القدوس
كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...
العربية
المؤلف | ملتقى الخطباء - الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
إن على كل واحد منا استغلال الدور الذي تلعبه العادة في تطوير نفسه، وتنمية قدراته، بتكرار الفعل الحسن، وممارسته، وبذلك تتعلق نفسه به، شَعُر أو لم يشعر، فيكتسبه عادةً، واكتساب العادة الحسنة يتطلب صبراً ومرانا ودُربة، ومع مرور الزمن تصبح أمرا ميسورا...
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ للهِ مَا تَعَاقَبَتِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامُ، وَطُوِيَتِ السِّنُونَ وَالأَعْوَامُ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الشُّكْرُ عَلَى مِنَنِهِ العِظَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اخْتَصَّهُ اللهُ بِشَرَفِ المَنْزِلَةِ وَالمَقَامِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَعْلامِ الأَنَامِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمْ تَسلِيمًا كَثِيرًا مَعَ مَزِيدِ تَأْيِيدٍ وَتَجْدِيدٍ وَدَوَامٍ.
أما بعد:
عباد الله: حديثنا اليوم عن أسلوب تربوي هام، يعد من أساليب التربية العظام، ويزيده شرفاً وسمواً استخدام أفضل الخلق له -عليه الصلاة والسلام- إنه أسلوب التربية بالعادة.
لقد أجرى العلماءُ تجربةً بوضع ضفدع في إناءٍ ماؤه حارّ، فقفز قفَزات ليخرج, ثم وضعوا ضفدعاً في ماء عادي الحرارة ورفعوها بالتدريج، فوجدوا أن الضفدع ظل في الماء حتى مات، دون أدنى محاولة للخروج, هذه التجربة أوضحت خطورة الاعتياد، وأثر العادة الكبير غير المحسوس.
لقد فسر العلماء ما حدث بأن الجهاز العصبي للضفدع لا يستجيب إلا للتغيرات الفجائية الحادة، أما التغير البطيء على المدى الطويل، فإنه لا يستجيب له استجابة تذكر, وهذا، بالضبط ما يفسر لك التغيرات الضخمة التي تحدث في السلوك الاجتماعي على المدى الطويل؛ ولهذا فإن العادة من أهم وسائل التربية، إيجابية كانت أم سلبية.
إن المرء إذا اعتاد على فعلٍ معين فإنه سيعمله بدون مَشَقَّة, فالعادةُ تجعل الأمور سهلة ميسورة، وفي الإنسان مقدرة فطرية على الاعتياد، ولولا العادة لقضينا العمر كله نتعلم الكلام.
لأجل كل ذلك اهتم الإسلام بالعادة كوسيلة تربوية، فعمل على اجتثاث سيِّئها، كُلِيَّةً أو تَدَرُّجاً, وانبعاثِ خيِّرها، تنميةً أو إيجاداً.
إن العادة تؤدي مهمة خطيرة في حياة البشرية، ولم يكن المشركون يعبدون الأصنام ويتقربون لها بالقرابين إلا لعادة منهم توارثوها، ثم لم يكن منطقهم الذي دافعوا به عن عبادتهم تلك إلا قولهم: إنها عاداتنا وتقاليدنا! (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) [الزخرف : 22] ، (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) [الزخرف : 23].
لقد توارث هؤلاء عادات اجتماعية سيئة، فوأدوا البنات، وشربوا الخمر، ومارسوا البغاء، وتعاطوا الربا, وَقطَعوا السُّبْلَ وعاثُوا بها وحَلَّلُوا سفْكَ الدِّمَاءِ الحرامْ.
عاداتُ سُوءٍ رضعوا ثدْيَها | فاستصْعَبوا بعْد الرِّضاعِ الفِطامْ |
فعمل الإسلام، فور مجيئه، على فطامهم من تلك العادات السيئة، فمنها ما قام باجتثاثه كلِّيَّة بلا تدرُّج، ومنها ما احتاجت إزالته إلى تدرُّج، ومن الأمور التي اجتثها الإسلام بحسم وعزم، وبلا تدرج أو تباطؤ، مسائل الاعتقاد، ووأد البنات، والعادات النفسية الخبيثة.
أما مسائل الاعتقاد فهي مثل خبيث الأورام، لا علاج لها إلا بالاستئصال الكامل الشامل، وإلاّ تداعى الجسم كله لها، وضاع جميعه؛ ولهذا كانت الدعوةُ للتوحيد والعقيدة الناصعة الساطعة، دعوةً حاسمةً قاطعة، لا لبس فيها ولا غموض، ولا مواربة ولا مداهنة, ثم إن النفس الموحِّدة المؤمنة هي التي تستجيب للموعظة، وتنفعل بها، فتتخلص من العادات السيئة بسهولة ويسر.
ومن العادات الاجتماعية التي استأصل الإسلام شأفتها كلية: وأدُ البنات، فتلك العادة لا تستحق الإبطاء، إذ تزهق بها أرواح بريئة، وتتقطع بها نياط قلوب شفيقة، فتثكل الأمهات لا لسبب إلا لعادة تكشف عما في القلوب من شر مستطير، وسوء كثير، عادة ذميمة ما أنزل الله بها من سلطان.
يقول شاعر جاهلي متأثر بتلك الجاهلية البغيضة:
وإن تُعطَ الإناث فأيُّ بُؤسٍ | تبيَّنَ في وجُوهٍ مُقسَّماتِ |
ولسْنَ بدافعاتٍ يومَ حرْبٍ ولا | في غارة متَغَشِّماتِ |
ودفنٌ، والحَوادثُ مُفْجِعَاتٌ | لإحداهنَّ إحدَى المَكْرُماتِ |
يَلِدْنَ أعادياً ويكُنَّ عاراً | إذا أمسينَ في المتهضِّماتِ |
فنفَّر الإسلام من وأد البنات أيما تنفير، ونهى نهياً قاطعا عنه، فاجتث تلك العادة من جذورها (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) [التكوير 8: 9] ، (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [النحل 58: 59] ، (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) [الأنعام : 151] (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) [الأنعام : 140].
ومما يحتاج للاستئصال كليةً، العاداتُ النفسية الخبيثة، كالكِبْر والحسد والغيبة والنميمة والكذب، ذلك لأنَّ الموعظة قد تقلب كيان الشخص الذي يعاني من مثل تلك العادات، وبخاصة إذا كان الإيمان قد خالط بشاشة قلبه، فيستجيب لتلك الموعظة دون معاناة، وتسكن نفسه إليها.
إن كل العادات السيئة السابقة التي ألغاها الإسلام بلا تدرج، هي عادات فردية وجدانية، بمعنى أنها لا ترتبط بأحوال اجتماعية واقتصادية متشابكة، كالخمر والزنا والربا والرق، فهذه عادات لا يمكن حسمها في لحظة واحدة، لذلك تدرج الإسلام في محاربتها إلى أن حرَّمها، أو أخَّر تحريمها لحين نضوج المجتمع المسلم، كالربا، الذي تأخر تحريمه حتى العام الهجري العاشر.
فإذا أخذنا عادة شرب الخمر مثالاً، نجد أول إشارة لتحريم الخمر كانت في قول الله تعالى: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [النحل : 67].
ففصل التنزيل بين السُّكر والرزق الحسن، فالذين يعقلون يعلمون أن في هذا إشارة لطيفة بأنها ستحرم يوما ما! ثم كانت الإشارة الثانية في قول الله -عز وجل- (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) [البقرة : 219].
وهي مرحلة إقناع عقلي ووجداني، لتتحول النفوس عما تألف وتعتاد, ثم كانت الإشارة الثالثة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ) [النساء : 43]، ولقد كان في هذا إبطال لشرب الخمر في الواقع، إذ أنه لا يستطيع الإنسان، عملياً، أن يشرب ثم يفيق قبل وقت الصلاة! ثم جاءت الخطوة الحاسمة في التحريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة : 90].
أيها المسلمون: لقد اهتم الإسلام بتنمية العادات الطيبة التي كانت سائدة قبله، فلقد كانت عند العرب أخلاق كريمة، كالصدق والكرم والشجاعة والنجدة والوفاء وإكرام الضيف وعزة النفس وغير ذلك.
قال طرَفة بن العبد الوائلي:
والصِّدق يألفه الكريم المُرْتَجَى | والكذْب يألفه الدنيُّ الأخْيَبُ |
وقال الآخَر:
لنا الجفَناتُ الغُرُّ يلمعن بالضحى | وأسيافنا يقطرن من نجدة دما |
وقال أعرابي:
وكنت إذا صَحِبْتُ خيار قوم | صحبتهمُ وشيمتيَ الوفاءُ |
ومثل هذا الشعر الجاهلي يخبرنا عن مكارم أخلاق كان عليها العرب، أما الإسلام فقد أبقاها وحث عليها، لكنه ربطها بالدين ربطاً يهون على فاعليها مشقتها، ويكفيهم مؤونتها، إذ يحتسبون الأجر عند الله تعالى، ويمارسون تلك العادات ابتغاء رضوان الله -جل شأنه- فربط الإسلام بين القلب البشري وبارئه وخالقه -سبحانه-.
لقد جدّت بالإسلام عادات واستحدثت؛ كالصلاة لله، وصيام شهر رمضان، وعدم التحزب والتعصب، وحفظ الحقوق المالية للنساء والأيتام، وإكرام المرأة، وغير ذلك.
لقد جاء الإسلام مزيلاً للعادات السيئة، ومكملاً لمكارم الأخلاق، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ" [ مسند الشهاب (1165) ]، وفي رواية أخرى: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ" [ أحمد (8952) ].
ولقد قام بفضل الله -عز وجل- مجتمع مثالي قوامه العادات الحسنة، تتجلى فيه الفضيلة، وتنتشر انتشاراً مفرحاً، وتنمحي منه الرذيلة، ولا تمارس إلا خُفية واستتارا.
لقد أصبحت العادة عبادة، ولهذا كان من منهج الإسلام التذكير الدائم بالهدف، والربط الدائم بين السلوك والنية.
عباد الله: ما أيسر أن يتوافد الناس إلى المسجد بعد سماع النداء! وما أيسر أن يمتنعوا عن الطعام والشراب أيام شهر بأكمله! وما أيسر أن يذهب المرء إلى ساحة الوغى مجاهداً في سبيل الله -عز وجل-.
إن هذا أو ذاك لم يكن ليحدث لولا أنه أصبح من عادات المسلمين المعروفة المألوفة، فالعادة توفر الجهد، وتزيل المشقة، لذا استخدمها الإسلام كوسيلة تربوية، قام الخير بها، ولا يزال.
قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي جعل الصلاة والصيام والقيام من عاداتنا المتأصلة فينا، ونسأله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلاة وسلاماً دائمين على رسولنا الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
أما بعد:
أيها الناس: مما ينبغي أن يستثير انتباه المربين، أن أعداء ديننا الحنيف، لمّا علموا من تأثير العادة وقيمتها التربوية، ظلوا يدفعون الناس إلى اتجاه معاكس، بدهاء بالغ، كي يحولوا العبادات إلى عادات، وللأسف؛ فإن البعض استجاب لهم، فعندهم:
أصبح الحج نزهة والليالي | قمة اللهو قبل في رمضانِ |
والذي كان مُفطِرا فيه أقوى | فرحا في عيد من الصبيانِ! |
فبعد أن كانت عادة الناس في رمضان إحياء الخير، صارت عادات بعضهم إحياء الموائد، ومتابعة وسائل الإعلام التي تستعد لرمضان استعداداً سيئاً، فتكثف فيه الملهيات, ونحمد الله على أن الخير ما زال موجودا، والقيام ما زال مشهوداً، لكن ينبغي أخذ الحِذْر، والعمل الجاد الدؤوب، الذي يضع العبادات في مكانها الصحيح في القلوب.
إن على كل واحد منا استغلال الدور الذي تلعبه العادة في تطوير نفسه، وتنمية قدراته، بتكرار الفعل الحسن، وممارسته، وبذلك تتعلق نفسه به، شَعُر أو لم يشعر، فيكتسبه عادةً، واكتساب العادة الحسنة يتطلب صبراً ومرانا ودُربة، ومع مرور الزمن تصبح أمرا ميسورا.
وقديما قال الشاعر: "لكل امرئ من دهره ما تعودا"، فليس من العسير أن يعوِّدَ المرء نفسَه على معالي الأمور، فيألفها وتألفه، فمن طبيعة الإنسان أنه يألف ويؤلف، وفي المأثور: "الإنسان ابن عادته، والكريم يألف الكمالات"، وها هي أنفسنا رهن أمرنا، (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس 9: 10].
والنفس إن أتبعتها هواها | فاغرة نحو هواها فاها |
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ" [ المعجم الأوسط (2663) ]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ" [البخاري (1469)]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "الْخَيْرُ عَادَةٌ، وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ، وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" [ ابن ماجة (221)].
صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب : 56]. .