البحث

عبارات مقترحة:

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

آداب السفر

أباح الإسلام السفر لأسباب كثيرة مثل: أداء بعض الواجبات كالحج والعمرة، والجهاد في سبيل الله، وطلب الرزق الحلال، والهجرة من الظلم والاضطهاد بحثًا عن الحرية والأمن كما هاجر الرسول وأصحابه من مكة المكرمة. وقد تميزت الأمة الإسلامية بكثرة سياحتها وأسفارها لطلب العلم الشرعي. ولهذا لزم المسلم أن يتعرف على أحكام السفر وآدابه، وفي هذه المفردة سنتحدث عن تعريف السفر وبيان أهم آدابه. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). السَفَرُ: قطعُ المسافة، والجمع الأَسْفارُ. يقال: سفر الرجل سفرًا، مثل: طلب، أي: خرج للارتحال، فهو سافر، والجمع سفر، مثل صاحب وصحب. "الصحاح"، للجوهري: (685/2)، "تاج العروس"، للزبيدي: (37/12). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

السفر هو: الخروجُ من عمارة موضع الإقامة على قصد مسيرة ثلاثة أيام فما فوقها بالسير الوسط مع الاستراحات المعتادة. أو هو: الخروج على قصد قطع مسافة القصر الشرعية فما فوقها، أو: الخروج بقصد المسير من محل الإقامة إلى موضع بينه وبين ذلك الموضع مسيرة ثلاثة أيام فما فوقها بسير الإبل ومشى الأقدام. "التعريفات"، للجرجاني: (113)، "معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية"، د. محمود عبد المنعم: (272/2). وأما آداب السفر فنعرفها بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب عند الخروج من عمارة بلد الإقامة مسيرة ثلاثة أيام فما فوقها، مع البعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

تبين لنا أن معنى السفر في اللغة هو: قطع المسافة للارتحال. وأما في الاصطلاح فالسفر هو: الخروج من بلد الإقامة، ومفارقة العمران مسيرة ثلاثة أيام فما فوقها. وبناءً على ذلك يتبين لنا أن المعنى اللغوي معنى عام، يشمل كل سفر يقطعه الإنسان، وإن كانت المسافة قصيرة دون مسيرة يوم، بينما المعنى الاصطلاحي أخص منه؛ لأنه مقتصر على سفر الإنسان فوق ثلاثة أيام. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- دعا الله سبحانه تعالى عباده إلى السفر وقطع المسافات في الأرض؛ ليروا العبر والدلائل الواضحة على قدرة الخالق سبحانه وتعالى، وأنه الإله الحق وحده لا شريك له؛ فقال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾. [فصلت: (53)]. وقال تعالى: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾. [الذاريات: (20-21)]. 2- كما أنكر الله تعالى على أهل مكة القعود عن التفكر في مصير الأمم الغابرة مع أنهم يمرون في أسفارهم على منازلهم وآثارهم وقت الصباح، ويمرون عليها ليلا. فقال تعالى: ﴿ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الصافات: (137-138)]. 3- أخبر الله تعالى عن وجود الكثير من الدلائل المنتشرة في السموات والأرض؛ كالشمس والقمر والجبال والأشجار، والتي تدل على وحدانية الله تعالى وقدرته يشاهدونها في أسفارهم وهم عنها معرضون، لا يفكرون فيها ولا يعتبرون. قال تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾. [يوسف: (105)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب السفر في القرآن الكريم
1- أمر الله تعالى عباده بالمشي في نواحي الأرض وجوانبها، والأكل من رزقه بعد إظهار نعمته بتذليلها واستقرارها؛ فقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا في مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ﴾. [الملك: (15)]. 2- وأمر الله تعالى رسوله أن يأمر المكذبين أن يسيروا في الأرض ويقطعوا المسافات؛ ليروا الآيات الدالة على خلق الله وقدرته. قال تعالى: ﴿ قُلْ سِيرُوا في الأرْضِ فَانْظَرُوا ﴾ [العنكبوت: (20)]. 3- ذَكَّرَ الله تعالى المؤمنين بما قاله نبيه موسى -عليه السلام-لخادمه يوشع بن نون -عليه السلام-: لا أزال أتابع السير والسفر حتى أصل إلى ملتقى البحرين، أو أسير زمنًا طويلا حتى أصل إلى العبد الصالح؛ لأتعلم منه ما ليس عندي من العلم. فال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴾. [الكهف: (60)]. 4- علم الله تعالى أنه لا يمكننا قيام الليل كله؛ لوجود أقوام يسافرون في الأرض ويتنقَّلون للتجارة والعمل يطلبون من رزق الله الحلال، فخفَّف الله علينا فقال: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ ﴾. [المزمل: (20)]. نفى الله سبحانه وتعالى الحرج والإثم عن المؤمنين المسافرين في قصر الصلاة عند خوف عدوان الكفار عليهم في حال الصلاة، بل جعل الله تعالى القصر رخصة في السفر حال الأمن أو الخوف. قال تعالى: ﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا﴾. [النساء: (101)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب السفر في السنة النبوية
1- أ خبر النبي أن السفر قطعة من العذاب، لما فيه من العناء والمشقة، فقال : «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ وَجْهِهِ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِه». [أخرجه البخاري: (1804)، ومسلم: (1927)]. 2- حذر النبي من سفر الإنسان منفردًا؛ لما يحصل في ذلك من الآفات فقال عليه الصلاة والسلام: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ». [أخرجه البخاري: (2998)]. 3- أرشد النبي المسافر للدعاء، وأن دُعاءَه مستجاب من الرب سبحانه وتعالى، قال : «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ». [أخرجه أبو داود: (1536)]. رغب النبي في السفر الدلجة، وهو السفر بالليل وأخبر أن الأرض تطوى بالليل فقال صلى اللهُ عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ». [أخرجه أبو داود: (2571)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«السُّنَّةُ إذَا قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ سَفَرٍ أَنْ يَأْتِيَهُ إخْوَانُهُ فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، وَإِذَا خَرَجَ إلَى سَفَرٍ أَنْ يَأْتِيَهُمْ فَيُوَدِّعُهُمْ وَيَغْنَمُ دُعَاءَهُمْ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الشَّعْبي "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (421/1).
«يا معشر القراء سيحوا تطيبوا فإن الماء إذا كثر مقامه في موضع تغيّر» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA بِشْر الحافي "قوت القلوب"، لأبي طالب المكي: (243/2).
«من كرم الرجل طيب زاده في سفره» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عَبْد الله بن عُمَر "قوت القلوب"، لأبي طالب المكي: (191/2).
«إمساك العصا سنة الأنبياء وعلامة المؤمن» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عبَّاس "بستان العارفين"، للسمرقندي: (354).
«قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ سَفَرٍ فَصَادَفَ أُمَّهُ قَائِمَةً تُصَلِّي، فَكَرِهَ أَنْ يَقْعُدَ وَهِيَ قَائِمَةٌ، فَعَلِمَتْ مَا أَرَادَ، فَطَوَّلَتْ لِيُؤْجَرَ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سُفْيَان بن عُيَيْنَة "مكارم الأخلاق"، للخرائطي: (232).

الآداب

آداب قبل السفر

1- أن يخرج من منزله صباحًا وأن يكون خروجه يوم الخميس فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَهُوَ يُرِيدُ تَبُوكَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا». "مكارم الأخلاق"، للخرائطي: (835). 2- أن يدعو بدعاء السفر فقد ثبت أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ»، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ». [أخرجه مسلم: (1342)]. 3- أن يكون السفر لطاعة من الطاعات كالحج أو زيارة النبي أو زيارة شيخ أو موضع من المواضع الشريفة، أو لمباح كالتجارة والعلم بعد أحكام علوم العبادات الخمس؛ لأن علمها فريضة وما وراءها مباح وفيه فضل، وقيل فرض على الكفاية. "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (244/2)، "الغنية"، للجيلاني: (82/1)، "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (121). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب أثناء السفر

1- أن يختاروا أميرًا عليهم من أحسنهم أخلاقًا وأرفقهم بالأصحاب وأسرعهم إلى الإيثار وطلب الموافقة؛ وإنما يحتاج إلى الأمير لأن الآراء تختلف في تعيين المنازل والطرق ومصالح السفر ولا نظام إلا في الوحدة ولا فساد إلا في الكثرة. 2- أن يحتاط بالنهار فلا يمشي منفردًا خارج القافلة؛ لأنه ربما يغتال أو ينقطع، ويكون بالليل مُتحفِّظًا عند النوم، ويستحب بالليل أن يتناوب الرفقاء في الحراسة فإذا نام واحد حرس آخر. 3- أن لا ينزل حتى يحمى النهار فهي السنة ويكون أكثر سيره بالليل قال صلى اللهُ عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ». [أخرجه أبو داود: (2571)]. 4- أن يتعوذ من كل شيء يخافه عندما يحل بموضع أو ينزل بمنزل أو يجلس في مكان، أو ينام فيه؛ لقول الرسول : «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ». [أخرجه مسلم: (2708)]. 5- أن يرفق بالدابة إن كان راكبًا فلا يُحَمِّلها ما لا تطيق، ولا يضربها في وجهها فإنه منهي عنه، ولا ينام عليها فإنه يثقل بالنوم وتتأذى به الدابة، ويستحب أن ينزل عن الدابة غدوة وعشية يروحها بذلك. 6- أن يداوم على الصمت، وحسن الصحبة، وكثرة المنفعة لإخوانه، وأن يحذر القيل والقال. 7- وينبغي أن يعاشر أصحابه في سفره بحسن الخلق وجميل المداراة، وترك المخالفة واللجاج في جميع الأشياء. ويشتغل بخدمة أصحابه في السفر ولا يستخدم أحدًا إلا عند الضرورة، ويجتهد أبدًا أن يكون في سفره على الطهارة. 8- أن يقف مع صاحبه إذا عيي، ويسقيه الماء إذا عطش، ويرفق به إذا ضجر، ويداريه إذا غضب، ويحفظه ورحله إذا نام، ويؤثره إذا قل الزاد، ويواسيه بما يفتح له، ولا ينفرد به دونه، ولا يكتمه سرًا، ولا يفشى له سرًا، ولا يستظهره إلا بجميل، ويرد غيبته، ويحسن ذكره عند الرفقة، ولا يعيبه عندهم، ولا يشكو منه إليهم، ويتحمل أذاه، وينصحه إذا شاوره، ويسأله عن اسمه وبلده ونسبه وإن كان أرفع منه منزلة. "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (244/2)، "الغنية"، للجيلاني: (82/1)، "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (121). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب العودة من السفر

1- التكبير عند الرجوع من السفر فقد كان النبي إِذَا قَفَلَ مِنَ الغَزْوِ أَوِ الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ يَبْدَأُ فَيُكَبِّرُ ثَلاَثَ مِرَارٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ». [أخرجه البخاري: (4116)، ومسلم: (1797)]. 2- أن يرسل إلى أهله من يبشرهم بقدومه كيلا يقدم عليهم بغتة فيرى ما يكرهه، ولا ينبغي له أن يطرقهم ليلًا فقد ورد النهي عنه، فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلًا». [أخرجه البخاري: (1801)]، «وكَانَ لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا نَهَارًا فِي الضُّحَى، فَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ». [أخرجه مسلم: (716)]. 3- أن يحمل لأهل بيته وأقاربه تحفة من مطعوم أو غيره على قدر إمكانه فهو سنة. "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (244/2)، "الغنية"، للجيلاني: (82/1)، "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (121). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

للسفر حقوق ينبغي للمسلم مراعاتها ومنه: 1- أن يبدأ المسافر برد المظالم وقضاء الديون وإعداد النفقة لمن تلزمه نفقته وبرد الودائع إن كانت عنده ولا يأخذ لزاده إلا الحلال الطيب وليأخذ قدرًا يوسع به على رفقائه. 2- أن يختار رفيقًا فلا يخرج وحده؛ فالرفيق ثم الطريق، وليكن رفيقه ممن يعينه على الدين، فيذكره إذا نسي، ويعينه ويساعده إذا ذكر، فإن المرء على دين خليله ولا يعرف الرجل إلا برفيقه. 3- أن يودع رفقاء الحضر والأهل والأصدقاء، وليدع عند الوداع بدعاء رسول الله ﷺ: «أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ». [أخرجه أبو داود: (2600)]. 4- أن يصلي قبل سفره صلاة الاستخارة؛ لحديث جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ: «إِذَا هَمَّ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ». [أخرجه البخاري: (6382)]. 5- أن يتزود لدنياه ولآخرته أما زاد الدنيا فالطعام والشراب وما يحتاج إليه من نفقة، وأما زاد الآخرة فهو العلم الذي يحتاج إليه في طهارته وصومه وصلاته وعبادته، فلا بد وأن يتزود منه إذ السفر تارة يخفف عنه أمورًا، فيحتاج الى معرفة القدر الذي يخففه السفر كالقصر والجمع والفطر وتارة يشدد عليه أمورًا كان مستغنيا عنها في الحضر كالعلم بالقبلة وأوقات الصلوات فإنه في البلد يكتفي بغيره من محاريب المساجد وأذان المؤذنين وفي السفر قد يحتاج الى أن يتعرف بنفسه. 6- أن لا يسافر إلا إذا كان السفر زيادة له في دينه. 7- أن يستصحب في سفره خمسة أشياء؛ لحديث عائشة رضي الله عنها: «خَمْسٌ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُهُنَّ فِي حَضَرٍ وَلَا سَفَرٍ: الْمِرْآةُ، وِالْمِكْحَلَةُ، وِالْمُشْطُ، وَالْمِدْرَى، وَالسِّوَاكُ». [أخرجه الطبراني، المعجم الأوسط: (5242)]. "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (244/2)، "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (121). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفوائد والمصالح

للسفر فوائد ومصالح كثيرة منها : 1- تفريج الهموم، فإن الله أجرى العادة، أن الملازم لمكان واحد، وطعام واحد يسأم منه، لا سيما إذا كان في هم كثير، انتقل عن تلك الحالة أو تشاغل بغيرها، تصرّف عنه الهم على التدريج، وانبعثت روحانيته لما يروم. 2- اكتساب المعيشة قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾. [الملك: (15)]. 3- تحصيل العلم والأدب فقد كان السلف يرحلون في طلب العلم والحديث والأدب، بل قل من لم يرحل لطلب العلم من سلفنا الصالح –رضوان الله عليهم-. والرحلة في طلب العلم والتغرب له عن الأهل والوطن من الأمر المعمول به في القديم والحديث، ومن دأب السلف الصالح، وبسببه وصل المرتحلون إلى الحظ الراجح، وحصلوا على السعي الناجح؛ فرسخت لهم في العلوم الأقدام، وصح لهم من الذكر والأجر أفضل الأقسام. فقد قال البخاري رحمه الله: رحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر، أتى عبد الله بن أنيس في حديث، وقال سعيد بن المسيب: إن كنت لأرحل في طلب العلم والحديث الواحد مسيرة الأيام والليالي، وبذلك ساد أهل عصره وكان يسمى سيد التابعين، وأقام ابن القاسم متغربًا في رحلته إلى مالك عشرين سنة، حتى مات مالك رحمه الله، ورحل سحنون إلى ابن القاسم، فكان مما قرأ عليه مسائل المدونة. انظر "بغية الراغبين" للمجلسي (ص136). و صنفت في الرحلة في طلب العلم المصنفات، منها كتاب "الرحلة في طلب الحديث" للخطيب البغدادي. ويحصل المسافر الأدب لما يرى من الأدباء، ولقاء العلماء والعقلاء؛ فيكتسب من أخلاقهم، ويتحلى بفوائدهم. 4- صحبة الأماجد التي ترفع المنقوص، وترقيه إلى رتبة أهل الخصوص، وتدخِلُهُ في زمرتهم، وتنسجه في لحمتهم. أن الأعمال التي تفوت المسافر بسبب السفر تكتب له وإن لم يعملها، إذا كان العائق لها مجرد السفر، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ﴿ إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا ﴾. [أخرجه البخاري: (2996)]. وقد نظمت هذه الفوائد في أبيات - تنسب للقاضي عبد الوهاب المالكي ولغيره-، وهي قوله: تغرَّب عن الأوطان في طلب العلا*****وسافر ففي الأسفار خمس فوائد: تفرج همٍّ، واكتساب معيشةٍ*****وعلمٌ، وآدابٌ، وصحبةُ ماجدِ فإن قيل: في الأسفار همٌّ وغربةٌ*****وقطعُ فيافٍ وارتكاب شدائدِ فموت الفتى خيرٌ له من مقامه*****بأرض عدوٍّ بين واشٍ وحاسدِ "بغية الطالبين شرح قصيدة حماد بن ألمين" للمجلسي (ص136). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- قال موسى بن وردان أتيت أبا هريرة رضي الله عنه أودعه لسفر أردته، فقال ألا أعلمك يا ابن أخي شيئًا علمنيه رسول الله عند الوداع؟ فقلت: بلى، قال: قل: «أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ». [أخرجه ابن ماجه: (2825)]. 2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِي. قَالَ: «زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى»، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: «وَغَفَرَ ذَنْبَكَ» قَالَ: زِدْنِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: «وَيَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ». [أخرجه الترمذي: (3444)]. 3- «روي أن عمر رضي الله عنه كان يعطي الناس عطاياهم إذ جاءه رجل معه ابن له، فقال له عمر: ما رأيت أشبه بأحد من هذا بك. فقال له الرجل: أحدثك عنه يا أمير المؤمنين بأمر. إني أردت أن أخرج إلى سفر وأمه حامل به؛ فقالت تخرج وتدعني على هذه الحالة. فقلت أستودع الله ما في بطنك. فخرجت، ثم قدمت فإذا هي قد ماتت فجلسنا نتحدث، فإذا نار على قبرها، فقلت للقوم ما هذه النار. فقالوا هذه النار من قبر فلانة نراها كل ليلة، فقلت: والله إنها كانت لصوامة قوامة، فأخذت المعول حتى انتهينا الى القبر فحفرنا، فإذا سراج وإذا هذا الغلام يدب فقيل لي: أن هذه وديعتك ولو كنت استودعت أمه لوجدتها، فقال عمر رضي الله عنه: لهو أشبه بك من الغراب بالغراب». "مكارم الأخلاق"، للخرائطي: (799). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أحاديث عن آداب السفر