الحكيم
اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...
- ورَد اسمُ الله (الحَيُّ) في كتاب الله في خمسةِ مواضعَ، جاء في ثلاثة منها مقترنًا باسم الله (القَيُّوم)؛ وهي:
* قوله تعالى: {اْللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ اْلْحَيُّ اْلْقَيُّومُۚ} [البقرة: 255].
* وقوله تعالى: {الٓمٓ ١ اْللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ اْلْحَيُّ اْلْقَيُّومُ} [آل عمران: 1-2].
* وقوله تعالى: {وَعَنَتِ اْلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ اْلْقَيُّومِۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمٗا} [طه: 111].
وفي هذه المواضعِ الثلاثة، جاء اسمُ الله (الحَيُّ) مقترنًا باسم (القَيُّوم)، وهذان الاسمانِ يقترنان فيكونان مَرجِعَ معاني أسماء الله الحسنى جميعًا؛ فإذا كانت حياةُ الله أكمَلَ حياةٍ وأتَمَّها، استلزم إثباتُها إثباتَ كلِّ كمال يضادُّ نفيَ كمالِ الحياة، وأما (القَيُّوم) فمتضمِّنٌ كمالَ غِناه، وكمال قُدْرتِه وعِزَّته؛ لأنه قائمٌ بنفسه، لا يَحتاج إلى مَن يُقِيمه؛ بل هو المُقِيم لغيره، فانتظَم الاسمانِ صفاتِ الكمال، والغِنى التامِّ، والقدرة التامة، فكأنَّ المستغيثَ بهما مستغيثٌ بكلِّ اسم من أسماء الربِّ تعالى، وبكلِّ صفةٍ من صفاته، فما أولى الاستغاثة بهذين الاسمينِ أن تكونَ في مظنةِ تفريج الكُرُبات، وإغاثة اللَّهَفات، وإنالة الطلبات. انظر: "بدائع الفوائد" لابن القيم (2 /679).
- وفي الموضعَينِ الآخَرَينِ جاء مفردًا؛ وهما:
* قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اْلْحَيِّ اْلَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِۦۚ} [الفرقان: 58].
* وقوله تعالى: {هُوَ اْلْحَيُّ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاْدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ اْلدِّينَۗ اْلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ اْلْعَٰلَمِينَ} [غافر: 65].
﴿ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾ﴾[البقرة : 255]
التفسير والترجمة
﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) ﴾
الله الذي لا إله يُعبد بحقٍّ إلا هو وحده دون سواه، الحي حياة كاملة لا موت فيها ولا نقص، القيوم الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع خلقه، وبه قامت جميع المخلوقات فلا تستغني عنه في كل أحوالها، لا يأخذه نعاس ولا نوم؛ لكمال حياته وقيوميته، له وحده ملك ما في السماوات وما في الأرض، لا يملك أحد أن يشفع عنده لأحد إلا بعد إذنه ورضاه، يعلم ما مضى من أمور خلقه مما وقع، وما يستقبلونه مما لم يقع، ولا يحيطون بشيء من علمه تعالى إلا بما شاء أن يطلعهم عليه، أحاط كرسيه - وهو: موضع قَدَمي الرب - بالسماوات والأرض على سَعَتِهما وعِظَمِهما، ولا يُثْقِلُه أو يشق عليه حفظهما، وهو العَليُّ بذاته وقَدْرِه وقَهْرِه، العظيم في ملكه وسلطانه.
التفسير والترجمة
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الم (1) ﴾
{الم} هذه الحروف المقطعة تقدّم نَظيرُها في سورة البقرة، وفيها إشارة إلى عجز العرب عن الإتيان بمثل هذا القرآن مع أنه مؤلف من مثل هذه الحروف التي بُدِئت بها السورة، والتي يُركّبون منها كلامهم.
﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) ﴾
الله الذي لا إلـٰه يعبد بحق إلا هو وحده دون سواه، الحي حياة كاملة لا موت فيها ولا نقص، القيُّوم الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع خلقه، وبه قامت جميع المخلوقات فلا تستغني عنه في كل أحوالها.
﴿ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ﴾[طه : 111]
التفسير والترجمة
﴿۞ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) ﴾
وذلّت وجوه العباد، واستكانت للحي الذي لا يموت، القائم بأمور عباده بتدبيرها وتصريفها، وقد خسر من حمل الإثم بإيراده نفسه موارد الهلاك.