقوى تُستجلَبُ النِّعم، وتُدفَعُ النِّقَم، وتصلُحُ الأعمال والنفوس، وتُغفَرُ الذنوبُ والخطايا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
حُجَّاج بيت الله الحرام .. ضيوف الرحمن: لكم الله .. أيُّ أيامٍ عظيمةٍ طافَت بكم؟! وأيُّ موسمٍ كريمٍ مرَّ عليكم؟! وأيُّ معالمٍ استوقفَتكم فوقفتُم؟! وأهاجَت ذِكرى الرعيل الأول فاستعبَرتم. أتممتُم - بفضل الله - خامسَ أركان الدين، وقبلَكم قد أتمَّ الله في هذه الربوع الدين، (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3].
ففي هذه الربوع أتمَّ الله عليك نعمتَين: نعمةَ تمام الدين، ونعمةَ تمام تديُّنك. فاعرِف لله فضلَه، واقدُر لهذه النِّعمة قدرَها. أيامٌ غُرٌّ مضَت، وليالٍ زُهرٌ خلَت، تدفَّقَت فيها دموع، ودفَقَت فيها الدموع، وتجاوبَت فيها الأصداء، مع إحرامِ المُحرِمين، وتلبيةِ المُلبِّين، وإخباتِ المتقين، ودموع الواقِفين، وهديِ المُضحِّين، تُجلِّلُها مغفرةُ أرحم الراحمين.
وقفتُم بعرفات الله وازدلَفتُم .. وببيتِ الله العظيم طُفتُم .. وبين الصفا والمروة سعَيتُم .. سائحين بين الشعائِر والمشاعِر .. مُتعرِّضين لنفحَات رحمة المولَى؛ فكم سُكِبَت من عَبَرات .. واستُجيبَت دعوات .. وكم قُضِيَت من حاجاتٍ .. وغُفِرَت زلاَّت. فهنيئًَا لكم تمامُ النُّسُك .. وبُشرى لكم وعدُ القبول، والله لا يُخلِفُ الميعاد.
أيها المؤمنون .. حُجَّاج بيت الله العتيق: إن قضاءَ النُّسُك لنعمةٌ عظيمةٌ تستحقُّ الشُّكر لمُسدِيها - جل وعلا -، فلله الحمدُ على ما أسبغَ من نعمِه الظاهِرة والباطِنة.ثم لتعلَموا - غفر الله لي ولكم - أن حقيقةَ الحمد والشُّكر لله رب العالمين، أن يُطاعَ أمرُه، ويُجتنَبَ نهيُه، ويُدامَ شُكرُه، مع الحذَر من أسباب حُلول النِّقَم وزوال النِّعم. يُصاحِبُ ذلك حياءُ العبد من ربِّه كلما تذكَّر إحسانَه.
فالشكرُ يبدُو على اللسان اعترافًا وثناءً، وعلى القلب محبةً وخضوعًا، وعلى الجوارِح انقِيادًا وطاعةً، (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) [النحل: 114].
ألا وإن أعظمَ ما أمرَ الله به التوحيد، وأعظمَ ما نهَى عنه الشرك، ولقد امتنَّ الله - سبحانه - علينا بالخلق والرَّزق، فكيف يُشكَرُ غيرُه، وتُصرفُ العبادةُ لمن سِواه، وفي كتابِه المجيد: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر: 3].
أيها الحاجُّ الكريم: إن الحجَّ بكل مناسِكِه قد زادَك معرفةً بالله، وذكَّرَك بحقوقِه، وخصائِص ألوهيَّته - جلَّ في عُلاه -، وأنه لا يستحقُّ العبادةَ سِواه؛ فهو الواحدُ الأحد الذي تُسلِمُ النفسُ إليه، ويُوجِّهُ المؤمنُ إليه، (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام: 79].
فكيف يهُونُ أن تصرِفَ حقًّا من حقوق الله إلى غيرِه؛ كالدعاء، والاستِعانة، والقصد، والنذر؟! أين أثرُ الحجِّ فيمن عادَ بعد حجِّه مُضيِّعًا للصلاة، مانِعًا للزكاة،آكِلاً للربا والرُّشا، لا يُبالِي بأمرٍِ أو نهيٍ؟!
أيها المسلمون .. أيها المُتعبِّدون المُحسِنون: أما وقد وفَّقَكم الله –تعالى- لمرضاتِه، ويسَّر لكم التعرُّضَ لنفَحَاته .. فاستَقيمُوا على أمره، وليحذَر المسلمُ أن يُلوِّثَ صحيفتَه بعد نقائِها، (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) [النحل: 92].
وإن الوصيةَ بعد التقوى: ما وصَّى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - سُفيانَ - رضي الله عنه -، حينما قال: يا رسول الله! قُل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحدًا بعدَك. قال: «قُل آمنتُ بالله ثم استقِم»؛ رواه مسلم.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أحبُّ الأعمال إلى الله أدوَمُها وإن قلَّ»؛ متفق عليه.ومن دامَ اتصالُ قلبه بخالِقِه أعطاه قوةً وثباتًا، (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]. ومع استِقامة العبد فإنه مُعرَّضٌ للخطأ والتقصير، لذا قال الله - عز وجل -: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) [فصلت: 6].
وإلى ذلك أشارَ الحديثُ الصحيحُ الذي رواه أحمد وابن ماجه، عن ثوبان - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «استقيمُوا ولن تُحصُوا، واعلَموا أن خيرَ أعمالكم الصلاة، ولا يُحافظُ على الوضوء إلا مؤمن». وفي روايةٍ لأحمد: «سدِّدوا وقارِبوا، ولا يُحافظُ على الوضوء إلا مُؤمن».
وفي "الصحيحين" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سدِّدوا وقارِبوا». فالمطلوبُ من العبد الاستقامة - وهي السداد -، فإن لم يحصُل سدادٌ ولا مُقاربة، فهو مُفرِّطٌ مُضيِّع.
أيها الحاجُّ الكريم: ما أجملَ أن تعودَ لأهلِك ووطنِك بعد الحجِّ بالخُلُق الأكمل، والشِّيَم المرضيَّة، والسَّجَايا الكريمة، حسنَ التعامُل مع زوجِك وأولادِك وأهل بيتِك .. طاهِر الفؤاد .. ناهِجًا الحق والعدلَ والسدادَ. فالزَم طريق الاستِقامة، وداوِم العمل، فلستَ بدار إقامة.
واحذَر الرياء .. فرُبَّ عملٍ كبيرٍ تُصغِّرُه النية، ورُبَّ عملٍ صغيرٍ تُكبِّرُه النية. ليكن حجُّك أولَ فتوحِك، وتباشِيرَ فجرِك، وإشراقةَ صُبحِك، وبدايةَ مولدِك، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99]. الزَم التقوى؛ فهي الغِنى وهي المُنى، (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) [الحج: 37].
عباد الله .. أيها المسلمون في كل مكان: ولئن انقضَت هذه الأيام الفاضِلة، فإن عُمرَ المُؤمن كلَّه خير؛ هو مزرعةُ الحسنات، ومغرِسُ الطاعات، والمؤمنُ لا يزيدُه عُمرُه إلا خيرًا، وعبادةُ الله لا يحُدُّها زمانٌ ولا مكان، ومِعيارُ القبول هو إخلاصُ العامل لله، ومُتابعتُه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفضلُ الله واسِع، ومن علامة قبول الحسنةِ الحسنةُ بعدها، وعلامةُ الحجِّ المبرور أن تعودَ خيرًا مما كنتَ، ومن طهُرَت صحيفةُ عمله بالغُفران فليحذَر العودةَ إلى دنَسِ الآثام؛ فالنَّكثةُ أشدُّ من الجُرح. وليكن من الخير في ازدِياد؛ فإن ذلك من علامة القبول.
تقبَّل الله حجَّك وسعيَك، وأعادَ عليك وعلينا هذه الأيام المُبارَكة أعوامًا عديدةً، وأزمنةً مديدة، والأمةُ المُسلمة في عزَّةٍ وكرامةٍ وصلاحٍ واستقامةٍ.
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وسُنَّة سيِّد المُرسَلين، ونفعَنا بما فيهما من الآياتِ والهُدى، وجنَّبَنا وإياكم مواطِن الرَّدَى، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله تعالى لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أما بعد: فإن مما يستوجِبُ الذكرَ والشكرَ: أن الله –تعالى- أحاطَ الحجَّ بالرعايةِ والحفظِ، وأسبغَ على حُجَّاج بيتِه الأمنَ والطُّمأنينة، في أيامٍ يضطربُ فيها العالَم، كما تضطرمُ نارُ الحروب في بِقاعٍ شتَّى.
ولسنا بمنأَى عن الحُسَّاد والمُعتدين، ولكنَّ الله –تعالى- هو الذي لطَفَ وآمَن، وستَرَ وعافَى، وأسبغَ علينا نعمَه ظاهرةً وباطنةً، وسخَّر لهذا البلد حُماةً صادقين. حفِظَ الله بهم البلاد والعباد، (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) [العنكبوت: 67]. فلله الحمدُ والشكرُ وله الثناءُ الحسن.
عباد الله: يقول ربُّكم -سبحانه-: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [البقرة: 200- 202].
فالزَموا ذِكرَ الله وشُكرَه ودُعاءَه، وإذا أرادَ الحاجُّ أن يرجِع إلى بلدِه فيجبُ عليه أن يطوفَ بهذا البيت طوافَ الوداع، ولا يلزمُه سعيٌ له ولا حلقٌ، إلا المرأةَ الحائِضَ والنُّفساء فلا يلزمُهما طوافُ وداع.
تقبَّل الله منا ومنكم. ثم الصلوات الزاكِيات، والتسليمات الدائمات على أشرف خلقِ الله: محمدِ بن عبد الله، رسولِ الله وخاتمِ أنبيائِه، وعلى آلهِ الطيبين الطاهِرين، وصحابتِه الغُرِّ الميامين، وارضَ اللهم عن الأئمة المهديين والخُلفاء المرضيين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك أجمعين، ومن سارَ على نهجِهم واتبعَ سُنَّتَهم يا رب العالمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتَنا ووُلاةَ أمورنا، وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك، وهيِّئ له البِطانةَ الصالِحةَ، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده لما فيه الخير للعباد والبلاد، واسلُك بهم سبيلَ الرشاد.
اللهم تولَّ ثوابَهم على ما يبذُلونَه لخدمة الحرمين الشريفين، وللحُجَّاج والمُعتمِرين.اللهم جازِ بالخيرات والحسنات من سعَى في خدمة الحَجيج.
اللهم اقبَل من الحُجَّاج حجَّهم، واستجِب دُعاءَهم، اللهم اجعل حجَّهم مبرورًا، وسعيَهم مشكورًا، وذنبَهم مغفورًا، وأعِدهم إلى ديارهم سالِمين غانِمين، اللهم تقبَّل منَّا ومنهم، وثبِّتنا على الحق والهُدى، واختِم لنا بخيرٍ يا أرحم الراحمين.
اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والرِّبا والزنا، والزلازل والمِحَن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطَن.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم اجمَعهم على الحقِّ والهُدى، اللهم احقِن دماءَهم، وآمِنهم في ديارهم، وأرغِد عيشَهم، وأصلِح أحوالَهم، واكبِت عدوَّهم.اللهم انصُر المُستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم انصُرهم في فلسطين، اللهم اجمعهم على الحقِّ يا رب العالمين.
اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك وعبادَك المُؤمنين، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يُعجِزُونَك، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يُعجِزُونَك.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]. اللهم اغفر ذنوبَنا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أمورنا، وبلِّغنا فيما يُرضِيك آمالَنا، ربَّنا اغفر لنا ولوالدِينا ووالدِيهم وذُرِّيَّاتهم، وأزواجنا وذرِّيَّاتنا ومن أحبَّنا فيك ومن أحببناهم فيك، ومن أسدَى إلينا معروفًا إنك سميع الدعاء.
ربَّنا تقبَّل منَّا إنك أنت السميع العليم، وتُب علينا إنك أنت التواب الرحيم. سبحان ربِّك ربِّ العزة عما يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.