البحث

عبارات مقترحة:

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

الموت

كلمة (الموت) مصدر من الفعل (مات يموتُ)، ومعناه الهلاك وذهاب القوة، وهو في الاصطلاح خروج الروح من الجسد، وانتقالها من الدنيا إلى الآخرة. والموت حقيقة ثابتة في الحس والمشاهدة وفي الكتاب والسنة، وقد خلقه الله بيانًا لعظمة قدرته وكمال تصرفه في خلقه.

التعريف

التعريف لغة

الموت مصدر من الفعل (مات يموتُ)، ومعناه الهلاك وذهاب القوة، وقال فيه ابن فارس: «الميم والواو والتاء أصل صحيح يدل على ذهاب القوة من الشيء، منه الموت: خلاف الحياة، وإنما قلنا: أصله ذهاب القوة، لما روي عن النبي : «من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا، فإن كنتم لا بد آكليها فأميتوها طبخًا». ابن عدي في "الكامل" (3‏/441)». "المقاييس" (5 /283).

التعريف اصطلاحًا

الموت في الاصطلاح هو خروج الروح من الجسد، وانتقالها من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ، وهو أول منازل الآخرة، ذكر الإمام القرطبي في تعريفه: «قال العلماء: الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته وحيلولة بينهما، وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار، وهو من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة، وفي قوله ﴿فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ﴾ [المائدة: 106] فالموت هو المصيبة العظمى والرزية الكبرى». "التذكرة" (ص 112).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين التعريفين بيّنة فإن ما في اللغة موافق لما في الاصطلاح بلا اختلاف

الحكم

الموت من أقدار الله عز وجل المكتوبة، فالله سبحانه يقول: ﴿ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [النحل: 61]، فيكون الإيمان به من جملة الإيمان بالقدر، وهو من اليقينيّات الحتمية، كما وصفه سبحانه إذ قال مخاطبًا النبي : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]. أما حكم تذكّره فهو من السنن المستحبة، التي تزيد الإيمان بالله، وتقوّي في القلب اليقين، وتزهّد في الدنيا، وهي من أثر الحياء من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في الحديث الذي يرويه ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي : «استَحْيُوا من اللهِ حقّ الحياءَ. قالوا: إنا نستَحيِي يا نبي اللهِ والحمد لله. قال: ليسَ كذلك، ولكن من استَحْيى من اللهِ حقّ الحياءِ فليحْفظِ الرأسَ وما وعى، وليحفظِ البطْنَ وما حوى، وليذكُر الموتَ والبِلى، ومن أرادَ الآخرةَ تركَ زينةَ الدنيا، ومن فعلَ ذلكَ فقد استَحْيا من اللهِ حقّ الحياءِ». الترمذي (2458)، وأحمد (3671).

الأدلة

القرآن الكريم

الموت في القرآن الكريم
الموت أمر حتميٌّ لكل مخلوق؛ والآيات في هذا المعنى كثيرة، منها: يقول جل وعلا: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185]، [الأنبياء: 35]. ويقول جل وعلا: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ ‌لَمَيِّتُونَ ﴾ [المؤمنون: 15]. ويقول سبحانه: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88]. ويقول: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30].

السنة النبوية

الموت في السنة النبوية
الموت حقيقة ثابتة لكل مخلوق، جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنه عن النبي : «أَعُوذُ بعِزَّتِكَ، الذي لا إلَهَ إلّا أنْتَ الذي لا يَمُوتُ، والجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُونَ» البخاري (7383)، ومسلم (2717).

العقل

الموت مُدرَك لكل عاقل، وهو ثابت يقينًا بالمشاهدة. وهو حقيقة لا ينكرها الكفار، وإنما خطابهم الوحي في قوله: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ ‌لَمَيِّتُونَ ﴾ [المؤمنون: 15] وأكد هذا الخبر ب (إن) واللام مع كونهم لا يرتابون فيه؛ لأنهم لما أعرضوا عن التدبر فيما بعد هذه الحياة كانوا بمنزلة من يُنكِرُون أنهم يموتون. انظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (18/26).

الحكمة

من حِكمة الله عز وجل في خلقه الموتَ بيان كمال قدرته عز وجل، وإظهار قهره وغلبته لعباده، ونفاذ إرادته فيهم رغمًا عنهم، إذ أرواح الخلق جميعًا بيده وحدَه، هو المالك لها ولا ملك ولا قدرة لهم فيها، ولذلك يقول الله عز وجل في الروح التي خرجت: ﴿فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِين، تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الواقعة: 86، 87]. ومن حكمة الموت أيضًا أن تتسع الدنيا للخلق، وألا تضيق عليهم مساكنهم وأرزاقهم، فيتنكّدَ عيشهم وتفسدَ دنياهم، أخرج الإمام أحمد في الزهد، وابن أبي شيبة في المصنف عن الحسن قال: لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة: إن الأرض لا تسعهم، قال: إني جاعل موتى، قالوا: إذن لا يهنؤهم عيش، قال: إني جاعل أملًا. "البحور الزاخرة" للسفاريني (ص11)

أقوال أهل العلم

«حبَّذا المكروهان: الفقر والموت» ابن مَسْعُود "الزهد" لابن المبارك (ص199)
«الموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب» سُفْيان الثَّوري حيان بن الأسود
«كان يقال: الموت راحة العابدين» الجَلَال السُّيُوطي "ذكر الموت" لابن أبي الدنيا (ص31).
«من أكثرَ ذكر الموت أكرِم بثلاثة أشياء، تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقِب بثلاثة أشياء، تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة». "شرح الصدور" (ص46)

مسائل متعلقة

أسماء أخرى للموت

يسمّى الموت بأسماء أخرى، مثل: الحتف، الردى، المنيّة والمنون، والحين، والوفاة، والحِمام، والهلاك، والقيامة الصغرى والساعة الصغرى. انظر "الألفاظ المختلفة في المعاني المؤتلفة" لل (1/232)، "إحياء علوم الدين" للغزالي (4/64).

أقسام الموت باعتبار مفارقة الروح للجسد

يقسم الموت باعتبار مفارقة الروح للجسد إلى: 1. موت كلي، وهو الوفاة المعلومة، والتي تفارق فيها الروحُ الجسدَ وتنفصل عنه كليا. 2. موت جزئي، وهو الوفاة الصغرى، التي تفارق فيها الروحُ الجسدَ وتنفصل عنه انفصالًا جزئيًا، في النوم وما شابهه. انظر "موسوعة الروح" لعلي العبيدي (1/116).

ما حكم تمني الموت، والدعاء به؟

يجاب عن هذا بحالين: أما تمنيه عند نزول الضرر في أمر دنيوي، كالمال والجسد، فهو مكروه، لأحاديث عديدة وردت فيه، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا يتمنين أحدكم الموت لِضُرٍّ نزل به، فإن كان لا بد متمنياً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي». البخاري (5671) ومسلم (2680). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «لا يتمنين أحدكم الموت ولا يدعُ به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمنَ عمُرُه إلا خيرًا». مسلم (2682). وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «لا تمنوا الموت فإن هول المُطَّلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد حتى يرزقه الله الإنابة». وأما تمنيه والدعاء به عند حصول أو توقع الضرر في أمر ديني، كخوف الفتنة فهو جائز، كما جاء في حديث النبي : «اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون». الترمذي (3235)، ويجوز تمني الموت على الإسلام أو الموت على الشهادة، كما قال عز وجل على لسان يوسف: ﴿أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101]، وكما في حديث النبي : «من سأل الله الشهادة بصدق، بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه». مسلم (1909)، وذلك لأنه ليس فيه تمنٍّ مطلقٌ للموت، أو تمنٍّ للموت الآن، إنما هو دعاء بالموت على الإسلام أو على الشهادة. انظر "شرح الطحاوية" (ص369).

مذاهب المخالفين

خالف طائفة من المعتزلة والفلاسفة فزعموا أن الموت أمر عرضي، أي أنه شيء معنوي لا يتحسّم، فلا يمكن أن يكون يوم القيامة كبشًا يذبح، وزعم بعضهم أن الموت أمر عدمي، أي أنه عدم محض ليس له وجود، بل هو مجرّد تسمية لانعدام الحياة، وهو قول الزمخشري. انظر "لوامع الأنوار البهية" للسفاريني (2/237)، وقد بيّن الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وجه بطلان هذين القولين: قال ابن تيمية في الرد على القائلين بأن الموت أمر عدمي: «وكثير من النزاع في ذلك يكون لفظياً، فإنه قد يكون عدم الشيء مستلزماً لأمر وجودي، مثل الحياة مثلاً، فإن عدم حياة البدن مثلاً مستلزماً لأعراض وجودية. والناس تنازعوا في الموت: هل هو عدمي أو وجودي؟ ومن قال : إنه وجودي، احتج بقوله تعالى: ﴿خلق الموت والحياة﴾ [الملك: 2] فأخبر أنه خلق الموت كما خلق الحياة، ومُنازعه يقول: العدم الطارىء يُخلق كما يُخلق الوجود، أو يقول: الموت المخلوق هو الأمور الوجودية اللازمة لعدم الحياة، وحينئذ فالنزاع لفظي». "درء التعارض" (2/383). وقال ابن القيم في الرد على القائلين بأن الموت عرضي لا يتجسم: «وهذا الكبش والإضجاع والذبح ومعاينة الفريقين ذلك حقيقة لا خيال ولا تمثيل كما أخطأ فيه بعض الناس خطأً قبيحًا، وقال: الموت عَرَض، والعَرَض لا يتجسم فضلاً عن أن يُذبح وهذا لا يصح؛ فإن الله سبحانه ينشئ من الموت صورة كبش يُذبح كما ينشئ من الأعمال صورًا مُعايَنَةً يُثاب بها ويُعاقب، والله تعالى ينشئ من الأعراض أجسامًا، تكون الأعراض مادة لها، وينشئ من الأجسام أعراضًا، كما ينشئ سبحانه وتعالى من الأعراض أعراضًا ومن الأجسام أجسامًا، فالأقسام الأربعة ممكنة مقدورة للرب تعالى، ولا يستلزم جمعًا بين النقيضين ولا شيئًا من المُحال. ولا حاجة إلى تكلف من قال أن الذبح لملك الموت، فهذا كله من الاستدراك الفاسد على الله ورسوله والتأويل الباطل الذي لا يوجبه عقل ولا نقل، وسببه: قلة الفهم لمراد الرسول وكلام؛ فظن هذا القائل أن لفظ الحديث يدل على أن نفس العَرَض يُذبح، وظن غالطٌ آخرُ أن العَرَض يُعدَم ويزول ويصير مكانَه جسم يذبح، ولم يهتدِ الفريقان إلى هذا القول الذي ذكرناه وأن الله سبحانه ينشئ من الأعراض أجسامًا ويجعلها مادة لها». "حادي الأرواح" (ص 402).

أحاديث عن الموت

المواد الدعوية