الشكور
كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...
العربية
المؤلف | أحمد بن ناصر الطيار |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الأديان والفرق |
واسْتفحل شرّ الرافضة, واحتلوا كثيرًا من مُدن أهل السنة والجماعة, وعظم خطرهم, وقويتْ شوكتُهم, حتَّى خُطِبَ لِلْمُعِزِّ الْفَاطِمِيِّ بِالْحَرَمَيْنِ: مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ, وذلك فِي سَنَةِ ثلاثٍ وسِتِّينَ وثلاثمائة. وفي عهدهم اسْتولى النصارى على القدس, واسْتولوا على كثيرٍ من ديار المسلمين...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلم تسليما كثيراً.
أما بعد: فاتقوا الله -معاشر المسلمين-, واعلموا أنَّ تاريخ الأمة الإسلامية مليءٌ بالعبر والدروس, والأمة التي لا تعتني بماضيها لا تبني مُسْتقْبلَها. فالتاريخُ إنما هو لأخذ العظاتِ والعِبَر, لا للتسليةِ وإمتاعِ الفكر والنظر.
وإذا أردنا معرفة خُطط أعدائنا وحقيقتَهم وخطرهم, فلْنعرفْ ماضيَهم وتاريخهم, ومِنْ أعدى أعداء الأمة قديمًا وحديثًا: (الرافضة). قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "الْفِتْنَةُ إِنَّمَا ظَهَرَتْ فِي الْإِسْلَامِ مِنَ الشِّيعَةِ، فَإِنَّهُمْ أَسَاسُ كُلِّ فِتْنَةٍ وَشَرٍّ، وَهُمْ قُطْبُ رَحَى الْفِتَنِ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةٍ كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ قَتْلُ عُثْمَانَ". ا.ه وقال أيضًا: "وَهَؤُلَاءِ الرَّافِضَةُ، الَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمُ الْمُؤْمِنُونَ، إِنَّمَا لَهُمُ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ، (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ)". ا.ه
وصدق -رحمه الله تعالى-, فاليهود والرافضةُ على مرِّ التاريخ, لا يأخذون قوَّتهم من عند أنفسهم, إنما يأخذونها من دعم ووقوفِ الأُمم معهم, فهم ليسوا بشيءٍ, لولا الدعمُ السخيُّ من دول الغرب والشرق لهم, وإنْ زعموا أنهم يُعارضونهم أو يُحاصرون اقتصادهم, فتلك فريةٌ عرف الصغير قبل الكبير كذبها وزيفَها.
أُمة الإسلام: الرافضةُ فِرقٌ وطوائفُ كثيرة, وقد مرَّ الحديث عن بعضها كالاثني عشرية والنصيرية, وبَقِيَ الحديثُ عن الشيعةِ الإسماعيلية.
واعلموا أنَّ الشيعةَ كانوا متفقين ومُجتمعين على إمامةِ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-, فلمَّا مات, اجتمعوا على إمامةِ ابنِه الحسنِ ثم أخيه الحسين, ثم اجتمعوا على ابنه علي بن الحسين, ثم اجتمعوا على ابنه محمد, ثم اجتمعوا على ابنه جعفر.
وبعد موتِ جعفرِ بنِ محمد -رحمه الله-, افترقت الشيعة إلى فرقتين: فرقةٌ جعلتِ الإمامةَ في ابنه موسى, وهؤلاء هم الشيعة الاثنى عشرية. وفرقةٌ نفتْ عنه الإمامةَ وقالت: "إن الإمام بعد جعفر، هو ابنه إسماعيل, وهذه الفرقة عرفت بالشيعة الإسماعيلية". وسيكون الحديثُ عنها بإذن الله تعالى, وهذه الفرقةُ من أخبث الفرق وأخطرها, ومنها نشأ القرامطة.
فقد نشأت سَّنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ, وَهُمْ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ إِلَى بَاطِلٍ، وَأَكْثَرُ مَا يَدْخُلُونَ مِنْ جِهَةِ الرَّافِضَةِ، لِأَنَّهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ عِنْدَهُمْ وَعِنْدَ غَيْرِهِمْ عُقُولًا. ثم اسْتفحل أمرُهم, وتعاظم شرُّهم, فظهر المجرمُ الخبيثُ أَبو سَعِيدٍ الْجَنَّابِيّ, رَأْسُ الْقَرَامِطَةِ.
يقول الحافظ ابن كثيرٍ -رحمه الله-: "وَهْمْ أَخْبَثُ مِنَ الزِّنْجِ وَأَشَدُّ فَسَادًا, وكَانَ ظُهُورُهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ, بِنَوَاحِي الْبَصْرَةِ, فَالْتَفَّ عَلَيْهِ مِنَ الْأَعْرَابِ وَغَيْرِهِمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ, وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ جِدًّا, وَقَتَلَ مَنْ حَوْلَهُ مَنْ أَهْلِ الْقُرَى.
وَكَانَ أَصْلُ أَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيِّ هَذَا, أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلٌ فَدَعَا أَهْلَ الْقَطِيفِ إِلَى بَيْعَةِ الْمَهْدِيِّ, فَاسْتَجَابَ لَهُ رَجُلٌ, وَجَمَعَ الشِّيعَةَ الَّذِينَ كَانُوا بِالْقَطِيفِ فَاسْتَجَابُوا لَهُ، فَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنِ اسْتَجَابَ, أَبُو سَعِيدٍ الْجَنَّابِيُّ هَذَا -قَبَّحَهُ اللَّهُ- ثُمَّ تَغَلَّبَ عَلَى أَمْرِهِمْ, وَأَظْهَرَ فِيهِمُ الْقَرْمَطَةَ فَاسْتَجَابُوا لَهُ, وَالْتَفُّوا عَلَيْهِ, فَتَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ وَصَارَ هُوَ الْمُشَارَ إِلَيْهِ فِيهِمْ". ا.ه
ثم توجهوا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ نحو صَنْعَاءَ, فحَاصَروها وضيَّقوا الخناق على أهلها, تمامًا كما فعل أحفادُهم اليوم, فَدَخَلوهَا قَهْرًا, وَقَتَلوا خَلْقًا مِنْ أَهْلِهَا, ثُمَّ سَاروا إِلَى بَقِيَّةِ مُدُنِ الْيَمَنِ, فَأَكْثَروا فِيهَا الْفَسَادَ, وَقَتَلوا خَلْقًا مِنَ الْعُبَّادِ, ثُمَّ قَاتَلَهُمْ أَهْلُ صَنْعَاءَ فهَزَمُوهُم.
إنَّ جماعة الحوثي الرافضيّ الإرهابيّ, يسير على خطواتِ أجداده, بل إنَّ أجداده القرامطةَ الباطنية الرافضية احتلوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ, فَسَفَكُوا فِيهِ دِمَاءَ الْحَجِيجِ, فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ حَوْلَ الْكَعْبَةِ الْمُكَرَّمَةِ, فَقَتَلوا النَّاسَ فِي رِحَابِ مَكَّةَ وَشِعَابِهَا, حَتَّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ، وَجَلَسَ أَمِيرُهُمْ أَبُو طَاهِرٍ, سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيُّ -لَعَنَهُ اللَّهُ- عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، وَالرِّجَالُ تُصْرَعُ حَوْلَهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ.
فَكَانَ النَّاسُ يَفِرُّونَ فَيَتَعَلَّقُونَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَلَا يُجْدِي ذَلِكَ عَنْهُمْ شَيْئًا، بَلْ يُقْتَلُونَ وَهُمْ كَذَلِكَ، وَيَطُوفُونَ فَيُقْتَلُونَ فِي الطَّوَافِ, وَكَسَرُوا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَاقْتَلَعُوهُ مِنْ مَوْضِعِهِ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بِلَادِهِمْ, فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عِنْدَهُمْ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، فَمَكَثَ غَائِبًا عَنْ مَوْضِعِهِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
وهذه الجماعةُ الرافضية, التي عاثت في أرض اليمن فسادًا وقتلاً وتخريبًا, لا يُخفون أمنيتهم في غزو مكة والمدينة -شرَّفهما الله-.
أمة الإسلام: إن هذه الطائفةَ الخبيثة, لم تُنبتِ القرامطة فحسب, بل أنبتت جرثومةً هدَّت كيان الأمة الإسلامية, وهي الدولةُ الفاطمية الرافضية, حيث قامت عام ستٍّ وتسعين وَمِائَتَيْنِ, في الشمال الأفريقي, بعد سقوط القيروان في تونسَ في أيديهِم, وقادوا الجيوش لقتال المسلمين أهلِ السنة, وعلى عادتهم وعادة أبناءِ عمهم, الاثني عشريةِ والنصرية, لا يُقاتلون المشركين والنصارى وغيرَهم, بل يُقاتلون أهل السنة فقط, كما يفعلون اليومَ بنا, حتى إنَّ شعار الحوثيين: "الموت لأمريكا", وهم يَحْمونهم حينما احتلوا صنعاءَ.
والمهم -يا عباد الله- أن الدولةَ الفاطمية اسْتمرت في ذبح أهل السنة, وكَبْتِهم ومَنْعِهم من إقامة شعائرهم. حتى دَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ جَوْهَرٌ, فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، مِنْ جِهَةِ الْمُعِزِّ الْفَاطِمِيِّ إِلَى دِيَارِ مِصْرَ, سنة ثمانٍ وخمسين وثلائمائة، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ, خُطِبَ لِلْمُعِزِّ الْفَاطِمِيِّ عَلَى مَنَابِرِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَسَائِرِ أَعْمَالِهَا، وَأَمَرَ جَوْهَرٌ الْمُؤَذِّنِينَ بِالْجَامِعِ الْعَتِيقِ, وَبِجَامِعِ ابْنِ طُولُونَ, أَنْ يُؤَذِّنُوا بِحَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ.
ثم أَرْسَلَ جَوْهَرٌ هذا الرافضيُّ الخبيث, جَيْشًا كَثِيفًا إِلَى الشَّامِ, فاحتلها وخُطِبَ لِلْمُعِزِّ بِدِمَشْقَ. وَاسْتَقَرَّتْ يَدُ الْفَاطِمِيِّينَ عَلَى دِمَشْقَ, فِي سَنَةِ سِتِّينَ وثلاثمائة، وَأُذِّنَ فِيهَا: "حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ"، أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً، وَكُتِبَتْ لَعْنَةُ الشَّيْخَيْنِ أبي بكرٍ وعمرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-, عَلَى أَبْوَابِ الْجَوَامِعِ بِهَا وَأَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ.
واسْتفحل شرّ الرافضة, واحتلوا كثيرًا من مُدن أهل السنة والجماعة, وعظم خطرهم, وقويتْ شوكتُهم, حتَّى خُطِبَ لِلْمُعِزِّ الْفَاطِمِيِّ بِالْحَرَمَيْنِ: مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ, وذلك فِي سَنَةِ ثلاثٍ وسِتِّينَ وثلاثمائة. وفي عهدهم اسْتولى النصارى على القدس, واسْتولوا على كثيرٍ من ديار المسلمين.
ثم اسْتمرّ إجرام الرافضة لعقودٍ طويلة, ذاق المسلمون منهمْ صنوفَ الأذى والويلات, واقْتادوا آلاف الأبرياءِ للمشانقِ والمعتقلات, ونشروا البدعة وقمعوا السُّنة.
فهل اسْتمر الحال على هذا الوضع المزريّ؟. لا؛ بل إنَّ الأمة حينما عظم البلاء عليها, وازدادَ الظلم على أفرادِها, راجعوا أنْفُسَهم ودينهم وربَّهم, وبدؤوا يَلْتَفِتُون يمنةً ويسرةً, يبحثون عن قائدٍ يُنقذهم من هذا الذل الذي لا يُطاق, فغيروا ما بأنفسهم, فجرتْ سنَّةُ الله بتغيير حالهم.
فأقام الله الدولة الأيوبية, فجمعوا الأمة على عقيدة أهل السنة والجماعة, وقاتلوا الرافضة المحتلين ببسالة, فزحفوا إلى تونس والمغرب, فأبادوهم وطردوهم, حتى بقيتْ آخر قلعةٍ لهم, وهي مصرُ السنيَّة, التي جثم الروافضُ على صدور المصريين ما يزيدُ على قرنين من الزمان, فأنهى الله دولتهم, وأزال مُلكهم على يدِ المجاهد العظيم: صلاحِ الدينِ -رحمه الله-, وذلك في محرم, عام خمسمائةٍ وسبعةٍ وسِتِّين للهجرة, وكان آخرُ خُلفائهم العاضد, قال ابن كثير -رحمه الله-: "وكانت سيرتُه مذمومة, وكان شيعياً خبيثاً, لو أمكنه قَتَلَ كلَّ من قَدِرَ عليه من أهل السنة".
ولقد فرح المسلمون بزوال الدولة الفاطمية فرحًا عظيمًا, عمَّتْ أرجاء الأُمَّةِ الإسلامية المكلومة, "وزُيِّنَتْ عاصمةُ الخلافة العباسية بَغْدَاد, وَغُلِّقَتِ الْأَسْوَاقُ, وَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ فَرَحًا شَدِيدًا، وَكَانَتِ الْخُطْبَةُ للخليفة العباسي قَدْ قُطِعَتْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ, سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ, حِينَ تَغَلَّبَ الْفَاطِمِيُّونَ عَلَيْهَا, أَيَّامَ الْمُعِزِّ الْفَاطِمِيِّ بَانِي الْقَاهِرَةِ, إِلَى هَذَه السنة، وَمُدةُ ذلك مِائَتَان وَثَمَانُ سِنِينَ".
هذه الْمُدةُ لحكمهم مِصْر فقط, أمَّا منذ بدايةِ حكمهم لبلاد المسلمين الأخرى, فمدته مِائَتَان وسبعون عامًا.
نسأل الها تعالى أنْ يُطهّر بلاد المسلمين منهم, وأنْ يقينا شرَّهم, إنه سميعٌ قريبٌ مُجيب.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين, وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين..
أما بعد:
معاشر المسلمين: إن الهدف من ذكر حال هذه الطائفة المارقة, أمورٌ منها:
ألا نيأس من نصر الله, فنحن نرى الرافضة تستولي وتقتل في أهل السنة, وأفعالهم هذه التخريبيَّةُ المشينة لن تدوم طويلاً, كما لم تَدُمْ للقرامطةِ والدولة الفاطمية والصفوية قبلهم.
ومن الأهداف أيضًا: أنْ نعلم أنَّ رافضةَ اليومَ هُمْ رافضةُ الأمس, وسيفعلون بنا اليوم كما فعلوا بنا أيام القرامطة, إنْ لم نُعدّ العُدَّةَ في مُواجهتهم.
ومن الأهداف أيضًا: أنْ نحذر من الغلو في الأولياء والصالحين, فهذه الفرقة وجميع الفرق الضالة, إنما كان منشأُ ضلالهم الغلوَّ في الحب والولاء, فالرافضة والخوارج والصوفية وغيرُهم, غلو وتنَطَّعوا, حتى وصلوا إلى عبادةِ القبور والأضرحة, فلْنحذر من الغلوّ بجميع صوره, وقد جعلنا الهل تعالى أمةً وسطًا, وجعل ملَّتنا سمحةً حنيفيَّة.
نسأل الهم أن يعصمنا من الفتن, وأنْ يُثبتنا على دينه, إنه على كل شيءٍ قدير.