البحث

عبارات مقترحة:

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

العقل الرافضي ماذا يدور فيه؟

العربية

المؤلف طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الأديان والفرق - أهل السنة والجماعة
عناصر الخطبة
  1. حقد وعداوة الرافضة على الإسلام وأهله .
  2. عقيدة الرافضة في أبي بكر وعمر وعائشة .
  3. عقيدة الرافضة في الإمامة والمراجع .
  4. عقيدة الرافضة في المهدي المنتظر .
  5. عقيدة الرافضة في أهل السنة .
  6. حكم الرافضة في الإسلام وفتاوى علماء الإسلام فيهم .
  7. واجب المسلمين تجاه الرافضة .

اقتباس

أيها الإخوة: الذي كان منا بالأمس لم يسمع عن حقد الرافضة وعداوتهم، زكم أنفه اليوم مما سمع من نتن أقوالهم، ومن قبيح أفعالهم، هم الذين يتنادون اليوم: اقتلوا أعداء الولاية! هم الذي يرددون: اقتلوا أبناء من كسر ضلوع فاطمة. عامة الشيعة من جيش المهدي، وغيرهم يتصايحون اليوم: اليهود خير لنا من السُّنة!. فلماذا هذا كله، ماذا يدور في هذا العقل الرافضي؟ ماذا تقول لهم مرجعياتهم؟ ماذا تروي لهم كتبهم؟ لنقف في...

الخطبة الأولى:

أما بعد:

لقد تغافل كثير من أهل السنة عن عقيدة الرافضة الخبيثة، وعن تاريخهم الأسود، تغافلوا عن حقدهم، تغافلوا عن كيدهم، لم يعرف كثير من أبناء السنة والجماعة حكم أئمة أهل السنة والجماعة من عهد السلف -رحمهم الله- في هذه الطائفة المنحرفة.

ومن نظر في عقائدهم واستظهر تاريخهم القديم والحديث لا يشك في أن الرافضة لا يختلفون كثيرًا عمن قال الله عنهم: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون: 4].

لقد كانوا عبر التاريخ شوكةً في حلوق أهل الإسلام، وخنجرًا يطعن في ظهورهم، كانوا فأرة السد التي تهدم البنيان والجسر الذي يعبر عليه أعداء الأمة، كانوا ولا زالوا يسعون ما استطاعوا في تفرقة جماعة المسلمين؛ لذا حذر منهم علماؤنا من قديم الزمان، بينوا ضلالاتهم وانحرافاتهم، ألف فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كتابه منهاج السنة النبوية، وقال في هذا الكتاب قبل أكثر من سبعمائة عام، وكأنه يقصد زماننا هذا: "وكذلكَ إذَا صَارَ لليَهُودِ دولةٌ في العراقِ وغَيرِها تَكُونُ الرافِضَةُ مِن أعظمِ أعوانهم، فَهُمْ دَائِمًا يُوَالُونَ الكُفَّار مِنَ المُشرِكينَ واليَهودِ والنَّصَارى، ويُعاونُونَهم عَلَى قِتَالِ المُسلِمينَ ومُعَادَاتِهم".

أيها الإخوة: الذي كان منا بالأمس لم يسمع عن حقد الرافضة وعداوتهم، زكم أنفه اليوم مما سمع من نتن أقوالهم، ومن قبيح أفعالهم، هم الذين يتنادون اليوم: اقتلوا أعداء الولاية! هم الذي يرددون: اقتلوا أبناء من كسر ضلوع فاطمة -رضي الله عنها وقبح الله الروافض-.

عامة الشيعة من جيش المهدي، وغيرهم يتصايحون اليوم: اليهود خير لنا من السُّنة!.

فلماذا هذا كله، ماذا يدور في هذا العقل الرافضي؟ ماذا تقول لهم مرجعياتهم؟ ماذا تروي لهم كتبهم؟

لنقف في هذا الخطبة؛ لعلنا أن نجيب على شيءٍ من هذه الأسئلة؟

يعلم أهل الإسلام جميعًا: أن أبا بكر الصديق أول الصحابة إسلامًا، دعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للإسلام فما تردد ولا تأخر، أعتق بماله رقاب المستضعفين، كان رفيق النبي -صلى الله عليه وسلم- في هجرته، فأي سابقةٍ كسابقة أبي بكر -رضي الله عنه-؟

إن أهل الإسلام جميعًا يعلمون أن الله -تعالى- فرَّق بين الحق والباطل بالفاروق عمر، عمر -رضي الله عنه- كان إسلامه فتحًا، وهجرته نصرًا، وخلافته رحمة، في عهد عمر -رضي الله عنه- انتشر الإسلام، واطفئت نار المجوس، ودكت حصون الروم.

لكن الرافضة -معاشر المسلمين- سلقوهم بألسنة حداد، لم يرقبوا فيهم صدق الصحبة، ولا مكانة القربة، اتهموهم في إسلامهم وأخلاقهم وأعراضهم.

فما الذي يدور في عقل الرافضي تجاه صديق وفاروق الأمة -رضي الله عنهما-؟

إنهم يعتقدون: أن الشيخين أبا بكر وعمر -أجلهما الله- من أولاد الزنا -والعياذ بالله-، كتبهم تروي لهم كما في كتاب العاملي الملقب عند الشيعة بالمحقق الثاني: أن أبا بكر كان عابدًا للأوثان، وكان يصلي خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- والصنم معلّق في عنقه، فإذا سجد سجد للصنم، أما عمر -أرضاه الله- فتروي كتبهم عنه كلامًا خبيثًا داعرًا، لا تطيق سماعه قلوب المؤمنين، يزعمون -قاتلهم الله- أنه كان مبتلى بمرض في دبره، فلا يهدأ إلا بماء الرجال، قاتلهم الله أنى يؤفكون!.

إن مرجعياتهم يلقنونهم: إن أئمتنا حينما يرمون الجمرات في الحج؛ فإنهم إنما يرمون أبا بكر وعمر.

إن آياتهم يقولون لهم: إن عمر ذهب إلى فاطمة -رضي الله عنهم جميعًا- بعد وفاة رسولنا -عليه الصلاة والسلام-، فضربها حتى كسر ضلعها، وأسقط جنينها، فذهبت تبكي وتصيح إلى قبر الرسول -عليه الصلاة والسلام-، والصحابة ينظرون ويضحكون!.

هذا هو دينهم الكذب حقدًا على الإسلام وأهله.

هذا الذي يدور في عقول الروافض.

فلا غرو أن ترى بعد ذلك فظيع أفعالهم، يطبعون بالآلاف ما يسمى عندهم: "بتحفة العوام"، وليس فيه إلا سب ولعن الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين-، ثم يكتبون في أوله فضائل باطلة: من دعا الله به كان كمن أصبح صائمًا، وبات قائمًا، وقرأ القرآن الكريم كله في ليلة.

من دعا به كتب له كأجر الرامي بألف ألف سهم مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في بدر وأحد وحنين.

يزعمون: أن من دعا به حين يصبح لم يكتب عليه ذنب حتى يمسي، ومن دعا به حين يمسي لم يكتب عليه ذنب، حتى يصبح.

أتدرون ما هذا الدعاء الذي يتواصون به، ليس إلا لعن الشيخين أبي بكر وعمر، وسائر الصحابة، وإليكم نصه: اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها وابنتيهما، اللهم العنهما وأنصارهما، وعظّم ذنبهما، وخلدهما في سقر، اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه، وحق أخفوه، ومنبر علوه، ومنافق ولّوه، اللهم العنهم في مكنون السرّ وظاهر العلانية لعنًا كثيرًا دائبًا أبدًا دائمًا لا انقطاع لأمده، ولا نفاد لعدده، يغدو أوله ولا يروح آخره، لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبيهم، اللهم عذّبهم عذابًا يستغيث منه أهل النار، فهل هذا دعاء! وهل لهذا أجر، يسب خير خلق الله بعد الأنبياء! هذا هو الحقد والبغض لهذه الأمة ولخير رجالها.

أخي الكريم: لا تعجب بعد ذلك أن ترى الرافضة يسارعون إلى ضريح أبي لؤلؤة المجوسي قاتل الفاروق عمر -رضي الله عنه-، يسمونه: "بابا شجاع الدين" ويزورون مشهده في ربيعٍ الأول من كل سنة، ويتبرعون له بالعطايا، ويرجون له المغفرة والرحمة، لماذا؟

لأنه قتل الفاروق شهيد المحراب -رضي الله عنه، وأخزى الله المجوس-.

يقول علامتهم المجلسي: وعقيدتنا -أي: عقيدة الرافضة- أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، ومن النساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وإنهم شر خلق الله على وجه الأرض.

هذه عقيدتهم.

أما عقيدتنا، فهي عقيدة القرآن الكريم، قال الله: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال: 74].

عقيدتنا، فيهم حفظ شهادات رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في فضائلهم، خرج عليهم يومًا، فقال لهم: "اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة".

وقال فيهم يوم بدر: "لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم".

وقال عنهم في بيعة الرضوان: "لا يدخل النار أحدٌ بايع تحت الشجرة".

هذه عقيدتنا في أصحاب رسولنا -رضي الله عنهم أجمعين-.

وأما عائشة -رضي الله عنها-، فهي أم المؤمنين بنص القرآن، برأها الله من فوق سبع سماوات، لم يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بكرًا غيرها، سبقت أزواجه إلى قلبه -صلى الله عليه وسلم-، توفي صلى الله عليه وسلم وهو بين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها، وكانت أحب الناس إليه عليه الصلاة والسلام، فهل يحب الرافضة عائشة -رضي الله عنها-؟ وهل ينزلونها المنزلة التي أنزلها الله إياها؟

ماذا يدور في عقول الروافض تجاه الصديقة بنت الصديق؟

يعتقدون أنها -برأها الله وسلمها- كافرة فاجرة داعرة وقحة!.

كتبهم تروي إفكًا وزورًا: أنها كانت تدير شبكة دعارة في المدينة النبوية بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مراجع الروافض يكذبون عليهم: أن الله لم يبرئ عائشة -رضي الله عنها-، بل برأ مارية القبطية التي رمتها عائشة بالزنا، انظر كيف يبرءون عرض الأمة، ويرمون عرض الزوجة -رضي الله عنهن جميعًا-.

لذا لا تعجب إذا رأيت أفعالهم في يوم الغدير، ذاك اليوم الذي يحتفل فيه الروافض، يطردون شاة، ثم ينتفون صوفها، حتى إذا تمكنوا منها ربطوها، ورموها بالحجارة إلى أن تموت، ويقولون -أخزاهم الله-: أقمنا الحد على عائشة!.

هؤلاء هم الروافض، فماذا يريدون؟

أيريدون أن يقول اليهود والنصارى عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-: أنه رجل سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين.

لقد سئل اليهود من خير أهل دينكم؟ فقالوا: أصحاب موسى، وسئل النصارى من خير أهل دينكم؟ فقالوا: حواريو عيسى، وسئل الرافضة: من شر أهل دينكم؟ فقالوا: أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، لا والله، بل هم كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: "النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد, وأنا أمنة لأصحابي, فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما توعد".

فكيف نلتقي مع هؤلاء؟ كيف نلتقي معهم؟

إن قلنا لهم: نلتقي معكم على القرآن، قالوا: القرآن نقله الصحابة، والصحابة عندهم غير عدول، أضافوا فيه وحرفوا!.

وإن قلنا لهم: نلتقي معكم على السنة، قالوا: السنة رواها الصحابة، والصحابة عندهم غير عدول، أضافوا فيها وحذفوا، أيضًا كيف نلتقي معهم؟ هذا الذي يريدون، يريدونا أن نترك ما أمرنا صلى الله عليه وسلم به:" تركت فيكم شيئين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي".

أهل السنة يحبون آل البيت، ويقرون بفضائلهم، ويحفظون فيهم وصية نبيهم -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: "أذكركم الله في أهل بيتي".

وخصوصًا علي وفاطمة والحسن والحسين، وغيرهم من صالحي آل البيت، نحبهم لفضلهم وسابقتهم وقرابتهم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهل يرضى الرافضة بمثل هذا الحق؟

ما الذي يدور في عقل الرافضي تجاهك -أخي في الله-؟

إن قاعدة الرافضة قاعدة معوجة خاطئة باطلة، يعتقدون أن كل من أحب أبا بكر وعمر فقد أبغض عليًا -رضي الله عن الجميع-.

الإيمان عندهم هو الإيمان بالأئمة الاثني عشر، والشرك هو الإقرار بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان، هكذا تقول لهم كتبهم الضالة، في بعض مراجعهم: لو أن عبدًا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيًا ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولاية الأئمة الاثني عشر، هكذا تروي تفاسيرهم المنحرفة أن يونس -عليه السلام- أنكر ولاية الأئمة، فحبسه الله -تعالى- في بطن الحوت، ولم يفرج عنه حتى أقر بها!.

إن آياتهم يفتونهم بهذا، يقول ابن بابويه القمي شيخ المحدثين عندهم: إن منكر الإمام الغائب أشد كفرًا من إبليس، ويقول آيتهم الخميني الهالك: وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقامًا؛ لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل!.

فلا تعجب بعد ذلك إذا رأيت أفعال الروافض؛ يحجون لأضرحة الأئمة، يعظمونها أكثر من الكعبة، يدعون عند الشدائد والكربات بأسمائهم، في كتاب الكافي الذي هو عند الرافضة كصحيح البخاري عند أهل السنة: من زار الحسين يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكيًا؛ لقي الله -عز وجل- يوم القيامة بثواب ألفيْ ألف حجة، وألفي ألف عمرة، وألفي ألف غزوة، وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله وآل بيته.

سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم!.

إن العقلية الرافضية عقلية مريضة لا تعرف الحوار ولا البحث عن الدليل؟

إن الرافضي يجب عليه أن يصدق كلام آياته، ويدفع لهم الخمس ويحج إلى أضرحتهم، يجب أن يُسلم نفسه لمراجعهم كما يُسلم الميت لغاسله؛ لأن الإمامة عندهم ركن من أركان الدين، من أنكرها كفر!.

أيها الإخوة الكرام، يا أحباب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

إن الروافض شر من وطئ الحصى

من كل إنسٍ ناطقٍ أو جانِ

مدحوا النبيَّ وخوّنوا أصحابه

ورموهم بالظلم والعدوانِ

حبوا قرابته وسبّوا صحبه

جدلانِ عند الله منتقضانِ

حبُ الصحابةِ والقرابةِ سنةٌ

ألقى بها ربي إذا أحياني

اللهم فاجمعنا مع أصحاب نبينا -صلى الله عليه وسلم- يوم الدين.

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكر لله على توفيقه وامتنانه، أحمد ربي تعظيمًا لشأنه، وأصلي وأسلم على رسوله الداعي إلى رضوانه، وعلى آله وأصحابه وخلفائه وإخوانه.

أيها الإخوة: ماذا يدور في عقلية الروافض؟

إنهم يعتقون أن الإمام الغائب، مهدي الرافضة، إذا خرج من السرداب، جاء بكتاب جديد على العرب شديد، لا يبدأ إلا بقريش؛ فلا يعطيهم إلا السيف، يقتل في العرب قتلاً، حتى يقول القائل: لو كان هذا من آل محمد لرحم، لذا هم يسارعون في الإفساد في الأرض، رجاء أن يُعجلوا بخروج المهدي المنتظر من سردابه!.

إن كتبهم تقول لهم: سئل أبو عبد الله -عليه السلام-: ما تقول في قتل الناصب؟ - والناصب عندهم كل من أحب الصحابة -رضوان الله عليهم- فقال: حلال الدم- هذا دمك عندهم أيها السني، فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل [من مرجعهم بحار الأنوار: 27/231].

وعلق إمامهم الخميني على هذا بقوله: "فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس" [من كتابه تحرير الوسيلة: 1/352].

إن مرجعياتهم يفتونهم من قديم الزمان بمشروعية هذه الأفعال النتنة، ليست هذه الأفعال وليدة اليوم، لا، اسمع ماذا يقول السيد نعمة الله الجزائري الرافضي في حكم النواصب أهل السنة والجماعة، يقول -عليه من الله ما يستحق-: إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شر من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي: تقديم غير علي عليه في الإمامة" انتهى [من كتابه الأنوار النعمانية: 2/206-207].

وهذه أفعالهم شاهدة بهذه العقلية الدموية، هدموا وحرقوا أكثر من 200 مسجد في العراق، وسعوا في تحويلها إلى حسينيات للطم والنياحة، قتلوا الأبرياء لمجرد الهوية السُّنية، من كان اسمه: عمر، يقتل ولو رضيعًا، ومن كانت اسمها: عائشة، تقتل بغير ذنب.

نكلوا فأجرموا، وقتلوا فأفظعوا، حتى صاح العالم أجمع فيهم.

وللأسف: ما زال بعض أبناء السنة في سباتهم العميق، لا يدرون ما يُخطط لهم، ويُفعل بإخوانهم.

أيها الموحدون: هذه فتاوى علماؤنا -رحمهم الله- من قديم الزمان في هذه الطائفة، هذا الإمام مالك -رحمه الله- يقول: الذي يَشتُمُ أصحابَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ليسَ له سهمٌ أو نصيبٌ فِي الإسلام.

وقال معلقًا على قوله تعالى: (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) [الفتح: 29].

فَمَنِ اغتاظَ مِنَ الصحابة، فهو كافر.

وتبعه على هذا الاستدلال الإمام الشافعي -رحمه الله-.

والإمام أحمد -رحمه الله- يسئل عمن يسب الصحابة -رضي الله عنهم-، فيقول: ما أراه على الإسلام.

ويقول الإمام البخاري -رحمه الله-: "إني لأَستجهِلُ مَن لا يُكفِّرُهُم إلا أن يكونَ غَيرَ عارفٍ بمذهبهِم".

فهذا حكم من سب الصحابة، وقال بتحريف القرآن ورد السنة.

وليس المقصود -معاشر الكرام- أن كل الشيعة على هذه العقيدة، بل إن من الشيعة من يُعظم الشيخين، ويبرأ أمهات المؤمنين، وحتى هؤلاء كانوا في العراق من حصاد قتلى الروافض.

إن واجبنا -أيها المسلمون- كبير لدفع هذا الخطر المحدق بنا جميعًا إنه يجب علينا:

أولاً: أن نتعاون جميعًا حكامًا ومحكومين، علماء ودعاة ومفكرين وعامة، نتعاون لجمع أهل الإسلام على كتاب الله، وعلى سنة رسول الله، وأن نرسخ فيهم حب الصحابة، والله ولا نبالي أن نقتل شهداء على دين الحق هذا.

وثانيًا: يجب علينا أن نسعى في الوحدة والائتلاف، وترك التنازع والاختلاف، إننا جميعًا مهما اختلفت أطيافنا ومذاهبنا، في خندق واحد ضد هذا الخطر المحدق بنا جميعًا، وربنا يقول لنا: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) [آل عمران: 103].

وثالثًا: يجب علينا أن نناصر إخواننا من أهل السنة والجماعة حيثما كانوا، في العراق أو في سوريا أو في لبنان، أو فلسطين أو الصومال، أو غيرها من بلاد الإسلام، نناصرهم بما استطعنا، ولا نحقر أن نناصرهم بالدعاء؛ فإن الله يقول: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ) [الأنفال: 9].

اللهم فانصر الإسلام وأعز المسلمين.

اللهم اجعل بلدنا هذا خاصة وبلاد المسلمين عامة بلاد أمن وإيمان، وسلامة وإسلام.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد.