المتين
كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي ﷺ ما غِرْتُ على خديجة رضي الله عنها، وما رأيتها قط، ولكن كان يُكثر ذِكْرَها، وربما ذبح الشَّاةَ، ثم يُقطعها أَعْضَاءً، ثم يَبْعَثُهَا في صَدَائِقِ خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة! فيقول: «إنها كانت وكانت وكان لي منها وَلَدٌ». وفي رواية: وإن كان لَيَذْبَحُ الشَّاءَ، فيُهدي في خَلَائِلِهَا منها ما يَسَعُهُنَّ. وفي رواية: كان إذا ذَبَحَ الشَّاةَ، يقول: «أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة». وفي رواية: قالت: اسْتَأْذَنَتْ هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ﷺ فعرف استئذان خديجة، فارْتَاحَ لذلك، فقال: «اللهم هالة بنت خويلد».
[صحيح.] - [الرواية الأولى: متفق عليها. الرواية الثانية: متفق عليها. الرواية الثالثة: متفق عليها. الرواية الرابعة: متفق عليها.]
تقول عائشة رضي الله عنها: ما غِرْت على أحد من نساء النبي ﷺ مثلما غرت على خديجة رضي الله عنها، وهي أُولى زوجات النبي ﷺ، وقد توفيت قبل أن تراها عائشة، وكان النبي ﷺ في المدينة إذا ذبح شاة أخذ من لحمها وأهداه إلى صديقات خديجة رضي الله عنها، ولم تصبر عائشة رضي الله عنها على ذلك، فقالت: يا رسول الله، كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة. فذكر ﷺ أنها كانت تفعل كذا، وتفعل كذا، وذكر من خصالها رضي الله عنها. وأضاف ﷺ أيضًا مؤكدًا سرَّ هذا الحب والود والارتباط العميق: "وكان لي منها ولد" وأولاده أربع بنات وثلاثة أولاد كلهم منها إلا ولدًا واحدًا هو إبراهيم رضي الله عنه، فإنه كان من مارية القبطية التي أهداها إليه ملك القبط. وجاءت مرة هالة بنت خويلد أخت خديجة رضي الله عنهما، فاستأذنت فكان استأذانها شبيها بصفة استئذان خديجة لشبه صوتها بصوت أختها فتذكر خديجة بذلك، ففرح بذلك وسُر ﷺ.
مَا غِرْتُ | الغيرة هي الأنفة والحمية. |
وما رَأَيتُها قَطُّ | لم يقع نظرها عليها وذلك لتقدم وفاتها. |
صدائق | جمع صديقة. |
إِنَّهَا كَانَتْ وكانت | يثني عليها بأفعالها. |
خَلاَئِلِهَا | مفرد خليلة، وهي الصديقة المخلصة. |
يَسَعُهُنَّ | يَكفِيهِنَّ. |
فَعَرَف اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ | أي تذكر عند استئذانها استئذان خديجة. |
فَارْتَاحَ لِذَلِك | هشَّ لمجيئها وسُرَّ؛ لتذكره به خديجة وأيامها الجميلة. |