الحق
كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...
العربية
المؤلف | صالح بن عبد الرحمن الخضيري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب |
إنَّ رجال الحسبة -أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- في مجتمعنا يقومون بواجب عظيمٍ، فهم ينوبون عن الأمة في إنكار المنكرات العامة، ويبذلون جهوداً عظيمة في دفع الفساد عن مجتمعاتنا، فهُم الجنود المجهولون، يسهرون لحماية أعراض المسلمين، ويجتهدون في كفِّ الفساد والمفسدين، ويعملون أوقاتاً طويلة خارج دوامهم...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمَّداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أمَّا بعدُ:
فيَا أيُّها الإخوة المُسلمون: اتقوا الله -سبحانه- وأطيعوه، واعلموا أنَّ الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه.
عبَاد الله: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرةٌ عظيمة من شعائر الإسلام، بسببه نالت هذه الأمة خيريَّتها، وبه تميزت عن سائر الأمم، قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران: 110].
الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر والأخذ على يد السَّفيه حصنٌ حصين من المحن، ودرعٌ يقي من الشُّرور والفتن، وأمانٌ تحفظ به حرمات المسلمين، به تظهر شعائر الدين وتعلو أحكامه، ويعز أهل الإيمان ويذل أهل النفاق والطغيان. قال الإمام سفيان: "إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر أخيك، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق".
أهل الإيمان وُصفوا في القرآن بأنهم: (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71], بينما وصف أهل النفاق بأنهم (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [التوبة: 67].
من قام بالمعروف والنهي عن المنكر مكَّنه الله ونصره، وأيَّده الله وسدَّده، قال -سبحانه وتعالى-: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج: 40، 41].
عبَاد الله: إذا فشا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تميَّزت السنة من البدعة، وعُرف الحلال من الحرام، وأدرك الناس الواجب والمسنون، والمباح والمكروه، ونشأت النَّاشئة على المعروف وألفته، وابتعدت عن المنكر واشمأزَّت منه. [توجيهات وذكرى 1/47].
وإن العاقل إذا تأمل في كثيرٍ من المجتمعات التي ضعف فيها جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يرى جهلاً بالسنن، وانتشارا للبدع، وإهمالاً للصلوات، واتِّباع للشهوات. وإن من سنن الله الماضية أن يسلط عقوبته على المجتمعات التي تهمل هذه الشعيرة. قال الله -جل وعلا-: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [المائدة: 78، 79].
وإذا أُعلن المنكر في مجتمع ولم يجد من يقف في طريقه فإنه سيقوى ويكثر الخبث وعند ذلك يحلُّ بالأمة العذاب والهلاك. ففي الصحيحين من حديث زينب -رضي الله عنها- أنها قالت: "يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم، إذا كَثُرَ الخَبَث". ومما أُثر عن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- قوله: "كان يُقال: إن الله لا يعذب العامة بذنب الخاصَّة ولكن إذا عُمِل المنكر جهاراً استحقوا العقوبة كلهم".
إن وجود المصلحين في الأمة هو صمَّام الأمان لها، وسبب نجاتها من الهلاك العام، ولهذا قال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) [هود: 117] ولم يقل صالحون. [يراجع حتى لا تغرق السفينة 28-29].
وروى أبو داوود والترمذي عن أبي بكر الصديق أنه قال: "أيها الناس؛ إنكم تقرؤون هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) وإني سمعت رسول الله يقول: "إنَّ الناس إذا رأوُا الظالم فلم يأخُذوا على يديه أوشكَ أن يعمَّهم الله بعقابٍ منه".
وفي المسند وسنن الترمذي عن حذيفة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهَون عن المنكر أو ليوشِكنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم". الله أكبر؛ إنه تهديد يهزُّ القلوب الحية، ويحثُّ على المسارعة إلى إحياء هذه الشعيرة والعمل بها وحمايتها والدفاع عن القائمين بها.
ألا فاتقوا الله -يا أهل الإسلام- ومُروا بالمعروف وانهوا عن المنكر, وخاصة في بيوتكم وعند أهليكم وأولادكم ومن ولاكم الله مسؤوليتهم، قال رسول الله: "مَن رَأى منكم منكراً فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبِلِسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" وفي رواية: "وليسَ وراءَ ذلك من الإيمان حبَّة خردل".
واعلموا -عباد الله- أنه لو طُوي بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأُهمل علمه وعمله لتعطَّلت الشريعة، واضمحلَّت الديانة، وعمَّت الجهالة، وفشت الضلالة، واستشرى الفساد، وهلك العباد وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد.
"إنَّ فَشْوَ المنكرات وعدم تغييرها يؤدي إلى سلب نور القلب وانطفاء جذوة الإيمان وموت الغيرة على حرمات الله، فتسود الفوضى، وتنتشر الجريمة، ثم يحيق بالقوم مكرُ الله، حتى إن كثرة رؤية المنكرات يقوم مقام ارتكابها في سلب القلب نور التمييز وقوة الإنكار". [توجيهات وذكرى لابن حميد 1/48].
إن المنكرات إذا كَثُرَ على القلب ورودها، وتكرر في العين شهودها، ذهبت من القلوب وحشتها فتعتادها النفوس فلا يخطر على البال أنها منكرات ولا يميز الفكر أنها معاصي. يقول بعض الصالحين: "إن الخوف كل الخوف من تأنيس القلوب بالمنكرات؛ لأنها إذا توالت مباشرتها ومشاهدتها أَنِسَت بها النفوس فلم تتأثر عند رؤيتها".
فيا أيُّها المسلم: مُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر بعلمٍ وحلم، ورفقٍ وصبرٍ بالحكمة والموعظة الحسنة, مستعملا كل وسيلةٍ مباحة متاحة، سواء كان ذلك عن طريق الكلمة الهادفة، أو الكتيِّب المناسب، أو النَّشرة الصغيرة، أو الشريط المفيد، أو الهاتف أو الجريدة أو الرسالة الشخصية أو غير ذلك من الوسائل التي تقطع المنكر وتنهيه أو تخفِّفه وتُضعف منه، والدال على الخير كفاعله، والمسلمون نَصَحَة، والمنافقون غَشَشَة، ومن يتحرى الخير يُهْدَ إلى طريقه، ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يُمَهِّدُون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104].
جعلني الله وإياكم من المفلحين ومن عباده المصلحين إنه جوادٌ كريم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً كثيراً طيِّباً مباركاً فيه كما يحبُّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكامل في أسمائه الحسنى وصفاته العُلى، وأشهد أن محمَّداً عبده ورسوله المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل الصدق والوفاء والغيرة والتقى.
أمَّا بعد: فإن أصدق الحديث كتابُ الله, وخير الهدي هدي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكلُّ بدعة ضلالة.
أيُّها المُسلمون: الحِسبة في الإسلام كانت بنياناً شامخاً في الأمة، وكان لها دورٌ لا يُنكر في حماية الشرع والذَّبِّ عن الدِّين والعرض وإنكار المنكرات. [من حقوق أهل الحسبة للشيخ محمد الدويش]. وبلادنا حماها الله من كل سوء والتي امتازت بهذه الميزة بين البلاد الأخرى لم تبتدع بدعة ليس لها مثال سابق إنما هو إحياء لشعيرة عظيمة كانت موجودة فيما مضى.
أيُّها المسلمون: إنَّ رجال الحسبة -أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- في مجتمعنا يقومون بواجب عظيمٍ، فهم ينوبون عن الأمة في إنكار المنكرات العامة، ويبذلون جهوداً عظيمة في دفع الفساد عن مجتمعاتنا، فهُم الجنود المجهولون، يسهرون لحماية أعراض المسلمين، ويجتهدون في كفِّ الفساد والمفسدين، ويعملون أوقاتاً طويلة خارج دوامهم.
فللَّه كم من رجلٍ منهم سطع عليه الفجر وهو ساهرٌ على أعراض من لم يتورَّعوا عن الخوض في عِرضه، وكم من مسلمةٍ حصان رزان كاد يدنَّس عِرضها؛ فأدركوها بعد رحمة الله في اللحظات الأخيرة, وكم من عائلةٍ شريفة عفيفة حَمُوها من تدنيس السُّمعة وتلطيخ الشرف.
أيُّها الأخُ الكريم: لماذا تُبيح لنفسك الخوض في أعراض رجال الهيئات، وتتحدث ذامَّاً لهم في كل مجلس ومناسبة؟.
ألا تعلم أنهم بشر يخطؤون ويُصيبون، وصوابهم أكثر، ثم لماذا تتجاهل أخطاء الآخرين من الفئات الأخرى وتركِّز فقط على رجال الحسبة وكأنَّه من شروط العامل في هذا الجهاز أن يكون معصوماً؟.
أيُّها الأخُ الكريم: إياك أن تُخدع بما يُثار في الجرائد من هجومٍ لا مبرِّر له من أناسٍ, إما مخدوعين يجهلون دور هذا الجهاز، وإما أناسٌ لهم أغراضٌ سيِّئة. هل تعلم أن مركزاً واحداً من مراكز الهيئة في بلادنا المباركة قبض على أحد عشر مروِّجاً للمخدرات ليس في سنةٍ ولا في شهرٍ بل في أسبوع واحدٍ فقط, وأن هذا المركز قبض أيضاً على (88) ثمان وثمانين مصنعاً للخمر في عامٍ واحد.
وهذا المركز قبض أيضاً على عصابة جاءت من خارج البلاد بحجَّة العمرة عدد أفرادها ثلاثة عشر عضواً؛ لممارسة البغاء والفواحش -أعزَّكم الله- وأعضاء هذا المركز ستَّةٌ فقط, ترى كم ستفعل هذه البغايا في مجتمعنا المحافظ النَّزيه؟ وما هي الآثار التي سيتركها من يبيعون هذه المخدِّرات؟ وكم عدد الشباب الذين ستسحقهم هذه المخدرات؟ ثم كم عدد المجرمين الذين منَّ الله عليهم بالهداية رجالاً ونساءً بسبب وعظ هؤلاء المخلصين -كما نحسبهم والله حسيبهم-.
شابٌّ يلاحق فتاةً في الشوارع ويقف ينتظرها عند مشغلٍ تجاري, وفجأة تنهمر عيناه بالبكاء ويعلن التَّوبة على يد عضو الهيئة الذي أسمَعَه موعظةً بليغة. [من حقوق أهل الحسبة للدويش]. وهذه امرأةٌ في مجتمع ما -اعتادت الفساد- تبكي وتُعلن توبتها في المركز, بعد أن وقف أحد الأعضاء ينصحها ويعظها, وهو تحت وابل المطر, وقد تجاوبت عيناه مع السماء فهو يبكي فتقول: أدركت فعلاً أنَّه رجلٌ صادق.
هذه نماذج قليلة وغيضٌ من فيض مما يقوم به هؤلاء, الذين حظهم من كثير من الناس هو التندُّر بهم في المجالس، ونقل الشائعات ضدهم، وعدم التثبُّت مما يُقال عنهم، وتضخيم الأخطاء وتكبيرها، والزيادة عليها وترديدها. ويزداد الحزن إذا كان بعض طلاب العلم هم الذين يتبنون مثل هذه الأخبار, فلا حول ولا قوة إلا بالله.
عبَاد الله: كم من مجرمٍ يريد بالمجتمع شرَّاً وفساداً قبض عليه هؤلاء؟ وكم من عصابةٍ محترفةٍ للفساد والرذيلة؟ وكم من مروج للمخدِّرات ومصنِّعٍ للخُمور... أتظنُّ أن مواجهة هؤلاء من الأمور السَّهلة؟ وبأي قوة يواجَهُ هؤلاء الرجال أولئك العُتاة جلاوزة الإجرام وعصابات الفساد, أليسوا يخاطرون بحياتهم وأرواحهم؟ [من حقوق أهل الحسبة].
أليسوا يحمون أعراض من لا يتورَّع عن الخوض في أعراضهم، ويقدمون الخير لمن لا يكفُّ لسانه عنهم، ومع هذا هم لا يريدون من الناس جزاءً ولا شكوراً, إنما أجرهم على الله -سبحانه-.
فلماذا لا ندافع عن أعراض هؤلاء؟ ولماذا نجعلهم دائماً في قفص الاتِّهام؟ لقد جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن حَمَى مؤمناً من منافقٍ يغتابُه بعثَ الله تعالى إليه ملَكاً يحمي لحمَهُ يوم القيامة من نار جهنَّم، ومن رمى مُؤمناً بشيءٍ يريد سبَّهُ حبسه الله تعالى على جسر جهنَّم حتى يخرج ممَّا قال" [خرجه أبو داوود].
أما أنتم -يا أهل الحِسبة- فاعلموا -رعاكم الله- أن هناك من يدعون لكم, ويتضامنون معكم -وأنتم لا تشعرون-, بل إنَّ عدداً كبيراً من المُنصفين يدركون ما تقومون به, ويعترفون بما تواجهون من صعابٍ, فاصبروا فقد قيل للرسل من قبل وهم لا شكَّ أفضل البشر ما قيل من الأذى.
يا رجلَ الهيئة المخلِص: إن البنت التي أنقذتَها من الورطة حينما كادت أن تفقد عرضها؛ لن تنساك أبداً عندما حميتها من هذا المجرم الخائن، وإنَّ والديها -وإن لم يقولا للناس- فلن يفتر لسانهما عن الدُّعاء لك بالتوفيق، وإن الذي منَّ الله عليه بالهداية أقل ما يُكافئك به دعوةٌ صادقة في ظلمة الليل, فهنيئاً لك صبَّارٌ شكور، وهنيئاً لك داعٍ إلى الخير والله الموعد, وهو حسبنا ونعم الوكيل, وكل عامل سوف يُجزى بالذي كان يعمل.
اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، اللهم أَعِزَّ الآمرين بالمعروف والنَّاهين عن المنكر، اللهم اكفهم شرَّ الكائدين والحاسدين، اللهم أصلح لنا ولهم النِّيَّة والذُّرِّية، اللهم وضيِّق على من ضيَّق عليهم وآذاهم يا رب العالمين.