عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما قال: «خرج رسول الله ﷺ إلى قُبَاءَ يُصَلِّي فيه»، قال: «فَجَاءَتْه الأنصار، فَسَلَّمُوا عليه وهو يُصلِّي»، قال: " فقلت لبِلاَل: كيف رأَيْت رسول الله ﷺ يَرُدُّ عليهم حِين كانوا يُسَلِّمُونَ عليه وهو يُصلِّي؟ "، قال: يقول هَكَذا، وبَسَطَ كفَّه، وجعل بطنه أسفل، وجعل ظَهْرَه إلى فوْق.
[صحيح.] - [رواه أبو داود والترمذي وأحمد.]
شرح الحديث :
يبين الحديث الشريف جواز رد السلام بالإشارة حال الصلاة لفعل النبي ﷺ ذلك مع الأنصار حين سلموا عليه وهو يصلي في مسجد قباء، وصفته ببسط الكف فقط.
معاني الكلمات :
كيف |
اسمٌ جامدٌ يأتي على وجهين، فيكون شرطًا، ويكون استفهامًا، وهنا للاستفهام. |
يقول هكذا |
الأصل في القولِ هو النطقُ باللسان، إلاَّ أنَّه يعبَّر به عن الفعل. |
بسط كفَّه |
نَشَرَهَا، ضِدّ قبضها. |
كفه |
الكف:هي راحةُ اليد مع الأصابع. |
فوائد من الحديث :
-
حِرْصُ ابن عمر-رضي الله عنهما- على سُنَّةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وتتَبُّعِ آثاره، فما فاته من سنته يسألُ عنه من حضره.
-
أنَّ الإشارة في الصّلاة لا تُبْطِلُهَا، ولو كانت إشارةً مفهومة تكفي عن الكلام، سواءٌ أكانتْ بالرأس، أو باليد، أو بالعين، أو غيرها.
-
أنَّ الحركة إذا كانَتْ قليلةً لحاجة لا تُبْطِلُ الصلاة، فهذا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يبسط يده لكل مُسَلِّم عليه.
-
جوازُ السلام على المصلِّي، فإنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- لمَّا سلَّم من الصلاة، أقرَّهم، ولم ينههم عن ذلك.
-
استحباب رَدِّ السلام من المصلِّي بالإشارة.
-
حُسْنُ خلق النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنَّه يأتي أبوابَ الخيرات بِحَسَبِ حاله فيها، وهو بهذه الأعمالِ يأتي فعلَ الخير، ويشرعه لأمته، عليه الصلاة والسلام.
-
استحبابُ زيارة مسجد قباء، والصلاةِ فيه لِمَنْ هو في المدينة.
المراجع :
سنن الترمذي، تحقيق: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، بيروت.
السنن، لأبي داود سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني الأزدي، دار الفكر، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد.
مسند أحمد بن حنبل، لإبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، تحقيق أبو المعاطي النوري، عالم الكتب.
منحة العلام في شرح بلوغ المرام، تأليف عبد الله بن صالح الفوزان، ط 1، 1427هـ، دار ابن الجوزي، الرياض.
توضيح الأحكام من بلوغ المرام، لعبدالله بن عبد الرحمن البسام، مكتبة الأسدي، مكة، ط الخامسة 1423هـ.
سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها للألباني، ط1، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، 1422هـ.
مفردات ذات علاقة :
ترجمة هذا الحديث
متوفرة باللغات التالية