المتكبر
كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...
العربية
المؤلف | خالد بن علي أبا الخيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
ومن سمات المعروف وصنعه لكل محتاج وملهوف: أن يبادر إلى حاجة أخيه وقضائها ولو لم يردها ويطلبها، فإذا علمت بحاجة أخيك، فبادر لصنع المعروف وبرك بأخيك. جاء مدين إلى سفيان بن عيينة يسأله العون على قضاء حاجاته فأعانه، ثم بكى فقالت له زوجته: ما يبكيك؟ فقال: "أبكي أن احتاج أخي فلم أشعر بحاجاته حتى سألني". فإذا علمت أو مرت عليك معاملة، وعندك نصح وتوجيه، فابذلها لأخيك بعلمه أو بغير علمه إن كانت مصلحة محققة..
الخطبة الأولى:
الحمد لله...
يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلينَ، يَا مَنْ لَيْسَ مَعَهُ رَبٌّ يُدْعَى، يَا مَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ خَالِقٌ يُخْشَى يَا مَنْ لَيْسَ دُونَهُ إِلَهٌ يُتَّقَى، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ وَزِيرٌ يُرْشَى يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ نَدِيمٌ يَغْشَى، يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجِبٌ يُنَادَى يَا مَنْ لَا يَزْدَادُ عَلَى كَثْرَةِ السُّؤَالِ إِلَّا كَرَماً وَجُوداً يَا مَنْ لَا يَزْدَادُ عَلَى عِظَمِ الذُّنُوبِ إِلَّا رَحْمَةً وَعَفْواً ، حمدًا لك حمدا يا ربنا..
وأشهد أن لا إله إلا الله إله من في الأرض ومن في السماء، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أكرم عبد سأل ودعا.
أما بعد: فاتقوا رب الأرض والسماء تفوزوا في الدنيا والأخرى، فالتقوى عز وتمكين وهدى وواحة إيمان وصفاء، من أراد تفريج كربه وتنفيس همه وقضاء دينه وشفاء مرضه وقضاء حاجاته وصلاح زوجه وهداية ولده ورضا ربه فعليه بتقوى الله وصلاح قلبه.
أيها المسلمون: مضى معنا في الجمعة الماضية الحلقة الأولى بذل المعروف في صنائع المعروف، أنواع المعروف وثوابه وثماره والعطاء المألوف، ومعنا ما وعدنا الحلقة الثانية والخطبة التالية "آداب وسمات وأخلاق وصفات صناع المعروف المصنوع له والملهوف".
أيها المسلمون: أما صانع المعروف فإليه الآداب والخلوف: إخلاصه وإسراره وعدم العوض وانتظاره وانتظار المدح وجزاءه، قال الله -جل جلاله-: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا) [الإنسان:9]، وقال سبحانه: (إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ).
ومن السبعة "رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" (رواه الشيخان عليهما رحمة الله).
ولهذا من صنع معروفا وتعجل أجره فله ما نوى، وربما باء بإثمه، فعند أحمد في مسنده لما سأل عدي بن حاتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المعروف والخير الذي كان يصنعه أبوه بالجاهلية ابتغاء المدح والذكر الحسن، قال له: "إن أباك أراد شيئا فأدركه".
بل جاء الوعيد لمن تقصد قبول ذلك فعند أبو داوود -رحمه الله-: "من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا"، فهذا من تقصد واشترط لا مَن أُهدي له من غير شرط وشرط.
ومن علامات الإخلاص في بذل المعروف: استواء المدح والذم، ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال.
ومن الآداب أمة السنة والكتاب: أن يبذله لمن يستحقه من إنسان أو بر أو فاجر، أو حيوان بأن يبذله لكل ضعيف محتاج أو قريب أو أقرب صاحب دين ومنهاج.
ومن تلك الآداب أيها الإخوة والأصحاب: أن يستر معروفه، وهذا أدعى للإخلاص وعظيم المثوبة.
سمع ابن سرين رجلاً يقول لرجل: فعلت إليك وفعلت إليك، فقال ابن سرين: "اسكت فلا خير في المعروف إذا أُحصي".
وقالت العرب: إذا صنعت المعروف فاستر وإذا صُنع لك فانشر.
ومن آدابه: استصغاره وعدم المن به فالمن سبب لضياعه وحبوطه قال سبحانه (لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى)، وقال سبحانه (وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ) [المدثر:6]، والمان بالمعروف أحد الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم كما رواه مسلم -رحمه الله-.
وقد قيل: المنة تهدم الصنعة.
أفسدت بالمن ما أسديت من عمل | ليس الكريم من أسدى بمنان |
فبعض الناس يخدم الناس لكن يمنّ به على من خدمه بذكره بين الفينة والأخرى، أو إذا حصل فراق وجفاء فتح ملفات المعروف وأفشى أو إذا ذُكر في مجلس ما، قلت قادحًا ذامًّا: سبق أن صنعت له معروفًا وإحسانًا.
ومن آدابه وحسن صنعه وصفاته أن يعلم صانع المعروف أنه يعامل الله بالمعروف فبذلك لا ينظر في أيّ وادٍ صنعه ولا فيمن صنعه وسواء شكر عليه أم لا فهو يعامل الله فينتج عند ذلك الصدق والإحسان والإخلاص والصبر دون منّ وامتنان.
فيا صاحب المعروف عاملْ ربك في معروفك، ولا تنظر إلى ما بين يديك من صغير أو كبير من ضعيف أو غني أو فقير.
وعلى صانع المعروف ألا يستصغر شأن صنع المعروف، وهو صغير في عينك عظيم عند ربك، ورب عمل صغير كبرته النية.
وفي الصحيحين يقول سيد الثقلين: "لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس".
وفي الصحيح: "ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق".
وفي الصحيح "كل معروف صدقة".
وفي الصحيح "لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة".
واستمعوا إلى تلك القصة العجيبة والحادثة الغريبة حدثت في وقت النبوة، تقول عائشة: "جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار".
ومن تلك الآداب -وفقكم للبر والصواب- نسيان المعروف، وهذه مرتبة عالية ومنزلة رفيعة، وهي أن تنسى ما يصدر منك من إحسان حتى كأنه لم يصدر لإنسان، قال رجل لبنيه: "إذا اتخذتم عند رجل يدًا فانسوها فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره".
ومن سمات المعروف وصنعه لكل محتاج وملهوف: أن يبادر إلى حاجة أخيه وقضائها ولو لم يردها ويطلبها فإذا علمت بحاجة أخيك، فبادر لصنع المعروف وبرك بأخيك.
جاء مدين إلى سفيان بن عيينة يسأله العون على قضاء حاجاته فأعانه، ثم بكى فقالت له زوجته: ما يبكيك؟ فقال "أبكي أن احتاج أخي فلم أشعر بحاجاته حتى سألني".
فإذا علمت أو مرت عليك معاملة، وعندك نصح وتوجيه، فابذلها لأخيك بعلمه أو بغير علمه إن كانت مصلحة محققة.
ومن ذلك المبادرة إلى صنعه والمسارعة بالخير والمسابقة فلاحظ (فَاسْتَبِقُواْ) (فَاسْتَبِقُواْ) (سَابِقُوا)، وفي السنة "التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة".
فَيَوْمُكَ إِنْ أَغْنَيْتَهُ عَادَ نَفْعُهُ عَلَيْكَ | وَمَاضِي الأَمْسِ لَيْسَ يَعُودُ |
ولا تُرجِ فعلَ الخيرِ يومًا إلى غدٍ | لعلَّ غدًا يأتي وأنت فَقِيدُ |
فتعجيل المعروف من المسارعة للخيرات وفعل الطاعات، قال ابن عباس: "لا يَتِمُّ المَعْرُوفُ إلَّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ: تَعْجِيلُهُ وتَصْغِيرُهُ وسَتْرُهُ، فإِذا عَجَّلْتَهُ هَنَّأْتَهُ، وإذَا صَغَّرْتَهُ عَظَّمْتَهُ، وإِذَا سَتَرْتَهُ أَتْمَمْتَهُ".
وفي تعجيله أيها الإخوة فائدتان؛ فائدة للصانع مبادرة ومصارعة فقد فتح لك من الخير نافذة وفائدة للمصنوع له وهو كما قال ابن عباس "هنأته" بمعنى أفرحته وأسعدته وقضيت حاجاته ونهمته، فأدخلت عليه سرورا، فلاحت تلك الدعوات والمسرات لمن صنع له معروفا وخيرات وكذا الإحسان على صنعه وعلى بذله وصنعه لمن يستحقه ولمن لا يستحقه وصنعه ونسيانه وعدم الترفع عليه والاستعجال في صنعه، وعدم النظر إلى المصنوع له، ومن أي طبقة يكون منه فبعض الناس يصنع للكبار وينسى الصغار، يصنع لأهل الرتبة العلية وينسى أهل المسكنة والضعفة، يصنع لمن يحمده وينسى من يدعو له أو من تولى منصبًا وجاهًا فجعل يستغل بالمعروف أناسًا دون أناس، وأشخاصًا لهم مصالح دون أشخاص، فالمعروف لا يفرق في الأداء ويُفعل لكل شخص احتاجه، ولا يربط المعروف بمصالحه.
واحذر استحقار من تصنع له، فتهدم أجرك وتفوت حسناتك، فرب حقير فيه الأجر الكبير، ورب كبير صغّره سوء النية والتدبير، وحذارِ استحقار أي معروف باستصغاره، فرب عمل كبير مردود، ورب عمل صغير مقبول محمود.
ولا تنظر تلك الدعوات والكلمات الطيبات، فبعض الناس يحسن لأجل أن يدعو له المؤمن، وآخر يحسن ليسمع الثناء والكلام الحسن، أو يحسن ليُذْكَر عبر الصحف والمجلات ويثنى عليه هنا وهنالك في الجلسات.
ومن المحذورات: اصطناع المعروف والخيرات: عدم الترفع والاستكبار ورؤية صاحبه باستحقار، فبعض الناس يصنع المعروف للناس لكن بعلو وتكبر والتماس، ويرى حاجة الناس إليه فيذلهم ويستعبدهم.
ومن الآداب: أنك إذا أبغضت شخصا أو كان لك عدوا فاصنع المعروف فيه لتزول تلك الشحناء والبغضاء.
"قام رجل من مجلس خالد بن عبد الله القسري، فقال خالد: إني لأبغض هذا الرجل، وما له إليّ من ذنب، فقال رجل من القوم: أوْلِه أيها الأمير معروفًا. ففعل؛ فما لبث أن خفّ على قلبه، وصار أحد جلسائه"
فأكبر معين للمتخاصمين: المعروف والإحسان؛ يسل سخيمة الجنان.
ومن الآداب أمة العقل واللباب أن من شرع فيه عليه أن يكمله ويتمه، فكثير ممن يشرع في معروف لأيتام أو مساكين أو فقراء أو محتاجين أو نوافذ خير ودعوة أو صلاح وتنفيس كربة لا يكمله كسلاً وتهاونًا فتورًا وإهمالاً أو إحباطًا وتثبيطًا.
قال بعض السلف "إتمام المعروف أشد من ابتدائه"، فالابتداء بالمعروف نافلة وإكماله فريضة، فإذا بدأت بمعروف بمعاملة أو واسطة أو جاه أو سداد دين، أو تفريج كربة أو معاونة ومساعدة، فأكمل عملك، وأتم معروف ولا تجعل عقبات في طريقك أو شياطين إنس أو جن يعيقونك.
وبعض الناس يقوم بمعروف أو معاملة، فإذا توسط في الطريق قال لصاحبه أكمل مشوارك وسر مسارك، فحينئذ يدع صاحبه لا في العير ولا في النفير.
والبعض إذا فعل معروفا وتوسط في المسار كسل وترك العمل والمسار، ولتعلم أن معروفك هذا محل اختبار هل تفيء وتستمر فتنال الثواب والأجر أم تتقاعس وتقصر.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا حمدا والشكر له شكرا شكرا، نحمدك يا مولانا حمدا كثيرا طيبا مباركا.
سمعنا شيئا من آداب فاعل المعروف وإليكم آداب المصنوع له من تلك القطوف، فأولها وأساسها شكر الله أولا وأخرا؛ أن سخر لك من يصنع لك المعروف، ويعينك على حاجتك في أمور دينك ودنياك فهو المحمود الأجل وله الحمد في الآخر والأول.
قال عز وجل: (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا) [النحل:83]، قال عون بن عبد الله "إنكارهم إياها أن يقول الرجل لولا فلان أصابني بكذا وكذا، ولولا فلان لم أصب بكذا وكذا".
وقد أسدي إلى بعض السلف معروف، فشكر الله ثم عاد إلى صاحبه في اليوم الثاني فشكره على معروفه، وقال: استحييت من الله أن أضيف شكرك إلى شكره.
ومن آداب المصنوع له: شكر صاحب بالدعاء والثناء المحمود، فعند الترمذي وأبي داود عليهم رحمة الله: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، وجاء عند النسائي وأبي داود عليهم رحمة الله "من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه".
ومن تيسير اللطيف الخبير أن من دعا فقد أدى صنع المعروف، فعند الترمذي عليه رحمة الله "من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء".
قال بعض الحكماء: "إذا قصرت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر".
وقال آخر: "حق النعمة أن تحسن لباسها وتنسبها إلى صاحبها".
وما أجمل قول القائل:
سعيت ابتغاء الشكر فيما صنعت بي | فقصّرت مغلوبا وإنّي لشاكر |
واحذر أن تكون من قول القائل:
وزهدني في كل خير صنعته إلى | الناس ما ألقاه من قلة الشكر |
فافعل المعروف ولا تنتظر الجزاء والشكر كما قال ابن عباس: "لا يزهدنك في المعروف كفر من كفره، فإنه يشكرك عليه من لم تصنعه له".
ومن الآداب يا ذوي الألباب: أن يقبل المعروف الذي أسدي إليه ولا يتشرط فما على المحسنين من سبيل.
وعند أحمد في مسنده عنه عليه الصلاة والسلام: "من بلغه معروف عن أخيه من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله".
ومنها أن تطلب حاجاتك من الكريم دون اللئيم، فالكريم يخفيه واللئيم يبديه قال ابن عباس "ثلاثة لا أكافئهم؛ رجل بدأني بالسلام، ورجل وسع لي في المجلس، ورجل اغبرَّت قدماه في المشي إليّ إرادة التسليم عليّ، فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله، قيل: ومن هو؟ قال: رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر بمن ينزله، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي"، أراد من ذلك من طلب المعونة منه.
وأفضل الناس من بين الورى رجل | تُقضى على يده للناس حاجات |
لا تمنعن يد المعروف عن أحد | ما دمت مقتدرا فالسعد تارات |
واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت | إليك لا لك عند الناس حاجات |
وإذا طلبت حجاتك من كريم قادر | رفع رأسك عن الذل والحقائر |
إذا طلبت إلى كريمٍ حاجةٌ | فلقاؤه يكفيك والتسليم |
وإذا طلبت إلى لئيمٍ حاجةً | فألح في رفقٍ وأنت مديم |
ومنها أنك إذا طلبت معروفا فاستعن بالله أولا وآخرا، وتوكل عليه وثق به وإنما هذا سبب من الأسباب، وعلق قلبك برب الأرباب فلا تعلق قلبك بأشخاص أو أصحاب مناصب وأموال، وكذا لا تسئ الظن بمن ردّك أو منعك فقد تكون له ظروف مانعة وأعذار حاجزة، ولا تنكر من فعل بك معروفا وأحسن إليك عملا مألوفا، فحسن العمل من الإيمان وبقاء الدعاء والثناء من شيم الرجال، وكلما كان الإنسان أعز وأرفع عن مسألة الناس والنظر لما في أيدي الناس عاش عزيزا كريما فعز المؤمن استغنائه عما في أيدي الناس.
إذا انقطعت أطماع عبد عن الورى | تعلق بالرب الكريم رجاؤه |
فأصبح حرًّا عزة وقناعة | على وجهه أنواره وضياؤه |
وإن علقت بالعبد أطماع نفسه | تباعد ما يرجو وطال عناؤه |
هذا ما تيسر في هذه الحلقة الثانية، وفي الجمعة القادمة الحلقة الثالثة جعلني الله وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر، نصنع المعروف بكل بر وخير معروف، وستكون بإذن الله عن مواقف وصور ونماذج وعبر وآثار سلفية في فعل المعروف للإنسانية.
هذا وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته وأن يجعلني وإياكم من أنصار دينه وشرعه..