1- أمر الله تعالى عباده بالمشي في نواحي الأرض وجوانبها، والأكل من رزقه بعد إظهار نعمته بتذليلها واستقرارها؛ فقال تعالى: { هُوَ الَّذي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا في مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ }. [الملك: ( 15 )]. 2- وأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر المكذبين أن يسيروا في الأرض ويقطعوا المسافات؛ ليروا الآيات الدالة على خلق الله وقدرته. قال تعالى: { قُلْ سِيرُوا في الأرْضِ فَانْظَرُوا } [العنكبوت: ( 20 )]. 3- ذَكَّرَ الله تعالى المؤمنين بما قاله نبيه موسى -عليه السلام-لخادمه يوشع بن نون -عليه السلام-: لا أزال أتابع السير والسفر حتى أصل إلى ملتقى البحرين، أو أسير زمنًا طويلا حتى أصل إلى العبد الصالح؛ لأتعلم منه ما ليس عندي من العلم. فال الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا }. [الكهف: ( 60 )]. 4- علم الله تعالى أنه لا يمكننا قيام الليل كله؛ لوجود أقوام يسافرون في الأرض ويتنقَّلون للتجارة والعمل يطلبون من رزق الله الحلال، فخفَّف الله علينا فقال: { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ }. [المزمل: ( 20 )]. نفى الله سبحانه وتعالى الحرج والإثم عن المؤمنين المسافرين في قصر الصلاة عند خوف عدوان الكفار عليهم في حال الصلاة، بل جعل الله تعالى القصر رخصة في السفر حال الأمن أو الخوف. قال تعالى: { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا}. [النساء: ( 101 )]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA
والذي خلق الأصناف جميعها، كالليل والنهار، والذكر والأنثى وغيرها، وصيّر لكم من السفن والأنعام ما تركبونه في أسفاركم، فتركبون السفن في البحر، وتركبون أنعامكم في البر.
صيّر لكم ذلك كله؛ رجاء أن تستقروا على ظهور ما تركبون منه في أسفاركم، ثم تذكروا نعمة ربكم بتسخيرها لكم إذا استقررتم على ظهورها، وتقولوا بألسنتكم: تنزّه وتقدّس الذي هيأ وذلل لنا هذا المركوب فصرنا نتحكم فيه، وما كنا له مطيقين لولا تسخير الله له.
﴿وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)
﴾
وإنا إلى ربنا وحده لراجعون بعد موتنا للحساب والجزاء.
تفسير وترجمة الآية
مقترحات لموسوعة الجمهرة
إعدادات العرض
معاينة
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ
الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ
مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ
دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ
حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ
زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ
طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ
وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ
المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ
يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".