التواب
التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا: «من قال -يعني: إذا خَرج من بَيتِه-: بِسم الله تَوَكَّلتُ على اللهِ، وَلاَ حول ولا قُوَّة إِلَّا بالله، يُقَال له: هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى عَنه الشَّيطَان». زاد أبو داود: «فيقول -يعني: الشيطان- لِشَيطان آخر: كَيف لَك بِرَجلٍ قَد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ؟».
[صحيح.] - [رواه أبو داود والترمذي.]
أخبر رسول الله ﷺ أن الرجل إذا خرج من بيته فقال: باسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يناديه ملك يا عبد الله هديت إلى طريق الحق، وكفيت همك، وحفظت من الأعداء؛ فيبتعد عنه الشيطان الموكل عليه، فيقول شيطان آخر لهذا الشيطان: كيف لك بإضلال رجل قد هدي، وكفي، ووقي من الشياطين أجمعين؟ لأنه قال هذه الكلمات فإنك لا تقدر عليه.
تَوَكَّلت | التوكل هو: الاعتماد على الله -سبحانه وتعالى- في حصول المطلوب، ودفع المكروه ، مع الثقة به وفعل الأسباب المأذون فيها. |
لاَ حول ولا قُوَّة إِلاَّ بالله | لا انتقال ولا تحول من حال إلى حال، ولا قوة على شيء من الأشياء إلا بعون من الله. |
يُقَال له | يحتمل القائل هو الباري -جل في علاه-، أو ملك يأمره الله -عز وجل-. |
هُدِيتَ وَكُفِيتَ | أي: باستعانتك باسمه -تعالى- وتحصنك به هديت للصراط المستقيم، وكفيت كل مهم دنيوي وأخروي. |
وُقِيتَ | حُفِظت من كل مكروه. |
تَنَحَّى | مَال عن جهته، وابتعد عن طريقه. |
الشَّيطَان | من الشَطَن: البُعد، أي البعد عن كل خير، والشيطان معروف، وكل عات متمرد من الجن والإنس والدواب يقال له شيطان. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".