البحث

عبارات مقترحة:

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

التطير

أعظم ركن من أركان الإيمان هو الإيمانُ بالله، وردِّ الأمرِ إليه لأنّه هو المتصرّف في الكونِ سبحانه، لذا كان التطّيّر والتّشاؤم من المخلوقات من أنواع الشّرك، وما لا يرضاه الله ورسوله، وعُدَّ ذلكَ من كبائر الذّنوب، لأنَّ فيه إضعافًا للتّوحيد.

التعريف

التعريف لغة

التشاؤم، يقال: تطير بالشيء، يتطير، تطيُّرًا وطِيَرةً، أي: تشاءم به. وأصل الطيرة من الطير، وهو الحيوان الطائر كالغراب ونحوه، والتطاير: التفرق والذَّهاب؛ ومنه سمي التشاؤم طيرة؛ لأنَّ أغلب اعتمادهم كان من جهة الطيور وأفعالها. "العين" للخليل (7/74)، "مقاييس اللغة " لابن فارس (3/436)، "تهذيب اللغة" للأزهريّ (15/271)

التعريف اصطلاحًا

التشاؤم بالطيور، أو الأسماء، أو الأزمان، أو الأمكنة، أو الأشخاص، ونحوها مما ليس له تأثير في السعادة، والشقاوة. انظر : "شرح السنة" للبغوي (12 /70)، "تيسير العزيز الحميد " لعبد الرحمن بن حسن (ص446)، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (28 /29)، " مفتاح دار السعادة " لابن القيم (2 /230، 246). وفي "معجم المناهي اللفظية" تكلم الشيخ بكر أبو زيد عن الطيرة وأشكالها عند العرب في الجاهلية، ثم قال: «وبعض هذه المعلومات تبلغ من الشهرة عندهم إلى حد أن يستوي الناس في استطلاعها، وبعضها يتركب من أحوال كثيرة، أو يحتاج إلى دقائق فيحتاج العامة إلى عرضها على أهل المعرفة، والعارف بدقائق ذلك يُدعى: العراف». "معجم المناهي اللفظية" (ص333).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى اللغوي جاء على ذكر أصل التطيّر وبداية نشأته إذ ابتدأه العرب من التشاؤم بالطيور، ثمَّ جا المعنى الشّرعي ليجلعه في التشاؤم من كلِّ شي.

الأدلة

القرآن الكريم

التطير في القرآن الكريم
الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ ﴾ [الأعراف: 131]. هذه الآية نزلت في قوم موسى كما حكى الله عنهم في قوله: ﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ ﴾ [الأعراف: 131] ، قال الله تعالى: ﴿ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ ﴾ ومعنى: ﴿ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ ﴾ : أنه إذا جاءهم البلاء والجدب والقحط قالوا: هذا من موسى وأصحابه، فأبطل الله هذه العقيدة بقوله: ﴿ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ ﴾. الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾ [يس: 19]. أي: قال الذين أرسلوا إلى القرية في قوله تعالى: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ.. .﴾ الآيات [يس: 13]. فقالوا ذلك ردًا على قول أهل القرية: ﴿ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ﴾ [يس: 18] ، أي: تشاءمنا بكم، وإننا لا نرى أنكم تدلوننا على الخير، بل على الشر وما فيه هلاكنا، فأجابهم الرسل بقولهم: ﴿ طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ﴾ ، أي: مصاحب لكم، فما يحصل لكم، فإنه منكم ومن أعمالكم، فأنتم السبب في ذلك. الآية الثالثة: قال الله تعالى : ﴿قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ﴾ (النمل: 47). فهؤلاء ثمود في سالف الزمن يتطيرون شرًّا بقدوم نبي الله صالح، فيصحح لهم العقائد بأن الطائر عند الله وهو الذي يملك الخير الشر. قال أبو جعفر الطبري: «قالت ثمود لرسولها صالح تشاءمنا بك وبمن معك من أتباعنا، وزجرنا الطير بأنا سيصيبنا بك وبهم المكاره والمصائب، فأجابهم صالح فقال لهم فقال لهم (طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ) أي ما زجرتم من الطير لما يصيبكم من المكاره عند الله علمه، لا يدري أيّ ذلك كائن، أما تظنون من المصائب أو المكاره، أم ما لا ترجونه من العافية والرجاء والمحاب؟»"جامع البيان"(ج19/ص 476).

السنة النبوية

التطير في السنة النبوية
1-تبرَّأ صلّى الله عليه وسلّم من الذين يتطيّرون، وجاء النّهي عنها في السّنة بطرق مختلفة: عن عمران بن الحصين: قال رسول الله : «ليس مِنّا مَن تَطَيَّرَ أو تُطُيِّرَ له أو تَكَهَّنَ أو تُكُهِّنَ له أو سَحَرَ أو سُحِرَ له». أخرجه البزار (3578). وعن أبي الدرداء: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لن يَنالَ الدَّرجاتِ العُلى من تَكَهَّنَ أوِ استقسَمَ أو رجعَ من سفرٍ تطيُّرًا». أخرجه الطبراني (2663). وعن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لا عدوى ولا طَيرَة». أخرجه مسلم (2222) وعن قبيصة بن مخارق: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «العِيافةُ والطِّيَرةُ والطَّرْقُ مِن الجِبْتِ». أخرجه أبو داود (3907). 2-أمرَ الله عزَّ وجل بأن نَكِلَ الحوادثَ إلى الله، فذلك من الإيمان: عن زيد بن خالد الجهني: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: قال اللهُ تعالى: «أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ بالكواكبِ، فأما من قال: مُطِرْنا بفضلِ اللهِ ورحمتِه فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكبِ، وأما من قال: مُطِرْنا بنوْءِ كذا وكذا فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكبِ». أخرجه البخاري (846)، ومسلم (71). 3-الطيرة نوع من أنواع الشرك: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «الطِّيَرةُ شِركٌ. الطِّيَرةُ شِركٌ. الطِّيَرةُ شِركٌ. وما منّا إلّا ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتوكُّلِ». أخرجه أبو داود (3910). قال الحافظ أبو القاسم الأصبهاني والمنذري وغيرهما: في الحديث إضمار، والتقدير: وما منا إلا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك، يعني: قلوب أمته. وقيل: معناه: ما منا إلا من يعتريه التطير، وسبق إلى قلبه الكراهة فيه، فحذف اختصارًا واعتمادًا على فهم السامع. "شرح سنن أبي داود" لابن رسلان (15/674-675).

أقوال أهل العلم

«ويجتَنِبُ الطِّيَرَة والقولَ بها في كُلِّ شيء، وليَقُل إذا سمع منها ما يكرَه: اللهم لا طيرَ إلا طيرُك، ولا خيرَ إلا خيرُك». الشَّيخ خَلِيل "الجامع" (ص81).

الأضرار والمفاسد

1- ينافي الإيمان، ويضاد التوكل. 2- لا يدفع مكروهًا، ولا يجلب محبوبًا. 3- دليل قلّة العقل، وذهاب الحلم. 4- اضطراب النّفس، وبلبلة الفكر. 5- الفشل في الحياة. 6- دعوة إلى تعطيل المصالح، وترك السّعي. 7- صفة من صفات الجاهليّة، وعادة مذمومة من عاداتهم. 8- دعوة صريحة للكفر بالقضاء والقدر. 9- تجعل الإنسان عبدًا للخزعبلات والدّجل. 10- فيها مخالفة صريحة لأمر الرسول . "نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم" لمجموعة من العلماء(9 /199)

وسائل الاجتناب

يقول الماوردي: «ينبغي لمن مني بالتّطيّر أن يصرف عن نفسه دواعي الخيبة وذرائع الحرمان، ولا يجعل للشّيطان سلطانًا في نقض عزائمه، ومعارضة خالقه، ويعلم أنّ قضاء الله تعالى عليه غالب، وأنَّ رزقَهُ له طالب، إلّا أنّ الحركة سبب، فلا يثنيه عنها ما لا يضير مخلوقًا ولا يدفع مقدورًا، وليَمض في عزائمه واثقًا بالله تعالى إن أعطى، وراضيًا به وإن مُنِع». "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص302).

مسائل متعلقة

متى يكون التطير شركًا أكبر ومتى يكون شركًا أصغر؟

يقول الشيخ ابن عثيمين في شرح حديث: (الطيرة شرك): «هل المراد بالشرك هنا الشرك الأكبر المخرج عن الملة، أو أنها نوع من أنواع الشرك؟ نقول: هي نوع من أنواع الشرك؛ كقوله : " اثنتان في الناس هما بهم كفر "، أي: ليس الكفر المخرج عن الملة، وإلا لقال: "هما بهم الكفر"، بل هما نوع من الكفر. لكن في ترك الصلاة قال: " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " فقال: "الكفر"؛ فيجب أن نعرف الفرق بين "أل" المعرفة أو الدالة على الاستغراق، وبين خلو اللفظ منها، فإذا قيل: هذا كفر؛ فالمراد أنه نوع من الكفر لا يخرج من الملة، وإذا قيل: هذا الكفر؛ فهو المخرج من الملة. فإذا تطير إنسان بشيء رآه أو سمعه، فإنه لا يعد مشركا شركًا يخرجه من الملة، لكنه أشرك من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سببًا، وهذا يضعف التوكل على الله ويوهن العزيمة، وبذلك يعتبر شركا من هذه الناحية، والقاعدة: "إن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببًا، فإنه مشرك شركا أصغر". وهذا نوع من الإشراك مع الله؛ إما في التشريع إن كان هذا السبب شرعيًا، وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونيًا، لكن لو اعتقد هذا المتشائم المتطير أن هذا فاعل بنفسه دون الله، فهو مشرك شركا أكبر; لأنه جعل لله شريكا في الخلق والإيجاد». "القول المفيد" لابن عثيمين (1 /574-575). ويقول: «الطيرة شرك، لكن بتفصيل، فإن اعتقد تأثيرها بنفسها، فهو شرك أكبر، وإن اعتقد أنها سبب، فهو شرك أصغر». "القول المفيد" لابن عثيمين (1/583).

هل التطير من الكبائر؟

ذكر الذهبي التطير في "كتاب الكبائر" (ص426)، ثم استدرك قائلًا: «ويحتمل أن لا تكون كبيرة»، و عدها الحجاوي من الكبائر في "الإقناع" (4/438)، وقال ابن القيم في "إعلام الموقعين" (5/578): «يحتمل أن تكون من الكبائر وأن تكون دونها».