العربية
المؤلف | حسان أحمد العماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات - أركان الإيمان |
لم توفر الحضارة الحديثة للإنسان الأمن النفسي، والشعور بالسعادة والطمأنينة، وراحة الضمير، ولم تعالج القلق والاضطرابات النفسية التي حوّلت الحياة إلى جحيم.. كل شيء متوفر.. طعام وعلاج، ومال، ووسائل ترفيه، وراتب شهري، وتعليم جيد، وحقوق مصانة، والتزام بالنفقة على الأولاد، ورعايتهم، وتعليمهم وتأمين مستقبلهم، ومع هذا كله دمَّر القلق النفسي حياتهم، وغزتهم الأمراض النفسية، وتفككت الأسر، وانتشرت الجرائم، وارتفعت معدلات الانتحار ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أنشأ وبَرَا، وخلق الماء والثَّرى، وأبدع كل شيء ذَرَا، لا يغيب عن بصره دبيب النمل في الليل إذا سرى، ولا يعزب عن علمه ما عَنَّ وما طَرَا، اصطفى آدم ثم عفا عمَّا جرى، وابتعث نوحًا فبنى الفُلْك وسرى، ونجَّى الخليل من النار فصار حرها ثرى، أحمده سبحانه ما قُطِع نهارٌ بسيرٍ وليلٌ بسُرًى..
يا أيها الإنسان مهلاً ما الذي | بالله جل جلاله أغراكَ؟ |
فاسجد لمولاك القدير فإنما | لابد يوماً تنتهي دنياكَ |
وتكون في يوم القيامة ماثلاً | تُجزى بما قد قدمتهُ يداكَ |
وأصلي على رسوله محمد المبعوث في أمِّ القُرى، وعلى أبي بكر صاحبه في الدار والغار بلا مِرَا، وعلى عمر المحدَّث عن سرِّه فهو بنور الله يرى، وعلى عثمان زوج ابنته ما كان حديثًا يُفترى، وعلى عليٍّ بحر العلوم وأَسَد الشَّرى وعلى آله وأصحابه مصابيح الدجى وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: عبــاد الله: لقد حدث تطور حضاري غير مسبوق في العالم خلال العقود والسنوات الماضية في جميع مجالات الحياة، في الطب والهندسة والاتصالات والمواصلات وتقنية المعلومات، وفي الجانب المالي والاقتصادي، وفي الجانب التعليمي، وفي الجانب الصناعي والبنى التحتية وبناء المرافق الخدمية، وتم توفير جميع متطلبات الحياة بكل سهولة ويسر، وتم إنشاء الأجهزة الأمنية المتطورة والجيوش المتدربة، ووضعت الخطط، ورُصدت الميزانيات الكبيرة والهائلة من أموال الدول، وبُذلت الجهود المضنية؛ كل ذلك من أجل سعادة الإنسان وراحته..
حتى توفرت للإنسان في كثير من الدول كل أسباب الحياة السعيدة فعنده بيت يأويه وأمن غذائي، وأمن صحي، وضمان اجتماعي له ولأولاده، وحرية فكرية وعلمية وسياسية لا حدود لها، ووسائل ترفيه تتجدد في كل فترة، وأجهزة أمنية توفر له الحماية، وتردع الجريمة قبل حدوثها، واختُرعت الآلات ودُربت الحيوانات..
وهذه الأمور وإن كانت واجبة على الدول تجاه مواطنيها وضرورية لحياة الإنسان؛ إلا أن الحضارة الحديثة لم توفر للإنسان الأمن النفسي، والشعور بالسعادة والطمأنينة، وراحة الضمير، ولم تعالج القلق والاضطرابات النفسية التي حوّلت الحياة إلى جحيم.. كل شيء متوفر.. طعام وعلاج، ومال، ووسائل ترفيه، وراتب شهري، وتعليم جيد، وحقوق مصانة، والتزام بالنفقة على الأولاد، ورعايتهم، وتعليمهم وتأمين مستقبلهم، ومع هذا كله دمَّر القلق النفسي حياتهم، وغزتهم الأمراض النفسية، وتفككت الأسر، وانتشرت الجرائم، وارتفعت معدلات الانتحار ...
حتى أصبح الانتحار مشكلة خطيرة على الصحة العامة في جميع أنحاء العالم؛ حيث يقضي في كل عام أكثر من 800 ألف شخص في مختلف مراحل العمر نحبهم منتحرين، وهو ما يعني حالة انتحار كل 40 ثانية تقريبًا، وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والدول بأكملها بما تحدثه من آثار نفسية واجتماعية وإنسانية..
إنه رقم كبير يفوق عدد الذين يلقون حتفهم من جراء الحروب والصراعات والكوارث وحوادث السيارات والمواصلات ..
يقول ديل كارنيجي في كتابه الشهير "دع القلق وابدأ الحياة": إن كل شخص من عشرة أشخاص في أمريكا مهدَّد بالانهيار العصبي، ومرجع ذلك على العموم هو القلق.. لقد دلت الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن القلق إنما هو القاتل الفعال للأمريكيين الذين يلاقون حتفهم..."..
إن الأمريكيين الذين يموتون من جراء الانتحار كل عام 33.687 ألف حالة، وهو رقم يفوق عدد الذين يموتون بالأمراض المختلفة مجتمعة والحوادث والكوارث وغيرها ..
وفي اليابان بلغ عدد حالات الانتحار عام 2013م ليصل إلى 27.195 ألف حالة، وفي روسيا وكوريا والسويد وإفريقيا وأستراليا والشرق الأوسط وغير ذلك من البلدان..
ولنا أن نتساءل لماذا؟ من المؤكد أن الجواب هو القلق الذي يفقدهم وعيهم ويقلب حياتهم إلى جحيم لا يطاق.. وبدأ الانتحار اليوم كظاهرة تنتشر في البلاد المتقدمة والبلاد الفقير وكل بلد ومجتمع له ظروفه، وإن كان البلاد العربية والإسلامية هي الأقل من حيث العدد بالنسبة للأمراض النفسية والقلق والاكتئاب وحالات الانتحار إلا أنه موجود، وبدأت تظهر بقوة، والأعداد تتزايد عاماً بعد عام ومن دولة لأخرى..
وظهرت العيادات النفسية والأطباء النفسيين، وانتشرت بين المسلمين أمراض السحر والمس الشيطاني، والعلاج بالقرآن والعلاج عند السحرة والمشعوذين، وغير ذلك، وهذا دليل على سوء الأحوال وكثرت المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحروب والنزاعات وقبل ذلك ضعف الإيمان بالله وخواء الروح.
أيها المؤمنون.. عبــاد الله: لقد اهتمت حضارة اليوم بالجسد وتركت الروح والغذاء الروحي الذي يبدأ بالإيمان بالله ربّاً وخالقاً، ورازقاً وحافظاً، وبالاتباع لنبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، والعمل بما جاء في كتاب ربه وفي سنته من توجيهات وإرشادات، وبيان لحقيقة خلق الإنسان وتصوره للكون والحياة وما بعدها، فيدرك المؤمن أن هذا الكون يسير وفق نظام، وأن هناك إلهًا يدبّر أمره، وأن حياته ليست ملكًا له.. بل هي ملك لخالقها –سبحانه- الذي بيده الأمر والنهي والضر والنفع والحياة والموت، وما عليه إلا الاستقامة على دين الله في كل أحواله، فيجد الأمن النفسي والراحة حتى وإن كان يعيش في ظل أمواج الفتن والابتلاءات والفقر والحاجة فيدفع ذلك بالأسباب ويرضى بأقدار الله.. قال تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)[النحل: 112]..
نعم.. قرية آمنة.. عندها كل أسباب الأمن الحسي والأمن النفسي لكن كفران النعم وعدم شكر المنعم –سبحانه- سبب لزوال النعم وحلول النقم، وذهاب الراحة النفسية والأمن النفسي الذي وجده إبراهيم بن أدهم -رحمه الله- حتى فقال عنه: "والله أنا في سعادة لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليها بالسيوف".. أتدرون متى قال ذلك؟ بعد أن فرغ من أكل كُسيرات يابسات من خبز ثم شرب من نهر دجلة..!!
وقال بعض الصالحين: "مساكين أهل الدنيا ! خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل له: وما هو؟ قال: معرفة الله عز وجل والأنس به"... هذا الأمن النفسي وجده إبراهيم -عليه السلام- وزوجه هاجر فعندما رزق بالولد الأول وهو إسماعيل -عليه السلام- أمره ربه بأن يهاجر من فلسطين مع زوجته وابنه الرضيع إلى وادٍ مترامِ الأطراف لا ماء فيه ولا طعام و لا شجر، ولا يوجد فيه أحد من البشر حتى إذا وصل إلى ذلك المكان ترك زوجته وابنه الرضيع، وترك لهما قليلاً من الماء وبعض حباتٍ من التمر، وعاد بأمر ربه إلى فلسطين، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه أحد ولا شيء فيه؟!
قالت ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها حتى لا يتأثر بالعاطفة ويحن عليهما وينسى أمر ربه فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت: إذًا لا يضيعنا...
يا لها من كلمة عظيمةٌ تنبئ عن إيمان عميق وتوكل عظيم وثقة لا حدود لها بخالق الأرض والسماوات.. وعندما سُئل حاتم الأصم: علام بنيت أمرك؟ -أي :كيف بنيت حياتك وما سبب سعادتك واطمئنانك-، قال على أربع خصال: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي.. وعلمت أن عملي لا بقوم به غيري فأنا مشغول به... وعلمت أن الموت يأتيني بغتة فأنا أبادره... وعلمت أني لا أخلو من عين الله -عزّ وجلّ- حيث كنت، فأنا أستحي منه..
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) [الفتح:4].
إنه الإيمان!! يحقق الأمن النفسي، ويعالج القلق والاضطرابات، فهو يزرع في النفوس عقيدة راسخة تعالج أهم القضايا التي يعاني منها الفرد، قضية الخوف على فوات الرزق، وقضية الخوف من المستقبل المجهول، فجاء الإيمان ليبين لكل فرد أن الرزق بيد الله، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، وأنه لا يستطيع أحد مهما بلغت قوته وقدرته وأسلحته أن يسلبك شيئاً من رزقك ولو كان شيئاً يسيراً...
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر:3]، وقال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود:6]، وقال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "إن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب" [السلسلة (2866)].
وقال صلى الله عليه وسلم: "لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت" (حسنه الألباني: 950)..
وأما الخوف من المجهول، ومن المستقبل الذي أرَّق الناس وجلب لهم القلق والهم، فإن الإيمان عقيدة تنفث في روع المسلم وخلده أن كل شيء في هذا الكون بيد الله، وأنه لن يحدث أمر من خير أو شر إلا بقدر الله، وأن ما قدَّره الله وقضاه واقع لا محالة قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد: 22-23]...
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا، فقال: "يا غلام! إني أُعلمك كلمات؛ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف"(رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)...
ومن آمن بقدَر الله وقدرته ومشيئته، وأدرك عجزَهُ، وحاجته إلى خالقه -تعالى-، فهو يصدق في توكلِّه على ربَّه، ويأخذ بالأسباب التي خلقها الله، ويطلب من ربه العون والسداد.. والمؤمن يردد في يقين قوله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 51]...
اللهم إنا نسألك إيماناً خالصاً ويقيناً صادقاً..قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..
الخطـبة الثانية:
عبـاد الله: ومن وسائل تحقيق الاستقرار النفسي وعلاج الهموم والقلق التسلّح بالإيمان المقرون بالعمل الصالح، قال الله –تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل: 97]، ومن ذلك المحافظة على الطاعات والعبادات.. من صلاة وصيام، وصدقة وقراءة للقرآن، وغيرها، مع كثرة الدعاء واللجوء إلى الله، والتوكل عليه، ويكون علاج هذه الأمراض بالعمل والكسب، وطلب العلم، وتعلم أي صنعة أو حرفة، والبعد عن الفراغ فالسعداء هم أكثر الناس عملاً وإنتاجاً..
ومن هذه الوسائل: المحافظة على ذكر الله والاستغفار وقراءة القرآن والصلاة.. عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى" (رواه أبو داود / وحسنه في صحيح الجامع 4703).
ثم إن على المسلم أن يكثر من ذكر الموت؛ فإنه علاج ودواء لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا ذكر هادم اللذات: الموت فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسَّعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيَّقها عليه" (صحيح الجامع 1211)..
وعلى المسلم أن يتذكر الآخرة؛ ليصبر على الطاعة، ويثبت على الحق، ويرضى بما قدَّر الله، ويدرك جيداً أن الأمن الحقيقي للنفوس هو الفوز برضوان الله وجنته، فتطمئن نفسه قال تعالى: (أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[فصلت40]..
ومن ذلك: كثرة الصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- القائل في ذلك سبحانه: (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب:56]، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وارض اللهم عن بقية الصحابة والقرابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين..
اللهم ارزقنا الأمن والأمان والراحة والسلام واجعلنا من الراشدين.. والحمد لله رب العالمين.