البحث

عبارات مقترحة:

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

الجنة نعيم ومبشرون

العربية

المؤلف مازن التويجري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - أعلام الدعاة
عناصر الخطبة
  1. قصة امرأة سوداء دخلت الجنة بصبرها .
  2. بعض نعيم أهل الجنة .
  3. تضحية حارثة بن سراقة يومَ بدر .
  4. قصة صهيب الرومي والبيع الرابح .
  5. تصدق أبي طلحة بأفضل وأحب أمواله .
  6. قصة بيع أبي الدحداح لمزرعته الوحيدة بنخلة في الجنة .
  7. ثبات أم عمارة يوم أحد واستشهاد أولادها .
  8. رضا الله عن أهل الجنة .

اقتباس

قد أثقل المرض كاهلها، وهدّ الوَهَن عزمها، عاثت بجسدها النحيل أيامُ الزمن، وآلمت قلبها الصغير ليالي الحياة، لم تزل رفيقة الأسقام خليلة الآلام، ها هي ذا تقبل من بعيد، تدفع جسمها دفعًا، وقدماها تخطان في الأرض حكاية المعاناة وقصّة الأوجاع، جاءت تلقي الهموم وتحكي ضعف الحال وقلة الحيلة، ألقت بهمومها إلى البَر الرحيم، وشكت حالها إلى العطوف الكريم: يا رسول الله، إني أُصرع، وإني أتكشّف، فادع الله لي، قال: "إن شئتِ صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك". إنها تعلم أنها تناجي خير العالمين، تناجي حبيب الله وخليل الرحمن الذي إذا...

الخطبة الأولى:

قد أثقل المرض كاهلها، وهدّ الوَهَن عزمها، عاثت بجسدها النحيل أيامُ الزمن، وآلمت قلبها الصغير ليالي الحياة، لم تزل رفيقة الأسقام خليلة الآلام، ها هي ذا تقبل من بعيد، تدفع جسمها دفعًا، وقدماها تخطان في الأرض حكاية المعاناة وقصّة الأوجاع، جاءت تلقي الهموم وتحكي ضعف الحال وقلة الحيلة، ألقت بهمومها إلى البَر الرحيم، وشكت حالها إلى العطوف الكريم: يا رسول الله، إني أُصرع، وإني أتكشّف، فادع الله لي، قال: "إن شئتِ صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك".

إنها تعلم أنها تناجي خير العالمين، تناجي حبيب الله وخليل الرحمن الذي إذا رفع يديه إلى السماء ردّدت أرجاؤها ترحيبًا وتأمينًا، لقد كان بينها وبين قضاء حاجتها بإذن ربها أن تقول: "فادع الله لي أن يشفيني".

ولكنه كان خيارًا دون خيارٍ أعظم، ومطلوبا أسمى تلاشت أمامه كل الهموم وتناست بذكره كل الآلام؛ الجنة.

إي وربي، وكأن ذلك الصدر الصغير يتردّد فيه وهو يسمع ذلك العرض: الجنة، الجنة، لا بأس أصبِر، ومرحبًا بالمرض، وما أروعها لسعات الوجع، عندها أعلنتها دون تردّد: أصبِر، أصبِر.

ومن تلك اللحظات بات للمرض طعم آخر تستلذّه، وتأنس به.

ولقد كان ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول لعطاء كما عند البخاري ومسلم: "ألا أريك امرأةً من أهل الجنة؟! فيقول: بلى، قال: هذه المرأة السوداء".

أيها المؤمنون: هل عرفتموها؟

لا، لا، لم تعرفوها ولن تعرفوها، إن التاريخ لم يسجل لها اسمًا، والسير لم تذكر لها ترجمة.

لقد كانت من عامة الناس، قد لا يعرفها أهل المدينة ومن حولها، بيد أنها كانت تمشي بين البشر وتقرع بقدميها الثرى، وهي من أهل الجنة، فنعم المآل، وما أعظم المنقلب والمنتهى.

إنها الجنة دار المتقين، ورغبة المخبتين، ومقصد الصالحين؛ روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي -رضي لله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله -عز وجل-: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم:  (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون)[السجدة: 17].

وفي المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دُرّي في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوّطون ولا يتمخّطون، آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيًا".

دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- للخروج يومَ بدر، فأقبل يسعى فرحًا يستأذن أمّه العجوز في الخروج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومضى حارثة بن سراقة مع موكب النور نحو بدر، وبينما القوم فيها قد أرخى الليل سدوله، وعاث الظلام في ربوع الكون، فخيم هدوء مطبق توجه الفتى الصغير حارثة بن سراقة إلى قليب بدر يريد الشرب منها، فأبصره رجل من المسلمين كان يحرس على البئر، فظنه من عسكر المشركين، فرماه بسهم أرداه قتيلاً.

وانقضت الغزاة، ونصر الله حزبه، وأظهر جنده، وأعز أولياءه، فقفل المؤمنون رجوعًا إلى المدينة، فاستقبلهم الناس ترحيبًا وتمجيدًا، وكان من بين أولئك عجوز نقية لربها تقية، الرُّبَيّع بنت النضر أم حارثة بن سراقة، استوقفت أحد الصحابة تسأله: أين ابني حارثة؟ أماتَ شهيدًا؟! قال: إنه لم يمت شهيدًا، ولكنه قُتل خطأً، فأقبلت تسعى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى فترى ما أصنع، قال: "ما قلت؟" قالت: هو ما سمعت، قال: "ويحك يا أم حارثة، ويحك يا أم حارثة، أهبلت؟! أوَ جنة واحدة؟! إنها جنان، وإن ولدك قد أصاب الفردوس الأعلى".

يا حارثة، زهرة شبابك أتذبل؟ وأيام صباك أتنقضي؟ ونضارة وجهك أتنمحي؟ وحلاوة الدنيا وطيب العيش ولذة الحياة أتتركها؟

نعم، فلتَزُل ولتنمحِ ولتنقضِ إذا كان وراء ذلك جنة عرضها السموات والأرض.

في المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم" قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين".

ولهما عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلا، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا".

وبعد أن هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة لم تعد مكة موطنًا لأهل الحق والإيمان، فراحوا يتسابقون فرارًا بدينهم إلى طيبة الطيبة حيث الأمان والإيمان، ولكن قريشًا كانت تعيق أولئك الفارين بدينهم بكل حيلة ما استطاعت، وكان منهم الصحابي الجليل صهيب الرومي صاحب التجارة والمال الوافر، أقامت عليه قريش رقباء يقومون عليه ليل نهار حتى لا يفلت من أيديهم بنفسه وماله.

وفي ليلة باردة تسلّل صهيب من بينهم، ويمّم وجهه شطر المدينة، لم يمض غير قليل حتى فطن له رقباؤه، فهبوا من نومهم مذعورين، وامتطوا خيولهم السوابق، وأطلقوا أعنتها خلفه حتى أدركوه، فلما أحسّ بهم وقف على مكان عالٍ وأخرج سهامه من كنانته ووتر قوسه وقال: "يا معشر قريش، لقد علمتم والله إني من أرمى الناس وأحكمهم إصابة، ووالله لا تصلون إلي حتى أقتل بكلّ سهم معي رجلاً منكم، ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي شيء منه، فقال قائل منهم: والله، لا ندعك تفوز منا بنفسك وبمالك؛ لقد أتيتَ مكة صعلوكًا فقيرًا فاغتنيت وبلغت ما بلغت، فقال صهيب: أرأيتم إن تركت لكم مالي، أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم. فدلهم على موضع ماله في بيته بمكة فخلّوا سبيله، ثم عاود يحث المسير إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين، فلما بلغ قباء رآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  مقبلاً فهَشّ له وبَشّ وقال: "ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى".

إن هذه الكلمة الصادقة، وذلك اللقاء الحنون، وتلك الطَلّة البشوشة والمحيّا الطلق أنست صهيبًا كل أمواله، كلّ تجارته، أنسَته دُورَه وضَيعته، غاصت في أعماقه فتلاشى معها طول السفر وتعب الطريق ونصب الوحدة ولوعة الوحدة.

أيّ تجارة وأي مال إذا كان ثمنها قولة حقّ وصدق: ربح البيع أبا يحيى؟! فلتهجَر البلاد والدور إذا كان الثمن "ربح البيع أبا يحيى".

ولتفنَ الدنيا بشهواتها وملذاتها، بأموالها وقصورها وزهرتها، إذا كان المقابل ربح البيع أبا يحيى، ولكنها معادلة صعبة لا يحسن فهمَها كفار قريش الأمس وكفار الأرض اليوم.

في البخاري ومسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول: "كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بَيْرُحَاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما أنزلت هذه الآية: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)[آل عمران: 92].

قام أبو طلحة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن الله -تبارك وتعالى-يقول:  (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) وإن أحب أموالي إلي بَيْرُحَاء، وإنها صدقة لله أرجو بِرها وذخرها عند الله، فضعها، يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أراك الله، قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بَخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين" فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

أيها الإخوة، لسنا نروي أساطير أو نحكي قصصًا من نسج الخيال، ولكنه واقع قوم كانت الدنيا بأيديهم ولم تكن في قلوبهم، باعوها بجنة الرضوان.

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة، رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله -تبارك وتعالى- له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله -تبارك وتعالى- له: اذهب فادخل الجنة، قال: فيأتيها فيخيّل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك عشرة أمثال الدنيا، قال: فيقول: أتسخَر بي؟! أو أتضحك بي وأنت الملك؟!"قال: لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتى بدت نواجذه، قال: "فكان يقال: ذاك أدنى أهل الجنة منزلة"[متفق عليه].

الخطبة الثانية:

كان غلام من الأنصار يملك بستانًا يجاور بستان رجل من الصحابة، فأراد الغلام أن يبني حائطًا يفصل بستانه عن بستان صاحبه، فاعترضت له نخلة هي في نصيب الآخر، فأتاه، فقال: أعطني النخلة أو بعني إياها، فأبى، فأقبل الغلام على رسول الله فشكا له الحال، فأمره أن يأتي بصاحبه، فأقبلا والنبي -عليه الصلاة والسلام- بين أصحابه، فقال له: "أعطه النخلة" قال: لا، فكرّر عليه ثلاثًا وهو يأبى، عندها قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أعطه النخلة ولك بها نخلة في الجنة" قال: لا، والصحابة يرقبون الموقف ويكبِرون العرض ويعظمون الثمن ويستنكرون الإحجام من الرجل. وبينا الدهشة تعلو الوجوه وصمت الاستغراب يملأ المكان إذ شق ذلكم الصمت صوت أبي الدحداح -رضى الله عنه- وهو يقول: يا رسول الله، إن أنا اشتريتُ النخلة ووهبتها الغلام ألي النخلة في الجنة؟ قال: "نعم" فقال أبو الدحداح: يا هذا، قد ابتعتُ النخلة ببستاني الذي فيه ستمائة نخلة، فقبل، فذهب أبو الدحداح مسرعًا إلى بستانه ينادي زوجته: يا أم الدحداح، اخرجي وأبناءك فقد بعت البستان. قالت: لمن؟ قال: لله بنخلة في الجنة، قالت: ربح بيعك وبارك الله لك فيما اشتريت.

ثم أقبلت على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم، حتى أفضت إلى الحائط الآخر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم: "كم من عذق معلّق أو مدلىّ في الجنة لأبي الدحداح؟".

ستمائة نخلة وماء نقيّ وظلّ وافر وأشجار وثمار، أطيار وأزهار بنخلة واحدة.

نعم ولم لا؟! إنها نخلة في الجنة.

في المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر مائة سنة لا يقطعها".

وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا، فذلك قوله عز وجل: (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[الأعراف: 43]".

في يوم أحد انكشف الناس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما بقي حوله إلا نفر قليل فيهم أم عمارة نسيبة بنت كعب، قالت: أقبل رجل على فرس فضربني، فتسرت له فلم يصنع شيئًا، وولّى فضربتُ عرقوب فرسه فوقع على ظهره، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يصيح: "يا ابن عمارة، أمك أمك" قالت: فعاونني عليه حتى قتلته، قال ولدها عبد الله بن زيد: جُرحت يومئذ جرحًا وجعل الدم لا يرقأ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اعصب جرحك" فتقبل أمي ومعها عصائب في حقوها فربطت جرحي والنبي -صلى الله عليه وسلم- واقف، فقال: "انهض بنيّ، وضارب القوم".

وجعل يقول: "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟".

ويأتي ضارب ابنها، فيقول عليه الصلاة والسلام: "هذا ضارب ابنك" قالت: فأعترض له فأضرب ساقه فبرك، فتبسم عليه السلام حتى رأيت نواجذه، وقال: "استقدتِ يا أم عمارة".

وجرحت اثني عشر جرحًا، فنظر النبي -عليه السلام- إليه، ويقول لولدها: "أمك أمك، اعصب جرحها، اللهم اجعلهم رفقة لي في الجنة" قالت أم عمارة بعدها: ما أبالي ما أصابني من الدنيا؟"[انظر: سير أعلام النبلاء (2/279)].

وعن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمنّ، فيتمنى ويتمنى، فيقول له: هل تمنيت؟ فيقول: نعم؟ فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه"[رواه مسلم].

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -تبارك وتعالى- يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك؟! فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب، وأيّ شيء أفضل من ذلك؟! فيقول: أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا"[متفق عليه].