عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «بينما رجل يمشي في حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ رأسه، يَخْتَالُ في مَشْيَتهِ، إذ خَسَفَ اللهُ به، فهو يَتَجَلْجَلُ في الأرض إلى يوم القيامة".
[صحيح.] - [متفق عليه.]
شرح الحديث :
أخبر النبي ﷺ أن رجلاً كان يمشي متكبرًا وهو يلبس ثياباً حسنة، وممشط شعره، فخسف الله به الأرض، فانهارت به الأرض وانغمس فيها، واندفن فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة؛ لأنه -والعياذ بالله- لما صار عنده هذا الكبرياء وهذا التيه وهذا الإعجاب خسف به. وقوله: "يتجلجل في الأرض"، يحتمل أنه يتجلجل وهو حي حياة دنيوية، فيبقى هكذا معذباً إلى يوم القيامة، معذباً وهو في جوف الأرض وهو حي، فيتعذب كما يتعذب الأحياء، ويحتمل أنه لما اندفن مات كما هي سنة الله عز وجل، مات ولكن مع ذلك يتجلجل في الأرض وهو ميت فيكون تجلجله هذا تجلجلاً برزخياً لا نعلم كيفيته، والله أعلم المهم أن هذا جزاؤه والعياذ بالله.
معاني الكلمات :
حُلة | إزار ورداء، ولا تسمى إلا إذا كانت ثوبين. |
يختال | يتكبر. |
خسف الله به | غيّبه في الأرض. |
مرجل رأسه | أي: ممشطه. |
يتجلجل | أي: يغوص وينزل. |
فوائد من الحديث :
- حرمة الكبر والخيلاء، وسوء عاقبة من اتصف بهما.
- المبالغة في الملبس والتأنق يدخل في نفس العبد الاختيال والعجب، ولكن التجمل دون مبالغة ودون عجب جائز.
- إثبات عذاب القبر.
المراجع :
1-شرح صحيح مسلم (63/14).2-فتح الباري (260/10).
3-كنوز رياض الصالحين (41/9).
4-شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (549/3).