الآية الأولى: قوله تعالى: { أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ } [الأعراف: 131]. هذه الآية نزلت في قوم موسى كما حكى الله عنهم في قوله: { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ } [الأعراف: 131] ، قال الله تعالى: { أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ } ومعنى: { يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ } : أنه إذا جاءهم البلاء والجدب والقحط قالوا: هذا من موسى وأصحابه، فأبطل الله هذه العقيدة بقوله: { أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ } . الآية الثانية: قوله تعالى: { قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } [يس: 19]. أي: قال الذين أرسلوا إلى القرية في قوله تعالى: { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ. ..} الآيات [يس: 13] . فقالوا ذلك ردًا على قول أهل القرية: { إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } [يس: 18] ، أي: تشاءمنا بكم، وإننا لا نرى أنكم تدلوننا على الخير، بل على الشر وما فيه هلاكنا، فأجابهم الرسل بقولهم: { طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} ، أي: مصاحب لكم، فما يحصل لكم، فإنه منكم ومن أعمالكم، فأنتم السبب في ذلك. الآية الثالثة: قال الله تعالى : {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} (النمل:47). فهؤلاء ثمود في سالف الزمن يتطيرون شرًّا بقدوم نبي الله صالح، فيصحح لهم العقائد بأن الطائر عند الله وهو الذي يملك الخير الشر. قال أبو جعفر الطبري: «قالت ثمود لرسولها صالح تشاءمنا بك وبمن معك من أتباعنا، وزجرنا الطير بأنا سيصيبنا بك وبهم المكاره والمصائب، فأجابهم صالح فقال لهم فقال لهم (طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ) أي ما زجرتم من الطير لما يصيبكم من المكاره عند الله علمه، لا يدري أيّ ذلك كائن، أما تظنون من المصائب أو المكاره، أم ما لا ترجونه من العافية والرجاء والمحاب؟»"جامع البيان"(ج19/ص 476).
قال له قومه في تَعنُّت عن الحق: تشاءمنا بك وبمن معك من المؤمنين، قال لهم صالح عليه السلام: ما زجرتم من الطير لما يصيبكم من المكاره، عند الله علمه لا يخفى عليه منه شيء، بل أنتم قوم تُخْتبرون بما يبسط لكم من الخير وبما ينالكم من الشر.