الجبار
الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجَاءٌ».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
بما أن التحصن والتعفف واجب، وضدهما محرم، وهو آتٍ من قبل شدة الشهوة مع ضعف الإيمان، والشباب أشد شهوة، خاطبهم النبى ﷺ مرشدا ًلهم إلى طريق العفاف، وذلك أن من يجد منهم مؤنة النكاح من المهر والنفقة والسكن، فليتزوج لأن الزواج يغض البصر عن النظر المحرم ويحصن الفرج عن الفواحش، وأغرى من لم يستطع منهم مؤنة النكاح وهو تائق إليه بالصوم، ففيه الأجر، وقمع شهوة الجماع وإضعافها بترك الطعام والشراب، فتضعف النفس وتنسد مجارى الدم التي ينفذ معها الشيطان، فالصوم يكسر الشهوة كالوجاء للبيضتين اللتين تصلحان المنى فتهيج الشهوة.
يا معشر | المعشر: هم الطائفة الذين يشلمهم وصف. |
الشباب | جمع شاب، وهو اسم لمن بلغ حتى يكمل ثلاثين ثم هو كهل إلى أن يجاوز الأربعين ثم شيخ.وخص الشباب بهذا الخطاب لأن الغالب وجود قوة الداعي فيهم إلى النكاح بخلاف الشيخ وإن كان المعنى معتبراً إذا وجد السبب في الكهول والشيوخ أيضًا. |
من استطاع | من أطاق منكم . |
الباءة | المراد بالباءة هنا القدرة على مؤن النكاح، وهو في اللغة الجماع، أي من استطاع منكم مؤنة النكاح فليتزوج ،ومن لم يستطع فليصم لدفع شهوته. |
أغض للبصر | أشد حفظاً للبصر من النظر في الحرام |
وأحصن للفرج | أشد منعاً له من الوقوع في الفاحشة |
ومن لم يستطع | من لم يقدر على مؤن النكاح أو نفس النكاح مع توقان إليه |
فعليه بالصوم | بمعنى: ليلزم الصوم. |
فإنه | الصوم. |
الوجاء | وِجاء هو رض عروق الخصيتين، فتذهب بذهابهما شهوة الجماع، وكذلك الصوم، فهو مُضعِف لشهوة الجماع، ومن هنا تكون بينهما المشابهة. |