البحث

عبارات مقترحة:

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

إسعاف آيات وأحاديث مختارة تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة

العربية

المؤلف خالد بن علي أبا الخيل
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. آيات وأحاديث تحض على الزهد في الدنيا .

اقتباس

السُّنّة والقرآن قرينان لا ينفكان، هما السببان المنجيان من النيران والطريقان الموصلان إلى الجنان وإلى رضا الرحمن. وكما أُمرنا بتلاوة القرآن أُمرنا بتلاوة سُنة ولد عدنان، ومن الجفاء والإعراض عن السنة تلاوة وتعلمًا وحكمًا، فهي الوحي الرباني والأصل الثاني، وقد قال الله –سبحانه- لأفضل نساء الأمة: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)، فإليكم الجزء الأول من آيات ذاكرة وأحاديث مختارة تزهّد في الدنيا، وترغّب في الآخرة دون تعليق أو إشارة، فكفى بالسنة أوضح عبارة لاسيما الزهادة في الدنيا والعمل للآخرة فكفى بالقرآن والسنة عبرة وفائدة وحكمة..

الخطبة الأولى:

الحمد لله له الحكمة والسنة وله الفضل والمنة وأشهد أن لا إله إلا الله القائل (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) [الأحزاب:34].

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الموحى إليه الكتاب والسنة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لمنهجه وسنته.

 أما بعد: فاتقوا ربكم وأطيعوا رسولكم، وتمسكوا بإسلامكم وجاهدوا أنفسكم فالسعيد من بات عاملا وأصبح مجاهدا وأمسى مستغفرا.

أيها الناس: السُّنة والقرآن قرينان لا ينفكان، هما السببان المنجيان من النيران والطريقان الموصلان إلى الجنان وإلى رضا الرحمن.

أخي تدري أين طريق الجنة

طريقها الكتاب ثم السنة

وكما أُمرنا بتلاوة القرآن أُمرنا بتلاوة سُنة ولد عدنان، ومن الجفاء والإعراض عن السنة تلاوة وتعلمًا وحكمًا، فهي الوحي الرباني والأصل الثاني، وقد قال الله –سبحانه- لأفضل نساء الأمة: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) [الأحزاب:34].

فإليكم الجزء الأول من آيات ذاكرة وأحاديث مختارة تزهّد في الدنيا، وترغّب في الآخرة دون تعليق أو إشارة، فكفى بالسنة أوضح عبارة لاسيما الزهادة في الدنيا والعمل للآخرة فكفى بالقرآن والسنة عبرة وفائدة وحكمة.

فأترككم معها لتستنشقوا عبيرها وتعيشوا أجواءها وإيمانياتها، فالسنة تفسّر القرآن وتعبر عنه وتدل عليه والسنة كالقرآن في الوعظ والذكر والبيان.

قال الله تعالى: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [يونس:24].

وقال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا) [الكهف:45] (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) [الكهف:46].

وقال تعالى (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد:20].

(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [آل عمران:14].

وقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [فاطر:5].

وقال تعالى (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر:8].

وعن عمرو بن أوس الأنصاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث أبا عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدما بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله، فلما صلى رسول الله انصرف فتعرضوا له فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين رآهم، ثم قال: "أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين"؟ فقالوا: أجل يا رسول الله، فقال: "أَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ".

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر وجلسنا حوله فقال: "إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا" متفق عليه.

وعنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا, فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا, وَاتَّقُوا النِّسَاءَ" (رواه مسلم).

عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ‏ ".

وعنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاَثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ، وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ" متفق عليه.

وعنه -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ فَيُقَالُ: لَهُ يَا ابْنَ آدَمَ هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ" (رواه مسلم).

وعن المستورد بن شداد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَا يَرْجِعُ" (رواه مسلم).

وعن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مرّ بالسوق والناس كَنَفَتَيْه, فمر بجدي أسكَّ ميت, فتناوله بأذنه, ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء, وما نصنع به؟ قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حياً كان عيباً فيه لأنه أسك, فكيف وهو ميت؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم" (رواه مسلم).

وعن أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- قال: كنتُ أمشي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في حرة المدينة فاستقبَلَنا أُحدٌ، فقال: «يا أبا ذر" فقلت: لبيك يا رسول الله، قال: «ما يَسرُّني أن عندي مثل أُحد ذهبًا تمضي علي ثالِثة وعندي منه دينار، إلا شيئًا أرصده لدَيْن إلا أن أقول به في عباد الله هكذا، وهكذا، وهكذا" عن يَمينه وعن شماله ومِن خلفه، ثم مشَى فقال: "إن الأكثرين هم الأَقلُّون يوم القيامة، إلا مَن قال هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومِن خلفه، وقليلٌ ما هم"، ثم قال: "مكانك لا تَبرحْ حتى آتيك"، ثم انطلَق في سواد الليل حتى توارى فسمعتُ صوتًا قد ارتفَع فتخوَّفتُ أن يكون قد عرَضَ للنبي -صلى الله عليه وسلم- فأردتُ أن آتيه، فذكرتُ قوله لي: "لا تبرَح حتى آتيك"؛ فلم أبرح حتى أتاني، فقلتُ: يا رسول الله، لقد سمعتُ صوتًا تخوَّفتُ فذكرتُ له، فقال: "وهل سمعتَه؟"، قلت: نعم، قال: "ذلك جبريل أتاني فقال: مَن مات مِن أمتك لا يُشرِك بالله شيئًا، دخل الجنة"، قلت: وإن زنى؟ وإن سرَق؟ قال: "وإن زنى، وإن سرق" متفق عليه.

وعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا لَسَرَّنِي أَنْ لا تَمُرَّ عَلَيَّ ثَلاثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ إِلا شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ".

وعنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ".

وعنه قال: "لَقَدْ رَأَيْتُ سَبْعِينَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ رِدَاءٌ إِمَّا إِزَارٌ وَإِمَّا كِسَاءٌ، قَدْ رَبَطُوا فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ نِصْفَ السَّاقَيْنِ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ، فَيَجْمَعُهُ بِيَدِهِ كَرَاهِيَةَ أَنْ تُرَى عَوْرَتُهُ".

وعنه قال: قال -صلى الله عليه وسلم- " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ".

وعن ابن عمر قال: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَنْكِبِي فَقَالَ: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ" وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ".

وعن النعمان بن بشير قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَذَكَرَ مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا: "لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي، مَا عِنْدَهُ مَا يَمْلأُ بَطْنَهُ مِنَ الدَّقَلِ !" والدقل هو رديء التمر.

عن عائشة قالت: "توفّي رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- وَمَا فِي رفي من شَيْء يَأْكُلهُ ذُو كبد إِلَّا شطر شعير فِي رفّ لي، فَأكلت مِنْهُ حَتَّى طَال عَليّ، فكِلْته ففني" متفق عليه.

وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، خَتَنِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, أَخِي جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: "وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ مَوْتِهِ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا أَيَّ شَيْءٍ إِلا بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَسِلاحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً".

عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ فَمِنَّا مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا، وَإِنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ مَاتَ, وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا ثَوْبًا كَانُوا إِذَا غَطَّوْا بِهِ رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غُطِّى بِهَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "غَطُّوا رَأْسَهُ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ الْإِذْخِرَ" وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا.

وعن سهل بن سعد بن الساعدي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ الله جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ" (رواه الترمذي وقال حديث صحيح).

سمعتم ما سمعتم من كتاب الله وسنة رسول الله فاستغفروا الله يغفر لكم عباد الله..

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " مَرَّ عَلَيْنَا النَّبِيُّ، -صلى الله عليه وسلم-، وَنَحْنُ نُعَالِجُ خُصًّا لَنَا، فَقَالَ: "مَا هَذَا؟" فَقُلْنَا: خُصٌّ لَنَا وَهَى , فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ، فَقَالَ: "مَا أَرَى الأَمْرَ إِلا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ " (رواه أبو داوود والترمذي).

وعن كعب بن عياض -رضي الله عنه- قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- "يَقُولُ إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ" (رواه الترمذي).

عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَفّانَ عَنْ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَيْسَ لابنِ آدَمَ حَقٌ فِي سِوَى هذِهِ الخِصَالِ: بَيْتٍ يَسْكُنُهُ، وَثَوْبٍ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفِ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ" (رواه الترمذي).

وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ مُطَرِّف عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْت النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقْرَأ " أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُر " قَالَ: "يَقُول اِبْن آدَم: مَالِي مَالِي ! وَهَلْ لَك يَا بْن آدَم مِنْ مَالك إِلَّا مَا أَكَلْت فَأَفْنَيْت, أَوْ لَبِسْت فَأَبْلَيْت , أَوْ تَصَدَّقْت فَأَمْضَيْت".

وعن كعب بن مالك قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ" (رواه الترمذي).

وعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال " نَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً، فَقَالَ: "مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا" (رواه الترمذي).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَدْخُلُ الفُقَراءُ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمائَةِ عَامٍ" (رواه الترمذي).

وعن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ" متفق عليه.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهِ بَاطِلٌ" متفق عليه

وللحديث من السنة بقية في جمعة قادمة بإذن الله..

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد وأتموا صلوا على خير البرية تغنموا..