عن عبد الله بن عُمَر رضي الله عنه قال: «اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِب رسول الله ﷺ: أن يبيت بمكة ليالي مِنى، من أجل سِقَايَتِه فأذن له».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
شرح الحديث :
المبيت بمِنى ليالي التشريق أحد واجبات الحج التي فعلها النبي ﷺ، فإن الإقامة بـ"منى" تلك الليالي والأيام من الطاعة لله -تعالى- ومن شعائر الحج. ولما كانت سِقاية الحجيج من القُرَبِ المفضلة، لأنها خدمة لحجاج بيته وأضيافه، رخص ﷺ لعمه العباس في ترك المبيت بـمِنى؛ لكونه قائماً على السقاية، فيقوم بِسَقْي الحجاج، وهي مصلحة عامة، مما دلَّ على أن غيره، ممن لا يعمل مثل عمله وليس له عذر ليس له هذه الرخصة.
معاني الكلمات :
سِقَايَتِه |
المراد بها سقاية الحجيج، فخدمة الحجاج والبيت مقسمة بين قريش. |
يبيت |
ينام أو يمكث ليلًا. |
ليالي مِنى |
الليالي التي يبيت فيها الحجاج بمِنى وهي الحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة من ذي الحجة. |
فأذن له |
رخَّص له في المبيت بمكة. |
فوائد من الحديث :
-
وجوب المبيت بـ"منى" ليالي أيام التشريق.
-
المراد بالمبيت، الإقامة بـ"منى" أكثر الليل.
-
الرُّخصة في ترك المبيت لسقاة الحاج، وألحقوا بهم الرعاة وأصحاب الحاجات الضرورية، كمن له مال يخاف ضياعه، أو مريض ليس عنده من يمرضه، ومن له حاجة تتعلق بمصلحة الحج أو الحجاج كالعاملين في المستشفيات وأصحاب الحافلات الذين لو توقفوا لأضر ذلك بمصلحة الحجاج والحج وما إلى ذلك من هذه الأمور.
-
ما كان عليه أهل مكة في جاهليتهم من إكرام الحجاج والقيام بخدمتهم وتسهيل أمورهم، ويعتبرون هذا من المفاخر الجليلة فجاء الإسلام فزاد من إكرامهم.
-
فضيلة العَبَّاس بْن عَبْدِ الْمُطَّلِب -رضي الله عنه-.
-
فضل العِناية بمصالح المسلمين.
المراجع :
تيسير العلام، للبسام، الناشر: مكتبة الصحابة، الإمارات، مكتبة التابعين، القاهرة الطبعة، العاشرة، 1426هـ - 2006 م.
تنبيه الأفهام، للعثيمين، طبعة مكتبة الصحابة الإمارات، مكتبة التابعين، القاهرة، الطبعة الأولى 1426هـ.
صحيح البخاري، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، الطبعة: الأولى 1422هـ.
صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت.
تأسيس الأحكام، أحمد بن يحيى النجمي، دار المنهاج، القاهرة، مصر، الطبعة الأولى.
مفردات ذات علاقة :
ترجمة هذا الحديث
متوفرة باللغات التالية