المعطي
كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُكْثِرُوا الكلام بغير ذِكْرِ الله؛ فإن كَثْرَة الكلام بغير ذِكْرِ الله تعالى قَسْوَةٌ للقلب! وإن أبْعَدَ الناس من الله القَلْبُ القَاسِي».
[ضعيف.] - [رواه الترمذي.]
نهى النبي ﷺ عن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى، وذكر أنه مما يُقَسِّي القلب ويضفي عليه غشاوة، فلا تجده يتأثر بالموعظة، ولا يأتَمِرَ بمعروف ولا ينتهي عن منكر؛ لكثرة الغشاوة التي على قلبه، وذكر أن أبعد الناس عن الله صاحب القلب القاسي. والحديث ضعيف، ولكن يغني عنه: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت) متفق عليه، والأدلة في الحث على الذكر والتحذير من الغفلة كثيرة، فمعناه قد ورد في النصوص الصحيحة.
قسوة للقلب | غِلَظَهُ وعدم تأثره بالمواعظ. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".