الكريم
كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...
العربية
المؤلف | |
القسم | موسوعة الشبهات المصنفة |
النوع | صورة |
اللغة | العربية |
المفردات | شبهات حول القرآن |
زعم المشركون أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - أخذ القرآن الذي يتلوه من بشر، ويشيرون إلى غلام أعجمي رومي كان عبدا بمكة لرجل من قريش، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقف عليه يدعوه إلى الإسلام، فقالوا: إن محمدا يتعلم منه، وكان هذا العبد يقول: إنما يقف علي يعلمني الإسلام،
* قال تعالى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل: 103]
وجه إبطال الشبهة:سبب الشبهة الافتراء، ومنشؤها الجهل؛ إذ كيف يتعلم محمد - صلى الله عليه وسلم - القرآن العربي الفصيح من غلام أعجمي؟!
التفصيل:هل تعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن من صبي أعجمي؟!
هذه شبهة سببها الجهل والافتراء، وقد كذبهم الله في قولهم هذا،
* فقال سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل: 103]
والمعنى: ألا تعلمون كذب ما تقولون، فإن لسان الذي تلحدون إليه؛ أي تميلون إليه بأنه يعلم محمدا أعجمي؟ وذلك أنهم كانوا يزعمون أن الذي يعلم محمدا هذا القرآن عبد رومي كان يصنع السيوف بمكة قيل: إنه كان يختلف إليه يدعوه إلى الإسلام، وقد كشف القرآن هذا اللبس بأوضح كشف؛ إذ قال قولا فصلا دون طول جدال،
* فقال سبحانه وتعالى: (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) []
وهذا خير رد على افترائهم وزعمهم؛ إذ كيف يتعلم من جاء بهذا القرآن في فصاحته وبلاغته ومعانيه التامة الشاملة التي هي من أكمل معاني كل كتاب نزل على نبي أرسل، كيف يتعلم من رجل أعجمي؟! لا يقول بهذا من له أدنى مسكة من عقل، وبخاصة أن هؤلاء المشركين كانوا أهل اللسان العربي ورجال الفصاحة وقادة البلاغة والبيان، وقد عجزوا عن معارضة سورة من القرآن، فكيف يتعلم محمد من هذا الغلام الأعجمي، وهكذا يكشف القرآن ذلك اللبس بأوضح كشف وبقول فصل دون جدال طويل، فكيف يعلمه وهو أعجمي لا يكاد يبين، وهذا القرآن فصيح عربي معجز!
وبعد هذا الجواب الحاسم عقب القرآن على ذلك
* فقال سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النحل: 104]
فهؤلاء عرفوا بشدة العداوة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وبالتصلب في التصدي لصرف الناس عنه بحيث بلغوا من الكفر غاية ما وراءها غاية، فحقت عليهم كلمة الله أنهم لا يؤمنون....[1]، وإن هؤلاء الذين لا يؤمنون هم الكاذبون حقا الذين يفترون على الله الكذب
* إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل: 105]
فرد عليهم بصيغة تقصرهم على الافتراء المتكرر المتجدد؛ إذ المضارع يدل على التجدد.
وقد رد الله عليهم في موضع آخر
* فقال: وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [الأنعام: 105]
والمعنى: وكذلك نصرف الآيات على أنواع شتى ليهتدي بها المستعدون للإيمان على اختلاف العقول والأفهام، وليقول هؤلاء المشركون الجاحدون المعاندون: قد درست يا محمد وتعلمت من قبل، وليس هذا بوحي منزل كما زعمت، وقد قالوا مثل ذلك إفكا وزورا، كما ورد آنفا في سورة النحل، ثم قال سبحانه وتعالى: )ولنبينه لقوم يعلمون(؛ أي: نوضحه لقوم يعلمون الحق فيتبعونه والباطل فيجتنبونه، فلله الحكمة البالغة في إضلال هؤلاء وبيان الحق لهؤلاء... ثم يصدر الأمر العلوي للنبي الكريم، وقد صرف الله الآيات، فافترق الناس في مواجهتها فريقين.. يصدر الأمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتبع ما أوحي إليه وأن يعرض عن المشركين، فلا يحفلهم، ولا يحفل بما يقولون من قول متهافت، ولا يشغل باله بتكذيبهم وعنادهم ولجاجهم فإنما سبيله أن يتبع ما أوحي إليه من ربه، فيصوغ حياته كلها على أساسه، ويصوغ نفوس أتباعه كذلك، ولا عليه من المشركين فإن هو يتبع وحي الله الذي لا إله إلا هو، فماذا عليه من العبيد؟!
* اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الأنعام: 106]
الخلاصة:·لقد حسم القرآن الأمر في جملتين كشف بهما زيغ المشركين وضلالهم في اتباع أهوائهم، ورد بها الشبهة ودحضها، وهي:
.(لسان الذي يلحدون إليه أعجمي) (النحل: ١٠٣).
.(وهذا لسان عربي مبين) (النحل).
فكيف يتعلم القرآن الذي أعجزكم جميعا أيها البلغاء والفصحاء - مع تعاونكم وتظاهركم ضده - من رجل أعجمي، لا علاقة له بالفصاحة والبيان. وهذا القرآن عربي فصيح.